الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من دولة 30 يونيو لـ «الإعلام القطرى»: نشكركم على حسن تعاونكم!

من دولة 30 يونيو لـ «الإعلام القطرى»: نشكركم على حسن تعاونكم!
من دولة 30 يونيو لـ «الإعلام القطرى»: نشكركم على حسن تعاونكم!


بعد سنوات عسل ــ وليس شهورا- بين جماعة الإخوان وقناة الجزيرة هاجم كل منهما الآخر، فالقناة القطرية كلما أرادت تلميع الجماعة زادتها قبحًا على قبحها، وأعضاء الإخوان كلما خرجوا على شاشتها ليتحدثوا عما حدث تساقط منهم الكذب الذى رتبوا له لسنوات، وأقسموا أنه لُب الحقيقة.
ما كان محرمًا بالأمس أصبح حلالًا و30 يونيو صارت ثورة على الجماعة، والإخوان مغيبون فى الجزيرة، والجماعة فشلت فى المظلومية التى أجادتها لـ 9 عقود.. كل هذا تراه فى فيلمين وثائقيين عرضتهما الجزيرة وهما «الساعات الأخيرة» «وفى 7 سنين».
قناة الجزيرة لم تنقلب على الإخوان، بل الحقيقة أنها أصابت الجماعة بالنيران الصديقة، فكما يقول المثل عدو ذكى أفضل من صديق غبى،  وقناة الجزيرة هى الصديق الغبى للجماعة.
«الجزيرة» عرضت خلال شهرٍ واحد فيلمين وثائقيين، نالا سخط الجماعة، رغم أنهما فى الأساس صدرا من أجلها، لكن فى النهاية ولأن الكذب لا يحتمل التجميل ولا يطيقه فإن الحقيقة التى لم تكن الجماعة تريد النطق بها ظهرت للجميع على لسان أعضائها.
البداية من الفيلم الأخير، والذى سمته القناة «الساعات الأخيرة» وعرضت برومو للتنويه عنه وقالت إنه سيكشف ما حدث خلال الساعات الأخيرة فى عهد المعزول محمد مرسى،  وأن هناك مؤامرة حدثت ستعرضها بالتفصيل، لكن الحقيقة أن أعضاء الجماعة اعترفوا بغبائهم بل وشهدوا أن منّ خرجوا فى 30 يونيو ملايين حركهم فشل الجماعة فى العديد من الملفات، وليس مجرد بضعة آلاف ضخمهم المخرج خالد يوسف كما روجوا من قبل، وأن الجماعة كان لديها فرصًا كثيرة، لكنها فضلت الدخول فى صدام مع الشعب المصرى.
5 متحدثين من طرف الإخوان فى الفيلم، هم عمرو دراج ويحيى حامد وزيرى التخطيط والاستثمار فى حكومة هشام قنديل فى عهد المعزول، وخالد القزاز سكرتير «مرسى» للشئون الخارجية، وأندرو ميلر مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق، وخالد العطية وزير الخارجية والدفاع القطرى سابقًا.
خالد القزاز وصفه الفيلم بأنه أحد من كانوا مع «مُرسى» فى اللحظات الأخيرة، فى حين أن عائلة مرسى نفت ذلك بعد عرض الفيلم وقالت إن أفراد العائلة فقط هم من كانوا بجواره.
لم تنس الجزيرة تلميع قطر فظهر وزير خارجيتها السابق خالد العطية لتقول إن التغيير الذى كان قادمًا توقعته دول إقليمية كانت تراقب الأوضاع فى مصر عن كثب، لتحاول هنا القناة أن تُظهر قطر وكأنها قوة إقليمية فاعلة، توقعت سقوط الجماعة، رغم أن «العطية» نفسه كان حتى 3 يوليو عصرًا رسولًا للمبادرات بين الجماعة والأمريكان كما قال بلسانه.
الفيلم قال على لسان مذيع الجزيرة إن الشعب المصرى الذى ثار فى يناير 2011 لم يلمس تحسنًا فى مستوى معيشته ولا فى أمنه، كما أن أزمات الكهرباء وطوابير البنزين أدت إلى مزيجٍ من الغضب واليأس بين المصريين وذلك خلال حديثه عن عام إلا قليلًا من حكم الإخوان.
