الأربعاء 12 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الكاتبة الثورية «سكينة فؤاد» فى حوار تطمينى للمعارضة وتحذيرى للجماعة : أطالب «تلاميذ البنا» بالتراجع عن «أخونة» الدولة

الكاتبة الثورية «سكينة فؤاد» فى حوار تطمينى للمعارضة وتحذيرى للجماعة : أطالب «تلاميذ البنا» بالتراجع عن «أخونة» الدولة
الكاتبة الثورية «سكينة فؤاد» فى حوار تطمينى للمعارضة وتحذيرى للجماعة : أطالب «تلاميذ البنا» بالتراجع عن «أخونة» الدولة





«ترددت كثيرا قبل أن أقبل منصب مساعد الرئيس، لكننى أرى أن أحقق شيئا من موقع السلطة»، بهذه الكلمات بدأت الروائية الثورية «سكينة فؤاد» حوارها معنا، بصفتها واحدة من رموز المعارضة التى ضمها الفريق الرئاسى ويخشى عليها من التورط فى أن تكون «وردة فى جاكت مرسى»، لكنها طالبت الإخوان من خلالنا بخطوات جادة لإثبات حسن نواياهم وفى مقدمتها عدم أخونة الدولة، مشددة على أنها لا تريد مناصب شرفية ولذلك ستقدم استقالتها فورا لو شعرت بالفشل.


∎ استغرب البعض.. كيف تقبل الروائية الثورية سكينة فؤاد دور «الوردة» فى جاكيت الإخوان؟

- ترددت كثيرا ولكنى سألت نفسى لماذا لا أقبل هذا المنصب، وأنا أناضل منذ سنوات طويلة وكل ما قلته وكتبت عنه قبل الثورة من فساد ممنهج بل إننى وقفت أمام النظام البائد من أجل التصدى له، ولكنى فشلت فى تحقيق أى إصلاح، وهاهى الفرصة الآن جاءت لتصحيح الأوضاع، أرى أنه يمكننى الآن أن أحقق شيئا بالاقتراب من موقع صنع القرار، لتحقيق جزء من احتياجات الناس الذين حملونى بالكثير من آمالهم للعيش حياة كريمة خاصة أن الشعب المصرى ملىء بالكفاءات والعبقريات التى أرجو أن أشارك فى إخراجها، وهذا لا يعنى أننى سوف أغادر كرسى المعارضة ولكننى سوف أستمر فى اقترابى من صانع القرار بتقديم خطط ومشروعات ومناهج لكيفية تنمية والنهوض بمصر الجديدة علما بأن كل من يتولى السلطة الآن يجنى ثمار الثورة ولا يمكن أن نعود إلى استنساخ ما كان من قبل من إقصاء للقوى الهائلة التى يضمها الوطن، وبالتالى فالفريق الرئاسى لابد أن تكون له مهام محددة لكى يساعد فى مشروع نهضة مصر.

∎ كيف ستتعاملين مع الموقف لو تكرر الخلاف مع الرئيس، وهل من الممكن أن يصل إلى الاستقالة؟

- عندما أجد أننى عاجزة عن أن أكون على قدر الثقة التى منحنى إياها المطالبون بمشاركتى فى الفريق الرئاسى بل أن أكون فاعلة، ويقف الأمر عند حد الكلمات ولم أستطع تنفيذ ما أقوله وأنفذه على أرض الواقع، فأسترك منصبى وأقدم استقالتى فورا لأننى لست فى حاجة إلى مهمة شرفية، ولكن دورى لابد أن يكون مؤثرا.

 
لذلك أطالب جماعة الإخوان المسلمين باتخاذ خطوات جادة لإثبات حسن نواياها واستعادة ثقة الشارع المصرى بالاجتماع مع جميع القوى الثورية حتى تكفل مجموعة من الضمانات وفى مقدمتها عدم سيطرة تيار سياسى واحد على جميع مؤسسات الدولة.

 
∎ ما أهم الملفات التى ستولينها الاهتمام فى منصبك الجديد؟ ومتى تلاحظين نجاحك فيها؟ ومتى يمكن أن نحاسبك عليها؟

 
- سألتزم بالشروط التى جعلت الناس تثق فىّ، وأن أتصدى لأخطر الملفات وعلى رأسها الحريات، فالحرية حق أصيل من حقوق الإنسان ولا تنهض الأمم إلا بالتحرر فكريا وأن تكون قادرة على حماية حرياتها، وهذا ليس مطلب الصحفيين فقط بل جميع المثقفين، بالإضافة إلى الملفات الرئيسية التى أهتم بها فى كتاباتى وخاصة ملف الاكتفاء الذاتى من القمح والحبوب بجانب ملف البحث العلمى وملف تنمية سيناء والأمن الاجتماعى وكيفية استعادته، وأخيرا عودة وحدة النسيج الوطنى إلى سابق عهدها بالقضاء على الفتن الطائفية.
وكذلك أهتم بملف المواطنة، وأسعى لئلا يكون هناك أى إقصاء لأى جماعة أو تيار على حساب الآخر، لذلك أعكف حاليا على إعداد الخطط وأقوم بعمل الدراسات فى هذه المجالات وسأتقدم بها فى أول اجتماع للهيئة الاستشارية لتساعد فى اتخاذ القرار.

