الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

35 ألف حالة طلاق سنويًا فى سن العشرينيات

35 ألف حالة طلاق سنويًا فى سن العشرينيات
35 ألف حالة طلاق سنويًا فى سن العشرينيات


كشفت آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد المطلقات وأعمارهن فى سن العشرينيات وصل إلى 35.471 حالة طلاق فى هذه السن وأقل منها من إجمالى 198.4 ألف حالة طلاق سنويًا.
وهو ما اعتبره المهتمون بشئون الأسرة وعلماء الاجتماع وعلم النفس كارثة تصيب هؤلاء المطلقين خاصة من هم فى سن العشرين فأقل لأنهم فى الغالب ما يصابون بأمراض الاكتئاب والقلق وقد يؤثر على حياتهم فى المستقبل ويرجع السبب وراء هذا الزواج والطلاق فى أقل من سن العشرين إلى التسريب من التعليم خاصة المرأة التى تتزوج بمجرد تسريبها من التعليم.
فيما كشفت دراسة أقامتها مؤخرًا الدكتورة هند فؤاد مدرس علم الاجتماع عن الأمية بين النساء فى مصر أن قضية الأمية بين النساء تمثل عامل هدم لتنمية المجتمع فمازالت معدلاتها مرتفعة تصل إلى 30.8 ٪ من بين الإناث، فازالت مؤشرات التسرب مرتفعة.
والسبب يرجع إلى سيطرة العادات والتقاليد مع بعض المجتمعات الريفية والحدودية التى تحد من التحاق الإناث بالمدارس الرسمية من أجل أن تتزوج ولهذا لابد من إصدار قانون يرفع سن زواج البنات إلى 21 عاما.
فيما كشف بحث أقامه الدكتور عادل الحلوانى أخصائى التحليل النفسى عن أسباب طلاق الفتيات فى سن العشرين إلى عدم النضج الذهنى والعقلى فى مرحلة المراهقة لتحمل الحياة الزوجية، ففى هذه السن يكون لدى الفتاة حالة من التقلب العاطفى بالإضافة إلى التصادم الذى يحدث فى التفكير العقلى ولأننا فى مجتمع ذكورى فالزوج يعتقد أنه متفوق على الزوجة فى التفكير كموروث اجتماعى مما قد يؤدى إلى عدم التلاقى بينهما وبالتالى يؤدى إلى الطلاق، خاصة أن المجتمع الذكورى موروث اجتماعى من عشرات السنين لأن الشاب ينشأ أمام والده الذى يراه الآمر الناهى فى البيت.
والفتيات فى سن العشرين وتحته ليس لديهن أى نضج اجتماعى يكفى لتحمل مسئولية زواج وأسرة، وكذلك تدخل أهالى المتزوجين فى حياتهم الزوجية كثيرًا ما يفسدها.
كما  أن الحالة الاقتصادية للزوج تؤثر طبعًا لأنه يصطدم بمتطلبات الحياة الزوجية وغالبًا لا تتحمل الزوجة النقص المادى وتطلب الطلاق.
وللحد من تفشى ظاهرة مطلقات العشرين لابد من زيادة توعية البنات بالحياة الزوجية وكيفية تحمل المسئولية وحقوقهن وواجباتهن  وهذا الدور يعود على الأم بشكل كبير.
الدكتورة سهير عبدالمنعم الأستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قالت لنا: الزواج المبكر عادة يحدث بالريف والأماكن الشعبية حيث عدد أفراد الأسرة كبير وغالباً  يتم التسرب من التعليم، ويرى الآباء أن زواج البنات فى سن صغيرة للخلاص من مسئوليتهن ويرجع السبب فى الطلاق فى هذه الحالات إلى كثرة المشاكل وعدم استطاعة المتزوجين الصغار تحمل المسئولية نتيجة لعدم وجود الأسرة الواعية التى كانت تساهم فى توعية الأبناء والأطفال بالمسئولية ولهذا علينا عمل دورات تدريبية للمخطوبين المقبلين على الزواج للتعرف على حقوقهم وواجباتهم وكيفية الحفاظ على الأسر خاصة أننا نعانى الآن من التفكك الأسرى الذى لا يكون معه من يرشد المقبل على الزواج داخل الأسرة.
يرى الدكتور محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس الاجتماعى بجامعة عين شمس أن السبب الرئيسى وراء الزواج والطلاق فِى العشرين وما قبله هو الرغبة الجنسية الشديدة بين الطرفين دون النظر إلى المستوى الثقافى والاجتماعى والتعليمى وبعد الزواج وانتهاء الرغبة يظهر كل منهما على طبيعته ويتم اكتشاف العيوب وعدم التفاهم وعدم المسئولية والنتيجة الطلاق وهذا السبب أيضًا وراء ارتفاع نسب الطلاق فى سنة أولى زواج فى أى مرحلة عمرية والمشكلة الكبرى الآن وأحد الأسباب المهمة وراء الطلاق هى الميديا والتكنولوجيا ومع بث أفكار تسبب ارتفاع نسب الطلاق والمثال الآن حملة (خليها تعنس) و(خليه جنب أمه) ومثل هذه الحملات تساعد على فقدان القدرة والرغبة فى استمرار الحياة الزوجية.
إلى جانب ذلك أصبحت الأسرة لا تقوم بدورها فى تربية أبنائها على القيام بحياة زوجية ناجحة بعد الزواج.
وأكد الدكتور عبدالفتاح بأن الاكتئاب والقلق أهم ما يصيب المطلق والمطلقة قبل العشرين وبدلاً من أن يعترف كل منهما بأخطائه أصبحا يصران على مواقفهما وبداخلهما صراع والنتيجة إصابتهما بأمراض الاكتئاب والقلق وقد يتطور الاكتئاب إلى اكتئاب ذهنى وفصام.
والحل لابد أن نعود للقيم الدينية  والتربوية وحرص الآباء والأمهات على بث القيم الدينية والأخلاقية لأولادهم.