الأحد 7 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الاجتماع السرى الذى لم يتم بين منسق الجماعة ووزير السمع والطاعة

الاجتماع السرى الذى لم يتم بين  منسق الجماعة ووزير السمع والطاعة
الاجتماع السرى الذى لم يتم بين منسق الجماعة ووزير السمع والطاعة


فى نفس توقيت المشهد العبثى الدائم فى مدينة الإنتاج من مشاهد ترويع الإعلاميين.. شهد مبنى ماسبيرو العريق فصلا جديدا من الغليان على خلفية الأزمة المالية التى تضرب العاملين فيه وإعلان وزارة المالية رفضها لتخصيص ميزانيات إضافية لها. هذا المشهد تداخل مع حالة الارتباك التى تسود قياداته ورفض البعض منهم الأوامر والنواهى التى يتلقونها بين الحين والآخر والتى يرون أنها تخاصم ما يريدونه من إصلاح وجه الشاشة وإبعاده عن السلطة فى اتجاه يصب فى مصلحة الوطن.

 
 

الأسبوع الماضى فى يوم الثلاثاء تحديدا لاحظ العاملون فى مبنى التليفزيون وجود أيمن نور رئيس حزب غد الثورة المتحالف مع الحرية والعدالة فى مكتب وزير الإعلام فى ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، قبل بدء احتجاجات العاملين بيوم واحد، وبدا لافتا أن زيارة نور لوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود فى مكتبه أحيطت بسرية بالغة. المفاجأة أن عددا من أعضاء مكتب الإرشاد انضموا للاجتماع السرى الغامض، الذى استمر عدة ساعات وانتهى فى الواحدة من بعد منتصف الليل، ولم يصدر بيان صحفى عن الاجتماع بما يوحى أنه كان مخصصا لبحث أمور غير معلنة، أو أنه استهدف مناقشة أمور سرية، وهو ما عكسته حالة الغموض التى أحيطت بالاجتماع.

 

مصادرنا الخاصة داخل ماسبيرو كشفت لنا كواليس الاجتماع الذى سبقه لقاء بين أيمن نور وأعضاء مكتب الإرشاد بحضور مندوب عن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت زيارة نور بهدف توصيل رسالة للوزير بعدم التواجد بمكتبه فى اليوم التالى، وترك أمر التفاوض لأيمن نور الذى تتعامل معه الجماعة من منطلق كونه رئيس الوزراء القادم، أو هكذا يقنعونه.

 

حضور أعضاء مكتب الإرشاد للتأكيد على رسالة نور، ودوره خلال المرحلة المقبلة، وقدم نور للوزير الإخوانى عددا من الحلول التى تتوافق مع ما بخزينة الوزارة من أموال سائلة حتى يحاول ترضية العمال الثائرين بها، بهدف إقناعهم بفض الاعتصام الذى يطالبون فيه بإقالة عبدالمقصود، وهو ما ترفضه الجماعة، خاصة أنه يقوم بتنفيذ مخططهم بدقة وسرعة بالسيطرة على أهم جهاز إعلامى فى الوطن العربى، إلا أن أيمن نور فشل فى مهمته بعد رفض المحتجين السماع له واصفين إياه بـ «المتحول»، ومترحمين على أيام اللواء طارق المهدى المشرف العام السابق على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، محافظ الوادى الجديد، الذى كان يستمع دائما لشكواهم، بعكس وزير الإعلام الحالى الذى أجمع الكل أنهم لا يرونه سوى فى وسائل الإعلام فقط! حيث يحضر للمبنى وسط حراسة مشددة، ويتم إغلاق جميع البوابات حتى يمر إلى مكتبه، وهو ما يحدث وقت انصرافه.

 

وتعود بدايات الأزمة إلى تسرب معلومات تفيد تخلى وزارة المالية عن دفع الأجور المتغيرة للعاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى، ومطالبة وزارة المالية لوزير الإعلام صلاح عبدالمقصود بأن يتولى ماسبيرو التمويل الذاتى للأجور المتغيرة للعاملين بالمبنى، خاصة أن القانون ينص على أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون هيئة اقتصادية وليست خدمية.

