الإثنين 27 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
100 سنة روزاليوسف
«روزاليوسف» مائة عام من ضمير الكلمة والدفاع عن الحقيقة

أن تكون رئيسا لتحرير المئوية

«روزاليوسف» مائة عام من ضمير الكلمة والدفاع عن الحقيقة

لا أستطيع أن أحصر أو أصف مشاعرى، وأنا أكتب سطور افتتاحية، هذا العدد التذكارى، من مَجلة «روزاليوسف»، الصادر فى ذكرَى مرور مائة عام على صدور عددها الأول، فهى لحظة بلا شك، مفعمة بكل معانى الفخر.. فبداخلى إحساس عظيم بقيمة الحدث والمناسَبة، وبقدر المكانة التى نحتفى بها، وهى مئوية الدار والإصدار.



الواقع أن ما أعيشه وأنا أكتب هذه السُّطور، وأحاول أن أعَبِّر عنه، هو من الأحلام التى لم تكن متوقعة، منذ أن التحقت بهذه المؤسّسة العريقة، أشعر بقيمة الموقع الذى أنعم الله به عليّ فى توقيت فريد، حقًا هى من نِعَم الله، الذى أراد قبل خمسة أشهُر، أن أكون فى هذا الموقع، رئيسًا لتحرير هذه المَجلة العريقة فى مئوية صدورها.

فى

مناسبة المئوية، فاجأنى أحد الزملاء الإعلاميين، وبينما كنا فى تصوير تليفزيونى لتوثيق هذا الحدث الاستثنائى، بسؤال حول ما إذا كنت أتوقع قبل عشرين عامًا، (توقيت التحاقى بهذه الدار)، أن أكون على «مقعد إحسان» لإحياء مئوية صدور المَجلة؟، وواقع الأمر أن إجابة هذا السؤال لم تكن بالتأكيد أو النفى، بقدر ما أعادتنى إلى  بدايات التحاقى بهذا المَدرسة العريقة، ومشهد دخولى لأول مرّة مكتب رئيس تحريرها.

أذكر ذلك المشهد جيدًا، فى أغسطس 2005، وبينما كان الأستاذ الراحل، عبدالله كمال، رئيس التحرير وقتها، قد حقق أمنيته، فى استعادة صدور الجريدة اليومية لـ«روزاليوسف»، حضرتُ إلى مَقر «المؤسّسة»، بكل مشاعر الشغف والتمنى، أملاً فى الالتحاق بها؛ خصوصًا بعد أن جذبتنى «المَجلة» طوال فترة دراستى الجامعية فى مجال الإعلام والصحافة، وقتها دخلت لمقابلة رئيس التحرير، ضمن مجموعة من الشباب حديثى التخرج، راغبى الالتحاق بالإصدار الجديد، وكانت المرَّة الأولى التى أدخل فيها هذا المكتب الذى جلس على كرسيه نجوم الصحافة فى مصر.

أتذكر جيدًا أن مشاعر الرهبة، هى التى كانت تسيطر عليّ وقتها، وأتذكر جيدًا أن الأستاذ عبدالله كمال، هو مَن اختار لى أن التحق بالقسم السياسى، رغم أنها لم تكن رغبتى؛ فقد كان الأهم أن أجد فرصة داخل هذه المؤسّسة العريقة، أتذكر جيدًا بكل امتنان، استقبال صديقى وأخى، الأستاذ مصطفى رجب، رئيس القسم السياسى فى الجريدة وقتها، ودعمه المخلص؛ خصوصًا فى فترة البدايات فى تغطيات الملف السياسى.

فى «روزاليوسف»، تعلمتُ الكثير من دروس المهنة، أستطيع أن أقول إنى كنت محظوظًا فى بداياتى داخلها، ذلك أن مجلس تحريرها فى هذه الفترة كان يضم أسماءً من كبار الصحفيين، الذين كانوا دائمًا مُعلمًا وناصحًا وموجهًا فى حراك العمل اليومى، بداية من الكاتب الصحفى الكبير محمد هانى، ولا أنسَى مَن رحلوا عنّا، الأساتذة محمد حمدى، وطارق حسن وحازم منير، وغيرهم الكثير.. وفى نفس الوقت لقد اجتهدت فى هذا المكان (حسب اعتقادى)، كنا نواصل العمل الليل بالنهار تقريبًا، كنت أعتقد أن هذه الدار لها حقٌ علينا، لذلك كنا نتفانى ولم أنقطع عنها على مدَى أكثر من عشرين عامًا، حتى وجدتنى على كرسى «إحسان» رئيسًا للتحرير.

فى هذا المكان تناوب العديد من نجوم الصحافة على مدار مائة عام، بداية من أمير الصحافة محمد التابعى، ولكن عندما نشير إليه بـ«كرسى إحسان»، فهو تخليدٌ لرسالة ومَدرسة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ابن السيدة المؤسِّسة السيدة «فاطمة اليوسف»، وتأكيدٌ على إبداعه ودوره وصنعته وإسهامه الصحفى والأدبى.

