الخميس 3 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مواجهة «الفرعون الملتحى».. بالتدويل!

مواجهة «الفرعون الملتحى».. بالتدويل!
مواجهة «الفرعون الملتحى».. بالتدويل!




 


مصر فى طريقها لأسود فتراتها التاريخية، ونخاف على بلدنا أن تصل قريبا لحرب شوارع فى مواجهة القرارات «الثأرية» والفاشية التى أصدرها «مرسى» وفق وصف العديد من القوى السياسية المصرية، فالخوف كل الخوف من أن تتحول شوارع مصر إلى ميدان للتناحر الدموى بين الميليشيات المعروفة.. ومن تم العفو عنهم من المسجونين والمختبئين فى كهوف وجبال سيناء.. من ناحية والثوار وكل المصريين من ناحية أخرى.. خاصة أن مصر بها الآن كمية مخيفة من الأسلحة المهربة من ليبيا والسودان دون حساب ولا رقابة!.. فهل هدأت غزة لتشتعل مصر؟!
 
مرسى الذى تحول بسبب ممارساته وجماعته طيلة شهور رئاسته من مرشح الثورة والإخوان والإسلاميين فى جولة إعادة الانتخابات الرئاسية إلى «الحاكم بأمر الله» أو «الفرعون الملتحى» أو «الديكتاتور» كما وصفه كل الثوار والقوى المدنية والسياسية المعارضين للقرارات التى وصفوها بالثأرية لا الثورية، يجب أن يسأل نفسه: لماذا يهتف القضاة: «باطل.. باطل» والثوار «ديكتاتور.. ديكتاتور» على هذه القرارات، لو كان بالفعل لا يبحث عن سلطة ويخدم الناس كما قال عليه مرشده «محمد بديع»؟!
 
«الرئيس».. رغم أن صلاحياته المطلقة والاستثنائية تجعله أكثر من مجرد رئيس!.. قال لكل المصريين إن أخطأت «فقومونى» وهو بالفعل الآن فى حاجة لتقويم حقيقى، ويجب عليه ألا يسمع لمن يهللون له، فمن المخزى أن يمرر دستوره الذى يطمس الهوية المدنية لمصر ويحصن لجنته التأسيسية ومجلس الشورى وحتى مجلس الشعب الذى يعيده بقرارات يغازل بها الثوار وأسر الشهداء من إعادة محاكمات قتلتهم وتخصيص معاشات للمصابين، فلماذا تضعون دماء الشهداء فى صفقة مشبوهة كهذه؟!
 
«د. كمال حبيب» خبير الجماعات الإسلامية يرى فى قراءته للمشهد أن الإعلان يضم مطالب للناس، فيها إعادة محاكمات قتلة الثوار، والبعض كان يطالب بعزل النائب العام وتحصين التأسيسية حتى الدستور، مؤكدا أن هذا جاء لينهى حالة الاستقطاب السياسى داخل النخبة التى وصلت لحد العناد وجاوزت الخلاف السياسى لتصل بالدولة إلى مهب التهديد ويفقدنا الأمل فى الثورة!
 
«حبيب» قال بغرابة إنه يجب أن تقر التغيير فى شكل القوى المصرية ومنها القوة السلفية التى تبرر هذا اللون المسيطر على الدستور لكن لا مساس بهوية مصر والعبرة فى الممارسة، وصدمنا الخبير الإسلامى بوصف مرسى بـ «الرئيس المرتعش»، بل أكثر من ذلك، لكن لا يمكن كتابتها لأنها غير مسجلة، ويعاقب عليها القانون، ولذلك اضطر أن يضيف لإعلانه بندا يمنحه كل التدابير والقوانين، إلا أنه يرى أن مرسى لن يستخدمه ولن يتحول لديكتاتور جديد! ويؤكد ضرورة مواجهة الشباب الذى يحرق فى مصر مشيرا إلى أحداث محمد محمود إلا أنه يشدد على أن هذا لا يعنى أن الاستبداد يصبح بديلا!
 
وشبه حالة مصر غير المستقرة بالخلافات التركية فى «79» التى أدت إلى تشكيل «05» حكومة فى عدة سنوات، وقال إن الثورة لن تسمح بظهور ديكتاتور جديد، ولو خرج مليون ثورى يسقط هذا الإعلان!
 