 
وأضافت: حق الحساب واجب عليكم، ولكننى سوف أحاسب نفسى أولا بأول، لذلك أعد حاليا الأوراق الخاصة والمناهج المخططة التى سوف نطرحها على الفريق الرئاسى ونتمنى أن يؤخذ بها لأننا لم نعد نتحمل المجازفة مرة أخرى.

 
∎ هل بذلك يتحمل حزب الجبهة الديمقراطى مسئولية أخطاء ونجاحات الرئيس مرسى وبالتالى يؤثر على الحزب فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟

 
- على الرغم من الدور الفاعل والثورى لحزب الجبهة الديمقراطى باعتباره الحزب الوحيد الذى قاطع انتخابات 0102 كما أن برنامجه الثورى يتضمن جميع المبادئ التى نادت بها الثورة فهو أول حزب رحب بالدكتور البرادعى وبدعوته للمصريين للتحرر من القهر والظلم الذى عاشوا فيه لسنوات، ومع هذا فإننى أتمنى للحزب أن تكون له فاعلية أكثر فى المرحلة المقبلة، ولكنه لن يكون مسئولا عما أنجزه أو أخطأ فيه، والحزب له خططه المستمرة لتطوير أدائه الثورى.

 
∎ ما رأيك فى زيادة أعداد أعضاء الفريق الرئاسى واختلاف الرؤى فيما بينهم؟

 
-لا أرى أن الأعداد كبيرة من المستشارين والمساعدين إلى هذا الحد، ولكن نحن أمام هيئة استشارية ترسخ ما يسمى «بالجماعة المؤسسية» وترسخ ما نؤمن به بما تضمه مصر من خبرات متعددة ويكفى أنها قضت على فكرة مؤسسة الفرد التى عانينا منها كثيرا والتى تتحول بالتدريج للفرد الإله على الأرض والتى لن تتكرر مرة أخرى.

 
∎ وهل هذا سيؤثر على آلية وسرعة اتخاذ القرار؟

 
- لا أعتقد ذلك فالاختلاف والتعدد مطلوب، ولكن يجب إضافة مجموعة أخرى من الخبرات الاقتصادية لأن حجم البلاء الذى تسبب فيه النظام السابق يحتاج إلى إرادة وطنية مختلفة الرؤى قادرة على تغيير أسلوب العمل البيروقراطى، بل قادرة على تحقيق إنجازات بشكل سريع دون إقصاء أى خبرات أو تيارات مهما كانت توجهاتها الاقتصادية والسياسية بل الفكرية.

 
∎ هل تكوين الفريق الرئاسى يعنى هروب الرئيس من مسئولية القرار بحجة أنه ليس وحده الذى اتخذه؟

 
- بالتأكيد لن يعفى الرئيس من مسئوليته، بناء على المشورة التى اتخذها من فريقه الرئاسى، لأنه فى النهاية هو صاحب القرار والفريق الرئاسى هيئة معاونة له فى اتخاذ قراراته وهذا سيرجعنى مرة أخرى للحديث عن العمل الجماعى وضرورته الملحة فى المرحلة للحالية للتحرر من مأساة سيطرة الفرد الإله على مقدرات الأمة.

 
∎ هل هذه الأسماء لا تمثل عبئا على ميزانية الرئاسة وتحيطها بعلامات استفهام؟

 
- إطلاقا وعلينا الانتظار حتى نرى بأعيننا ماذا سوف تفعله وتنجزه هذه الهيئة الاستشارية قبل الحكم عليها وإذا فشلت علينا إقالتها فورا.

 
∎ هل ترين أن بعض التعيينات كان بها مجاملة مثل حزب النور الذى عين رئيسه على خلفية أزمة قرض البنك الدولى؟

 
- علينا عدم التسرع فى اتخاذ أى قرار الآن والانتظار قليلا حتى نرى ما الذى سوف يفعله أعضاء حزب النور الممثلون فى الهيئة الاستشارية وما سوف ينجزونه من خطط وأعمال.

