عرائس «الماريونيت» الـ7 التى يحركها «الشاطر»!

رامى رشدى
30 يومًا كاملة، هى التى فصلت بين صدور الإعلان الدستورى الذى أشعل النار فى كل أرجاء مصر، وبين وقائع التصادمات المرشحة للاشتعال فى الوقت الراهن بعد انقسام المجتمع بين ليبراليين وإسلاميين، إذ تحركت الجحافل السلفية والإخوانية لتأييد قرارات الرئيس مرسى، وشكل كل من البرادعى وحمدين وموسى «جبهة الإنقاذ الوطنى»، واشتعلت المعركة بين الطرفين، بتنظيم المليونيات لكل فريق أمام الاتحادية وفى ميدان التحرير وميدان النهضة أمام جامعة القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا.
وفتح الإسلاميون النار على الثوار ووصفهم بأنهم عملاء وخونة ومأجورون ويمارسون الفسق والفجور والدعارة.
بل وصل الأمر لدرجة التحريض على قتلهم من خلال فتاوى لكبار علماء ومشايخ.
وساروا - كذلك يسبحون ويهللون بحمد خيرت الشاطر نائب المرشد آناء الليل وأطراف النهار.
خيرت الشاطر النائب العام لمرشد جماعة الإخوان المسلمين نجح بامتياز فى تحريك جحافل السلفيين وعلمائهم «كورق الكوتشينة» فى لعبة القمار والمراهنات على المكاسب، إذ صدروا للرأى العام أنهم يرضون الله بتكفير الثوار والنيل من سمعتهم.. ولكنهم كانوا يرضون نائب المرشد الذى جلس معهم وحركهم.
والواقع أن كثيرًا من قيادات الإسلاميين والسلفيين وقع فى براثن الشاطر.. وكانوا كورق الكوتشينة يحركها بيده ودهائه السياسى والتنظيمى واستطاع إدارتهم من وراء الكواليس للظهور بتلك الصورة أمام الرأى العام.. وكأن الأمر كالآتى:
1- ياسر برهامى:
الشاطر وضع ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بين شقى رُحا.. فكان أن أحسن برهامى فى تقديم خدمات جليلة للإخوان، إما بالحشد فى مليونيات قندهار أمام جامعة القاهرة أو عقد المؤتمرات وحشد القواعد السلفية للتصويت على دستور الإخوان.. وكلاهما يصب فى صالح الإخوان، خاصة أن برهامى كان يسعى لتكوين كيان سياسى واقتصادى قوى ينافس بهم جماعة الإخوان المسلمين، خاصة أنه الكيان السلفى الوحيد الذى يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، خلاف الكيانات السلفية الأخرى.
ورفض التحالف مع الشاطر أكثر مرة، وقرر خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بقوائم منفردة وعدم الدخول فى تحالفات انتخابية، وهو الأمر المزعج بالنسبة للشاطر، ورفض المشاركة فى مليونيات الإخوان الداعمة للرئيس فى بداية الأمر، ولكن الشاطر نجح فى إقحامه فى معركته بوساطة علماء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح على رأسهم محمد حسان وعلى السالوس.
وأقنع برهامى أنهما شهود عيان على الاتفاق الذى عقد فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم بحضورهما، ورفض برهامى فكرة أن يحشد القواعد السلفية لمليونية تأييد الشرعية فقط، ومن أجل إرضائه تم إضافة كلمة الشريعة حتى يضمن نزول الحشود السلفية التابعة لحزب النور والدعوة السلفية بالإسكندرية.
ثم حاول الشاطر جر برهامى لمعركته أمام قصر الاتحادية التى سقط فيها الشهداء من الطرفين من الإخوان والثوار، الأمر الذى رفضه برهامى تلك المرة خشية أن يلطخ ثوب الدعوة السلفية بدماء الشهداء، بالإضافة إلى عدم قدرة برهامى على إقناع القواعد السلفية بالاحتشاد أمام الاتحادية وخوض غمار معركة لم تعد لهم أصلا، ولا ناقة لهم فيها ولا جمل، لكن الشاطر أجبره على خوض معركة أخرى وهى حشد الجماهير فى المحافظات للتصويت بنعم للدستور الإخوانى ووفرا على الشاطر وجماعته النفقات والإنفاق وحشد الناس والقواعد السلفية.. خاصة أن القواعد الإخوانية التنظيمية لا حاجة لهم بالحشد، أما المراهنة لتمرير الدستور فكانت على القواعد السلفية وحشد الناس.
