الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فريدة سالم.. كريستيانو الكرة النسائية

فريدة سالم.. كريستيانو الكرة النسائية
فريدة سالم.. كريستيانو الكرة النسائية


عندما تجلس إليك متحدثة عن النظرة الخاطئة تجاه كرة القدم واعتبارها رياضة مخصصة للذكور فقط، قد تعتقد أن حديثها به شىء من المبالغة، لكنك فور مشاهدتها على البساط الأخضر، وهى تستعرض مهاراتها العالية فى ترويض الكرة والمرور من المنافس والتسديد وإحراز الأهداف، تجد نفسك تعلق عن يقين: «معها كل الحق».

فالكابتن فريدة سالم، لاعبة كرة القدم المصرية المحترفة فى كندا، نموذج فريد على قدرة «بنات حواء» على سحر الجميع بواسطة «الساحرة المستديرة»، ولعل أكثر ما يدل على ذلك هو كونها من المحترفات المصريات القلائل اللائى يمكن عدهن على الأصابع.
فى السطور التالية، تحكى «فريدة» عن مشوارها فى عالم الرياضة الشعبية الأولى، وتقيم أوضاع كرة القدم النسائية فى مصر، وتتطرق إلى أكاديميتها الخاصة لتعليم الفتيات ممارسة اللعبة.
كيف بدأ مشوارك مع «الساحرة المستديرة»؟
فى مدرستى كان الأولاد يلعبون كرة القدم بينما تلعب الفتيات كرة السلة، وذات مرة قررت أن ألعب مع الأولاد كرة القدم فوجدتها رياضة ممتعة أحببتها بشدة، ونظرًا لمهاراتى تلقيت تشجيعًا كبيرًا من كثيرين، رغم أن لعب الفتيات لكرة القدم أمر غير مألوف.
وانتظمت فى لعب كرة القدم منذ الثانية عشرة من عمرى، وعندما بلغت الثالثة عشرة بدأت التدرب على اللعبة مع عدد من الأندية والأكاديميات الخاصة، من بينها: «أكاديمية نادى الجزيرة» و«الأكاديمية الفرنسية»، والأخيرة كانت للأولاد فقط.
وفى عمر الرابعة عشرة التحقت بنادى وادى دجلة تحت 21 سنة، واستمريت فى اللعب معهم حتى تعرضت لإصابتين بالغتين فى السابعة عشرة من عمرى، ورغم ذلك عدت أقوى والتحقت بنادى «المعادى» فى سن التاسعة عشرة، ومنه إلى المنتخب الوطنى للكرة النسائية.
 وكيف حصلت على فرصة الاحتراف فى كندا؟
- السعى وراء الحلم هو أهم خطوة لتحقيقه حتى وإن كان يبدو مستحيلًا، ولأن حلمى منذ الرابعة عشرة هو الاحتراف خارج مصر، حرصت على الذهاب لمشاهدة كل المباريات لاكتساب مزيد من الخبرات، مع تسجيل مقاطع فيديو لى وأنا ألعب كرة القدم وإرسالها إلى أندية فى الخارج.
وفى أثناء مشاركتى بإحدى البطولات المحلية، التقيت عددًا من المدربين الذين وجهونى بدورهم إلى أحد المدربين العالميين فى الكرة النسائية، فأرسلت إليه فيديوهات لى فأعجب بأدائى ووفر لى منحة للالتحاق بناد فى كندا والدراسة بإحدى الجامعات هناك. وتلقيت عرضًا للاحتراف فى السويد، لكنى لم أستطع الذهاب بسبب الدراسة، والتى ترتبط بالرياضة والصحة والتربية البدنية.
 ما ناديك المفضل؟
- أشجع مانشستر يونايتد منذ الصغر، وبعد احتراف كريستيانو رونالدو فى ريال مدريد تحولت إلى تشجيع «الملكى» الإسبانى، وإلى جانب اليونايتد والريال كنت أسهر لمشاهدة مباريات الفرق النسائية لكرة القدم حول العالم، وأمنى النفس بأن أكون مثلهم.
 كيف تقيمين أوضاع الكرة النسائية فى مصر؟
- ظهرت كرة القدم النسائية فى مصر عام 1993، وهو تاريخ حديث جدًا، لذا لا تزال تلك الرياضة لا تحظى بالاهتمام الكافى، ومازال الاعتقاد سائدًا بأنها رياضة للذكور فقط.
