الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من أديس أبابا «هنا القاهرة»

من أديس أبابا «هنا القاهرة»
من أديس أبابا «هنا القاهرة»


تمهيدًا لبدء إجراءات تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى غدًا، سخرت الدولة المصرية مؤسساتها كافة للعمل كخلية نحل كل في مجاله، من أجل استغلال تلك الفرصة في تعميق الحضور المصري في قلب القارة السمراء بعد فاصل من القطيعة امتد لعدة سنوات. 
تأتي الرغبة المصرية في تعزيز التعاون مع دول القارة بصفة عامة ودول حوض النيل على وجه التحديد، بهدف ترسيخ دور مصر الرائد في حل مشاكل القارة السمراء، بعد العقبات التي واجهته بداية من محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا ووصولًا إلى تعليق عضوية القاهرة بالاتحاد الإفريقي في عام 2013 عقب ثورة يونيو، لذلك فرئاسة مصر للاتحاد هذا العام تحمل الكثير من المعاني والدلالات عن عودة العلاقة المصرية قوية بالقارة السمراء.

يتسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى من نظيره الرواندى خلال انعقاد القمة الإفريقية الـ32 فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة رؤساء الدول والحكومات فى الاتحاد الإفريقى وتستمر الرئاسة المصرية حتى عام 2020.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجه بدفع جهود التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء الأفارقة، سعيًا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الإفريقية، إضافة إلى استخدام المنشآت والسفارات المصرية المتواجدة في العواصم الإفريقية في تنفيذ ما يتم بلورته من أنشطة متنوعة من قبل الاتحاد الإفريقي.
وأشار راضي، إلى أنه منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم اتجهت مصر بقوة إلى العودة للساحة الإفريقية، حيث شهدت السنوات الأربع الماضية نشاطًا وتطورًا كبيرًا في العلاقات المصرية الإفريقية على كافة الأصعدة لتصل إلى ذروة هذا التطور لاختيار مصر بقيادة السيد الرئيس لرئاسة الاتحاد في العام الحالي ٢٠١٩.
وأكد راضي على وجود خطة مصرية طموحة لدفع جهود التنمية في القارة الإفريقية وإيجاد حلول وتحركات عملية على أرض الواقع من خلال خبرة مصر في مجالات كثيرة كالتنمية والرعاية الصحية للقضاء على الأمراض المنتشرة في القارة الإفريقية.
أولويات الرئاسة المصرية خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي، تنطلق من أجندة عمل الاتحاد الحالية، وعلى رأسها أجندة التنمية في إفريقيا 2063، وتعزيز التجارة البينية بالقارة، وآليات منع وتسوية النزاعات الإفريقية، وعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي وذلك لدفع عجلة العمل الإفريقي المشترك لآفاق أرحب لتحقيق مردود ملموس من واقع الاحتياجات الفعلية للدول والشعوب الإفريقية، مع الاهتمام بخلق حالة من التوافق حول المهددات الرئيسية للسلم والأمن، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، وقيادة مسار التنمية المستدامة بالقارة، ونقل التجارب والخبرات الفنية المصرية من خلال تكثيف الدورات والمنح التدريبية المختلفة للأشقاء الأفارقة، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى 2019 تٌعد فرصة ذهبية لتدعيم وترسيخ مكانة مصر الإفريقية، مشيرًا  إلى أن الاهتمام الذى توليه القيادة السياسية بقارة إفريقيا كان واضحًا من توصيات وقرارات منتدى شباب العالم الذى عُقد بمدينة شرم الشيخ مؤخرًا، حيث كلف الرئيس السيسى، باتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة لإطلاق البرنامج الرئاسى لتدريب الشباب الإفريقى على القيادة.
وأضاف مدبولي أن الحكومة تقوم خلال الفترة الحالية بالإعداد لعدد من البرامج والفعاليات للتعاون مع دول القارة، حيث تم تكليف الوزراء المعنيين بتقديم مقترحات بشأن هذه البرامج والفعاليات، كما سيتم التنسيق والتواصل مع رجال الأعمال المصريين بهدف إنشاء عدد من المشروعات والمبانى الخدمية فى الدول الإفريقية.
وفي سياق متصل، صرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزارة تبحث سبل الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلديّن، خاصة فيما يتعلق بتعزيز التبادل التجارى والاستثمارات المصرية المباشرة فى سيراليون، مؤكدًا فى هذا الإطار على أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين البلديّن برئاسة وزيرى الخارجية لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية، ومشيرًا إلى اهتمام مصر بتفعيل كافة الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، ومن أبرزها اتفاقية التجارة بين البلدين.