وزير الخارجية القطرى «العطية»، حاول استغلال وجوده لينقل شهادة قال إن محمد مرسى قد قالها له وهى أن هناك دولة خليجية حاولت إدخال أسلحة مضادة للطائرات ومحمولة على الكتف من أجل الدفع بها إلى سيناء وأموال نقدية، ولم يوضح «العطية» أى تفاصيل ليتضح أن الأمر هو محاولة للطعن فى البلاد العربية المُقاطعة لقطر حاليًا، كما أن «العطية» نفسه نسى أو ربما تناسى أن قطر نفسها أصدرت بيانًا فى 4 يوليو 2013، بعد عزل «مُرسى» تشيد فيه بدور القوات المسلحة فى دعم خيارات الشعب المصرى،  وأنها ستبقى دومًا سندًا للمصريين، كما هنأ تميم بن حمد أمير قطر الرئيس السابق عدلى منصور برئاسته للبلاد، ووقتها كان «العطية» وزيرًا للخارجية.
«العطية» قال إن جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت نقل له مبادرة للحل، نقلها لعصام الحداد وهو الذى كان يشغل منصب مستشار مرسى للعلاقات الخارجية، فيما كان يُفترض أن تُنقل إلى نبيل فهمى وزير الخارجية المصرى آنذاك، إلا أن المبادرة كانت إخوانية فقط، لذلك نقل وزير خارجية إلى ممثل الجماعة وليس ممثل الدولة.
اعترف عمرو دراج وخالد القزاز أن خطاب ليلة الـ26 من يونيو كان غريبًا إذ جاء طويلًا عما كان مفترضًا أن يكون، كما أن أعضاء الجماعة أنفسهم ومنهم أسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية آنذاك، غادر ورجح «دراج» أنه لم يكن سعيدًا بالرسائل التى حواها الخطاب، كما اعترف مقدم الفيلم الوثائقى أن الخطاب كان مليئًا بالإشارات المُبهمة ومنها: «فودة فى المنصورة بيأجر بلطجية»، فيما أقر يحيى حامد بلسانه أن عملية انتشار القوات المسلحة حدثت بعلم الجميع، ومنها مؤسسة الرئاسة ومجلس الوزراء.
تحدث المذيع عن أن مطلب الدكتور محمد البرادعى عضو جبهة الإنقاذ فى ذلك الوقت كان انتخابات رئاسية مبكرة، التى رفضها الإخوان وقال الفيلم إن الرئاسة فى ذلك الوقت وافقت على جميع طلبات القوى الوطنية، خوفًا من الدخول فى حالة احتراب، فيما تحدث خالد القزاز عن أن وجود من سماهم مؤيدو الشرعية كان ورقة سياسية هامة لعبوا بها، وأنها إحدى المسارات التى تظهر أن هناك تعددية، فيما لم يتطرق إلى مجرد الخوف من حدوث مواجهات بين ملايين فى الشوارع بين مؤيدين ومعارضين.
مما قاله «القزاز» أيضًا ويثبت كذب الجماعة فى ادعاءاتها أن كل القوى السياسية التى اجتمعت ليلة 30 يونيو توافقت على المطالب التى عرضتها القوى المدنية باستثناء حزب النور، فيما تخرج الجماعة لتقول إن حزب النور خدعها، رغم أنه أعلن رفضه صراحة للأمور، وهذا ليس دفاعًا عن حزب النور فلدينا من الاختلافات مع ما يكفى بل إننا نرفض وجوده فى الحياة السياسية من الأساس.
«القزاز» قال أيضًا وبالنص: المشهد العام يقول أن هناك أعدادا كبيرة جدًا نزلت فى 30 يونيو، بمطالب واضحة ينبغى أن يتم التعامل معها»، مشيرًا إلى أنه كان هناك مؤيدون لمرسى فى ميدان رابعة العدوية.
