الإثنين 16 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الرقص على الجليد!

الرقص على الجليد!
الرقص على الجليد!


التزلج الفنى واحدة من الرياضات الشهيرة فى العديد من الدول الباردة، إلّا أنها لا تكاد تجد لها مساحة فى الدول ذات المناخ الحار، ومن بينها مصر، رُغْمَ احتراف بعض أبنائها لهذه الرياضة، التى يؤدى فيها المتسابقون حركات متناسقة، ويكون أداؤهم مصحوبًا بمقطوعات موسيقية، تجعل كل من يخوض التجربة يصبح عاشقًا لها.
حذاء قدم مميز، ذو تقنيات مختلفة، ومساحة بيضاء واسعة، تلك هى الأدوات التى تحتاجها؛ لتسمح بجسدك أن ينساب على أوتار الموسيقى الهادئة، ويبدأ فى الترنح بين هنا وهناك للاستمتاع برياضة «التزلج الفنى»، التى تُعد حديثة الظهور بمصر، وفيها يؤدى المتسابقون حركات متناسقة، ويكون أداؤهم مصحوبًا بمقطوعات موسيقية من اختيارهم.
فى اعتقاد الكثيرين، أن رياضة التزلج تتوقف على وجود مساحة من الثلج ليتمكن من اللعب، ولكن توجد بالفعل أنواع أخرى من التزلج الرياضى التى لا تحتاج لوجود الثلج، ولكن مساحة فارغة فقط ليتحرك بها اللاعب بحرية كاملة، وفى مصر لأول مرّة، ظهرت نماذج لفتيات حالمة، فى العشرينيات من عمرهن، قررن تكريس وقتهن، وموهبتهن لتعليم الأطفال اللعبة.


التزلج الفنى


الجليد كان شغفها منذ الصغر، فالمتعة الأولى لديها كانت مشاهدة لاعبات التزلج الجليدى يتمايلن بأحذيتهن على الموسيقى فى التليفزيون، وفى داخلها رغبة كبير لتقليدهن، لكن الأسرة لم تكن مرحبة بالفكرة فى تلك المرحلة، فاتجهت للعب رياضات أخرى مثل السباحة فى سن الرابعة، لتنتظر الوقت المناسب لتحقيق حلمها.
كحال العديد من المصريين ومعظم الدول العربية، لم تكن منى المصرى تعرف شيئًا عن الرياضة إلّا من خلال الأفلام الأجنبية، واعتادت مشاهدة الأوليمبياد الشتوية، التى كانت دائمًا تحلم بالمشاركة فيها، فأخذت أولى خطواتها لتحقيق حلمها بالبحث على مدرب للتزلج على الجليد.
مرّت السنوات وظل الحلم يراود «منى»، فقررت خوض مجال الهوكى مع مدربها الأول بسام حمادة، وظلت باللعبة عام تقريبًا؛ ليقرر بعدها كابتن أحمد سعد جمع فريق لرياضة التزلج على الجليد، فاسرعت للانضمام إليه كانت أول اللاعبات المنضمات.
خلال سنوات، تعلقت منى المصرى فتاة العشرين عامًا، باللعبة أكثر، عارضتها الأسرة فى البداية، لكنها أصرت على الاستمرار، وتحقيق حلمها، فخضعت الأسرة خلال مدة قصير لرغبتها، ودعمتها لتحقيق ذاتها التى تحاول إثباتها يومًا تلو الآخر.
واجهت «منى» الكثير من التحديات خلال عامين من التدريب الجاد، لكنها أصرت على إكمال الطريق، وبالفعل كان صيف 2019م نقطة تحوُّل فى مستقبلها الرياضى بمجال التزلج على الجليد، بعد أن شاركت فى أول عرض على الجليد فى مصر، الذى أقيم تحت إشراف اللجنة المصرية، ومدربين من الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت مؤخرًا فى الاستعداد لاجتياز اختبارات مؤسسة التزحلق على الجليد الدولية لتكمل مسيرتها لتصبح لاعبة دولية.
 خلال الصيف الماضى، أنهت «منى» الدورة التدريبية وحصلت على شهادة معتمدة من لجنة التزلج الفنى على الجليد فى مصر؛ لتصبح أصغر مدربة مهارات أساسية للأطفال، ومن هنا بدأت فى تحقيق حلمها الثانى فى نشر الرياضة وتحقيق أحلام الأطفال الذين يشاركونها الشغف نفسه لمعرفتها مدَى أهمية تعلم هذه الرياضة منذ الصغر لتكوين جسم قوى ومرن وشخصية قوية واثقة من نفسها، فالتزحلق الفنى ليس مجرد رياضة بل فن يعبر المتزحلق فيه عن مشاعره من خلال الرقص على الجليد مع الكثير من الحركات الانسيابية الرائعة والقفزات، وهذا النوع من الرياضة يحتاج إلى جسم مرن وقوى وقلب يرقص على دقات الموسيقى.
 مكان التدريب وتعليم الأطفال، كان الأزمة التى واجهت «منى» خلال مسيرتها الصغيرة، فلا يوجد داخل مصر ملاعب توفر مساحة جليدية كبيرة للعب، فحين كانت متدربة، خضعت وزملاؤها للتدريب فى مساحات الجليد الموجودة فى بعض «المولات» التجارية، حسب اتفاق مدربهم مع المول، واستمرت هى على هذا النهج عند تعليم البراعم الصغيرة، فتتجه والصغار لتأجير مكان يسمح بالتدريب لمدة طويلة، حتى تتمكن فى يوم من إنشاء أكاديميتها الخاصة، المجهزة بالتقنيات التى ترغب بها لتحقيق بطولات دولية.


