الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جمهورية 6 أكتوبرالسورية!

جمهورية 6  أكتوبرالسورية!
جمهورية 6 أكتوبرالسورية!


تتمركز أكبر كتلة منهم فى مدينة السادس من أكتوبر وكذلك منطقتى العمرانية وفيصل، كما ينتشر الكثير منهم فى مختلف المحافظات شمالا وجنوبا على مستوى الجمهورية.
 
كانت أبرز الصناعات التى لجأ لها السوريون خصوصا فى أكتوبر صناعة وبيع الحلويات الشامية والمخبوزات وبعضهم اتجه إلى بيع المنتجات البسيطة فى العتبة ومنهم من أجبرته الظروف المعيشية السيئة على التسول فى شوارع مصر ومنهم من جاء يحمل معه البعض من أمواله حتى يستطيع أن يعيش إنسانا محترما كمغترب!
«فهد هلال» وجدناه بائعا على عربة حلوى وعرفنا منه أنه جاء من دمشق هربًا إلى مصر عن طريق المطار بحثًا عن العيشة البسيطة والأمان الذى انعدم فى بلده منذ اندلاع الثورة السورية وازدياد حال البلاد سوءا.
 
وأوضح أنه كان يعمل فى دمشق تاجر أدوات منزلية وأنه حاصل على الشهادة الابتدائية وقال أيضا إنه استطاع أن يقوم ببيع سيارته التى يمتلكها هناك فى سوريا حتى يستطيع أن يعمل فى أى وظيفة بمصر أو ينشئ مشروعا صغيرا يؤمن له معيشته حتى لا يضطر لمد يده.
 
فهد يسكن فى شقة بالإيجار هو وأسرته المكونة من أبيه وزوجته وأبنائه وتبلغ قيمة إيجار هذه الشقة 1500 جنيه.. وعن معاملة المصريين له قال: الشعب المصرى من أفضل الشعوب التى احتضنت السوريين داخل بلادهم ومعاملتهم لنا حسنة للغاية كما أننا لم نجد صعوبات أثناء دخولنا مصر منذ البداية وكانت التسهيلات متوافرة للجميع.
 
وأضاف: ما يزعجنى هو كمية التساؤلات التى أسمعها من بعض الرجال المصريين حول زواج السوريات من المصريين مقابل 1000 جنيه لأن هذا لا يجوز لأنه عرضنا وشرفنا ولا أحد يقبل أن يتكلم الناس على عرضه وشرفه وأن الفتيات السوريات لا تباع لأحد!
 
أما مصطفى عبدالستار غمس فهو بائع على عربة مأكولات سورية أمام مسجد «الحصرى» هو مسلم سنى من دمشق وجاء إلى مصر جواً ومقيم بـ 6 أكتوبر أيضا هو وزوجته التى لا تعمل وأولاده حيث قال إن مشكلته تتلخص فى لقمة العيش التى يريدها أى إنسان فى العالم وأنه يريد وظيفة تدر له دخلا أفضل من هذه حتى يستطيع أن يدخل أولاده المدرسة وألا يتعرض للإهانة فى مجتمع غريب عنه.
 
«غمس» أكد أن العديد من رجال الأعمال السوريين المقيمين فى مصر قاموا بوعده من أجل توفير عمل له لكى يتمكنوا من تحسين دخلهم وأوضاعهم ولكن لم يوفوا بوعودهم!
 
«وسيم هندى» متواجد فى مصر منذ 21 يوما مهندس إليكترونيات ويبحث عن وظيفة فى مجال عمله ولكن محلات وشركات الإليكترونيات فى مصر لا يوجد بها عمل حتى إنها لو قامت على توظيفه فسوف تعطيه راتبا ضئيلا جدا لايكفى طعامه ومسكنه الذى يدفع له 1500 جنيه كل شهر هو واثنين آخرين، كل ذلك بخلاف طعامه وتنقلاته والأوضاع التى يحتاجها أى إنسان فى الحياة!
 
«هندى» أشار إلى حسن تعامل شرطة المرافق معه التى لم تتعرض له حتى الآن ولا يعملون على مضايقته بالرغم من أنه يدرى أن العربة التى يبيع عليها منتجاته لا يصح أن تقف هكذا فى الطريق، وأضاف: إن هذه العربة يمتلكها رجل سورى يتقاضى منه أجرا شهريا.
 
