الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أحفاد «ابن بطوطة»!

أحفاد «ابن بطوطة»!
أحفاد «ابن بطوطة»!


«اصبرى لمّا تتجوزى وتسافرى مع جوزك».. شكلت هذه العبارة عائقًا كبيرًا أمام أحلام كثير من الفتيات المصريات فى السَّفَر، وكأن السَّفَر أصبح يتعارض مع القيام بواجبات الحياة، غير أن هناك الكثير من الشباب والشابات رفضوا الاستسلام لهذا النمط من الأفكار وقرروا أن يخوضوا تجربة السَّفَر فاستهوتهم تفاصيلها وباتوا يتنقلون من دولة إلى أخرى ويكتبون عن تفاصيل تجاربهم تلك على مواقع التواصل الاجتماعى.
 
الأفكار السائدة مجتمعيّا عاقت «منة شاهين» عن تحقيق رغبتها فى السَّفَر والتجوُّل فى مدن العالم كثيرًا.. وبعد تخرجها فى كلية الصيدلة، قررت أن تكسر ذلك الحاجز الذى فرضته ظروف المجتمع وتقاليد الأهل وسافرت للعمل لدى إحدى شركات الأدوية فى دبى؛ لتزين جواز سفرها أول تأشيرة خروج بمفردها.. وتبدأ بعد ذلك رحلاتها؛ حيث سافرت إلى 37 دولة حول العالم.
 تحوَّل رفض الأهل إلى فضول لمعرفة تجربتها فى السَّفَر، وانهالت أسئلة أصدقائها عن كيفية إقناع أسرتها بهذا الأمْر.. من هنا جاءت فكرة لعمل صفحة على الـ«فيس بوك»؛ لنشر تجربتها مع السَّفَر، ودعوة كل الفتيات ممن خُضْن تجربة السَّفَر بمفردهن؛ للحديث على رحلاتهن ونشر صورهن على صفحة الـ«فيس بوك» أثناء الرحلة؛ لتشجيع البنات والسيدات وتمكينهن من التغلب على عَقبات السَّفَر، وتأكيد أهمية تبادُل تجارب وخبرات السَّفَر، وليساعدهن على النمو والتطور من خلال السَّفَر.
التفاعل الكبير على صفحة She Travels التى أسستها «منة» دفعها لتطوير الفكرة إلى موقع الإلكترونى؛ لمساعدة الفتيات على التعلم، بالإضافة إلى إتاحة جميع المعلومات الضرورية التى يحتاج إليها المسافر، كما يتضمن الموقع مدونة سَفَر توفر للكاتبات المسافرات منصة لنشر كتاباتهن ومشاركة تجاربهن، إلى جانب نشر معلومات عن أماكن السَّفَر الأقل تكلفة،  ومعلومات عن المنح الدراسية، وفُرَص السَّفَر التطوعى، ونصائح ومعلومات للفتيات من جميع أنحاء العالم الراغبات فى زيارة مصر لمساعدتهم فى تنظيم رحلاتهم وتنشيط السياحة.
وتشير«منة» إلى وجود خبراء فى مجال السَّفَر ومدربات «لايف كوتشينج» للإجابة على أسئلة المتابعات والزائرات للموقع، سواء كُنَّ بحاجة إلى المساعدة فى حجز الفنادق، أو كيفية التعامل من بيئة العمل السلبية أو التنمُّر فى العمل، إضافة إلى تنظيم مسابقات شهرية للبنات فى مختلف المجالات، كما تطمح إلى إحداث تغيير فى حياة النساء ممن لم تُتَح لهن فرصة للسَّفَر وتشجيعهن على زيارة الكثير من المدن المختلفة، ليس فقط لاستكشاف العالم ولكن لاستكشاف أنفسهن أيضًا.


سفيرة مصرية
 «علياء حاتم» شجّعها سَفر شقيقتها الكبرى بمفردها على خوض التجربة؛ لتبدأ أولى رحلاتها وهى فى سن الـ 19 بدعم من أهلها، وبعدها قررت التخطيط للسَّفر ليصبح أمرًا أساسيّا فى حياتها؛ حيث سافرت إلى بولندا، إسبانيا، تركيا، إيطاليا، أمستردام، فيينا، براغ وبرلين، بأقل التكاليف، وهو ما شجعها على مشاركة تجربتها مع غيرها من الطامحين للسَّفَر عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
«فى تجربتى الأولى للسَّفَر لم يُقدم لى أحد أىَّ معلومات».. هذا ما دفع «علياء» لتأسيس صفحة Galivahter Travel، بهدف توفير فرص للسَّفَر بأقل التكاليف، كما تُقدم المعلومات عن الأماكن المتاح زيارتها حول العالم بأقل ميزانية، كما تقوم بنشر كل رحلاتها من أول ركوب الطائر حتى العودة. وتوضح أن اسم الصفحة يعنى الشخص المسافر بهدف الاسكتشاف.
وتشير«علياء» إلى أن هدفها الأساسى هو تسويق صورة مصر بالخارج، من خلال المحاضرات بالمراكز الثقافية بالخارج وأماكن الإقامة، سواء كان فندقًا أو سكنًا للشباب، إذ تقوم بجمع شباب من جنسيات وديانات مختلفة؛ لتصحح لهم المفاهيم الخاطئة عن مصر، وتخبرهم بأهم الأماكن السياحية بها.
وأكدت «علياء» أن فكرة المحاضرات جاءت لها بعد أن اكتشفت أن أغلب الدول فِكرتهم عن مصر مقتصرة على الأهرامات فقط، إضافة إلى أنه فى هولندا؛ مصر تعنى بالنسبة لهم المَلك فاروق؛ لأنه أرسل لهم إغاثة أثناء فيضانات أمستردام. مشيرة إلى أن شهرة لاعب الكرة المصرى محمد صلاح بالعالم كان لها تأثير كبير على التفات الكثير من الأجانب لمصر والبحث عن أهم المزارات السياحية بها لزياراتها.. كما أكدت أن الغرب ليس جنة كما يعتقد البعض؛ حيث إن السَّفَر يجعل المسافر يشعر بأهمية بلده، بعد أن يرى عيوب الدول التى سافر إليها.