 
∎ ما تقييمك لمسيرة الرئيس مرسى حتى الآن؟

 
- مهمة الرئيس الآن هى بناء وتعظيم قدرات المؤسسات الشعبية ووضع دستور يمثل النسيج الحى للمجموع المصرى، فنحن نطالبه بالانفصال أكثر عن جماعة الإخوان المسلمين.

 
فنحن نرفض نظاما قديما من شأنه استعادة الماضى البغيض، لذلك على دكتور محمد مرسى أن يجمع القوى الوطنية ويعمل على اصطفافها خلفه عبر وثيقة تضمن أن يكون الإخوان جزءاً من مصر، وليست مصر جزءاً من الإخوان، مؤكدة أن ترشيحها للدكتور محمد مرسى فى الإعادة ليس اختياراً للإخوان، لكنه اختيار لتيار يستطيع أن يحقق أهداف الثورة، مع ضرورة الاعتذار عمّا اقترفته الجماعة من أخطاء فى الفترة الماضية.

 
وقالت: على الرئيس أن يسارع فى تحقيق أهم مطالب الثورة وهو قيام دولة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون ويسترد فيها جميع أبنائها حقوق وعدالة المواطنة بلا تمييز، بل يقطف الجميع وبعدالة أيضا ثمار برامج تنموية إنسانية تنهى عشرات السنين من استذلال الأمية والتخلف والعشوائيات والمرض وهذه المهمات الجسيمة تحتاج إلى أمناء مخلصين لا يتطلعون إلى الاستحواذ أو الاستقواء أو الانفراد بالسلطة، بل تحتاج إلى أعلى الخبرات والعلماء الذين يمثلون جميع القوى الوطنية والذين يدركون كارثة استبدال استبداد باستبداد، فمصر الآن تحتاج إلى خبرات وكفاءات أفضل أبنائها، ومهما اختلفت أطيافهم وتياراتهم الفكرية والسياسية، فالمعارضة والاختلاف فى الرأى جزء أصيل من التصحيح والتقويم.

 
وأضافت: إن هناك بعض الأمور التى مازالت مقلقة أمامنا ومنها فكرة القروض وعدم وجود آلية حقيقية لاسترداد أموالنا حتى الآن من الخارج، لذلك أتمنى ألا نتكلم بقدر أن نعمل وراء هدف واحد ووطن يتعرض لتحديات كبيرة ومحاولات مستمرة لإفشاله داخليا وخارجيا.

 
∎ هل تتوقعين أن يكون مصير الفريق الرئاسى مثل المجلس الاستشارى؟

 
- لا أعلم ولكنى سوف أتركه إذا فشل فى إدارة هذه المرحلة الصعبة فى تاريخ مصر لذلك للفريق الرئاسى فاعلية وقدرة أكثر على إدارة الأمور فى هذه المرحلة وأن يؤدى المهام المطلوب منه إنجازها.

 
∎ هل ترين أن تعيينك وغيرك من المعارضين محاولة لاحتواء المعارضة وتورطهم فى المسئولية؟

 
- لا أعتقد ذلك لأننا لسنا فقط المسئولين عن أى قرار نتخذه، بل إن الرئيس متحمل معنا نتائج ما سوف نتخذه كما أن مواقفنا لن تتغيير سواء داخل الفريق الرئاسى أو خارجه وسوف نظل فى صفوف المعارضة نقدم المشورة للرئيس كل فيما سوف يطرحه من ملفات.

 
∎ وما رأيك فى «جمعة الإصرار»؟

 
- حق التظاهر مكفول للجميع ولا خلاف عليه، ولا يمكن مصادرته ولكن علينا الانتباه الآن إلى ما الذى نريده فى هذه المرحلة، فكل خطوة تؤدى إلى الاصطفاف الوطنى واستتباب الأمن وعدم شق الصف يجب أن نؤيدها، وأن نسعى جاهدين لأن يجنى الشعب المصرى الذى عانى لأعوام طويلة ثمار الثورة، وأن نحرص على أن يكون اختلافنا بالقانون مع من لا يحترم الشرعية، دون أن ينفرد تيار بسلطة أو أن يعيد إنتاج الماضى.

 
الكتاب والمثقفون والوطنيون بشكل عام لن يكفوا عن الدعوة إلى توحيد القوى من أجل إنقاذ الثورة من التآمر عليها، فكيف نسمح للنظام الذى أسقطته الثورة أن يأتى من جديد ويكون رئيساً لمصر، والتيار الإسلامى هو الذى من شأنه حماية الجميع وتحقيق المواطنة، وحماية النسيج الوطنى من التمزق، وأولى الخطوات التى علينا السعى وراءها هى المشاركة فى الدستور والاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة.