الإثنين 9 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

النسخة الإفريقية من «أمازون»

أعلنت شركة EG gate بوابة مصر الرقمية، إحدى شركات صندوق تحيا مصر، بدء تنفيذ منصة للتجارة الإلكترونية الإفريقية باسم African gate، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى مؤخرا خلال افتتاح فعاليات الدورة الـ23 لمؤتمر ومعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حول استعداد مصر لإطلاق منصة إفريقية  للتجارة الرقمية  بالتعاون مع القطاع الخاص على غرار موقعى أمازون وعلى بابا.



 واعتبر الرئيس أن التحول إلى «الرقمنة» يمثل فرصة عظيمة فى مصر حيث تتحرك الدولة بقوة فى هذا الاتجاه الذى يمثل الحاضر والمستقبل، خاصة  أن جميع المؤشرات تتوقع أن الحلم المصرى الأفريقى قابل للتحقيق، بعدما أصبحت القارة محط أنظار كل دول العالم المتقدم  خلال السنوات الأخيرة.

التقرير  الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، يشير إلى تقدم مصر 11 مركزًا فى مؤشر التجارة الإلكترونية، لتحتل المركز 102 عالميا خلال عام 2019، بدلا من المركز 113  خلال عام 2018، ويغطى المؤشر 152 دولة عبر العالم، تحتل هولندا المركز الأول فيها، يليها سويسرا ثم سنغافورة.

وتمتلك مصر إمكانيات ومقومات كبيرة تساعد على نمو التجارة الإلكترونية، فوفقاً لتقرير «بيفورت» إحدى شركات أمازون المتخصصة فى الدفع الإلكترونى عن حالة المدفوعات فى العالم العربى، فإن حجم التجارة الإلكترونية فى مصر سوف يصل إلى 2٫7 مليار دولار بحلول العام 2020، وهو ما يعتبر نموًا كبيرًا، خاصةً أن قيمة مبيعات التجارة الإلكترونية فى عام 2014 سجلت 1.4 مليار دولار فقط.

مصر وإفريقيا

لا تعنى كل مؤشرات التقدم المصرى فى مجال التجارة الإلكترونية غياب التحديات من السوق الإفريقية،التى  تشهد نموا سريعا  رغم حداثة هذه السوق والتحديات التى تواجهها، وتشمل التجارة الإلكترونية والأعمال التجارية، وخدمات المستهلكين، وتوفير السلع والخدمات عبر الانترنت.

بالإضافة إلى أن  القارة تزخر بالخيرات الطبيعية  والموارد الاقتصادية  الضخمة التى تؤهلها  لأن  تصبح سوقا  واعدة  لمنصة تجارية عملاقة، تغطى  كافة الأسواق فى  القارة السمراء، وتكون قادرة على المنافسة إفريقيًا وإقليميًا.

وتشير التقارير الدولية إلى أن قيمة التجارة الإلكترونية فى أفريقيا  بلغت  نحو 16.5 مليار دولار فى عام 2021، بينما يذكر تقرير صادر عن شركة الاستشارات «ماكينزي» أن هذه القيمة قد ترتفع إلى 75 مليار دولار بحلول عام 2025.

ويزداد عدد مستخدمى الإنترنت فى إفريقيا بأكثر من 20 % سنويا، فدولة مالى على سبيل المثال، زاد فيها عدد مستخدمى الإنترنت 6 مرات تقريبا فى عام 2017، فيما زاد  عدد مستخدمى  الإنترنت فى سيراليون والنيجر  وموزمبيق أكثر من الضعف العام الماضي.

وبلغ حجم المعاملات الإلكترونية فى مصر  نحو 2.5 مليار دولار2016،  ويتوقع  الخبراء زيادة  معدل  هذه المعاملات  إلى ما بين 4 و 5 مليارات دولار بنهاية هذا العام على أن نصل إلى 20 مليار دولار فى عام 2021.

سباق عالمى

الفرص الكثيرة فى سوق القارة السمراء تنطوى كل منها على تحدٍ أكبر، إذ أكد  الدكتور هشام  إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة  القاهرة ، أن أى منصة يمكن أن تنطلق  داخل القارة  من الممكن أن يكتب لها النجاح، وذلك على الرغم من أن القارة الإفريقية لازالت بعيدة عن  التطور التكنولوجى الحقيقى مثلما  يشهده  المجتمع المتقدم، موضحا أنه   لا بد أن نتفق على وجود تسابق كبير للغاية  على القارة الأفريقية  من كافة الاقتصاديات الكبرى.

وأشار «إبراهيم» إلى أننا أصبحنا نرى  قمما دولية  تعقد بشكل دوري، فهناك قمم  صينية ويابانية وروسية وألمانية  للاستثمار فى أفريقيا  بجانب القمم الجماعية  مثل  قمة مجموعة العشرين وإفريقيا والتى عقدت فى نوفمبر الماضى بألمانيا، موضحًا أن نظرة الاقتصادات الكبرى  للقارة الأفريقية تغيرت كثيرا  خلال السنوات القليلة الماضية.

وأكد أستاذ التمويل والاستثمار أن هناك  قدرا من المساندة  من الممكن أن تُقدم من بعض الاقتصاديات الكبرى  للدول الأفريقية، طالما كان هناك التقاء لإرادة المجتمع الدولى مع إرادة الدول الأفريقية  لتبدأ القارة من حيث انتهى الآخرون، ومن ثم  تنجح  فى إطلاق منصة إلكترونية ضخمة.