ألمح «القزاز» إلى أن «مرسى» أقر بنهاية المرحلة، حينما أمر أحد مساعديه بأن يتولى إمامة الصلاة وأن فترة حكمه قد انتهت بالفعل، وبدأت مرحلة جديدة لم يعطها اسمًا، لكن وصفها بأنها مرحلة انتقلت فيها المسئولية إلى الشعب المصرى،  مشيرًا إلى أن عصام الحداد مستشاره للعلاقات الخارجية كان يُدرك الأمور وخطورتها أكثر منه، كما تحدث عن أن «مرسى» أخبره أنه وقتها استطاع أخيرًا أن ينام لمدة طويلة، وهو ما لم يكن يستطيع فعله فى السابق.
رغم أن المتحدثين فى الفيلم الوثائقى «الساعات الأخيرة، معظمهم من الإخوان، إلا أن الجماعة رفضت الفيلم ورأت أن ما جاء به منافٍ للحقيقة، رغم أن أحد سكرتارية المعزول والذى حضر معه الساعات الأخيرة كان من بينهم.
أحمد نجل المعزول مرسى شن هجومًا على قناة الجزيرة وقال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «فيلم الجزيرة اللا وثائقى بمن تركوا المشهد والقناة لم تستشهد بالأسرة التى كانت ملازمة للمعزول خلال  الساعات الأخيرة، أما عبدالله نجل مرسى فقال إن قناة الجزيرة لم تراع الدقة ولا المصداقية.
نجلاء زوجة «مرسى» قالت: «من كان مع الرئيس مرسى الساعات الأخيرة هو نحن، ولم تغمض له عين هذه الليلة كان معه أولاده وشخصيات كانت معه وحوله بدون ذكر أسماء».
زوجة «مرسى» شككت فى كلام «القزاز»، ووصفته بأنه طفل لم يبلغ الحلم، وتقوّل على رئيسه، فيما حاول القزاز مداواة موقفه بأن كتب مقالًا على موقع الجزيرة يقول أن تصريحاته كانت متجزئة، لكنه أشاد بالفيلم، وقدم التهنئة لصانعيه ولم يعلق إلا على واقعة واحدة رأى أنها وُضعت فى غير سياقها.
السبب الأساسى للغضب الإخوانى من الفيلم أنه اعتراف رسمى ممن كانوا بجوار مرسى أو أعضاء فى الحكومة أنهم علموا أن هناك مظاهرات غضب وأن الملايين نزلت الشارع وليست مظاهرات ضخمها المخرج خالد يوسف.
كما أن الفيلم اعتراف رسمى بأنه كان هناك حالة غضب حقيقية ضد الفشل الإخوانى فى إدارة الأزمات ومنها الكهرباء وطوابير البنزين وحالة غضب ويأس بين المصريين، كما تجاهل الفيلم الوثائقى أى إشارة لأعضاء مكتب الإرشاد الذين كانوا على تواصل مباشر وغير مباشر مع «مُرسى» فى قصر الرئاسة.
«العطية» وزير الخارجية القطرى آنذاك اعترف أن التواصل كان مع عصام الحداد وليس مع وزير الخارجية القطرى الذى يماثله، ومن ثم يعتبر تواصلًا مع الجماعة وليس علاقات رسمية بين البلدين.
الفيلم الآخر الذى أصدرته الجزيرة هو فى 7 سنين الذى تقول فيه إن الهزات النفسية العنيفة التى تحدث للشباب تجعلهم بين أمرين لا ثالث لهما هو إما الإلحاد أو الإرهاب، وفى الوقت ذاته ارتكبت القناة فى هذا الفيلم جريمة إعلامية جديدة، تصل جرمها إلى حد الدماء، ولم تستجب إلى مناشدات قدمت إليها وإلى القائمين على صناعة الفيلم بأن يغطوا وجه الشاب حسن البنا حتى لا يصيبه ضرر، ممن تحدث عنهم، فلم يفرق مع القناة وصناع الفيلم أن يحموا المصدر بل لم يستجيبوا لأحد وفعلوا ما أرادوا، فى المقابل لم وضع القائمون على الفيلم غطاءً على وجوه الدواعش الذين تحدثت معهم فى سوريا.
