حكم مــــــــــرسى عائلى جدا
رغدة ابو رجب
قبل الثورة كانت مصر تترقب بحذر شديد خطوات الرئيس القادم الذى سيأتى بعد مبارك.. والذى بدأ العمل فى السياسة منذ عام 2000 تقريبا بدعم كامل من أجهزة الدولة، التى كانت تتعامل معه من هذا المنطلق.. رئيس مصر القادم.
جمال مبارك هو وريث عرش والده أو هكذا كان الحلم قبل انتفاضة الشعب ضد الظلم، هذا الاسم الذى كان مطروحاً بشكل علنى أمام جماهير المصريين، حتى إن بعضهم كان لا يمانع من الفكرة ويرى فيه بعض الآمال، أى أننا قبل الثورة كنا نعانى من فكرة التوريث الأحادى وهى أحد أهم الأسباب التى قامت من أجلها الثورة.. أما الآن وبعد مرور عامين نجد أنفسنا أمام توريث متعدد لأبناء مرسى وجماعته وأيضا معارضيه.
فقد كان من أبرز الانتقادات التى وجهها المراقبون للأحداث داخل البلاد قبل اندلاع ثورة يناير، وبعدها إلى مبارك، هو تغاضيه عن تدخلات ابنه «جمال» فى إدارة شئون البلاد، والتلاعب وأصدقاؤه بمقدراتها، حيث اعتبر البعض أن تلك التدخلات والتلاعبات كانت المسمار الأقوى فى نعش مبارك ورحيله عن الحكم.
بداية من الرئيس الحالى محمد مرسى فنجد أنه بالرغم من مرور عام واحد فقط على توليه السلطة إلا أن انتشار أولاده فى الحياة السياسية ظهر سريعا «مقارنة بأولاد مبارك، كما أن ظهورهم غالبا» ما كان مقترناً إما بواقعة ضرب أو سب إما لمعارضى والدهم أو حتى للضباط المكلفين بحراستهم.
فقبل أن يصبح مرسى رئيسا للجمهورية كان هناك واقعة بتعدى أولاده أحمد محمد مرسى وعمرو محمد مرسى على النقيب محمد عبدالله فؤاد فى دورية شرطة فى محافظة الشرقية وصفعه على وجهه لمطالبتهم برخص القيادة وسأل ابن مرسى الضابط «أنت مش عارف أنا ابن مين» وكان وقتها محمد مرسى رئيسا لحزب الحرية و العدالة وأحد قادة جماعة الإخوان المسلمين. وأسفرت هذه الواقعة التى ليست الأولى من نوعها عن تحرير محضر وذهاب مرسى إلى قسم أول الزقازيق لمحاولة الصلح ولكن الضابط أصر أن يأخذ القانون مجراه وهدد الضباط بالاعتصام ولكن حدث الصلح.
وهى ليست الواقعة الأولى التى يعتدى فيها أبناء مرسى على ضباط الشرطة، فبعد توليه منصب رئيس الجمهورية حدثت مشادة كلامية بين عبدالله محمد مرسى، والملازم أول أحمد حمدى، من قوة مركز شرطة ههيا، مسقط رأس الرئيس، بسبب ما رآه أصغر أبناء مرسى تأخراً من أحد جنود التأمين فى فتح الحواجز الحديدية، لسيارة WMB كان يقودها وبجواره صديقه، فنزل نجل الرئيس وصديقه من السيارة، واشتركا فى توبيخ أفراد التأمين، حتى وصل صوتهما للضابط، الذى كان جالساً بجوار مكان التأمين.
ووفق رواية قوة التأمين، فإن عبدالله بادر الضابط بالأمر: قوم أقف وانت بتكلمنى، فوقف، ثم طلب منه تحديد هويته، فاستشاط الابن الأصغر لمحمد مرسى، وصرخ فيه: «إنت ماتعرفنيش؟!»، فكرر الضابط سؤاله: «عايز أعرف مين حضرتك»، فهدده عبدالله، منفعلاً: «وحياة أمك لأقلعك البدلة الميرى إللى أنت لابسها وهخليك تيجى تبوس الجزمة».
