السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«اثنين» كفاية

«اثنين» كفاية
«اثنين» كفاية


 الحملة التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى منذ عدة أيام بعنوان «اثنين كفاية» لكبح جماح الزيادة السكانية جاءت فى وقتها بعد أن أصبحت الزيادة السكانية من أكبر المشكلات التى تواجهها مصر حاليا.
 ومن الواضح أن الحملة التى أعدتها وزارة التضامن قامت بدراسة سيكولوجية الشخصية المصرية  التى تنجب عددا كبيرا من الأطفال فبعض هؤلاء الأهالى هدفهم من كثرة الأبناء أن يصبحوا مصدر دخل لهم بإنزالهم سوق العمل فى سن صغيرة، والبعض  الآخر فى القرى الريفية والصعيد يعتقدون أن العدد الكبير من الأبناء سند وعزوة لهم بصرف النظر عن تعليمهم والاهتمام بصحتهم.
 وخير ما فعلت وزارة التضامن الاجتماعى أن الدعم النقدى الذى تعطيه للأسر الفقيرة أصبح مشروطا للأسر التى لديها طفلان فقط، فالوزارة تعطى الدعم المالى لكل طفل فى الأسرة كما جعلت الوزارة هذا الدعم مرتبطًا أيضا بحضور الطفل فى المدرسة وإذا خرج من المدرسة لن يحصل على الدعم.
 وإذا كانت وزارة التضامن استطاعت أن تقوم بهذا الدور القومى فجميع مؤسسات الدولة لابد أن تتعاون معها وأهم هذه المؤسسات الأزهر الشريف فالمواطنون فى المدن والقرى والصعيدة نسبة كبيرة منهم لن يقتنعوا بأغنية أو إرشادات تدعو إلى الاكتفاء بطفلين فهؤلاء لديهم كثير من المعتقدات الخاطئة أن الإسلام يدعو إلى التكاثر وزيادة عدد الأبناء ليزداد المسلمون وأن تنظيم النسل حرام ولذلك لن يقتنعوا بخطأ هذه المعتقدات إلا برجال الدين الذين يعرفون صحيح الدين ، فكلمات قليلة من رجل دين يحبه يثق فيه الناس ستأتى بنتائج إيجابية.
ولذلك أتمنى أن يهتم شيخ الأزهر بهذه القضية  ويشترك الأزهر بكل قوته فى دعم هذه الحملة ولتكن خمس أو عشر دقائق يوميا تشرح أن المؤمن القوى  خير عند الله من المؤمن الضعيف وأن الأمة الإسلامية القوية ذات الأبناء المتعلمين الأصحاء خير من أمة ضعيفة متهالكة.
 وإذا كان الأزهر من أهم المؤسسات التى يجب أن تشارك فى هذه الحملة لابد من مشاركة وزارة الصحة والمجلس  القومى للطفولة والأمومة والمجلس القومى للمرأة وأيضا  المجلس القومى للسكان الذى اختفى فى ظروف غامضة أو ربما فى إجازة لا أدرى أين هو، فنحن لم نسمع عن هذا المجلس منذ سنوات ولا نعرف أين هو وماذا يفعل القائمون عليه ، لقد حان وقت هذا المجلس ليكون له دور فعال.
 إن وزارة التضامن الاجتماعى لن تنجح وحدها فى هذه الحملة  إلا بتضافر جميع أجهزة الدولة معها ، كما أن للإعلام دورا كبيرا ومهما فيجب أن تكون الحملات الإعلانية بشأن هذه القضية مكثفة  فى جميع القنوات الفضائية وأن تقوم هذه القنوات بإذاعتها مجانا لأن هذه قضية قومية وليست خاصة ولعل المجلس الأعلى للإعلام أن يقوم بدور إيجابى إزاء ذلك ، كما أن البرلمان لابد أن يكون له دور إيجابى فى هذه القضية بإصدار التشريعات والقوانين الملزمة بأن يكون لدى كل أسرة طفلان فقط وليكن ذلك مدة عشر سنوات وذلك لنستطيع أن نشعر  بالتنمية التى تقوم بها الدولة وتلتهمها الزيادة السكانية، كما أن وزارة الداخلية عليها أيضا دور  مهم للقضاء على ظاهرة الأطفال المتسولين حيث تجد أبًا وأمًا تجلس على الرصيف ومعها عدة أطفال تقوم بإطلاقهم على السيارات للحصول على المال وتجد الطفل يلتصق بالسيارة إلى أن تعطيه أى شيء ، وهذا يعرضه للخطر لمرور السيارات بجانبه ولاشك أن كثيرًا منا تعرض لهذا المشهد المؤلم والمحزن،  ولذلك أؤكد أن حملة «اثنين كفاية» مسئولية المجتمع كله وليست وزارة فقط ويجب على كل  مسئول أن يقوم بدوره وبجدية لأن القضية  خطيرة وتحتاجنا جميعا كما أنها تحتاج إلى نفس طويل ومستمر.>