الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زمن الدراجات الهوائية.. بداٴ

زمن الدراجات الهوائية.. بداٴ
زمن الدراجات الهوائية.. بداٴ


مجموعة من الشباب - ولاد وبنات - يشكلون دائرة فى شارع التحرير، يركبون «عجل» كأنه ماراثون طويل.. اقتربت منهم وسألتهم فأخبرونى أنهم يحاولون الترويج لنشر ثقافة العجل فى مصر، خاصة أنها تعانى من أزمة فى البنزين والسولار ،فضلا عن التلوث الذى تتصدر مصر قائمته متفوقة على أكثر دول العالم تلوثا.. هل يمكن فعلا أن يتنازل المصريون عن ارتباطهم التاريخى بالمظاهر الكدابة، وإلى أى مدى يمكن أن تنتشر ثقافة العجل فى مصر؟

 
رئيس وزراء إنجلترا وفرنسا يذهبان للعمل بالدراجة ثم يبدآن يومهما بنشاط وطاقة نظرا لأخذ الجرعة الكافية من تحريك الدورة الدموية داخل جسده وهم ليس لديهم أزمة سولار أو اقتصاد، ومن هوايات الأمير الوليد بن طلال رجل الأعمال السعودى الذى صنفته مجلة «فوربس» الأمريكية من أغنى أغنياء العالم قيادة الدراجة الهوائية فى أوقات راحته فى الهواء الطلق، وفى بولندا يوجد متحف للدراجات الهوائية كما يبدو يوفر  لزواره المتعة والترفيه من خلال ركوب الدراجة وقبلها فى الهواء دون جهد.وفى السعودية سمحت هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للمرأة بقيادة الدراجة الهوائية بشرط أن تكون بكامل حشمتها ووجود محرم معها.وأشارت الهيئة إلى أن من حق المرأة التنزه بالدراجة.
ونظراً لطبيعة هولندا المنبسطة فإن سكانها يستخدمون الدراجات الهوائية بشكل كبير حيث تعد العاصمة الرسمية «أمستردام» واحدة من أكبر المدن استخداما للدراجات الهوائية فى العالم، حيث يبلغ عدد الدراجات التى تسير فى شوارع العاصمة الهولندية حوالى 80 ألف دراجة يعتمد عليها سكان المدينة البالغ عددهم 750  ألف نسمة خلال تنقلاتهم اليومية، وأمستردام تعد من أهم المدن التى تمتلك بنية تحتية نتيجة شيوع ثقافة الدراجات الهوائية بين المواطنين، ففيها نحو 400 كم من إجمالى مساحة المدينة مخصصة كمسارات  للدراجات على جوانب الطرقات وكذلك العديد من الأماكن الخارجية.
يهوى سكان أمستردام التجول بالدراجات نظرا لأنها غير مكلفة وسريعة وصديقة للبيئة، بالإضافة للفوائد الصحية والرياضية وانتشار الدراجات فى أمستردام يرجع لانتشار الحرية (كما يقول أهلها) ورغبة المواطن بالإحساس أنه سيد نفسه وسيد حركته وبعده عن التقييد بأى وسيلة مواصلات أخرى.يذهب رئيس وزراء هولندا «مارك روتتى»  إلى مقر حكومته بالدراجة الهوائية، ويرجع روتتى عمل هذا فى المرتبة الأولى بسبب التقليل من النفقات لسد عجز الموازنة للدولة..ومن المشاهد الطبيعية فى هولندا مصادفة أعضاء البرلمان وكبار الدولة بدراجاتهم الهوائية فى الشوارع العمومية دون أى حماية.
وكان السياسى «بيت هن دوتر» حينما كان مستشار الملكة لعام 2003  يذهب لمقر الملكة مستقلا دراجته الهوائية للتشاور معها فى شئون تشكيل الحكومة..والمشكلة الوحيدة التى تواجه الدراجات فى أمستردام هى السرقة، حيث إن أكثر من 8 آلاف دراجة يبلغ عن سرقتها سنويا لذلك فهم يتفننون فى طرق تأمينها فى الأماكن المختلفة.فى اليمن على نحو غير مسبوق شهدت إقبالا كبيرا على شراء الدراجة كوسيلة جديدة من وسائل النقل الرخيصة بعد ارتفاع أسعار المواصلات والبنزين بسبب الحالة الاقتصادية والسياسية السيئة .