 

 

وخرجت بعض قيادات ماسبيرو لتنفى هذا الكلام وتؤكد أن وزارة المالية ملتزمة بدفع أجور العاملين كاملة، وسرعان ما ظهرت الحقائق وتأكد العاملون من تخلى وزارة المالية عن دفع أجورهم، وهو ما جعلهم يقررون التظاهر يوم الأربعاء للمطالبة بتحويل اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصرى إلى هيئة خدمية لتلتزم وزارة المالية بدفع الأجور الثابتة والمتغيرات أيضا، حيث قام العاملون بجميع قطاعات ماسبيرو بوقفة احتجاجية فى بهو ماسبيرو بأعداد غفيرة، قبل أن يخرجوا للشارع، وهددوا بتسويد الشاشات وإيقاف العمل فى المبنى بالكامل فى حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

 

وفى هذا الصدد يقول المخرج على غيث مدير إدارة البرامج الثقافية بالقناة الأولى: رئيس الوزراء طلب منا تأجيل تظاهراتنا، ولكننا رفضنا، ولن نتنازل عن مليم واحد من أجورنا، حيث طالب غيث برحيل جميع القيادات التى تسببت فى الأزمة المالية لأنهم غير قادرين على إدارة المبنى، مؤكدا أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون به موارد قادرة على تحقيق أرباح كبيرة، ولكن سوء الإدارة أدى لما هو عليه الحال فى ماسبيرو الآن.

 

أما المذيع محمد الطوبجى مقدم برنامج «شباب على الهواء» فقال: ليست لنا أى علاقة بخلافات وزارة المالية ووزارة الإعلام وكل ما يهمنا فقط هو أجورنا المتأخرة منذ ثلاثة أشهر، وفى حال الاستمرار فى حالة الفوضى والفشل التى يقودنا بها الوزير والقيادات الحالية سنلجأ إلى القضاء الإدارى. فى حين اكتفى المذيع كامل عبدالفتاح بالقناة الأولى بالتأكيد على أن العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون لا يرون الوزير إلا عبر شاشات الفضائيات، أو من خلال الصحف خاصة أن الوزير يتعامل مع العاملين فى ماسبيرو من غير رجاله، باعتبارهم من الفلول، لذلك لا يرهق نفسه فى الاستماع إلى مطالبهم، أو عناء المطالبة بحقوقهم.

 

أما الإذاعية انتصار غريب فقالت: وزير الإعلام ينتهج سياسة مفروضة عليه من رئاسة الوزراء التابعة للإخوان المسلمين، ويحاولون إحباط العاملين من أجل قبول ما يخططون له فى بيع مبنى ماسبيرو. كان العاملون بماسبيرو قد قطعوا طريق الكورنيش أمام المبنى وهددوا باعتصام مفتوح لحين وصول أجورهم الثابتة والمتغيرة والتى تصل إلى 220 مليون جنيه، فى حين أن وزارة المالية أكدت أنها لن تسدد إلا 75 مليون جنيه شهريا فقط هى قيمة الأجور الثابتة.

 

«روزاليوسف» اتصلت بـ «د. أيمن نور»  رئيس حزب غد الثورة ونقلت له بكل وضوح ما تردد عن لقائه بوزير الإعلام، وقال إن آخر لقاء جمعهما كان منذ ما يزيد على أسبوعين فى منتدى الجزيرة خارج مصر، وأنه منذ اندلاع الثورة لم يتقابل مع أى من أعضاء مكتب الإرشاد، مشيرا إلى أنه تواجد فى التليفزيون فى التوقيت المشار إليه لتسجيل حلقة من برنامج للفضائية المصرية، وأثناء مغادرته المبنى قابل المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وتحدثا معاً فى موضوعات مختلفة، وهو ما تسبب فى حالة الخلط. وقال نور إنه ليست له علاقة بالأزمات المادية فى التليفزيون، ولن يتوسط لحلها، مشيرا أيضا إلى أنه يرفض قبول منصب رئيس الوزراء فى المرحلة الحالية، لأنه «لا يوجد عاقل يقبل بهذا المنصب فى الوقت الحالى» - على حد تعبيره.