الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

بالأرقام.. الرجال أكثر عنوسة من النساء

بالأرقام.. الرجال أكثر عنوسة من النساء
بالأرقام.. الرجال أكثر عنوسة من النساء


«عانس».. كلمة أصبحت تطارد الفتيات غير الراغبات فى الزواج أو تلك اللاتى لم يحالفهن الحظ فى دخول ««عش الزوجية»، على الرغم من أن للرجال نصيبا كبيرا منه،  وهذا ما أكدته الإحصائيات الرسمية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، موضحة أن سن الزواج المتعارف عليها فى كل دولة هو المحدد الأول للمصابين بسهم العنوسة، والذى يبلغ فى مصر نحو (30 عاما).
وكشف تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء المصري، أن عدد الذكور الذين بلغوا سن الزواج ولم يتزوجوا بعد وصل إلى أكثر من 5 ملايين شخص مقابل 3 ملايين أنثى، مشيرا إلى أن الإناث اللاتى لم يتزوجن فى الفئة العمرية (35 عاما) فأكثر، بلغن نحو (472) ألف أنثى بنسبة (3.3 %)، من إجمالى عدد الإناث فى تلك الفئة العمرية، مقابل (687) ألف حالة ذكور بنسبة
(4.5 %) من إجمالى أعداد الذكور فى الفئة العمرية.
الإحصائية الرسمية الحديثة قدرت عدد الرجال غير المتزوجين وبلغوا سن 35 عاما نحو 8 ملايين رجل، وأن نسبة العنوسة فى الحضر تصل إلى  6.8 % مقابل 2.4 % بالريف، ويرجع ذلك للوضع الاقتصادى الذى يتضمن غلاء المسكن، سواء كان  مستأجرا  أم مملوكا  وتكاليف الزواج من مهر، وتجهيز المنزل، وغيرها من الالتزامات التى أدت إلى تقليل فرص الزواج خاصة فى الحضر.
وبلغت نسبة  العنوسة للإناث 4.2 % فى الحضر، مقابل 2.6 % بالريف، وأرجعت الدارسة الأسباب إلى ارتفاع مستوى التعليم بالنسبة للإناث فى الحضر عن الريف، حيث تؤجل الكثير من الإناث فكرة الزواج لحين الانتهاء من الدراسة الجامعية، والبعض لحين انتهاء الدراسات العليا كالماجستير، والدكتوراة.
دكتورة العلاقات الأسرية إيمان عبدالله قالت:  إن أسباب إحجام الرجال عن الزواج تختلف من شخص إلى آخر، لكن الشائع منها الظروف الاقتصادية ومتطلبات الزواج خاصة مع إصرار الأهل على بعض الشكليات التى تتطلب مبالغ مالية كبيرة، والخوف من المسئولية، والمشاكل الأسرية كانفصال الوالدين والمرور بتجارب عاطفية فاشلة، بالإضافة إلى التجارب الفاشلة للعديد من حالات الزواج، ما يدفع الكثير من الشباب لتفضيل حياة العزوبية.
وتضيف : هناك مجموعة من العوامل الاجتماعية أدت إلى انتشار العنوسة بين الرجال، أهمها اختلال قيمة الزواج، نتيجة عدم الإحساس بأهميته وخوف الشاب من التقيد بمسئولياته والالتزامات المالية والاجتماعية المتعلقة به، والانفتاح على العادات والثقافات الأخرى ما جعل الشاب والفتاة من نفس البلد خيارا أخيرا للزواج، والبحث عن الارتباط من جنسيات أخرى، بالإضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى التى أصبحت عالما افتراضيا للشاب وبدأ يعيش فيها نفسيا وعاطفيا واستغنى عن الحياة الواقعية.
من جانبها كشفت دكتورة علم الاجتماع سامية خضر ، عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج مرجعة ذلك إلى الغلاء  وارتفاع تكاليف الزواج بسبب العادات والتقاليد، وغلاء المعيشة وصعوبة توفير السكن وارتفاع معدلات البطالة، وضعف الأجور، موضحة أن عنوسة الرجل تختلف عن عنوسة المرأة لأنها تعد مسألة اختيارية بالنسبة إليه، لأن مسألة الزواج فى الأساس أمر بيد الرجل، حيث يستطيع أى شاب أن يدخل أى بيت ويطلب يد أى فتاة للزواج، على عكس الفتاة.
 وأشارت إلى أن أسباب ارتفاع سن زواج الشباب أو ما يُعرف بـ «عنوسة الرجال» له أبعاد مختلفة، فهناك رجال يختارون العنوسة بإرادتهم، إما لأنهم يبحثون عن فتاة بمواصفات خاصة، أو لأنهم يخافون من مسئولية الزواج وتحمل متاعبه من زوجة وأبناء ومصاريف وتكوين أسرة.
الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس، أوضحت أن هروب الشباب من الزواج لمرورهم بالعديد من التجارب العاطفية الفاشلة، تترك فى نفوسهم عقدة من الحياة الزوجية، أو مروا بتجارب حياتية مؤلمة مثل انفصال الوالدين، أو حدوث مشاكل وخلافات مستمرة بينهما، مما ترك فى عقلية الشاب أن الزواج يعتبر تجربة فاشلة، لذلك يفضلون تكوين علاقات وصداقات مع الفتيات بدلا من الزواج.
وأضافت : هناك مجموعة من الأسباب التى يكون فيها الشاب مجبرا وليس مخيرا للوقوع فى شبح العنوسة، حيث لا يجد قطاع كبير من الشباب فرصا للعمل لتوفير شقة وتجهيزها وتحمل مصروفات زوجة وأبناء، وهنا تحكم عليه ظروف الحياة بالعنوسة وبتأجيل فكرة الزواج.
وحول الصفات النفسية للرجال العازفين عن الزواج، قالت: إن الإنسان الذى يرفض الزواج تكون لديه مشاكل فى المهارات الاجتماعية والذكاء الوجداني، مصنفة شخصيات هؤلاء الرجال إلى الشخصية النرجسية، التى تشعر بذاتها بشكل لا يحتمل، والشخص الهيستيرى الذى يريد أن يظهر نفسه ولكنه لا يريد الارتباط، والشخصية البينية التى ترتبط بشدة، وفجأة تبتعد وتختفي،  مشيرة إلى أن أغلب الرجال الذين يعزفون عن الزواج بسبب مجموعة من الشروط التى يضعونها فى مخيلتهم يشعرون بالندم بمجرد الوصول إلى سن الخمسين.