الشاب حسن البنا فى الفيلم الوثائقى والذى ترك الإخوان نهائيًا قال إنه انضم للجماعة لأنه لم يعرف غيرهم مشيرًا إلى الاستقطاب الذى تفعله الجماعة مع الشباب فى هذه السن المبكرة، وأنه حتى المرحلة الإعدادية كان يرى نفسه من المسئولين عن العالم استنادًا إلى أمر أستاذية العالم الذى أسسه حسن البنا الكبير.
الفيلم كان غرضه الأساسى تبييض وجه الجماعة، فحينما يقول «حسن البنا» إن الإخوان يبررون القتل تأتى الصورة على مشهد جر أحد الأشخاص فى ميدان التحرير من مجندين، وكأنه يريد تحويل دفة الاتهامات الموجهة إلى الجماعة وأنها جرائم لغيرهم، كما أن الفيلم فى الدقيقة 16، يرصد شارع محمد محمود وبه لافتة مكتوب عليها «ممنوع دخول الإخوان»، فيغطى على كلمة الإخوان بدخان يرى أنه متصاعد فى الشارع من الأحداث.
فى مشهد آخر يقول «البنا» إن خلافه الحقيقى مع الإخوان بدأ من موقف الجماعة مع أحداث محمد محمود وأنهم كانوا يرون أن الشباب الموجود هناك يحاولون إفساد العرس الديمقراطى كما قال المرشد محمد بديع، وفى هذا الوقت يعرض الفيلم صورة لشاب مُلتح واقف فى محمد محمود ويشارك فى المظاهرات وكأنه يريد أن يقول الجماعة شاركت على المستوى غير الرسمى،  وهو ما يعد كذبا أيضًا، إذ قال الإخوانيان عبدالرحمن عز وأحمد المغير أن الداخلية عليها التعامل بمنتهى القمع مع الشباب المتواجدين فى شارع محمد محمود.
كما بدا الفيلم والقائمون عليه متعاطفون مع الدواعش، إذ وضع غطاءً على وجوههم وجعلهم يقدمون مبررات لما وصلوا إليه، رغم أنه خلال سردهم للأحداث كانوا يكذبون، فواحد منهم قال إنه دخل يصلى المغرب فخرج وجد مرسى قد عُزل والحقيقة أن بيان عزل مرسى كان بعد صلاة المغرب بحوالى ساعة ونصف الساعة تقريبًا، ثم يحاول أن يجد مبررًا لإظهارهم أنهم مسالمون فيقول المذيع أول مرة أقف أمام واحد ماسك سلاح، فيرد عليه الإرهابى بأنه لا يُمانع أن يعطيه سلاحه، وبالفعل يعطيه سلاحه ليظهره أنه مسالم.
الجانب الآخر من الفيلم الوثائقى «فى 7 سنين» كان لفتيات اتجهن إما لخلع الحجاب أو الإلحاد، رغم أنهن كن محجبات أو منتقبات، وكلهن قلن الحقيقة أن السبب فى ذلك تعرضهن لهزات عنيفة على المستوى المجتمعى منها اكتشاف حقيقة من زرعوا فيهم هذه الأفكار ومنهم على سبيل المثال لا الحصر دعاة السلفية محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحق الحوينى،  ثم الداعية الإخوانى عمرو خالد والذى اعترفت إحدى الفتيات أنه كان وسيلة الجامعة فى جذب الشباب لها، ورغم أن الفيلم وصف خالد بأنه رمز إسلامى، إلا أنه عاد ووصف أداءه بالمخزى.
حاول مقدم الفيلم أن يبدو وكأن قضية الحجاب رئيسية عنده والحقيقة هى قضية خلافية، ومع إحدى الفتيات قطع عليها قبل أن تكمل سبب تخليها عن الحجاب، والحقيقة الثابتة أن هناك من تخلع الحجاب برغبتها، ومن ألحدت كان لديها أسباب دفعتها لذلك وسواء اختلفنا معها أو اتفقنا فالاعتقاد حرية لم تعرفها قناة الجزيرة.■