الثلاثاء 17 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إعلانات تتاجر بالدين فى قنوات «توك توك» و«التت» و«الحكمة»

إعلانات تتاجر بالدين فى قنوات «توك توك» و«التت» و«الحكمة»
إعلانات تتاجر بالدين فى قنوات «توك توك» و«التت» و«الحكمة»


الصاروخ والأسد وبول الإبل لعلاج الضعف الجنسى.. وخط ساخن جداً لإخراج الجن بكاميرا الويب
 
المتاجرة باسم الدين لدرجة الرخص وصلت إلى حد الابتذال باستخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية على منتجات وسلع رخيصة.. وأصبحت مادة مكررة فى قنوات الرقص الشرقى مثل «التت»، «دلع»، «دوم تك» وغيرها من القنوات منذ انطلاقها، فلم تكتف بتشويه الرقص الشرقى عن طريق الباحثات عن الشهرة وبأى ثمن، لتستكمل مخططها بباقة من الإعلانات المبتذلة التى تنحصر فقط فى حل مشاكل العلاقات الزوجية بطرق بعيدة عن الدراسات العلمية والطبية حتى وصل الأمر إلى استغلال كلمات المولى عز وجل كوسيلة ضغط على المشاهد لزرع الثقة فى منتجات مشكوك فيها وتستوجب إنشاء جهاز لحماية المشاهد من التدنى فورا.
منتج «الصاروخ» وهو أحد المنتجات التى يبث إعلانها على قناة «دلع» لعلاج الضعف الجنسى وهو عبارة عن أوراق لاصقة، الخطير هو محتوى المادة الإعلانية التى تستهل بالبسملة يقدم المنتج نفسه بطرح أسئلة من نوعية هل تعانى من الضعف الجنسى؟ وهل مراتك تعانى من الملل؟ الحل عند الصاروخ ويتخلل هذه الأسئلة الإعلان بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» ثم المشاهد المثيرة الخادشة للحياء العام.
 
«العلبة الذهبية» ويعرض على قناتى «شعبيات» و«التت» وهو عبارة عن أقراص لزيادة الخصوبة عند الرجال ويصر صناعه والقائمون عليه على استخدام آيات قرآنية للترويج له قال تعالى: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» وقال تعالى: «هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم».
 
«عشبة بن على» وهو منتج غاية الخطورة هو أيضاً لزيادة الخصوبة وينتمى إلى نوعية الأعشاب الطبيعية لكن فى هيئة أقراص.. الإعلان عن اسمه يلمح إلى العصر الإسلامى وتحديداً فى عهد الخليفة «عمر بن الخطاب» رضى الله عنه ولا نعرف أين المراجع التى حصلوا عليها لمعرفة هذه البدعة؟ وكيف علموا أن العشب نفسه يساعد على الخصوبة؟
 
أحد العاملين بقناة «دلع» رفض ذكر اسمه قال: إن هناك مخططاً واضحاً وصريحا تتبعه تلك القنوات لتشويه صورة المجتمع المصرى فى عهد الإخوان ويدعون أنهم يقدمون محتوى إعلانياً يتطابق مع شرع الله فى ابتزاز مكشوف ومسىء.
 

 
إدارة القناة ــ كما كشف لنا نفس المصدر ــ أنه أثناء تعاقدهم على هذه المنتجات يتعمدون للترويج بـ المشاهد المثيرة من الأفلام الأجنبية وتركيبها ليصبح فيلماً قصيراً تتراوح مدته بين 5 إلى 9 دقائق.. كما أنهم يلجأون إلى بعض الفنانين المغمورين للترويج عن المنتج كنوع من التطوير بمقابل مادى 100 ألف جنيه وأخيراً اللجوء لوسيلة أخرى تتناسب مع الواقع الذى نعيش فيه وهى استخدام العبارات الدينية كصورة من الصور لتحقيق أكبر نسبة مبيعات وإن كانت اختياراتهم للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بعيدة كل البعد عن المعنى.
 
أذكر ـ والكلام مازال لنفس المصدر ـ أن الإعلان الأول عن منتج «قوة الحصان» الذى يعالج الضعف الجنسى عند الرجال قد احتوى على آية قرآنية من سورة البقرة تفسر العقم عند النساء قال تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). ونشطاء فيس بوك دفعوهم لتدارك الموقف فبادروا برفعها من الإعلان بعد أن انهالت السخرية عليه واتهام القائمين على إذاعته بالابتزاز.
 

