هل يُشعل «رأس سليمانى» حرب «الرءوس النووية»؟!

إبراهيم محمود
انتقالًا إلى مرحلة جديدة من مراحل الصراع فى الشرق الأوسط بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.. توعدت طهران بـ«رد عنيف» على اغتيال «واشنطن» للواء قاسم سليمانى قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثورى الإيرانى»، فجر أمس (الجمعة) بالعاصمة العراقية بغداد. وهدّد المرشدُ الأعلى الإيرانى على خامنئى بـ«ثأر قاسٍ» ردًّا على مقتل مسئول العمليات الخارجية فى «الحرس الثورى» بضربة أمريكية فى مطار بغداد، قائلًا «ينتظر المجرمون ثأرًا قاسيًا». ونعَى خامنئى فى بيان عَبر موقعه الإلكترونى، سليمانى. وأعلن الحداد الرسمى فى إيران ثلاثة أيام. بدوره، أكد الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أن مقتل سليمانى سيجعل إيران أكثر حسمًا فى مواجهة أمريكا.. وشدد على أن إيران سترد على هذه «الجناية المروّعة». وقال مستشار الرئيس الإيرانى حسام الدين آشنا إن الرئيس دونالد ترامب أدخل أمريكا فى «أخطر وضع إقليمى».. مُحذرًا من أن «أقدامه تخطت الخطوط الحُمر ويجب عليه تحمُّل التبعات». وشدّد وزير الدفاع الإيرانى أمير حاتمى أن «القوات المسلحة ستنتقم من مسببى ومنفذى عملية اغتيال سليمانى».. أمّا وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف فقال إن اغتيال قائد «فيلق القدس» هو «تصعيد خطير للغاية ويتسم بالحماقة».. وأضاف إن «الولايات المتحدة تتحمل المسئولية عن كل تبعات مغامرتها المارقة». وأعلنت وكالة أنباء «فارس»- الناطقة باسم «الحرس الثورى»- أن المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى عَقد اجتماعًا طارئًا لمناقشة تبعات مقتل سليمانى.. وقال الناطق باسم المجلس كيوان خسروى إن الاجتماع عُقد لبحث «الخطوة الإجرامية» التى أدت إلى مقتل سليمانى. وفى أول رد فعل من جانب إسرائيل على التهديدات الإيرانية، قطع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارته الخارجية إلى اليونان عائدًا إلى تل أبيب، فور الإعلان عن اغتيال قاسم سليمانى.. وذكرت الإذاعة العبرية أن قوات الجيش الإسرائيلى أعلنت حالة التأهب فى شمال البلاد بطول الحدود مع لبنان. ونعت حركة «حماس» قائد «فيلق القدس»، ووصفته بـ«الشهيد».. وحمَّلت الحركة أمريكا المسئولية عن ما سمَّته «الدماء التى تسيل».. مُحذرة من أن «سلوكها العدوانى يؤجج الصراعات دون أى اعتبار لمصالح الشعوب وحريتها واستقرارها». وفى «واشنطن»، توقّع مسئولون فى الإدارة الأمريكية نشوب حرب عالمية جديدة بَعد التصعيد الأخير.. وقال رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية ريتشارد هاس «المنطقة برمتها وربما العالم أجمع سيكون مسرحًا لحرب». أمّا المرشح الديمقراطى المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة جو بايدن فقال معلقًا على مقتل قاسم سليمانى «ربما نكون على وشك الدخول فى صراع كبير بالشرق الأوسط». وتبنّت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قَتْل قائد ذراع العمليات الخارجية لـ«الحرس الثورى» الإيرانى الجنرال قاسم سليمانى، ردًّا على دوره فى الهجمات التى استهدفت قوات واشنطن ومصالحها فى العراق والمنطقة. وقال «البنتاجون»- فى بيان بَعد ساعات من مقتل سليمانى بضربة استهدفت موكبه فى مطار بغداد، فجر الجمعة: «بتوجيه من الرئيس، نفّذ الجيش الأمريكى تحركًا دفاعيًًّا حاسمًا لحماية القوات الأمريكية فى الخارج، بقتل قاسم سليمانى، رئيس (قوة القدس) الإيرانية التى تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية». وأشار «البنتاجون» إلى أن «سليمانى كان نشطًا فى تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والجنود الأمريكيين فى العراق والمنطقة». وأوضح أن «سليمانى وقوة القدس مسئولان عن مقتل مئات الأمريكيين ومن قوات التحالف، وجرح آلاف آخرين». ولفت «البنتاجون» إلى أن سليمانى «هندسَ هجمات على قواعد التحالف فى العراق خلال الأشهُر الأخيرة، بما فى ذلك الهجوم فى 27ديسمبر (كانون الأول) الماضى، ما أدى إلى مقتل جنود أمريكيين وعراقيين. كما أقَرَّ الهجمات على السفارة الأمريكية فى بغداد هذا الأسبوع. وخلص بيان «البنتاجون» إلى أن «الضربة تهدف إلى ردع خطط الهجمات الإيرانية فى المستقبل».. مشددًا على أن «الولايات المتحدة ستستمر فى أخذ التحركات الضرورية لحماية شعبنا ومصالحنا، أينما كانوا حول العالم». وأظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعى احتفال عراقيين بمقتل قائد «فيلق القدس»، قائلين إن الاحتفالات خرجت ثأرًا لدم من قُتل على يد «ميليشيات إيران» فى الاحتجاجات العراقية الأخيرة. وقُتل قائد «فيلق القدس» الإيرانى ومستشاره فى العراق نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبى» أبو مهدى المهندس، بضربة أمريكية بطائرة مسيَّرة استهدفت موكبًا كان يقلهما داخل مطار بغداد. وقَدرت وسائل إعلام إيرانية أن حصيلة القتلى فى الهجوم الأمريكى بلغ 12 شخصًا.