واشنطن بوست : مصر على وشك الفوضى!
مرفت الحطيم
نشرت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحية تحت عنوان «إعادة بناء الثقة داخل مصر» بدأتها قائلة: إنه ليس من الصعب على القوى الخارجية فهم ما يجب على قادة مصر القيام به لتجنب الانهيار الاقتصادى الوشيك وخطر الفوضى المثير للخوف.
فأولا، يجب عليهم التوصل إلى اتفاق سريع مع صندوق النقد الدولى حول القرض بقيمة 8,4 مليار دولار، الذى كانوا يتفاوضون بشأنه طوال الأشهر الماضية، والأهم من ذلك، يجب أن يتوقف كل من الرئيس محمد مرسى والمعارضة عن محاولاتهم لتدمير ونزع الشرعية عن بعضهم البعض، والاتفاق على دستور ديمقراطى وانتخابات جديدة.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى أوفدا هذه الرسالة إلى الرئيس مرسى خلال الأسبوع الماضى، عندما اتصل به أوباما وكذلك أثناء زيارة كيرى إلى القاهرة، على الرغم من عدم وجود دلائل كثيرة تؤكد أن هذه الرسالة قد لاقت آذانا صاغية.
وترى الصحيفة أن المشكلة تبدأ مع حكومة مرسى الذى انتخب ديمقراطيا العام الماضى بدعم من جماعة الإخوان المسلمين، فقد أعلن الرئيس مرسى مرارا عن دعمه للديمقراطية والتزامه بالسلام مع إسرائيل وبالعلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة؛ وسعى لإجراء حوار مع المعارضة؛ وعبر عن استعداده لتعديل الدستور الحالى أو تشكيل حكومة جديدة؛ وأخبر كيرى أنه يأمل فى إبرام اتفاق مع صندوق النقد خلال أيام.
ومع ذلك، يبدو أن الحكومة تمضى فى مسار مغاير على أرض الواقع، حيث إنها أرجأت إجراءات الاستقرار اللازمة مثل زيادة ضرائب المبيعات؛ ومضت إلى فرض قيود جديدة على المنظمات غير الحكومية من شأنها إنهاء استقلاليتها عن الحكومة ومنعها من تلقى التبرعات من المصادر الدولية، وسعت إلى محاكمة الصحفيين والمذيعين المعارضين جنائيا على خلفية اتهامات بإهانة الرئيس، ومن المثير للأسف أن العديد من قادة المعارضة لم يظهروا قدرا كافيا من الولاء للمبادئ الديمقراطية، فبعد خسارتهم عدة مرات فى انتخابات حرة ونزيهة طوال العامين الماضيين، لجأ الساسة العلمانيون من أمثال محمد البرادعى وعمرو موسى إلى تبنى استراتيجية المقاطعة التى لا تقود سوى إلى الهزيمة الذاتية، حيث إنهم يرفضون حضور الحوارات السياسية التى يعقدها الرئيس مرسى، ويهددون بمقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما رفض عدد منهم الاجتماع مع كيرى أثناء زيارته إلى القاهرة.
وتقول الصحيفة إن هذه الإستراتيجية لن تقود سوى إلى تمكين الإسلاميين من السيطرة كليا على النظام السياسى الناشئ، ويشعر بعض أعضاء المعارضة المصرية بالاستياء تجاه الولايات المتحدة لدعمها للرئيس مرسى، ويرون أنه يجب على إدارة أوباما الانضمام إليهم فى معركتهم ضد الإسلاميين، ومع ذلك يجب على أوباما مواصلة العمل مع هذا الرئيس المنتخب شرعيا وحثه فى الوقت نفسه على التفاوض مع خصومه.
وتختتم الصحيفة الافتتاحية قائلة: إن الولايات المتحدة قد لا تستطيع تغيير مسار الأحداث فى مصر، ولكن الوقت قد حان كى تستخدم واشنطن نفوذها للضغط على الحكومة ومعارضيها من أجل التوصل إلى حل وسط.