الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أفلام «بين المواسم»

أفلام «بين المواسم»
أفلام «بين المواسم»


خلق مواسم جديدة للسينما كموسم رأس السنة أو الكريسماس أو عيد الحب أو شم النسيم أو شتاء أكتوبر أو الهالوين -إن وجدت أفلام رعب- هو ظاهرة تبدو متأخرة خاصة فى البلاد العربية وأولها مصر. حيث استفادت منها السينما العالمية بشكل كبير فى تنوع الأعمال السينمائية وعرض المناسب فى كل موسم، فالأفلام الاجتماعية لموسم الأعياد والرومانسية لعيد الحب، والرعب للهالوين وغيرها.

إلا أن نقل هذه الظاهرة فى مصر جاء بشكل عشوائى إلى حد كبير، فما حدث هو عرض أفلام دون المستوى فقط كمادة (للحشو) وملأ الفراغ الذى يفصل بين المواسم القوية مثل الصيف والأعياد. والأدهى أن بعض الموزعين يتكاسلون فى الترويج لتلك الأفلام باعتبارها تؤدى غرض بسيط بعرضها أسبوعين أو أقل ثم بيعها للفضائيات فيما بعد.
وفى محاولة لمعرفة ماذا يحدث بالتحديد فى هذه المواسم (التعيسة) وجدنا أن صناع السينما لا يزالون مصرين على ترك الأعمال الثقيلة من حيث حجم الإنتاج، وأسماء الأبطال إلى المواسم المضمونة، سعيا وراء الإيرادات ومن هنا جاء تأجيل وحبس عدد من الأفلام المهمة فى الأدراج فى انتظار لحظة العرض المناسبة.
 ولكن هل تستطيع الأفلام المعروضة الآن أن تنعش السوق السينمائية،  للأسف، ما حدث هو العكس فأغلب الأعمال التى يتم عرضها فى الوقت الحالى لم تحقق حلم خلق مواسم جديدة، كما فعلت الدراما الشتوية مثلا، وما حدث هو نجاح استثنائى لفيلمى (122) و(نادى الرجال السرى) اعتمادا على أسماء أبطالهما، لتبقى ستة أعمال أخرى هى (ساعة رضا)، (قرمط بيتمرمط)، (كدبة بيضا)، (عمرو خريستو)، (عيش حياتك)، و(قصة حب).. تنتظر المصير المحتوم برفعها من دور العرض وبيعها للقنوات الفضائية.
بعض الأفلام التى عرضت تم إنتاجها باعتبارها (سبوبة) وهى عبارة عن فيلم خفيف يُجمع فيه عدد من أبطال الأدوار الثانية يمتلكون حسا فكاهىا لنجد وجبة من الإفيهات والمواقف الكوميدية هى المسيطرة على الفيلم دون أحداث درامية تنقل المشاهد إلى مشاعر مختلفة بين الضحك والحزن والتأثر بموقف ما. فهذه النوعية من الأفلام هدفها الأول والأخير الضحك فقط، إن استطاعت تحقيقه.
أيضا التكرار من الممكن أن يكون سبباً لتكبد الخسارة فكما فعلها «محمد سعد» فى تكرار شخصية «اللمبى» الذى مل منه الجمهور وانصرف عنه، يأتى تكرار شخصية «القرموطى» لـ«أحمد آدم» والتى أصبحت مستهلكة فنيًا فلم يقدم فيها «آدم» أى جديد فى فيلم (قرمط بيتمرمط) رغم تأجيله عامين فى محاولة من منتجه «أحمد السبكى» أن يجد التوقيت المناسب لعرضه معتمداً فى المقام الأول على نجومية «آدم» إلا أن الفيلم وصل حجم إيراداته حتى الآن ٢مليون فقط بعد 7 أسابيع وهى خسارة فادحة أصابت «آدم» بحالة من الإحباط، جعلته يرفض التعليق تماماً.
رغم أن فيلم «عمر خريستو» يحمل مضمونا جادا عن قضية الإرهاب والتطرف الذى تعانى منه البلاد الآن، والمعالجة الدرامية إذا كانت قد أخذت على محمل الجد كانت سوف تصنع مشروعا سينمائيا قويا. إلا أن العمل بشكل عام تكبد هو الآخر الخسارة ليصل حجم إيراداته إلى مليون جنيه فقط، وإن كان «أحمد التهامى» – أحد أبطال الفيلم – قال: «العمل نجح بالشكل المرضى لشركة إنتاج جديدة، فـ«عمرو خريستو» هو ثالث عمل تقوم بإنتاجه الشركة وتكلفته ليست كبيرة، لذلك فحجم الإيرادات يعتبر مناسبا. كما أن الفيلم يعتمد فى محتواه على وجوه جديدة تحاول شق طريقها فى عالم التمثيل وهذا يحسب أيضا لشركة الإنتاج التى تحمست للفكرة وأنتجت الفيلم دون وجود أسماء ثقيلة فالموضوع بالنسبة لها كان الأهم».
المنافسة الآن يعيشها «سامح حسين» و«أحمد حاتم» فكل منهما يراهن على فيلمه، وإن كانت مناسبة عيد الحب ساعدت فيلم (قصة حب) لـ«أحمد حاتم» والذى استقطب العشاق بشكل كبير لتصل إيراداته فى 3 أيام إلى مليون و 800 ألف فى حين تراجع (عيش حياتك) لـ«سامح حسين»،.
ومن جانبه قال «عثمان أبو لبن» مخرج فيلم (قصة حب) عن المواسم الجديدة قائلا: «خلق تلك المواسم ظاهرة صحية وإن كنت أرى أن السينما المصرية لا تقاس بالمواسم. 
«أشرف مصيلحى» مدير عام إحدى مجموعات دور العرض قال: «إن الفيلم الجيد يفرض نفسه على الساحة، ومواسم الفواصل تخدم العمل السينمائى بعض الشىء وتساهم فى انتشاره كما حدث مع فيلم (قصة حب) .
وتعليقا على كل ما سبق أكد الناقد السينمائى «رامى عبدالرازق» إن تعدد المواسم لأى صناعة وبالأخص صناعة السينما أمر فى غاية الأهمية، فعلى سبيل المثال موسم إجازة نصف العام يستقطب الطلاب، موسم عيد الحب يستقطب الأزواج وشم النسيم للعائلات وهذا شىء فى غاية الأهمية لصناعة السينما ولحركة الإنتاج. وأضاف «عبدالرازق»: «الكارثة تأتى من الموزعين الجاهلين بمتطلبات السوق، بمعنى أن هناك فيلما من المفترض أن يعرض فى موسم الصيف مثلا ويتم تأجيله، فيقرر المنتج طرحه فى موسم آخر لا يتناسب معه. فقط كوسيلة لجمع مقدار من المال وبالطبع هذا يؤدى لخسارة الفيلم للجمهور الموجه له.>