2-محمد حسان
استطاع محمد حسان نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أن يمنح الدعوة السلفية على طبق من ذهب أمام الشاطر، خاصة أن «هيئة» يديرها ماليًا وسياسيًا من الباطن خيرت الشاطر.
ونجح حسان عبر الفضائيات الإسلامية فى الحشد لمليونيات قندهار، والتصويت على الدستور بنعم، وهو ما نجح فيه خاصة أن حسان يملك من الكاريزما والشخصية الإعلامية والدينية ما يؤهل لذلك، وتجلى ذلك فى كلمته أمام مليونية جامعة القاهرة، إذ قال بالنص: منذ ساعتين وأن أسير بالسيارة فى أمواج بشرية لا أعلم لها أولاً من آخر ليعلم الجميع أن مصر سوف تظل إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية والليبرالية، والشيوعية، ما أتنيا إلا لنصرة دين الله لتعلم الدينا كلها أن محمد ما مات وما خلف بناتًا بل أنجب أبطالاً، بل جيش محمد هنا موجود، وانصروا دينكم بدمائكم وأرواحكم ونسائكم وحافظوا على مصركم، فمصر سنحفظها بدمائنا ونرويها بأرواحنا وعروقنا، فلا يزايد أحد على الإسلاميين.
3- على السالوس
الدكتور على السالوس رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح يعتبر من أكثر العلماء الإسلاميين والسلفيين الموجودين فى مصر علما وفقهة وتراثا، قضى معظم عمره خارج مصر متنقلا بين الجامعات الإسلامية فى السودان والسعودية وقطر.
عاد السالوس من الخارج وقام الشاطر بتوليته موقع رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، ولم يعترض أى من العلماء السلفيين وعلى رئيسهم حسان وعبدالمقصود ويسرى إبراهيم وطارق الزمر.
وتستخدم الهيئة كأداة ضغط على الخصوم ومكان لعقد الصفقات المشتركة بين الإسلاميين، أو الإخوان والسلفيين بالإضافة إلى صبغ تلك الصبغة بالكيان الإسلامى، وما نجح فيه الشاطر وكان لابد من وجود صورة على رئيس هذا الكيان يتمتع بصفات عديدة، أولها رجل له ثقله العلمى والفقهى.. بالإضافة إلى كونه عالم إسلاميا كبيرًا يتمتع بصفات التقوى والورع ولا يسعى لمناصب زائلة، ويمكن السيطرة عليه وتحريك الهيئة فى الباطن، ويبقى هو فى الصورة والمقدمة فقط، ولم يجد أفضل من على السالوس.
4- محمد عبدالمقصود
نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وعضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية وعضو مجلس الأمناء بها، ويعتبر عبد المقصود من رموز التيار السلفى فى مصر وله مواقفه الواضحة ومن مؤسسى التيار السلفى بالإسكندرية، ولكن الأمور تغيرت بعد الثورة واستطاع الشاطر أن يجند عبدالمقصود لصالحه واخترق الدعوة السلفية من خلاله.. وكاد عبدالمقصود أن ينهى التاريخ السياسية لحزب النور الذراع السياسية لجماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية نزولا على رغبة الشاطر الذى حاول تفجير الحزب من الداخل عبر عبدالمقصود فى أزمة الحزب الشهيرة وهى الإطاحة بعماد عبدالغفور من رئاسة حزب النور.
