الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رمضان «قاهرة المعز» بطعم شعوب العالم!

رمضان «قاهرة المعز» بطعم شعوب العالم!
رمضان «قاهرة المعز» بطعم شعوب العالم!


الصيام والقيام، ركنان أساسيان فى شهر رمضان، لا تكاد تختلف فيهما شعوب العالم الإسلامى،  إلا أن لكل بلد طقوسه المختلفة فى الاحتفال بالشهر الكريم، ولكل شعب عادة تميزه عن الآخر، لعل أبرزها فى طرق الاحتفال باستقبال رمضان، أو الأكلات والمشروبات المرتبطة بشهر الصوم.

القاهرة، واحدة من المدن التى تجمع تحت سمائها خاصة فى شهر رمضان، جميع أطياف العالم الإسلامى من شرقه إلى غربه، خاصة أبناء الجاليات العربية والأفريقية والذين كانت  لروزاليوسف جولة معهم للتعرف عن قرب عن أبرز طقوسهم وعاداتهم فى شهر رمضان.
الجالية اليمنية  تنفرد بالعديد من الخصائص فى رمضان، كالأكلات الشعبية، حيث انتشرت المطاعم اليمنية بشكل كبير فى جميع أنحاء المحروسة، يقول أسامة حزام  أحد  أبناء الجالية اليمنية بالقاهرة، حيث يركز اليمنيون فى وجبة الإفطار على اللحوم وأنواع أخرى من الأطعمة، مثل الكبسة، والمندى والعصيدة، السمبوسة والسلتة وهى الوجبة الرئيسية على مائدة رمضان ،وتتكون من الحلبة والخضر واللحم المفروم والتوابل والبيض، أما الحلويات فهى مادة أساسية وأشهر أنواعها الكنافة وبنت الصحن.
بعد صلاة التراويح يتجمع الرجال فى المقاهى،  ويتبادلون «المضغة» وهى الكيف الشعبى باليمن، وتعد  نوعًا  من  أنواع التبغ، لها نوعان السادة والحارة، ويتم جلبها من اليمن.
عن  الاختلاف  فى الأجواء الرمضانية  بين اليمن ومصر، يقول حزام: الشارع المصرى لا ينام، وهذا لا يحدث فى اليمن، فضلاً عن أن القاهرة تتميز بتزيين الشوارع بالفوانيس والأنوار والزينة التى تنتشر فى كل الشوارع، وهذا الأمر كان متاحًا فى اليمن قبل الحرب، أما فى الوقت الحالى فتعانى اليمن من أزمة فى الكهرباء، لذلك تبقى الأجواء الرمضانية بها غير كاملة.
وداخل منطقة أرض اللواء بالجيزة، يتمركز أعداد كبيرة من أبناء الجاليات الأفريقية  كالأرتيرية  والأثيوبية والسودانية  والصومالية، وفى أحد الشوارع الخاصة  بالجالية الصومالية تجدالأكلات الصومالية، تباع داخل الشارع ومن أبرزها «العانبولو»  والتى تعد من أكثر الأكلات شهرة فى  رمضان بالصومال، وهى وجبة كاملة تتكون من حبوب فاصوليا الأزوكى مخلوطة بالزبد والسكر.
ويحرص أبناء الجالية  الصومالية على التجمع  فى ليلة 15 و27 من  رمضان فى فطار جماعى متفرق فى المناطق التى يتواجدون بها بأعداد كبيرة كأرض اللواء وفيصل والمعادى والمرج، وعن المائدة الرمضانية يقول محمد عثمان ، أحد أبناء الجالية الصومالية: الإفطار يكون على التمر والماء واللبن والعصير، وعيش العنجير، فاللبن وجبة أساسية فى الصومال ،وخاصة فى المناطق الجنوبية.
وعن طقوس رمضان بالصومال، أوضح  لا نتناول وجبة الإفطار عقب أذان المغرب مباشرة، بل يذهب الصائمون للمساجد  وبعد  صلاة المغرب نتناول فطورًا مكونًا من الأرز والخضروات  والشعيرية والمكرونة والعصيدة واللحوم والسمبوسة،  فى العام الماضى منعت حركة الشباب المجاهدين تناول أكلة السمبوسة الشعبية فى المناطق التى تسيطر عليها بجنوب البلاد، تحت مزاعم أن شكلها يشبة الأيقونات المسيحية واليهودية.
لا  تختلف طقوس رمضان فى جيبوتى كثيرًا عن الصومال، ويحرص الجيبوتيون على تناول الإفطار داخل المساجد وفى الساحات، يقول حسن سليمان أحد أبناء الجالية الجيبوتية بالقاهرة: نحرص خلال شهر رمضان على نقل الطقوس الجيبوتية إلى القاهرة، بالتجمع داخل المساجد بوجبات الإفطار وتناولها بعد الصلاة، والمكوث بالمسجد حتى صلاة الترويح، وبعدها نذهب للمنزل للنوم حتى وقت السحور وتعد «الهيد» وتشبه القمح الوجبة الرئيسية فى السحور.