وقال إنه فى سوريا أصبح لا يوجد مجال للعيش وأن بعد الساعة 5 مساء لايستطيع أحد العودة إلى دياره لأن الوضع الأمنى سيئ للغاية كما يعرف الجميع.
 
«أميرة ملحم» - 45 سنة - من منطقة الميدان بدمشق وكانت تعمل موظفة بوزارة الزراعة السورية وأتت إلى مصر مع ابنها الوحيد وزوجته، حيث تقيم معهما هنا فى مصر ولكنها تشعر بأنها عبء عليهما ولأنه ابنها متكفل بمصاريفها الشخصية، حيث إنه لايقدر على كل هذه المصاريف وأنها أبدت رغبتها بالزواج من رجل مصرى يوفر لها مكانا سكنيا مناسبا وحياة كريمة كما أدانت «أميرة» بعض السوريين الذين يقومون بالتسول فى مصر وقال إن هؤلاء لايعدون من الشعب السورى لأن السوريين أكثر الشعوب التى تعمل وتبحث عن لقمة العيش وأن كرامتهم أغلى ما عندهم!
 
عن رأيها فيما يخص الحكومة الأردنية تجاه السوريين الذين يتواجدون على حدود الأردن ولاتريد الحكومة الأردنية إدخالهم قالت إنه يجب على الحكومة الأردنية فتح حدودها للسوريين لأنها من المفترض الأقرب إليها من أى بلد أخر وهى لا تعلم لماذا يكره المسئولون الأردنيون الشعب السورى؟!
 
جمال مصطفى لاجئ سورى قادم من «حمص» يروى قصته التى تصف بدقة مدى المعاناة وتدهور الأوضاع وسوء الأحوال النفسية التى أصابت السوريين، حيث قال إنه دخل مصر منذ أن اندلعت الثورة السورية وبعدما تم قصف بيته فى حمص الذى كان يعيش فيه «ملك» - على حد وصفه - هو وأسرته الذين هما الآن عالقون على الحدود اللبنانية حيث كان هناك مفترق الطرق بينهم وتشتتوا عن بعض وأتى هو إلى مصر وحده، حيث مكث فى سكن بحى إمبابة بالقاهرة ثم قام بالتوجه إلى «منظمة الإغاثة الإسلامية» يطلب منهم المساعدة لأنه مريض بالغضروف ويحتاج إلى علاج شهرى تبلغ قيمته أكثر من «300» جنيه فلم يقوموا بمساعدته وبعد ذلك توجه إلى «منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين» فى مصر التى خصصت له مبلغ «400» جنيه شهرياً ولكن هذا المبلغ لا يكفيه وذلك بسبب ارتفاع الأسعار فى مصر لأن السكن الذى يقيم به إيجاره «450» جنيها فكيف يعيش وقرر بعد ذلك أن يعمل بائعا لبعض المنتجات البسيطة الخاصة بلوازم الدهانات فى ميدان العتبة بالقاهرة حتى يستطيع تدبير لقمة عيشه لكى لا يمد يده إلى أحد أو ينتظر إعطاءه المعونات.
 
«جمال» رفض الذهاب إلى السفارة السورية فى القاهرة لكى تساعده بأنها تابعة لنظام «بشار الأسد» كما اتهم «مصطفى» بعض المسئولين فى منظمة حقوق الإنسان بعدم مساعدتها للسوريين اللاجئين فى مصر وأنهم مقتصرون على الإقامة فى الفنادق ذات الخمس نجوم ولايلتفتون إلى مشاكلنا وأوضاعنا، حيث تحدثت إلى البعض منهم ولكن دون جدوى.
 