واستمر عبدالمقصود فى السير على نفس الدرب فى مخالفة تعليمات مجلس أمناء الدعوة السلفية وخرج على نهجها فى كثير من الأمور فعبدالمقصود فضل السير فى ركاب خيرت الشاطر وجماعة الإخوان المسلمين، وهو الوحيد من بين علماء الدعوة السلفية الذى دعا الناس للاحتشاد أمام مبنى الاتحادية والدفاع عن الشريعة فى فتاوى صادرة منه فى أحداث الاتحادية وسقوط الشهداء وتحريض الناس على الثوار.
5- طارق الزمر
طارق الزمر القيادى بالجماعة الإسلامية وعضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، هو «الماريونيت» التى يحركها خيرت الشاطر فى أى توقيت.. وتجلى ذلك فى الأزمة الأخيرة بداية من اللعب به فى التحضير لمليونيات قندهار 2 ,1 التى سبقت الأزمة الدستورية الأخيرة بأيام، عندما قام الشاطر بالضغط عليه وطلب منه أن يعلن تأجيل مليونية قندهار الأولى إلى مليونية ثانية بحجة انشغال العلماء بحج بيت الله الحرام فى تلك الجمعة وتأجيلها للثانية من أجل الحشد بقوة.
واستطاع الشاطر أن يخادع الزمر فى هذا وكان هدفه من تأجيل المليونية تحويل الإخوان من خانة العدو إلى خانة الحليف وبعد أقام الزمر بإعلان ذلك على الرأى العام وأكد مشاركة الإخوان فى مليونية قندهار الثانية أعلنت جماعة الإخوان أنها لم تشارك فى المليونية الثانية ولعبت بالزمر.
لم يتعلم الزمر الدرس فى الأزمة الدستورية الثانية وأثناء التحضير لمليونية جامعة القاهرة، فى الوقت الذى تم استدعاء طارق الزمر من قبل خيرت الشاطر لاجتماع عاجل يخص التحضير لمليونية جامعة القاهرة فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، قابله محمد البلتاجى أمام الباب الرئيسى وجلس معه واتفقا على الخروج والإعلان عن تفاصيل مليونية جامعة القاهرة وسئل الزمر على تفاصيلها قيل له لا تتحدث عن فصيل أو تيار إسلامى بعينه بل قل الإسلاميين والتيار الإسلامى.. فى نفس التوقيت كان العلماء يجتمعون فى الغرف المغلقة الذين دخلوا إليها من الباب الخلفى للمقر يقنعون برهامى للمشاركة الدعوة السلفية فى المليونية والتحضير لها ونفذ الزمر التعليمات بالحرف الواحد.
6- حازم صلاح أبو إسماعيل
وفقا لمصادرنا فأن حازم أبو إسماعيل قام بتنفيذ تلك الأوامر التى صدرت له بتنفيذ كل الأحداث التى شارك فيها أنصاره من حصار مدينة الإنتاج الإعلامى إلى حرق جريدة الوفد بعد اجتماعه المغلق الذى سبق تلك الأحداث مباشرة مع مقر مكتب الإرشاد بالمقطم مع لكل من الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان والمهندس خيرت الشاطر وواضع ملامح الخريطة للجناح العسكرى لجماعة الإخوان الذى يمثله أبو إسماعيل وأحفاده وأنصاره وهم من ينفذون خطة الشاطر فى صراعاته مع بعض الأجنحة الأخرى المتشابكة سواء من الداخل والخارج، بالإضافة إلى قيامه بتنفيذ سياسات الإرهاب واستعراض القوى!
7- أشرف ثابت
يعتبر أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب سابقا وعضو الهيئة العليا لحزب النور هو الضمير الحى للدعوة السلفية.. وثابت هو الوحيد الذى لم يستطع الشاطر اختراقه ويرفض كل محاولات وخديعة الشاطر للسيطرة على الدعوة والحزب ويسعى بكل قوته لتشكيل كيان سياسى واقتصادى قوى ينافس به الإخوان المسلمين.. إلا أن علاقته القوية ببرهامى خاصة أنه الذراع اليمنى له والعقل المدبر معه تقف حائلا بينه وبين نائب المرشد.. حيث يقوم برهامى بالمهادنة تارة والاعتراض تارة وتسكين معارض سياسات الشاطر مع السلفيين والإسلاميين تارة أخرى.