وتوجه الضابط، حمدى، للقاء مدير أمن المحافظة، اللواء محمد كمال جلال، الذى وعده بتصعيد الأمر لوزير الداخلية، وقال حمدى إنه متمسك بالحصول على حقه، ورد اعتباره باعتذار علنى من أصغر أبناء مرسى، رافضاً ضغوط قيادات الوزارة بتجاهل الموضوع. وفى حين قال حمدى إنه تلقى اتصالاً من أسامة، أكبر أبناء مرسى، وإنه اعتذر له نيابة عن شقيقه الأصغر، إلا أنه تمسك باعتذار علنى من عبدالله.
هذا بالإضافة الى تصريحاتهم المثيرة للجدل على الفيس بوك وتويتر فعبدالله الابن الأصغر «آخر العنقود» بدأ بإهانته لمعارضى الرئيس، ووصفه فى إحدى المرات لأحدهم بـ«البغل»، وهو ما أثار حفيظة كثير من القوى الثورية والإعلاميين.
ومن الأزمات التى كان نجل الرئيس بطلها، هى إهانته لأحد الصحفيين أثناء تأدية عمله الصحفى، وهو محمد أحمد المالكى مراسل صحيفة «الوادى» بالشرقية، والذى قال «إن عبد الله محمد مرسى نجل الرئيس الأصغر اعتدى عليه لفظياً أثناء تغطيته تجهيزات دفن شقيقة الرئيس، وأضاف أنه أثناء تصوير بعض التجهيزات الخاصة للعزاء جاء عبدالله نجل الرئيس بسيارة مرسيدس سوداء اللون، حسب رواية المالكى، واستولى على الهاتف الذى كان يصور به، وبدأ مسلسل الشتائم والقول له «سيبونا فى حالنا».
فضلا عن تحديه للمتظاهرين المعارضين لوالده، ذلك التحدى الممتزج بإشارات وعبارات بذيئة، وذلك خلال تظاهر العشرات أمام منزل الرئيس بالشرقية فى وقت سابق، ومحاولة الأمن تهدئتهم، خرج عليهم «عبدالله» نجل الرئيس الأصغر، وأشار لهم بإشارات بذيئة أثارت حفيظتهم، ودفعتهم لمواصلة تظاهرهم ومحاولة الاعتداء على المنزل إلى أن صعد أحد القيادات الأمنية إلى منزل الرئيس لمطالبة «عبدالله» بالكف عن تلك الأفعال التى تثير المتظاهرين.
لم تقف الأزمات على أولاد مرسى فقط بل امتد ليشمل جميع أبناء و أقارب جماعة الإخوان المسلمين فمثلا نجد أن مناقصة الغاز الطبيعى التى طرحتها الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، للشركات العالمية لاستيراد مليار قدم مكعب يوميًا، والتى تم الانتهاء منها منذ 4 أشهر، وتم تحويلها إلى مجلس الوزراء لإعلان نتائجها، سيتم إسنادها بالأمر المباشر إلى قطر.ويذكر أنه من المقرر أن يحصل نجل خيرت الشاطر وأحمد أبوهشيمة رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة حديد المصريين بعملية الاستيراد.
كما هاجم سعد خيرت الشاطر، نجل نائب مرشد الإخوان، المهندس خيرت الشاطر، هيثم أبوخليل، العضو السابق فى الجماعة، ومدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، رداً على مقال تحدث فيه أبو خليل عن ثروات الشاطر، وصعوده فى الجماعة، ودوره فى «صفقة انتخابات 5002 مع أمن الدولة».
كما كتب على الصفحة الشخصية لأبوخليل: سألنا عايز أعرف إنت بتضرب إيه قبل ما تكتب الكلام «ده»، وتابع: كل اللى أقدر أقوله لك حاجتين.. أولهم موتوا بغيظكم، والحاجة الثانية أبقى اتغطى كويس قبل ما تنام لأن شكلك بتحلم بكوابيس جامدة.. والله هم يضحك لما يبقى فيه ناس «زيك».
وأضاف سعد: نصيحة أحسنلك من روزا اليوسف تروح مع توفيق عكاشة.. أنا بس رديت ليس لك ولكن لكل من دخل هنا أو سيدخل لأنه ينطبق عليك (القول) «لا تجادل السفيه فيحتار الناس فى التفريق بينكما.. وأسيبك بقى لكوابيسك.
من جانبه، رد أبوخليل على نجل الشاطر قائلا: تعليقك المتدنى على صفحتى الشخصية، يوضح وبامتياز فشل المهندس خيرت الشاطر فى تربية ابنه فكيف نسلمه قيادة وتربية شعب بأكمله.
وردا على باسم يوسف وبرنامجه البرنامج قام سعد الشاطر دفاعا عن الرئاسة عمل فيديو لباسم يحمل اسم «للبرنامج مش برنامج» صممه المونتير عز عبدالرءوف بالتعاون مع سعد الشاطر للرد على باسم.
هذا وقد هدد سعد خيرت الشاطر مهاجمى مقرات جماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة، قائلاً: «يا منادو الديمقراطية، اتقتل واحد إخوان عشان معارضين قرارات الرئيس، مين اللى بيعمل حرب أهلية.. احذروا فالإخوان عندهم فائض من الرجولة!.وقال فى كلمة له عبر صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «أن يختار البعض بين أن يسمع الرئيس كلامهم أو الفوضى هو امتداد لفلسفة النظام القديم الفاسد! ليست هذه معارضه يا متنورين»!.يأتى ذلك تعليقاً على وفاة إسلام فتحى مسعود البالغ من العمر 51 عاماً، عضو جماعة الإخوان المسلمين، بمدينة دمنهور، خلال اشتباكات بين متظاهرين ومنتمين لجماعة الإخوان.
فأبناء خيرت الشاطر وغيرهم من أبناء الجماعة يتعاملوا الآن سواء مع المعارضة أو حتى مع الشعب المصرى بمنطلق أن مصر ملك لهم فقط وأنهم يمتلكون الحق فى الدفاع عن معتقداتهم ولو كان على حساب الآخرين.
فضلا عن الأزمة التى حدثت مع خديجة ابنة نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، بإلغاء النشيد الوطنى من طابور الصباح واستبداله بأحد الأناشيد الجهادية اسمه «بلادى بلادى اسلمى وانعمى». و هو الشىء الذى نفته وزارة التربية والتعليم والتحقق من صحته بعد تقديم الأهالى لشكاوى. وأكدت الوزارة أن النشيد اشضلوطنى مازال يردّده طلاب المدرسة فى طابور الصباح بشكل يومى ولم يتم إلغاؤه، مشيرًا إلى أن المدرسة تجعل الطلاب يردّدون أناشيد أخرى أثناء الطابور وأثناء الصعود للفصول، لكنها أناشيد عادية لا علاقة لها أبدًا بجماعة الإخوان المسلمين.
ومع الأزمة التى يعيشها أغلب جموع الشعب من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة ظهرت خديجة خيرت الشاطر، على الفيس بوك ووصفت الأزمة بـالشىء المزعج. ودوّنت «خديجة» الظروف التى تمر بها أسرتها فى ظل انقطاع الكهرباء: «البيت كله مريض، ونحتاج النور لمتابعة مرض الأطفال على الأقل، خاصة لما يكون فيه كحة وقىء وضيق خلق للعيانين وإللى بيمرضهم». ولكن هذا لم يمنعها من البحث عن جوانب إيجابية للأزمة، فكتبت: «ظلمة البيت مدعاة للسؤال: وماذا سنعمل فى ظلمة القبور، وماذا أعددنا للحياة فى اللحود، وماذا عن أهل سوريا وغزة وهم بلا نور أو وقود. وهى التصريحات التى أثارت حفيظة الكثيرين.