 
أصحاب القنوات لم يكتفوا فقط بمشاكل الفحولة والخصوبة بل إنهم ادعوا أنهم يقومون بإخراج الجن وعلاج الحسد والسحر بالقرآن وهى الوسيلة التى انتشرت فى الأحياء الشعبية بغرابة فى فترات سابقة.
 
مفاجأة الخط الساخن أنه يكشف أحدث وسائل النصب الإلكترونى لإخراج الجن باستخدام «الكام» أو «الكاميرا» وتبدأ بالاتصال به لتسمع الآتى:
 
إذا كنت تعانى من الحسد اضغط الرقم (1) أما إذا كان الأمر خاصاً باللمس بالجن اضغط رقم (2) أما إذا كان اتصالك خاصاً بموضوعات أخرى اضغط الرقم (3) وبعد الضغط على الرقم (2) ثم الانتظار أكثر من نصف ساعة بعد سماع بعض الأغانى والتواشيح الدينية وكله بحسابه. قمنا بتجربة الاتصال لمعرفة تفاصيل العلاج على أرض الواقع.. فرد علينا الشيخ «أحمد» وقال: أهلاً يا أختاه من ماذا تعانين؟ قلت له إننى أعانى من مشكلة السحر والأعمال التى تقوم بها إحدى القريبات لى..
 

 
فكان سؤاله: هل لديك بريد إلكترونى؟
 
قلت: نعم.
 
الشيخ أحمد: سأرسل لكى بريدى الإلكترونى وسوف نتحدث سوياً عبر الكاميرا فى 8 جلسات ولابد أن ترتدى جلباباً أبيض وبدون حجاب؟
 
فى المقابل لا تختلف الفضائيات الإسلامية عن القنوات الشعبية فى تقديم مفاجآتها للجمهور ولا تخلو أيضاً من الغرابة مثل ما تقدمه قناة «الحكمة» التى تروج لاستخدام «بول الإبل» فى علاج العقم عند النساء أو يحتوى بعض الوصفات على استخدام دم العجل بعد قراءة القرآن عليه حتى يصبح نقياً وطاهراً وكلها تقع فى بند التخاريف.
 
ويعلق الشيخ «محمود عاشور» عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر الشريف سابقاً على مانراه على شاشات القنوات الفضائية من إعلانات عن سلع وأدوية لعلاج الضعف الجنسى والأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض باستخدام آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية للترويج لهذه السلع بأنها حرام ولايجوز شرعاً لأن القرآن الكريم لم ينزل لترويج السلع للمستهلك المسلم أو المسيحى وإنما هو نزل لهداية الناس وليكون بمثابة دستور لهم فى جميع مناحى الحياة وكذلك الأحاديث النبوية التى أصبحت تستخدم لجذب المشاهد لشراء السلعة المعلن عنها فهذا أمر مرفوض وحرام وخاصة أن الأحاديث النبوية صدرت لتوضيح قواعد الدين والإجابةعن جميع الموضوعات التى وردت بالقرآن الكريم.
 

 
وأضاف الشيخ «محمود»: إن من يستخدمون القرآن والأحاديث فى الترويج لسلعة وصفهم القرآن الكريم فى قوله تعالى (والذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً) وفى قوله: (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون).. ولهذا فإن من يقوم بذلك عليه إثم كبير.
 
وتتفق د. «آمنة نصير» أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر مع الشيخ عاشور على أن ما تقوم به بعض القنوات هو تجارة رخيصة تعكس عدم فهمنا لنصوصنا وعدم استخدامها فى موضعها الصحيح.
 
وأضافت إن استخدام الدين فى هذه الإعلانات هو تجارة ويعكس عدم احترام التخصص.
 
وتطالب د. آمنة بعدم إقحام الدين عموماً فى الأعمال الدنيوية.. وإضافت إن الدين جاء ليصلح النفس البشرية واضاءة الطريق للبشر وفرض القيم الأخلاقية والدينية الصحيحة، وإن ما تقوم به بعض القنوات من مناقشة موضوعات حساسة وخاصة بالعلاقات الزوجية أو العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته يعكس عدم رقى وعدم احترام لفكرة المجاز التى استخدمها القرآن الكريم بمنتهى التهذب والرقى، مثل هذه القضايا فالإسلام تحدث عن هذه الأشياء بمجزية الألفاظ ولم يتناولها بشكل صريح ومباشر وهو ما يعبر عن عفاف كلمات القرآن، وليس ما تقوم به هذه القنوات الآن من الخوض فى أى موضوعات خاصة بمنتهى الفجاجة والجرأة.