لماذا لا يترك المصريون الفشخرة وينزلون إلى أرض الواقع؟ ويذهب كل شخص الى عمله القريب من بيته بدراجته الخاصة أو إلى أقرب مترو والبدء بعمل مسارات خاصة فى الشوارع للدراجات كما يفعل الآن جهاز تنظيم النقل بالقاهرة الكبرى من عمل مشروع «prt» من خدمة أتوبيسات ذات مستوى عالٍ جدا يكون لكل  أتوبيس حارة خاصة به دون عرقلة من العربات الملاكى والحكومة وإذا كانت الحجة فى عدم توافر جراجات وطرق للدراجات  فمن الممكن إجبار الدولة على عمل هذا إذا أردنا،فالدراجة لها روادها الذين لم يستسلموا لفقدانها.
بداية الفكرة كانت فى الإسكندرية حيث إن هناك جروباً يمشى فى الشارع بالدراجات كل يوم صباحا اسمه (Circle Egypt) تأسس فى 2007 لصاحبه أحمد الحيطى المسئول عن الموكب أثناء قيادته الدراجة وتأمين المرور فى الشارع وأيضا إعطاء الدراجة للسائق وظل مستمرا وتطور وانتشر بالقاهرة فى مصر الجديدة فى 2009 ونال إقبال الكثير وبدأت بالظهور فروع أخرى فى الزمالك وغيره لتنظيم ركوب الدراجات من ضمنها (Go Bike) وبعد قيام ثورة 25 يناير قام «محمد عبدالمنعم الصاوى» صاحب ساقية الصاوى بتبنى الفكرة فى نشر ثقافة الدراجات وبدعم الصاوى انتشرت وأقبلت عليها الأسر والشباب وتخرج كل دراجة فى مقابل 50 جنيها كل يوم جمعة فى الساقية وزاد عدد الرعاة لركوب الدراجات والاستمتاع بها مثل (4bike-Cyclub).
وقد تم عمل تجربة لنشر ثقافة ركوب الدراجة فى مصر قامت السفارة الهولندية بمصر بتنظيم يوم للدراجات يشرف عليه ويموله معهد النقل سعيا لنشر الثقافة التى ماتت منذ سنوات وشارك بها أكثر من 500 شخص وتواجدت حينها قوة من الداخلية لتسهيل المرور على الموكب وعربة إسعاف مرافقة للدراجات طول الرحلة لتفادى حدوث أى أزمات أو حوادث وقد تم إنشاء طريق مخصص للدراجات بمحافظة الفيوم، وتعد المبادرة الأولى من نوعها فى مصر للحد من المشاكل الناجمة عن عوادم السيارات الملوثة للبيئة وذلك باستخدام الدراجات كبديل للسيارات بهدف تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة خاصة غازات الاحتباس الحرارى ويقوم برنامج بالتعاون مع محافظة الفيوم وبرنامج الولايات ووزارة البيئة المتحدة UNPD مرفق البيئة العلمية ووزارة البيئة ويقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائى بـ50٪ من التكلفة والجزء الآخر يأتى بالمساهمة مع بعض المستثمرين بالتعاون مع وزارة البيئة الذى يكلف الوزارة 7 ملايين جنيه وفى مقابل ذلك توفير المليارات للمحافظة حيث تم اختيار 6 شوارع كبداية للتطبيق بمناطق الجامعة والحديقة الدولية وغيرهما وسيتم إنشاء جزيرة بالميدان «منشأة عبدالله» يحمل اسم المحافظة كمظهر جمالى وحضارى وقد تم تحديد 12 موقعا انتظارا للدراجة منها 4 كوحدات انتظار خارجية و8 وحدات انتظار داخلية بأحواش المدارس وجراجات المنشآت الحكومية المناسبة وأيضا عمل برامج توعية للاستخدام الآمن للدراجات وبرنامج المنح الصغيرة والتى سوف يتم التعامل معها فى الجمعيات الأهلية البسيطة بالفيوم والتى تكون حلقة الوصل فى برنامج التوعية لفوائد المشروع وبرامج التشجيع فى شراء الدراجات من خلال توفير العجلة للمواطنين بالتقسيط على 3 سنوات بتسهيلات ومزايا كبيرة.
المشروع بدأ فى ديسمبر 2010 وتم بالفعل الانتهاء من أعمال الرفع المساحى والعمرانى وأخذ القياسات المطلوبة للتنفيذ فى أفضل الأماكن بالمدينة التى تناسب عمل مسارات للدراجات والمشاة بدون تأثير على سير السيارات بالشوارع المختارة ولكن توقف التنفيذ بسبب أحداث الثورة واستكمل ديسمبر 2011 على أن يتم التنفيذ فى يوليو  .2012وإلى الآن لم يتم تنفيذ أو الانتهاء من المشروع وكذلك فى محافظة المنوفية التى كانت الثانية فى مصر بالبدء فى تنفيذها مشروع..الحفاظ على البيئة وكان مقترحاً تنفيذ المشروع فى باقى المحافظات إن أثبت نجاحه.
وبكل بساطة (4bice) عبارة عن فريق عمل له رؤية واضحة وهى أن تكون رائدة فى نشر ثقافة ركوب الدراجات إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص حتى يكون لكل منهم دراجة وسنسعى للوصول إليها ونحقق رؤيتنا من خلال القيام بمهمتنا ورسالتنا الأساسية على أكمل وجه ومن نشر ثقافة استخدام الدراجة كرياضة ممتعة وجدية..هذه الكلمات كانت لأحد رواد نشر استخدام العجل فى 4bice شعار الحياة ببساطة ودون تكبر وتعال من النزول بالدراجة وصاحبها محمد سليمان من الشباب الذى أراد الخير لبلاده تحدث عن أهمية ركوب الدراجات وإدماجه فى حياتنا اليومية التى أصبحت خالية من أى استمتاع أو رياضة تسعدنا وما مدى صداقة الدراجة للبيئة والإنسان أيضا للمجتمع كله وتحدثنا معه عن الصعوبات التى تواجهه من ناحية المجتمع وتقبله لفكرة ركوب الدراجة وسط العربات الحديثة والسريعة وسرد بعض المواقف بأن هناك من يقفل عليه الطريق أثناء سير الموكب والتعدى بالسب والاستهزاء «ارحمونا واتقوا ربنا» كلمات نسمعها طوال رحلة الموكب مضيفاً إنه يجب تذكير الناس بهذه الثقافة التى أهدرت بعد أن كانت منتشرة بشكل واسع وظل عدد قليل من أصحاب الأعمال البسيطة يستخدمونها «اللبَّان» وأهم العقبات التى لابد أن نعمل على إصلاحها فى المستقبل إيجاد طرق للدراجات فى الشوارع وجراجات مخصصة أيضا فى النوادى والجامعات والمولات التسويقية ومحطات المترو.
ووجود إسعافات فى الطرق لسرعة إنقاذ أى شخص يتعرض لحادثة بالإضافة إلى تأمين راكب الدراجة فى المرور وعمل إشارة لهم بتكليف من وزارة الداخلية لتدعيم ركوب الدراجات وتأمينها.

وتحدث عن نشاط 4bice بأنه يذهب إلى شركات السياحة التى تنظم أياما رياضية لعرض برنامج الدراجات وأيضا زيارة بعض الأماكن السياحية لتنشيط السياحة وفى كل جولة تكون هناك مسابقات وتوزيع جائزة «دراجة» لأن الهدف هو نشرها فى كل بيت والاستغناء عن السيارة ورحلات استكشافية داخل وخارج مصر بالتعاون مع (GBI) ولكن ذلك يتم عن طريق تقييم أداء الراكب ودرجة تحمله السفر بالدراجة.
وفى سياق متصل، قال الدكتور مصطفى مجبولى رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمرانى سابقا إن المدن الجديدة فقط الآن هى المتاح فيها مثل هذه الرياضة لتوافر المساحات فيها فمن السهل عمل حارة للدراجة مثل مدينة 6 أكتوبر والشيخ زايد ولكن وسط القاهرة يحتاج إلى دراسة وإعادة تخطيط وتخصيص شوارع معينة للسير بالدراجة ولا يتطلب الأمر ميزانية باهظة.ومعرفة آثار تلك الخطوة على المرور وحركة السير وأن يكون راكب الدراجة فى نفس المنطقة ولا يخرج عنها.
وقال الدكتور حمدى عبدالعظيم أستاذ الاقتصاد إنه فى ظل أزمة السيارات والبنزين وسلبيات النقل الفردى والجماعى فالدراجة تكون حلا سريعا من كل النواحى الاقتصادية بالإضافة للصحية فهى لا تستهلك أى طاقة وتعتمد على جهد الإنسان فقط ولا تكلف الدولة أى ميزانية إضافية.فهى تؤثر بالإيجاب على صحة الإنسان البدنية مما يجعله نشيطا ويساعد على العمل واتخاذ القرار الجيد.وأشار إلى أن الدول المتقدمة تنشئ مساراً مخصوصا للدراجات والكل يذهب للعمل بالدراجة أو إلى المترو ومن ثم العمل ولم يقتصر الأمر على الشباب بل شمل كبار السن والسيدات.