وعن الجهود المطلوبة لإنجاح هذه الفكرة يقول «إبراهيم» أنها تتركز فى أهمية  المساندة الكبيرة من جانب  كل الدول الإفريقية، وتوحيد الأجندات الخاصة للدول الإفريقية على المستوى الاقتصادى والاستثماري، موضحًا أن ذلك ليس بعيد المنال  خاصة أن مصر تقود الاتحاد الإفريقى خلال الدورة الحالية.

البنية التقنية

 

أحد التحديات الكبرى توفير البنية التحتية التقنية اللازمة فى السوق الإفريقية التى تبلغ 1.2 مليار نسمة، ويقول الدكتور محمد مدكور، استشارى  تكنولوجيا المعلومات، إنه  من الناحية التقنية فإن  هذه المنصة قابلة للتطبيق بالطبع،  ولكن  المشكلة  تكمن فى  عدم سهولة  التطبيق، لافتًا لحتمية  إنشاء هذه المنصة  لأن إفريقيا  هى المستقبل،  وليس الأفارقة هم الذين يدعون ذلك ولكن كل دول العالم .

وأضاف «مدكور» : أمريكا والصين واليابان  والهند  فضلا عن أوروبا  المتواجدة منذ قرون بإفريقيا  فى سباق على  السوق الإفريقية، موضحًا أننا بدأنا إدراك قيمة ما لدينا من خيرات طبيعية يتم نهبها منذ قرون،  أصبح من اللازم على الدول التى  تقدمت على حساب إفريقيا  أن  تتعادل معها فى العلاقة، وأن تكون العلاقات قائمة على مبدأ المنفعة المتبادلة.

 وأوضح استشارى تكنولوجيا المعلومات أنه بالنسبة للبعد التكنولوجى  فمن المهم أن نؤكد أن أفريقيا  حققت قفزة كبيرة فيما يتعلق بالاتصالات  التليفونية وتخطت عصر التليفون الأرضي، وتنعم فى معظم دولها بشبكات الهاتف المحمول، بالإضافة إلى أن كثيرا من الدول الإفريقية أصبح لديها  شبكات الإنترنت.

 وأكد «مدكور» أن كل هذه مقومات  لإنشاء هذه المنصة لكننا فى نفس الوقت يجب أن نقر بالمجهود المطلوب على أصعدة متعددة  لجعل هذه الشبكات ذات كفاءة ولربط هذه الدول  بالشكل الأمثل، موضحا أن أغلب الجهود  تتركز على  إنشاء تغطية  تتمتع بالشمول الكافى  على المستوى الجغرافى  ولا تكون مقتصرة على العواصم فقط.

وتابع: إن شمول تغطية الشبكات نصف الطريق فقط، إذ يجب أن تتمتع  بالسرعة الكافية لكى يتمكن المتفاعل مع هذه الشبكة من  الحصول على المعلومة المصورة فى شكل فيديو، وغيرها من الأمور التقنية التى تحتاج  إلى استثمارات  كبيرة.

التجارة العالمية

بالنظر إلى حجم تجارة  التجزئة الإلكترونية حول العالم،  والتى من المتوقع أن تصل لنحو4.4 تريليون دولار فى 2021، يمكننا أن ندرك أهمية ذلك المشروع الكبير، فوفقا لتقرير  منظمة  الأمم المتحدة  للتجارة والتنمية « أونكتاد» عن أن مبيعات  التجارة الإلكترونية حول العالم  تصل إلى  نحو 25.5 تريليون دولار سنويا.

 بينما تقدر النسبة الكبرى من قيمة هذه التجارة  بـ22 تريليون دولار، وهى عبارة عن تجارة  تتم بين الشركات، ويصل حجم التجارة  الإلكترونية  من الشركات إلى المستهلكين  حوالى 3.5 تريليون دولار  سنويا.

 وأوضح التقرير أن  الزيادة المتواصلة  فى حجم مبيعات  هذه التجارة  تأتى نتيجة  لزيادة أعداد المتسوقين  عبر الإنترنت فى العالم، والذى قفز من 600 مليون  مشتر فى عام 2010 إلى  أكثر  من 1.2 مليار شخص فى 2018، من بينهم أكثر من  380 مليون  مستهلك  يتسوقون منتجات من شركات تقع خارج حدود بلدانهم.

 وتتراوح نسبة المتسوقين عبر شبكات  الإنترنت  مسكان الدول  المتقدمة اقتصاديا بين 60: 80 %، يليهم  المستهلكون فى الدول ذات الاقتصاديات المتوسطة، بينما يمثل  المتسوقون  فى الدول الأكثر فقرا  فى العالم نسبة 2% فقط.

أمازون  وعلى بابا

يعد موقع أمازون  أشهر مواقع التسوق الإلكترونى وأكبرها على الإطلاق من حيث حجم المبيعات  السنوية، حيث يبلغ حجم  إيراداته  السنوية نحو 177 مليار دولار.

فيما يعد على بابا  أكبر وأهم موقع صينى للتجارة الإلكترونية، حيث يتخصص فى تداول المبيعات على شبكة  الإنترنت للشركات من جميع أنحاء العالم وبلغات متعددة، إذ وصلت مبيعاته فى مهرجان سنوى بالصين يسمى يوم العزاب  نحو 38 مليار دولار، وهو المهرجان  الذى يقام سنويا فى  11 نوفمبر من كل عام.