أما الجالية السودانية والتى تعد أكبر جالية بمصر، فتتشابه مع المصريين فى الكثير من العادات، حيث يتم استقبال شهر رمضان بالطلقات والألعاب النارية؛ والمسحراتى؛ وتجمعهم مع المصريين بعض المأكولات والمشروبات، مثل البقوليات والتمر   والكركديه، ومن المشروبات السودانية الشهيرة التى يتم إعدادها فى رمضان، شراب «الحلو مر» وهو يصنع من الذرة والتوابل وغيرهما، كما تحتوى المائدة السودانية على بعض الأكلات المقلية والحلويات والعصيدة والسلطات، وأنواع عديدة من المشروبات المحلية والعصائر المعروفة، وسلطة الروب والشوربة.
داخل أحد شوارع أرض اللواء بالجيزة، والذى يطلق عليه شارع «الخرطوم»، لتمركز أبناء الجالية السودانية به، حيث تنتشر محال التوابل والأعشاب والمقاهى والمطاعم السودانية، تجلس فاطمة عبيد سيدة فى العقد الخامس، وهى تبيع «العصيدة»، والتى تعد الوجبة الرئيسية بشهر رمضان على المائدة السودانية.
بنفس الشارع تجلس ابتسام جمعة، صاحبة قهوة، يجلس عليها عدد من أبناء الجنسيات الأفريقية  والمصريون المحبون للقهوة والشاى السوادنى،  لتناول الإفطار: «يحضر كل أبناء الجاليات السودانية والإرتيرية والأثيوبية والصومالية والنيجيرية، للإفطار الجماعى بالقهوة»، فمن عادات شهر رمضان لدى تلك البلدان، الإفطار الجماعى.
وفى أحد المقاهى الأرتيرية بالجيزة تحدثنا مع منال إدريس، صاحبة القهوة، والتى تستقبل الصائمين يوميًا لتناول الإفطار داخل القهوة، وبعد الإفطار تبدأ فى تحضير الشاى والقهوة «الجبنة»، وإشعال البخور التى تعد أحد طقوس شرب قهوة «الجبنة» الإرتيرية.
وعن مائدة الإرتيرية فى رمضان تقول: تتكون مائدة الإفطار من الشوربة والسمبوسة واللقيمات والقرمش والمشبك وفتة الشفوت، ومشروبات التمر والماء وعصير البرتقال أو الليمون وبعض عصائر الفواكه الموسمية، بالإضافة إلى العصيدة التى تؤكل عادة فى وجبة السحور، فلا يكاد يخلو منها بيت، وتجهز بالقمح الكامل أو الشعير أو الدخن.
وعن الطقوس الرمضانية التى يختص بها الإريتريون، أكدت أن أهم ما يميز رمضان إريتريا المسحراتى،  الذى ينبه الناس عن قرب موعد السحور، وكذلك جلسات «السمر» حيث يتجمع الرجال فى جلسة والنساء فى جلسة أخرى، ويتبادلون شرب القهوة «الجبنة».
أما الجالية التشادية والتى يصل عدد أبنائها فى مصر  إلى1400، فأكد جزولى عبدالله، حرص أبناء الجالية التجمع فى إفطار مرتين فى شهر رمضان، داخل مقر الجالية بمصر الجديدة، فى حضور السفير وأعضاء السفارة، وتعقب الإفطار أمسية شعرية ومسابقة قرآن.
وأشار إلى أن الأكلة الأساسية على مائدة رمضان هى «العصيدة» يتم  تحضيرها بمكونات مختلفة عن العصيدة السودانية والإرتيرية، موضحًا أن الدراما المصرية تحظى بنسبة مشاهدة عالية فى تشاد: «أنا أحرص على مشاهدة مسلسل «كلبش»، مشيرًا إلى أن الأعمال الدرامية الاجتماعية تتشابه مع حالة المجتمع فى تشاد.
الطقوس الرمضانية فى تشاد تتشابه كثيرًا مع السودان، حيث لا يفطر الرجال مع النساء،  وكل بيت يخرج صينية طعام أمام منزله لدعوة  المارة للجلوس معنا على الإفطار.
أما أبناء النيجر فيتجمعون فى إفطار جماعى داخل الحدائق العامة، وتتبع الإفطار أمسية ثقافية، كما أكد السنوسى حامد، موضحًا عدم وجود طقوس خاصة بشهر رمضان داخل النيجر سوى صلاة التراويح، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، لكنها تختلف عن مصر، فلا ترتفع أصوات مكبرات الصوت فى الشوارع.