السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الإنقاذ الفورى للرهائن.. حتى لو بالدم!

الإنقاذ الفورى للرهائن.. حتى لو بالدم!
الإنقاذ الفورى للرهائن.. حتى لو بالدم!



 
 
 
 
أرهقنا هذا الموضوع بحثا فى ملفات عمليات الاختطاف، وكان هدفنا أن نكشف أسلوب تعامل الحكومات المختلفة حول العالم فى مثل هذه الظروف، حتى فى الدول التى سقطت فى يد الأنظمة الإسلامية من الجزائر إلى أفغانستان وباكستان وإيران، وشمل أيضا تذكيرا بتعامل الأنظمة المصرية السابقة خاصة عبدالناصر والسادات اللذين كانا يحركان قواتهما ومقاتلاتهما فى أى مكان خارج أو داخل مصر وفورا للحفاظ على كرامة وحياة أى رهائن أو مواطنين مصريين فى خطر!لم نكن مع السرعة فى استخدام القوة، لكن واقعيا وميدانيا تأخر التعامل كثيرا مع الحدث بحجة أنه بدأت المفاوضات، ولم تكن هناك أى مفاوضات،
 
 
 
 
وبالرغم من أن العملية تمت غالبا بالتفاوض فإن آراء أغلب  المحللين العسكريين المصريين تنحصر فى أن التفاوض مع الجماعات الإرهابية فى سيناء يضع الجيش فى موقف ضعف، ويؤكد سيطرة الإرهابيين على المنطقة مما يجعل مطالبهم مشروعة وهو ما يضع الجيش فى مأزق، وهى وجهة نظر مفهومة جدا، خاصة مع تزايد وتيرة العنف فى سيناء، وهو الشىء المتوقع فى الفترة المقبلة خاصة وأننا لم نعثر على الضباط الثلاثة المصريين وأمين الشرطه المخطوفين منذ ما يقرب من عامين.
ولكن مصر ليست الدولة الوحيدة التى تتعرض لمثل هذه العمليات الإرهابية، فالعديد من الدول على رأسها أمريكا شنت العديد من الهجمات بشأن القضاء على الإرهاب، بعض هذه الدول  تفاوض مع الإرهابيين فى سبيل إطلاق سراح الرهائن ومنهم من قام بتحريرهم بعمليات عسكرية.ففى عام 2002 احتجز 50 شيشانياً 850 رهينة داخل مسرح إشكيرياب فى موسكو، مطالبين السلطات الروسية بانسحاب قواتها من الشيشان وإنهاء الحرب الشيشانية الثانية، وبعد يومين من الحصار اقتحمت القوات الروسية المسرح وقتلت 39 من المحتجزين، وما يزيد عن 129 رهينة.
وفى عام 1984م اختطف خمسة أشخاص طائرة ركاب كويتية نقل 161 راكبا بالإضافة إلى طاقم الطائرة خلال رحلة لها من الكويت إلى كرا تشى وأرغموها على الهبوط فى طهران واستقل المختطفون الطائرة خلال توقفها فى دبى وهددوا بنسف الطائرة ومن عليها إذا لم تلب الحكومة الكويتية مطالبهم بالإفراج عن المعتقلين السبعة عشر فى السجون الكويتية بتهمة أحداث التفجيرات التى وقعت فى شهر ديسمبر من عام 1983م ولقد قتل المختطفون شخصين أمريكيين خلال مراحل العملية.
وبعد الفشل فى تسوية سلمية فكر الإيرانيون فى العمل العسكرى لإنهاء العملية، ولكن تأخر هذا العمل كان يستهدف إرهاق الخاطفين وإخلاء الطائرة من أكبر عدد ممكن من الركاب لتقليل نسبة الخسائر فى الأرواح وبالفعل قامت مجموعة انتحارية من حرس الثورة الإيرانى باقتحام الطائرة حيث استخدموا القنابل المسيلة للدموع واستطاعوا تحرير الرهائن بعد استسلام المختطفين. وبالرغم من التدخل العسكرى لم تقف عمليات خطف الطائرة الكويتية إلى هذا الحد فقد تم خطف طائرة كويتية أخرى من طراز بوينج 747 فى الخامس من أبريل عام 1988 للمطالبة بنفس المطالب، وذلك فى رحلتها من بانكوك إلى الكويت وعلى متنها 97 راكبا من جنسيات مختلفة من بينهم ثلاثة من العائلة الحاكمة فى الكويت و 15 فردا هم طاقم الطائرة وفى أثناء تحليقها فوق البحر العربى فى أجواء سلطنة عمان وقف أحد الخاطفين بمسدس ليعلن خطف الطائرة وإرغامها على تغيير مسارها والهبوط فى مطار الإيرانى تلك الحوادث التى راح ضحيتها 6 أشخاص وأصيب 87 مواطنا ولكن جاء موقف الكويت حاسما برفض مطالب القراصنة وعدم خضوعها للابتزاز وأنها لن تقايض الإرهاب بأشخاص سبق للقضاء العادل أن أصدر أحكامه بحقهم عما ارتكبوه من جرائم.
وفى يوم 8 أبريل سمحت السلطات الإيرانية للطائرة بالإقلاع برغم إعلان جميع مطارات العالم أنها لن تستقبل الطائرة، وذلك بعد أن كان القراصنة قد أفرجوا عن 57 راكبا من غير العرب وراحت الطائرة تحوم فى سماء المنطقة  وعندما لم يفلح الطيار فى الهبوط لم يجد بدا من الاتجاه إلى مطار لارناكا القبرصى ولتجنب حدوث كارثة سمحت السلطات القبرصية بهبوط الطائرة فى مساء اليوم نفسه الجمعة .وأمام إصرار الكويت على عدم تنفيذ مطالب الخاطفين أقدموا على قتل اثنين من الرهائن الكويتيين فى جريمة بشعة من جرائم الإرهاب حيث حملوا الجثث وهى ترتجف وألقوا بها من باب الطائرة وذلك كإعلان لجديتهم وإصرارهم على تحقيق مطالبهم.
وبعدها أفرج الخاطفون عن 12 رهينة فى مقابل تزويد الطائرة بالوقود والسماح لهم بالتوجه إلى مطار هوارى بومدين بالجزائر حيث وصلت فى فجر اليوم نفسه ونجح المفاوضون الجزائريون فى الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن فى مقابل تأمين سفر الخاطفين إلى دولة أخرى «سوريا» وبذلك انتهت أزمة اختطاف الطائرة بعد احتجاز دام لمدة 16 يوما.أما مصر فقد شهدت فى تاريخها الماضى ما يقرب من خمس حوادث لخطف طائرات وقد فشلت جميعها ما عدا واحدة فقط، ولقد قام بها مواطنون مصريون فى ثلاث منها، فى حين قام راكب صومالى و3 عملاء للمخابرات الليبية بمحاولتين.
و إحدى هذه العمليات هى التى قام بها شقيقان مصريان وكانت الطائرة متجهة من القاهرة إلى أسوان فقاما بتحويل مسارها والتوجه إلى السعودية وكان على متن الطائرة 30 راكبا بخلاف طاقم الطائرة.وعادت الطائرة فى مساء اليوم نفسه وتم حجز المختطفين تمهيدا لإرسالهم إلى القاهرة حيث تمت محاكمتهم أمام محكمة عسكرية وقد حكم بالأشغال المؤبدة على الأول و7 سنوات على الثانى .و فى أغسطس 1971 قام بها راكب صومالى لطائرة تقل 90 راكبا بالإضافة إلى طاقمها وكانت الطائرة متجهة فى رحلة إلى عمان بالأردن وحاول المختطف تغيير اتجاهها إلى إسرائيل إلا أن حارس أمن الطائرة استطاع القبض عليه وتسليمه إلى السلطات الأردنية.