لكن ورغم ذلك، أوضاع كرة القدم النسائية المصرية فى تحسن مستمر، فى ظل زيادة عدد الفتيات المنضمات إلى لعب «الساحرة المستديرة»، وتغير فكر المجتمع بشأن لاعبات كرة القدم العاشقات لتلك الرياضة، فضلًا عن توافر قاعدة ناشئين جيدة جدًا، وصعودهم إلى آخر مرحلة فى تصفيات بطولة كأس العالم منذ عامين.
كما أن محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى والمنتخب الوطنى الأول، خلق حالة من حب كرة القدم لدى الأولاد والبنات والأهالى على حد سواء، وساهم فى زيادة الوعى بها، وهو ما يعمل على تدعيم ونشر كرة القدم النسائية فى النهاية. وإجمالًا ورغم خروجنا من التصنيف مؤخرًا، قاربنا على أن نقول: لدينا كرة قدم نسائية جيدة، وبصدد دخول التصنيف مرة أخرى.
 ما الفارق بين مصر ودول العالم المتقدمة فى الكرة النسائية؟
- الاختلاف يكمن فى «تكنيك» التمرين، فهناك يبدأ من سن صغيرة جدًا، ويشهد الاهتمام باللياقة البدنية بشكل مكثف، والسفر للخارج واللعب مع فرق أخرى فى أعمار مبكرة.
ومن خلال احترافى فى كندا تعلمت أهمية التأسيس الصحيح للاعبات منذ الصغر، وأن التدريب الجاد يصنع فارقا، ورأيت كيف يتم الاهتمام بالتمارين داخل «الجيم» بجانب التدريبات التكتيكية فى الملعب، وذلك لتقوية العضلات والحماية من الإصابة، وهو أمر لم أره كثيرًا فى مصر.
وأكبر العقبات التى تواجهنى بشكل خاص وتواجه كرة القدم النسائية فى مصر، هى عدم اقتناع البعض بكونى ألعب وأدرب كرة قدم، رغم أن الأمر عادى جدًا فى كندا، والمستوى الذى تلعب فيه الفتيات أصعب من هنا بمراحل، فلكى انضم لفريق لا بد أن أثبت ذاتى كما يفعل الولد هنا، خاصة أن منتخب الكرة النسائية الكندى مصنف الخامس على مستوى العالم.
 ما الذى ينقص المصريات للعب الرياضة؟
- النساء يحتجن إلى زيادة الثقة فى أنفسهن بشكل أكبر، ويعلمن أن الرياضة للجميع، وهو ما جعلنى أطلق اسم «In Bower» أى القدرة على فعل أى شىء، على الأكاديمية التى أسستها لتعليم كرة القدم للبنات، لأن الثقة هى الأزمة الكبيرة التى تواجههن.
 هل يمكن أن تتحول كرة القدم إلى مهنة أساسية للفتيات؟
- يمكن أن تبقى المهنة الأساسية لأى فتاة، لكن فى معظم الوقت تبرز الحاجة إلى عمل آخر بجانب كرة القدم، فبحسب إحدى الدراسات التى أجريتها ضمن دراستى الجامعية، تبين لى أن عائدها على اللاعبة لا يكفى احتياجات المعيشة، وهو أمر عالمى معروف.
ولكى تصبح كرة القدم مهنة أساسية للفتيات، تحتاج إلى زيادة نسبة المشاهدة وعدد اللاعبات، وأتذكر أن هناك دعوى قضائية مرفوعة من الاتحاد الأمريكى لكرة القدم النسائية للمطالبة برفع رواتب اللاعبات.
 تحدثت عن أكاديميتك الخاصة لتعليم الفتيات كرة القدم.. ما طبيعة عملها؟
- لدى حلم كبير لاحتراف عدد كبير من الفتيات لكرة القدم، ولتحويله إلى واقع قررت إنشاء أكاديمية لكرة القدم النسائية فى مصر، وافتتحتها بالفعل فى يناير الماضى بمساعدة شقيقى، وهى تعلم كرة القدم للفتيات من سن الرابعة إلى ما فوق، وتطبق النظام الكندى مع بعض التعديلات.
ونحاول فتحها لكل الأعمار خلال الفترة المقبلة، ولعبنا أول مباراة لنا هذا الشهر وتمكننا من التعادل، وهى نتيجة مُرضية للغاية، فى ظل المستوى المبشر جدًا للفتيات.
وخطتى فى المستقبل أن يكون لنا فروع كثيرة فى كل مكان بالشرق الأوسط، لمساعدة الفتيات على تعلم كرة القدم، وأن تتطور كرة القدم النسائية لدينا، وأنا مؤمنة أنه بالتدريج سنصل لما نريد.