توجهنا إلى الشيخ «عادل شعراوى» - رئيس مجلس إدارة مسجد الخلفاء الراشدين بمدينة السادس من أكتوبر ومسئول الدعوة بالجمعية الشرعية الإسلامية فى مصر - والذى أكد أن الجمعية تحتضن ما يقرب من 2500 أسرة سورية تقوم بتوفير كل ما يلزمهم من سكن خاص لهم فى مساكن عثمان بأكتوبر ويكون هذا السكن مجهزا بأكمله كما نقوم أيضا بتوفير سلة طعام لهم يتسلمونها مرتين فى الأسبوع الواحد كما نعمل على بحث الرجال منهم على العمل حتى يستطيع تدبير شئون أهل بيته ونساعدهم على إيجاد هذا العمل ولكن هذا ليس سهلا وإنما يكون صعبا نوعا ما نظرا للحالة التى تمر بها مصر الآن.
 
وأضاف «شعراوى»: إن الجمعية تقوم على هذه المساعدات من خلال التبرعات التى تأتينا من قبل فاعلى الخير، وعند سؤالنا له بأن البعض يقوم باتهام الجمعية بتزويج السوريات من المصريين أجاب أن هذه ادعاءات كاذبة هدفها تشويه صورة العمل الإنسانى الذى نقوم به اتجاه الأشقاء السوريين وأن الجمعية لا علاقة لها بهذا الأمر إلا أننا لا نتدخل فى شئون هذه الأسر من الأساس كما أن السوريات لم يطلبن منا ذلك الأمر أو حتى نبحث عن زواج، وما أحب أن أقوله أيضا هل من الطبيعى أن الحالة النفسية تسمح لأسرة متشتتة عن بلادها إلى بلد أخر غريب عنه وتحيط بهم المشاكل من كل اتجاه أن تكون مهيئة إلى زواج وأفراح وهم قلقون على بلدهم وأهلهم وأموالهم فى سوريا فعلى حد علمى أن هذا الأمر لم يحدث ولم أره بعينى وكل ما يقال ما هى إلا شائعات مغرضة!
 

 
من 6 أكتوبر إلى بنى سويف حيث التقينا بإحدى الأسر القادمة إلى مصر واستقرت هناك حيث قالت «ريم محمود» إحدى السوريات التى أتت من حمص منذ أيام قليلة مع زوجها وأولادها عن طريق النقل الجوى القادم من الجزائر إلى مصر وصولا إلى محافظة بنى سويف وتقيم مع عائلتها فى أحد الفنادق البسيطة بالمحافظة حيث أوضحت أن زوجها كان يعمل تاجر ألومنيوم فى سوريا ولكن فى مصر لا يعرف ماذا يعمل وأنه يبحث عن وظيفة لكى يعيش هو وأسرته المكونة من 7 أشخاص تتمثل فى رجل وزوجتين وأربعة أطفال!
 
وفى سياق متصل قالت «رشا طلعت» - مسئولة الاستقبال فى فندق البكرى - بمحافظة «بنى سويف» أنهم قاموا بمعاملة السوريين بشكل خاص وذلك مراعاة لحالتهم والظروف التى يمرون بها الآن وأضافت «رشا» بأن معظمهم استقروا فى الفندق لمدة شهرين وكان يجلس فى الغرفة الواحدة أكثر من 10 أشخاص وكنا نحن كإدارة للفندق لانأخذ منهم أموالا زيادة أو نعترض على هذه الأعداد، حيث كنا نأخذ منهم مبلغ 100 جنيه فى الليلة الواحدة بالرغم من تكلفتها أنها أكثر من ذلك.
 
وبتجوالنا أكثر فى المحافظة قابلنا «أحمد فتحى» من أهالى بنى سويف وصاحب محل ملابس بجوار المحطة والذى أكد أنه احتضن أسرة سورية لمدة يومين مكونة من 16 شخصا ببيته فى بنى سويف وذلك بعدما رآهم نائمين فى الحديقة العامة التى توجد أمام محطة قطار سكة حديد المحافظة فعرض عليهم المجئ إلى بيته يقيمون معه حتى يدبروا أمورهم المعيشية الجديدة، كما أضاف «فتحى» أنه كثيرا ما يرى بعض الأطفال والسيدات السوريين يتسولون فى المحافظة ويطلبون من الناس مساعدتهم وأنه أبدى تفهمه لما يفعلونه من التسول نظرا للظروف التى يمرون بها وأنه لا أحد يريد أن يمد يده إلى الناس إلا إذا كان مجبرا على ذلك.