وفى 23 أغسطس 1976 كان موعدنا مع عملية فاشلة أخرى لـ3 عملاء للمخابرات الليبية أردنيان ومصرى حيث كانت الطائرة فى رحلة داخلية متجهة إلى الأقصر ولقد استولى المختطفون على الطائرة وهددوا بنسفها إذا لم يتم الإفراج عن المتهمين فى محاولة اغتيال «المحيشى» ولقد استطاع قائد الطائرة خداع المختطفين والنزول فى مطار الأقصر المصرى حيث قام أفراد قوات الصاعقة باقتحام الطائرة وأفرجوا عن الرهائن.
وهناك عملية اختطاف الطائرة المصرية  فقد كانت من نوع جديد وغريب تماما، فقد بدأت الأحداث بعد إقلاع الطائرة التابعة لشركة مصر للطيران من مطار أثينا متجهة إلى القاهرة، وبعد 20 دقيقة من الإقلاع فوجىء الركاب بثلاثة أشخاص يتركون مقعدهم فى مقدمة الطائرة ويخرجون مسدسا وقنابل يدوية وغرابة العملية الإرهابية تكمن فى أن الإرهابيين على امتداد 24 ساعة منذ لحظة بدء الأحداث وحتى وقت اقتحام الطائرة لم يكشفوا عن هويتهم أو أهدافهم أو مطالبهم مما اضطر القيادة المصرية إلى اتخاذ قرار اقتحام الطائرة بعد استئذان السلطات المالطية وكان من الأسباب التى دعت القيادة المصرية إلى سرعة اتخاذ قرار الاقتحام وذلك لإطلاق الإرهابيون النار على سبعة من ركاب الطائرة وألقوا بهم من باب الطائرة فى مطار فاليتا وكان الإرهابيين يرقصون ويهللون بعد إطلاق الرصاص على كل ضحية جديدة.
كما هددوا بقتل راكب كل ساعة ثم كل ربع ساعة إذا لم تستجب سلطات مالطة لمطالبهم بتزويد الطائرة بالوقود دون ذكر الجهة التى كانوا ينوون الاتجاه إليها. هذا وسمح الإرهابيون بعد هبوط الطائرة بساعة بإطلاق سراح 11 سيدة مع احتجاز أطفالهن بالطائرة، وقيدوا الركاب إلى كراسيهم، وهو الأمر الذى أدى إلى عدم قدرتهم فيما بعد على الهرب من النيران عند اشتعال الطائرة.
وإزاء هذا الموقف المحير كان هناك ثلاثة خيارات أمام الأطراف التى كانت تبحث عن مخرج لهذه المشكلة، وهو أن تسمح سلطات مالطة للطائرة بالتزود بالوقود وتتركها تطير إلى الجهة التى سيعلنها المختطفون فيما بعد ولكن هذا الخيار كان مستحيلا أولا لإصابة جسم الطائرة ثانيا لأن السلطات المالطية رأت أن الإرهابيين ارتكبوا أكثر من جريمة قتل وأنه يجب ألا يترك هؤلاء القتلة يفلتون.أو محاولة التفاوض مع الإرهابيين على أمل إطالة الوقت حتى يصابوا بالإرهاق ولكن اصطدم ذلك برفض السفير الليبى التحدث مع المختطفين عدم إفصاح الإرهابيين عن قضيتهم ولا مطالبهم مما لم يجعل هناك محورا للتفاوض معهم .

إنهاء العملية الوحشية بسرعة حيث راح الإرهابيون يمارسون القتل فى الركاب الأبرياء بدون هدف ولقد كان البحث هل يتم اقتحام الطائرة بالاعتماد على قوة أجنبية أمريكية مثلا أو تقوم مصر بنفسها بقواتها الخاصة باقتحام الطائرة وهو القرار الذى اتخذته القيادة المصرية لذلك تقرر أن تتم عملية الاقتحام فى الظلام الحالك وتم إفراغ الهواء من عجلات الطائرة ضمانا لعدم تحليقها ثم قامت مجموعة الاقتحام «25» فردا بوضع عبوات ناسفة على أبواب الطائرة وبعد لحظات من انفجار العبوات اندفع 6 أفراد من باب مخزن الطائرة وأطلقوا 7 طلقات على الإرهابيين وفى الوقت نفسه ألقى الإرهابيون ثلاث قنابل فسفورية حارقة  واستطاعت قوة الاقتحام خلال ذلك أن تقتل اثنين من الإرهابيين وأصابت الثالث بينما تمكن قائد الطائرة من قتل الإرهابى الرابع ببلطة ولقد استغرقت عملية اقتحام الطائرة خمس دقائق وكان يمكن أن تسفر عملية الاقتحام عن إصابة الإرهابيين فقط دون تعريض راكب واحد لأى خطر لولا القنابل الفوسفورية الحارقة التى ألقاها الإرهابيون، حيث إنها تنتج درجة حرارة تصل إلى «1000م» وانطلاق الشظايا بالإضافة إلى انبعاث غاز «أكسيد الفوسفور السام» ولقد أدى كل ذلك إلى حدوث الخسائر فى الركاب المقيدين فى الكراسى وعدم تمكنهم من الهرب من الحرائق والغازات السامة.
ورغم الضحايا الخمسين من ركاب الطائرة فإن العملية أوضحت بجلاء أن سياسة القيادة المصرية تجاه الإرهاب هى ألا تخضع للإرهاب ولا تستسلم للابتزاز وأنها سوف تواجه الإرهاب مهما كانت الخسائر وأن مصر لن تترك أى عمل إرهابى يمر بدون عقوبة.وفى بعض الأحيان تقوم القوات باقتحام المكان لتحرير الرهائن ويسفر هذا الاقتحام عن قتل الرهينة كالذى حدث للرهينة الفرنسية دانى أليكس الذى  اختطف من قبل الإسلاميين  فى جنوب الصومال والتى انتهت بالفشل إذ أسفرت عن مقتل الرهينة «على أيدى خاطفيه» إضافة إلى جنديين فرنسيين و17 إرهابيا، وقد أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن عملية الاقتحام جاءت نتيجة عناد الإرهابيين الذين رفضوا طوال ثلاث سنوات ونصف الدخول فى أى مفاوضات والذين احتجزوا دانى أليكس فى ظروف غير إنسانية تم التخطيط لعملية عسكرية وتنفيذها.
وفى الجزائر وتحديدا «فى عين أميناس شرقى البلاد»  يحتجز الإسلاميون العديد من الرهائن الأجانب فى عمليات متفرقة  والتى أسفر آخر هذ العمليات عن مقتل 37 من الرهائن الأجانب، بينما مازال خمسة آخرين فى عداد المفقودين.وقال رئيس الوزراء الجزائرى إن قوات الجيش الوطنى حاولت التفاوض مع المجموعة المسلحة، قبل أن تبدأ فى عملية تحرير الرهائن، لكن مطالب المجموعة كانت غير مقبولة وغير منطقية، مما دفع القوات إلى التدخل العسكرى، قد أكدت وزارة الداخلية الجزائرية أن الخاطفين جزائريون ويعملون تحت إمرة مختار بلمختار، الذى كان قائدا بارزا فى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى حتى أواخر العام الماضى.
وفى الفلبين احتجز مسلح حافلة سياح من هونغ كونغ طوال 12 ساعة، وتمكنت الشرطة من قتل المسلح الذى عرف عنه أنه مفتش شرطة مطرود من الخدمة، وهى الأزمة التى نقلتها شاشات التليفزيون بالبث الحى حول العالم.وقد قتل سبعة على الأقل من السياح الذين كانوا على متن الحافلة، وبعدها حاصرت القوات  الحافلة وحطموا نوافذها وأطلقوا النار عليها، لكن الخاطف أبعدهم بعد أن رد بإطلاق النار أيضا، وسرعان ما انتهت الأزمة عندما رمت الشرطة قنبلة مسيلة للدموع إلى داخل الحافلة واطلقت النار مجددا.هذا بينما تنتهج الإدارة الأمريكية مبدأ لا تفاوض مع الإرهابيين وأنها ترفض إبرام أى صفقة تبادل مع «إرهابيين»، وذلك ردا على عرض زعيم المجموعة الإسلامية التى تحتجز رهائن أجانب فى الجزائر وتنوى مبادلتهم الرهائن الأميركيين  بشخصين معتقلين فى الولايات المتحدة.