«د. مراد على» المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة يكشف عن مدى «الاندهاش الإخوانى» من الاعتراضات الثورية والسياسية على إعلان مرسى الصادم، لكنه أكد أن هذا حق المعترضين، وأكمل دفاعه عن رئيسه أن قراراته ثورية ودعا المعترضين لاحترام الغلابة الذين فى حاجة للاستقرار مؤكدا أن البلد فى حاجة للدستور، ولم ينس أن يشيد بمظاهرات التأييد الإخوانية والإسلامية لمرسى أمام الاتحادية، وقال إن الهدف هو الأمن والاستقرار واستكمال الثورة والوصول إلى دستور خلال 3 شهور، خاصة أن البديل الخناقات، وأضاف أننا تخلصنا من النائب العام ومن مبارك، ولن ننزل للتحرير لأننا لا نريد الصدام!
 
بينما شدد «د. محمد أبوالغار» رئيس الحزب المصرى الديمقراطى فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» أن هذا كلام مرفوض، فهذه الفاشية بأقوى حالتها، ولن نسكت فى مواجهتها وسنثور ضدها بكل قوة، لأن مصر بذلك تنقسم ولن ترى أى استقرار، ومن المحتمل اللجوء إلى تدويل القضية بعدما زادت الدعوات السياسية بذلك، قائلا إنه لا يتوقع أن يتراجع مرسى عن قراراته رغم أن النظام يسقط! رافضا أن نستغرق مصر فى محاربة بعضها، لكنها لن تقع فى يد نظام فاشى!
 
ووسط كل هذه الآراء، فإن شرعية الرئيس مرسى على المحك خاصة لو أصبح فى مواجهة المحكمة الدستورية التى من المتوقع أن تصدر حكمها بحل التأسيسية والشورى، التى حصنها مرسى! والخطر الأكبر أن كوادر الإخوان التى أعلنت حالة الطوارئ والاستنفار كان فى مواجهتها تأكيد من القوى السياسية أن إجراءات مقاومة إعلان مرسى ستتصاعد لأن شرعية مرسى على المحك، فإن انقلب انقلبنا وإن عاد عدنا، ويهزون مصر بهتافات «الشعب يريد إسقاط النظام»! فى بلورة مخيفة لانقسام مصر!
 
وفى قراءته للمشهد الصاخب أكد «د. حازم حسنى» أستاذ العلوم السياسية غير المحسوب على أى تيارات سياسية أن مرسى وجماعته أعلنوا بذلك الحكم الديكتاتورى فى مصر.. ولا يستطيع أى أحد معارضتهم بعد ذلك بسلطة رئيسهم المطلقة، ليفرضوا دستورهم وقوانينهم المحصنة غير المسبوقة!
 
«د. حازم» ذكرنا بممارسات «لويس الرابع عشر» الديكتاتورية من خلال أفعال مرسى، ولم يستبعد أن تحترق مصر بمواجهات لا تتوقف بين المؤيدين والمعارضين لقرارات مرسى، ولا أحد يعرف إلى ماذا ينتهى هذا النفق المظلم الذي أدخلنا إليه مرسى وجماعته، وحلل موقف الرئيس والإخوان وحلفائهم بتأكيده أنهم توتروا لدرجة وصلت بهم إلى إصدار هذه النوعية من الإعلانات الصادمة ليفرضوا سلطانهم دون أى اعتراضات حتى لو استغلوا فى سبيل ذلك شعبية بعض الشخصيات العامة.. مثلما لجأوا من قبل إلى اللاعب محمد أبوتريكة لتمرير الدستور الذى أرادوه جماهيرياً!
 
وقال أستاذ العلوم السياسية إن قراراتهم تجاوزت قوانين حماية الثورة فى عصر ناصر، ولم يستبعد أن نصل إلى مرحلة مواجهة الميليشيات تستغل فيها كميات الأسلحة المرعبة الموجودة فى مصر، وستسفك الدماء من كل جانب، وبذلك كشفت الجماعة عن كل أوراقها وكأنها تلعب «روليت روسية» التى شعارها إما أن تكسب كله أو تخسر كله! وأتصور أنهم سيفقدون كل شىء قريبا، كما يؤكد «د. حازم حسنى»!
 
وشدد على أن هذا يفوق قرارات موسولينى وهتلر، مندهشين من أنهم ينفذون ما كانوا يعترضون عليه قبل ذلك خاصة تحصين القوانين!
 
الأهم الآن أنه بالفعل الثورة مستمرة و«الفرعون الملتحى» سيواجه حتى لو وصل الموقف للتدويل، لكن كل ذلك سيكون ضد مصر لو بقى مرسى وإعلانه.. أو سقط.. ربنا يستر! 
 
 

 
 

مراد على
 

محمد ابو الغار