مجتمع الرَّحّالة
 السَّفَر بصحبة الأسْرة فى الصغر كان سببًا لشغف «معتز محمد» ورغبته فى الذهاب إلى الكثير من دول العالم، حتى أصبح السَّفَر جزءًا رئيسيّا من حياته؛ ليقرر بعد ذلك تأسيس جروب Traveller Experience لنشر رحلاته على الـ«فيس بوك»، ودعوة الآخرين لنشر تجاربهم فى السَّفَر، ومع الوقت استطاع جمْع قاعدة كبيرة من محبى السَّفَر.
قال «معتز»، إن فكرة الجروب نجحت؛ حيث ساهم فى استفادة الكثيرين من التجارب المنشورة عليه ورحلات المدن المختلفة بأقل تكلفة.. مشيرًا إلى أنه يهدف الآن لنشر السياحة الداخلية بأقل تكلفة لاكتشاف المعالم السياحية بمصر، إضافة إلى توعية المسافرين بالحفاظ على جَمال الأماكن السياحة التى تتمتع بها محافظات مصر.
وأضاف إن فكرة السَّفَر التطوعى يجعل الرحلة أقل تكلفة؛ حيث تقوم بالأساس على وجود أشخاص متميزين فى مجال معين وبالتالى يسافرون للخارج بهدف تعليم الآخرين.. مشيرًا إلى وجود بعض الدول بحاجة للمتطوعين لتعليم «الفوتوشوب»، إضافة لأن دولة تايلاند بحاجة إلى مزارعين فى مواسم معينة، البحث عن هذه المناسبات يؤدى لتبادل الخبرات، إضافة إلى قلة تكلفة السَّفَر؛ حيث يتحمل المسافر ثمَن تذكرة الطائرة فقط.
تشارك «هند سالم»، فى إدارة جروب Traveller Experience، بعد أن خاضت تجربة السَّفَر بمفردها إلى العديد من دول العالم؛ حيث سافرت إلى تركيا، بعد أن نجحت فى جمْع تكلفة السَّفَر خلال عام، تهدف من خلال الجروب إلى إثبات أن السَّفَر ليس مقتصرًا على الأغنياء والمقتدرين فقط، كما تقوم بنشر معلومات عن كل دولة والأماكن التى تتميز بها بأقل الأسعار، والتشجيع على حجز تذكرة السَّفَر «أون لاين» تجنبًا لزيادة الأسعار فى شركات السياحة.
كما تساعد «هند» أصحاب تجربة السَّفَر الأولى فى البحث عن فرصة للإقامة المجانية من خلال موقع « couchsurfing»، لتوفير تكلفة الإقامة.. مؤكدة أن أغلب المشاركين على الجروب خاضوا تجربة السَّفَر عبر الموقع، ونشر كل شخص تجربته فى السَّفَر «أون لاين» عبر صور وفيديوهات فى البلد الذى سافر إليه، وتوفير معلومات عن كل دولة، بأماكن الإقامة والمطاعم الأقل تكلفة بالعالم.


تشجيع الفتيات على السَّفَر
«شيماء على»، خاضت تجربة السَّفَر بمفردها فى التاسعة والعشرين من عمرها، وسافرت إلى ثلاث عشرة دولة حول العالم بمفردها، واستغرقت فى كل رحلة 10 أيام، كما كانت تحرص على الإقامة فى منزل إحدى الأسَر المضيفة، التى تعرفت عليهم عن طريق موقع «couchsurfing»، ما ساعدها فى التعرف على عادات وتقاليد الدولة من الشعب نفسه.
بعد عودة «شيماء» من أول رحلة سفر، قررت نشر تجربتها فى السَّفَر وقامت بتأسيس جروب «Travel with she»؛ لتشجيع الفتيات على الاستمتاع بحياتهن أكثر من خلال السَّفَر، كما قامت بعمل «صالون سَفر» لجمع الفتيات من محبى السَّفَر.
لا يقتصر الأمْرُ على هُواة السَّفَر فقط، إذ قرر «عمرو بدوى»، أحد أشهر الرحالة المصريين، نشر تجاربه فى السَّفَر إلى أكثر من 48 دولة حول العالم، من خلال مدونة وقناة على الـ«يوتيوب»، كما أسَّسَ أول شركة للرحلات الجماعية بأقل تكلفة، وبعدها قام تطوير الفكرة وتأسيس «نادى سفر» بهدف استضافة وتنظيم اللقاءات مع الرحالة؛ للحديث عن تجاربهم بالسَّفَر وتبادُل الخبرات والمعلومات حول السَّفَر، إضافة إلى عرض كل منهم ما قام بتصويره أثناء الرحلة. 