«الباتيناج» فى مصر

«حذاء العَجَل والحذاء أبو عَجَل» كانت تلك كل المعلومات التى يعلمها المحيطون بآلاء المهدى، ومعظم المصريين بشكل عام، عن لعبة الـ«الباتيناج»، ولم يقتنع الكثيرون بكونها لعبة عالمية، يمكن حصد مراكز متقدمة من خلالها، ورُغْمَ ذلك؛ فإن «آلاء» لم تيأس من كل تلك التعليقات غير المنطقية، وبدأت فى إنشاء أول أكاديمية للعب الرياضة المهجورة فى مصر.
بدأت «آلاء» التزلج فى سن الخامسة فى نادى المعادى، فمنذ أن كانت طفلة، أحبت هذه الرياضة ولم تكن تتغيب عن أى جلسة تدريبية، ومع مرور الوقت، زاد شغفها بالرياضة وتميزت فى كل البطولات التى شاركت بها.
مدربتها مروة عفيفى، كانت أول من آمن بمهارتها وشغفها بالرياضة، وعينتها كمدربة مساعدة فى النادى، وهى فى سن الثالثة عشرة من عمرها، ومنذ ذلك الحين نقلت شغفها وحبها لهذه الرياضة الفنية لطلابها.
 العلاقة بين «آلاء» ومتدربيها، بُنيت فى المقام الأول على أساس علاقة الصداقة، وليست علاقة تقليدية بين المدرب والطالب، ونمت العلاقة عندما حصلت على دبلوم فى الجامعة الأمريكية عن علم نفس الطفل، التى كرست معظم وقتها لتعليمهم؛ لأن البداية تُفضل من العمر الوردى الصغير.
بعد النجاح الذى حققته فى مصر، شعرت أن بإمكانها الخوض فى هذا المجال على المستوى الدولى، فقدمت «آلاء» دورة صيفية فى كينيا وتعمل حاليًاعلى تجهيز دورات فى أماكن أخرى، كما أن لشغفها برياضة تزلج الباتيناج، قررت ألا يتوقف عطاؤها داخل حدود النادى، بل رغبت فى منح الأطفال والكبار من غير أعضاء النادى الفرصة لتجربة التزلج الفنى، لذا افتتحت أكاديمية «سكاتوبيديا» ليتسنى، لجميع الراغبين فى تعلم الرياضة من تحقيق رغبتهم؛ حيث أبدَى عدد كبير من الناس اهتمامًا كبيرًا بتعلم اللعبة، وتقدم الكثيرون للاشتراك فى دورات تعليم الباتيناج.
خلال 18 شهرًا، أصبحت أكاديمية سكاتوبيديا رائدة فى مجال التزلج الفنى فى مصر، وتضم أكثر من 200 عضو، ومع استمرار الدعم والمساعدة من شقيقتها «أسماء»، تسعى إلى توسيع أكاديميتها خلال الفترة المقبلة لتشمل فروعًا متنوعة.