على صفحتها على الفيس بوك و تحديدا أثناء فتح باب الترشح للرئاسة أكدت خديجة بأن والدها كان لا يرغب فى الترشح وكان يدعم أبوإسماعيل حتى أكدت جهات سيادية فى الدولة اازدواج جنسية والدة أبوإسماعيل مما دفع خيرت إلى الترشح بالرغم من أنه لم يكن يريد هذا المنصب. وهى الحقيقة التى أذاعتها خديجة بالرغم من إنكار أبوإسماعيل لجنسية والدته حتى الآن.. فعائلة الشاطر على دراية بجميع خبايا الدولة.
وفى واقعة أخرى لأبناء وأقارب الجماعة المسيطرين على جميع أجهزة الدولة حتى فى تعيينات النيابة الإدارية محمد طوسون المحامى ووكيل نقابة المحامين ورئيس اللجنة التشريعية بالشورى عن حزب الحرية والعدالة الحاكم، قام بتعيين ابنه بالنيابة العامة واستبعاد أوائل خريجى الكليات. وأن ابن شقيق الدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى أحد من شملتهم الكشوف وأن الكشوف أعدت بواسطة المستشار أحمد مكى وزير العدل دون تصديق مجلس القضاء الأعلى.
وردا على التعيينات وجه البلتاجى رسالة إلى مرسى على الفيس بوك قال إن صحت واقعة تعيين ابن الأستاذ محمد طوسون رئيس اللجنة التشريعية فى مجلس الشورى بالنيابة العامة متخطيا من هم أحق منه وبوساطة رئيس نادى القضاة اوالنائب العام السابق فى هذا التعيين!!!. فإنه - على الأقل - يجب على الحزب مطالبة الأستاذ محمد طوسون بالتنحى عن رئاسة اللجنة لتقوم اللجنة بواجباتها دون حساسيات ولا حسابات ولا مواءمات، وفى كل الأحوال على المجلس الأعلى للقضاء المسئول عن هذه التعيينات أن يفسر «بشفافية» القواعد التى ما زال يتم بها اختيار المعينين بالقضاء بعد الثورة. ولم يتحدث عن ابن شقيقه.
وفى المعارضة أيضا نجد سلمى الصباحى والتى كانت تعمل مذيعة فى قناة صدى البلد وتم اتهامها بالنصب الإلكترونى فى قضية تناولتها جميع أجهزة الإعلام. والتى قضت فيها سلمى أكثر من 6 أيام على ذمة القضية وتطوع فى الدفاع عنها الكثيرون من أصدقاء الصباحى. وهى القضية التى أخذت الاتجاه السياسى خاصة بعد أن تعامل الكثيرون معها على أنها طريقة للضغط على صباحى للعدول عن بعض آرائه.
ومن ناحية أخرى كانت قد نشبت أزمة فى مجلس الدولة بسبب تعيينات الدفعة الجديدة، وهى الأزمة التى تسبب فيها وجود ابن المستشار محمود مكى نائب رئيس الجمهورية السابق فى المرشحين للتعيين بمجلس الدولة، وقد تعطلت النتيجة أكثر من مرة بسبب إلحاح مكى الأب على تعيين ابنه الحاصل على تقدير جيد رغم أن كل المرشحين من الحاصلين على تقدير جيد جدا. وكان المستشار أحمد مكى وزير العدل وشقيق نائب رئيس الجمهورية السابق قد اعترف بوجود أربعة من أبنائه فى وظائف النيابة، موضحاً أن ذلك كان فى إطار خطة لتطهير القضاء.. ولكن سرعان ما نفت وزارة العدل الخبر وأكدت أن ابن مكى لم يقبل من ضمن تعيينات مجلس الدولة.
وأخيرا بعد عرض بعض نماذج لأولاد المسئولين الحاليين فى الدولة نجد أنفسنا أمام توريث متعدد بين قادة الجماعة أو حتى المعارضة التى يصفها جموع المصريين بالهشة، أما قبل الثورة فكان التوريث محدداً وهو جمال مبارك وهو أحد أهم أسباب قيام ثورة 52 يناير، أما الآن فهل سينتفض الشعب المصرى أمام ما نراه من مهازل من أبناء النخبة السياسية فى مصر.