الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سبعينية «الناتو» عجوز شمطاء!

سبعينية «الناتو» عجوز شمطاء!

يبدو أن القارة العجوز أوروبا قد نجحت مع الولايات المتحدة الأمريكية فى تغيير بوصلة مؤسسات القوة إلى تهريج وبنية مترهلة؛ ذلك أن سبعينية «الناتو» بدت مناسبة للاحتفاء بمقدرات عجوز شمطاء!.. وتتناقل قوى الإعلام العالمية والعربية صورة الناتو كما يريدها الرئيس الأمريكى «الأهوج» وهو تجاهل ترامب لبروتوكول القمة العادى، واستغل ظهوره مع زعماء الحلفاء للإجابة على عشرات الأسئلة من وسائل الإعلام العالمية، المتحمسرة لغرائب وهمجية وحساسية بعض هذه التصريحات.. وهو يغادر «الناتو» دون أن يعقد مؤتمره الصحفى النهائى، يبدو أنه يريد العودة إلى واشنطن للدفاع عن أخطاء قد تعزله من قيادة العالم على طريقته.



عربيًّا وإسلاميًّا وأفريقيًّا، وبالذات مصر - غالبًا - لا تنتظر من قمة حلف شمال الأطلسى التى تحيى الذكرى السبعين لتأسيس هذه المنظمة، أى محصلة مادام الحلف أدخل مقدراته العسكرية والأمنية واللوجستية فى مواجهة مشروعات مثيرة للجدل، كوضع تركيا أردوغان، وليس تركيا الشعب والاقتصاد أو الحضارة، فالناتو يريد أردوغان كمخلب قط شارد يلتقط لهم الأشرار على هواه، ولهذا يرى الناتو- خلافًا للولايات المتحدة أن احتلال تركيا لشرق سوريا وملاحقة العائلات الكردية المشردة على الحدود فى ظل استمرار التأييد الأمريكى الصهيونى لتعاون تركيا فى احتلال الحدود السورية، ويلى ذلك تذويب وجودها رغم أن الناتو وتحديدًا فرنسا وبريطانيا ترى أن مواقف الدول العربية والإسلامية الحليفة للناتو ترفض هذا الاحتلال التركى، وهنا يبدو الموقف المصرى والأردنى والفرنسى والبريطانى وغير دولة، مؤثرًا، من حيث ردود الفعل على المشروع التركى الخطير فى دول المنطقة، فيما آلت إليه قرارات الناتو الاحتفالية.

>عربيًّا وأفريقيًّا:

استبعد بيان الحلف أى إشارات إلى ما يحيق بالمنطقة والشرق الأوسط وأفريقيا من حساسيات ومخاوف من المنظمات الإرهابية والمتطرفة التى تتغلب على قوة الحلف وتعيق قدراته وتعاونه الدولى مع الولايات المتحدة وبلاد المنطقة كما لم يشر البيان - ربما هذا من أقذر أخطاء الحلف فى سبعينيته- إلى الأوضاع فى فلسطين ومدلولات التحيز الأمريكى العفن لجيش الاحتلال الصهيونى الدافع إلى العنف وإلى إحداث متغيرات فى أراضى المستوطنات الصهيونية وفى غور الأردن وفى قطاع غزة. ويلاحق الناتو بحسب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون : احتمال التوصل إلى توافق مع تركيا المعتدية على الأراضى السورية، على تعريف الإرهاب (...)، ماكرون «لا أرى أى توافق محتمل» فى وقت أطلقت تركيا عملية عسكرية فى سوريا فى مناطق حدودية تستهدف المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين.. والفصائل الكردية دعمت التحالف الدولى فى معركته ضد تنظيم الدولة الإسلامية والمنظمات الجهادية الأخرى.

إلى ذلك ، وفى الطرف الآخر من العالم أعربت موسكو عن قلقها من خطط حلف الناتو زيادة الإنفاق العسكرى، وأنها- روسيا-  لن تتورط فى سباق تسلح مدمر للاقتصاد.

ومرحليًا، لاحظنا أن التأكيدات من الجانب الروسى كانت متفاوتة فى العمق: «لقد قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا لن تتورط فى سباق التسلح وسباق الإنفاق الذى يضر بالاقتصاد».

تصريحات ستولتنبرغ أمين عام الحزب حددت قضايا استراتيجية على الصعيدين الأمنى والدفاعى، إضافة إلى التهديد الروسى ومستقبل الحدّ من التسلّح النووى، وصعود الصين، ومكافحة الإرهاب، وأيضاً السعى لبلورة موقف موحد تجاه الأحداث التى تشهدها حدود بعض الدول الأعضاء، كما هو الحال بالنسبة لتركيا والأزمة المستمرة فى سوريا، فيما غيبت أهم قضية مركزية لها علاقة بأحوال العالم إذا ما أعيد انتخاب ترامب وحقق رؤية إسرائيل التلمودية الصهيونية.

ستولتنبرغ، كشف أنه وبحلول نهاية العام 2020، سيكون الحلفاء قد استثمروا منذ العام 2016 نحو 130 مليار دولار (117.2 مليار يورو)، واستناداً إلى أحدث التقديرات، فإن الزيادة التراكمية فى الإنفاق الدفاعى للحلف، ستبلغ بحلول نهاية العام 2024 نحو 400 مليار دولار (361 مليار يورو)، وهو الأمر الذى وصفه ستولتنبرغ بأنّه «تقدمٌ غير مسبوق وهو يجعل حلف الناتو أقوى» ، كما أنه ضرورى الذكر أن «الناتو» يضمّ 29 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية.>

فاصلة؛

>بيان العجوز قوة غير ممكنة!

تعهد قادة حلف شمال الأطلسى الأربعاء بالتضامن لمواجهة التهديدات من روسيا والإرهاب، وأقروا بالتحديات التى يمثلها تصاعد نفوذ الصين، وذلك فى القمة التى خيمت عليها مرة أخرى نوبات غضب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

ووافق الزعماء الـ29 الذين اجتمعوا على مشارف لندن للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس حلف الأطلسى،على بيان مشترك على الرغم من الانقسامات بشأن الإنفاق والاستراتيجية، والتبادلات الحادة بين العديد من رؤساء الدول.

وهذا البيان هو الأول الذى يعترف فى الحلف بالتحدى الاستراتيجى المتزايد الذى تمثله الصين، كما أكد على الحاجة إلى رد فعل منسق أقوى ضد الإرهاب».

وفى إشارة إلى المخاوف الفرنسية والألمانية بشأن الاتجاه الاستراتيجى لحلف الناتو، طلب الأعضاء من الأمين العام ينس ستولتنبرغ التشاور مع الخبراء لتعزيز «البعد السياسى» للحلف،عدا أنه «أنجح حلف عسكرى فى التاريخ» وتظهر كيف أن الغرب يمكن أن يقف أمام تحديات من روسيا والصين.