كما عقدت لجنة الشئون الإفريقية بالبرلمان خلال الأسابيع الماضية أكثر من 30 لقاءً مع الوزارات المعنية للتعرف على الاستعدادات لرئاسة الاتحاد، نظمت خلالها زيارة لأديس أبابا تمهيدًا لرئاسة الاتحاد، إضافة لوضع خطة تشمل منحًا دراسية للأفارقة بالجامعات، إلى جانب ربط دول حوض النيل بمحاور طرق جديدة وشبكة للسكك الحديدية وخطوط طيران مباشرة لعدد من الدول الإفريقية وتفعيل مبادرة «100 مليون صحة بإفريقيا».
من جانبه، أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، موسوعة «مختصر التاريخ العام لإفريقيا»، والتي تم إعدادها بالتعاون والتنسيق مع دار ‏الكتب والوثائق القومية، والمركز القومي للترجمة، وتهدف الموسوعة إلى رصد تاريخ وثقافات الشعوب الإفريقية، وكذا تطورات الإدارة في إفريقيا، ‏فضلًا عن إبراز ما أسهمت به القارة في الحضارة الإنسانية.
تتكون الموسوعة من أربعة كتب، يتناول الكتاب الأول ستة وثلاثين فصلًا، بدأت بالمنهجية والكتابة التاريخية، ثم بالمصادر المتنوعة، والثقافات ‏الإفريقية، والشعوب والجماعات، واللغات الإفريقية، وتاريخ بعض أقطار القارة القديم، مرورًا بإفريقيا المسيحية ‏ثم دخول الإسلام وما ترتب على ذلك من آثار بأقاليم القارة، حتى القرن الحادى عشر الميلادي.‏
الكتاب الثاني يتكون من 29 فصلًا، ويتناول موضوعات تاريخ القارة منذ القرن الثاني عشر، ‏وحتى أواخر القرن التاسع عشر، وهى الفترة التى ظهرت فيها الممالك الإفريقية، فى أرجاء شتى من القارة، ‏وذلك فيما قبل التغلغل الاستعمارى الأوروبى بالقارة.‏
جاء الكتاب الثالث، فى 19 فصلًا تناولت تاريخ القارة فى العصر الإمبريالى خلال القرن التاسع ‏عشر، وهى الفترة التى شهدت أوج التوسع والاستغلال الغربى للقارة الإفريقية، والتقسيم الأوروبي بما أوتي من ‏قوة الآلة العسكرية أن يكسر جماح الإنسان الإفريقى المقاوم من الناحية العسكرية، وإن تنوعت أساليب المقاومة ‏الأخرى.‏
يتناول الكتاب الرابع والأخير، تاريخ القارة منذ أوائل القرن العشرين، ‏وحتى انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهى الفترة التى يطلق عليها البعض عصر الاستغلال والحروب ‏والأيديولوجيات.‏
وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات كتابا شاملا بعنوان «مصر في إفريقيا»، جاء في مقدمته أن انتماء مصر لمحيطها الإفريقي، يتجاوز الأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية، حيث يعد هذا الانتماء مكونًا رئيسيًا من مكونات «الهوية» المصرية على مر العصور، وعنصرًا محوريًا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية.
تمثل إفريقيا مكانة خاصة في منظومة الحضارة المصرية، فالانتماء المصري لقارة إفريقيا يضرب بجذوره في عمق التاريخ، منذ أن حرصت الدولة المصرية على إيفاد رحلات استكشافية لمنابع النيل بحثاً عن مصدر هذا الشريان واهب الحضارة فى وادى مصر.
وقال الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الهيئة قد أصدرت هذا الكتاب كأول إصدار موسع لها فى إطار المواكبة الإعلامية لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، مشيرًا إلى أن الكتاب قدر صدر باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية وستتم ترجمة ملخصات له إلى بعض اللغات الإفريقية، حيث يستهدف الكتاب زيادة الوعى لدى الشعب فى مصر بالقارة الإفريقية ، وكذلك تقديم وشرح سياسة مصر تجاه قارة إفريقيا إلى كافة الشعوب الإفريقية الشقيقة.
وأضاف رشوان أن الكتاب يضمن استعراضًا شاملاً لسياسة مصر تجاه إفريقيا منذ ثورة يوليو 1952 حتى الآن، وأعده ثلاثة من الزملاء فى الهيئة، هم رئيس قطاع الإعلام الخارجى عبد المعطى أبوزيد، ومدير تحرير دورية آفاق إفريقية رمضان قرنى، ومديرة تحرير آفاق آسيوية د سمر إبراهيم، وتضمن الكتاب 8 فصول تغطى بدقة وشمول كافة جوانب العلاقات المصرية الإفريقية، السياسية والاقتصادية، والمائية، والأمنية، والثقافية، وغيرها مع إبراز خاص لنشاط مصر داخل التجمعات الإفريقية القارية والاقليمية.
كما أشار أن الكتاب يتم توزيعه حاليًا على سفارات الدول الإفريقية فى مصر وسفارات دول أخرى أيضًا والمراسلين الأجانب فى مصر وفى بعثات مصر الدبلوماسية فى أنحاء العالم وعلى أعضاء اللجان المعنية فى مجلس النواب فى مصر ومراكز البحوث والدراسات والجامعات والمؤسسات الإعلامية والتعليمية لتحقيق الاستفادة المنشودة من حيث التعريف بروابط مصر الإفريقية وسياستها وتطلعاتها.