زمن الإرهاب الأوروبى!

قبل الحادث الإرهابى الذى راح ضحيته العشرات أثناء تأديتهم صلاة الجمعة بأحد مساجد «نيوزيلندا»، كنا قد حذرنا - مرارًا - على صفحات مجلة «روزاليوسف» من تداعيات صعود التيار اليمينى المتطرف فى أوروبا.
ورصدنا على صفحات «سرى للغاية» منذ ديسمبر الماضى وحتى العدد الأخير صعود اليمين فى أوروبا والتحركات الأمريكية الداعمة لليمين منذ ٢٠١٧ وحتى اليوم لكى تضمن إدارة «ترامب» تنفيذ أجندتها حول العالم بالتعاون مع حكومات أوروبية يمينية تتفق فى أفكارها وأهدافها مع «واشنطن».
فعندما اشتعلت ثورات «السترات الصفراء» فى أوروبا وأعلن اليمين الأوروبى تأييدها رصدنا تحركات تلك الأحزاب والمجموعات لإشعال الأمور بهدف التخلص من الحكومات الليبرالية الحالية فى أوروبا واستبدالها بحكومات يمينية عنصرية. وكيف كان رد فعل التيار الليبرالى وتحركاته لمواجهة مجموعة «الحركة» التى أسسها كبير مستشارى «ترامب» السابق «ستيف بانون».
ثم رصدنا الدول الأوروبية التى صعد فيها اليمين بقوة وكيف بدأ يصبح تيارًا قويًا مدعومًا من مؤيدين متشددين فى دول مثل: المجر وهولندا والتشيك والدنمارك وغيرها، ويسعى هذا التيار حاليًا للفوز فى انتخابات هذا العام والوصول إلى الحكم ليسيطر أشباه «ترامب» على أوروبا ويصبح العالم تحت سيطرة اليمين المتطرف المؤمن بسيادة العرق الأبيض.
وكشفنا على هذه الصفحات أيضًا التحركات السرية لدعم اليمين من خلال برنامج «مبادرة النزاهة» الذى جمع رجال الجيش والاستخبارات والإعلاميين إلى جانب الباحثين، وذلك تحت غطاء العمل الخيرى بهدف دعم التيارات اليمينية فى أوروبا وتشويه سمعة زعماء التيارات المختلفة معهم فى الفكر والسياسات.
وأخيرًا، رصدت صفحات «سرى للغاية» فى عددها الأخير كيف تنبهت أجهزة الاستخبارات فى أوروبا لصعود اليمين المتطرف وتنامى التيارات المؤيدة للفكر العنصرى الرافض للآخر والداعم لسيادة العرق الأبيض، ومن هنا بدأت تلك الأجهزة ترصد النشطاء المنتمين لتلك التيارات وتلقى القبض عليهم خوفًا من قيامهم بأى عمليات عنف أو تحريض.
روزاليوسف