السيسي: ما يحدث مخطط لإسقاط الدولة
مرفت الحطيم
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن قبول المعارضة المصرية دعوة الرئيس محمد مرسي بإجراء حوار وطني سعيا لحل الأزمة السياسية يمثل تغييرا في استراتيجيتها، مشيرة إلي الاجتماع المشترك بين جبهة الإنقاذ الوطني وحزب النور السلفي، مؤكدة أن هذا التطور يأتي بعد ستة أيام من أزمة تسببت في اندلاع العنف ومقتل وإصابة أكثر من ألف شخص وأشارت الصحيفة إلي أن كثيرا من المصريين أصبحوا ينتقدون المعارضة ويتساءلون عما إذا كان هدفهم مصلحة البلاد أم الحصول علي بعض السلطة.
ودعت الواشنطن بوست قادة المعارضة السياسية في مصر للتخلي عن سقف مطالبهم المرتفع ونبذ تكتيكاتهم التي لا تفسح مجالا للمساومة مع الحكومة، مؤكدة أن الاستمرار في أجندتهم يسهم بشكل كبير في استمرار حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر ورأت أن من مصلحة الحكومة الإسلامية والمعارضة العلمانية إنهاء حالة الاستقطاب الحاد بينهما، ووضع نهاية للفوضي والاضطرابات التي تنهش قوام الدولة، مشيرة إلي أن استمرار المظاهرات وحوادث العنف في البلاد خلال الأسبوع الماضي أعاد إلي الأذهان أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 مع الاختلاف الواضح بين الحدثين وأهداف كل منهما.
وأوضحت الصحيفة أن المتنازعين الرئيسيين في الشوارع هذه المرة ليسوا مواطنين عاديين يسعون لإنهاء نظام ديكتاتوري كما حدث منذ عامين، بل عصابات ومشاغبون من الشباب الغاضب، وبقايا من قوات أمن النظام السابق وقوات شرطة وحشية السلوك وفاسدة لا سلطة عليها إلا سلطة نفسها وأعربت الصحيفة عن اتفاقها مع ما قالت إنه تصريح لوزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي حول أن الهدف مما يجري في شوارع مصر ليس إسقاط نظام، بل إسقاط الدولة في فوضي كاملة.
وانتقدت الصحيفة قادة المعارضة الذين قالت إنهم يتراوحون بين أتباع لمبارك، أو جمال عبدالناصر، أو ليبراليين ومسيحيين، وقالت أن المعارضة التي خسرت جولتين من الانتخابات واستفتاء واحدا لصالح الإسلاميين تبدو غير راغبة في العمل الديمقراطي وأشارت إلي أن بعض أطراف المعارضة طالبت باستسلام مرسي ثمنا لموافقتها علي الحوار مع الحكومة، وطالبت أخري علنا بإسقاط النظام الحالي.
وقالت إن ضعف المعارضة وعنادها مكن قوي الفوضي مثل بعض الشرطة والمشاغبين والعصابات والشباب العاطلين الذين تعاركوا في القاهرة ومدن القناة مما أودي بحياة العشرات، وأشارت أيضا إلي أنه في الوقت نفسه بدأ الجيش - الذي لا سيطرة للنظام عليه - يناقش ما إذا كان يجب عليه الحفاظ علي الاستقرار، أو تسلم السلطة، أو الوقوف علي الحياد.
ورأت الصحيفة أن علي الجميع في الحكومة والمعارضة الجلوس للتفاوض، فهناك الكثير يجب مناقشته قبل أن تتفاقم الأزمة، بما في ذلك التطرق للدستور، وقانون الانتخابات فضلا عن اقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية فهو أمر يستحق مناقشته، والأهم من كل ما سبق أن تتم الأمور في جو من النظام والاستقرار من خلال اتفاق بين جميع القادة السياسيين.∎