قبل خمسة أشهُر من احتفاء مؤسَّسة «روزاليوسف»، بعيد مئويتها، تشرفت بتكليف طوَّق عنقى، من الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى، بتولى رئاسة تحرير هذه المَجلة العريقة، وهنا أسَجِّل مشهد دخولى مكتب رئيس التحرير مرة أخرَى، بالتأكيد كل معانى الفخر، كانت حاضرة مع هذا التكليف، غير أن حجم المسئولية التى استشعرت بها، كان يفوق أى مشاعر للفرح، ولا أبالغ فى ذلك.

منذ اليوم الأول، كان شاغلى الأساسى، كيف يمكن أن نستكمل مسيرة ورسالة رواد هذه الدار، وكبارها وعظمائها، كيف يمكن أن نحافظ على رسالة السيدة المؤسِّسة لهذه الدار، التى اتخذت قرار صدور هذه المَجلة قبل مائة عام، من أجل الدفاع عن الحق والحرية، كيف يمكن أن نحافظ على رسالتها الوطنية، ومعاركها؛ خصوصًا فى وجه التطرف والغلو، وكيف نحافظ على شخصية المَجلة صحفيًا.

فى أروقة «روزاليوسف»، تماثيل للسيدة «فاطمة اليوسف»، وصور ورسومات لها فى مراحل عمرية مختلفة، والأمر نفسه أيضًا للأستاذ إحسان عبدالقدوس، ولباقى عمالقة الصحافة فى مصر والوطن العربى، الذين مَرُّوا من هنا، بداية من جيل الرُّواد، محمد التابعى، وأحمد بهاء الدين، وعبدالرحمن الشرقاوى.. تروى جدران الدار، سيرة وقصص كفاح ومغامرات وإبداعات الكبار، فيها حكايات صلاح عبدالصبور، وصلاح جاهين، وأحمد عبدالمعطى حجازى، ومَدرسة صلاح حافظ، وفتحى غانم، وصولاً لمسيرة رُوَّاد رسم الكاريكاتير.

دائمًا ما تستوقفنى بدايات هذه المَجلة العريقة، كيف امتلكت صاحبة الجلالة «فاطمة اليوسف»، الإرادة لتؤسِّسَ المَجلة، وتُصدر العدد الأول منها، فى 26 أكتوبر 1925، وهى لا تملك مالاً ولا مطبعة ولا مقرًا؛ وإنما إيمانًا راسخًا بالدفاع عن الحق والحرية، هكذا أرادت من البداية أن تؤسِّسَها للدفاع عن الفن والفنانين، حينما رأت أن الصحف وقتها تهاجمهم على غير حق.

وحينما دبّرَت عن طريق أصدقائها، تكلفة العدد الأول، كيف واجهت تحديات وصعوبات تكلفة الأعداد التالية؛ للحد الذى دفعها للعودة للتمثيل مرّة أخرى، كيف حافظت على عنادها وإصرارها؛ لتحافظ على هذا الكيان، كيف خاضت العديد من المعارك، وانتصرت فيها فى النهاية.

هنا أتوقف أمام أبلغ تشخيص لهذه المَجلة، قدّمه قبل نحو أربعين عامًا، الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، حينما قال إن، «روزاليوسف طول عمرها تكافح.. تدخل المعارك وتنتصر فى النهاية؛ لأنها مع الناس.. تعكس نبضهم وأحلامهم وآمالهم.. روزاليوسف مَجلة ثورية .. تتحدى على حق.. وعلى وعى منذ صدورها».

لن تتسع هذه المساحة، للتوقف أمام سيرة ومسيرة كفاح «روزاليوسف» وإسهامها الصحفى، ولكن أريد فقط أن أتوقف أمام عدد من الشهادات الخاصة عن نهج هذه الدار، أذكر مثلاً شهادة الأستاذ صلاح حافظ عنها حينما قال أنها صدرت من أجل «الحق والعِلم والتقدم والذوق الفنى».

شهادة أخرَى رواها الكاتب الكبير أحمد حمروش، للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حينما قال عنها فى مؤتمر المبعوثين عام 1966، أن «يقبل بالنقد الذى تنشره مَجلة روزاليوسف .. لأنه يمثل نوعًا من الرقابة الشعبية».

أيضًا تحدّث عنها الكاتب الكبير عبدالستار الطويلة، كمَدرسة صحفية رائدة، حينما قال، «من حظّى أنى تعلمت الصحافة فى أهم وأخطر مَدرسة صحفية فى مصر، ورغم أن كل العاملين فيها بدءًا من رئيس مجلس الإدارة إلى الساعى، يشكلون تلك المَدرسة؛ فإنهم يعلمون كل عامل بها، ويتعلمون بدورهم أيضًا منه».

قبل خمسة أشهُر، وجدت أن على كاهلنا عبئًا مهولاً، يساوى قيمة مائة عام، التى مرّت منذ وُلدت تلك المَجلة، فالمسئولية هنا، تتجاوز حدود التزامات العمل الصحفى؛ لتمتد إلى كيفية تقديم «روزاليوسف» فى المكانة التى تستحقها، كمَدرسة صحفية فريدة، أسَّستها رائدة الصحافة المصرية والعربية، السيدة «فاطمة اليوسف»، والحفاظ على تقدير هذا المكان، الذى جلس فيه، أساطين الصحافة، وعلى رأسهم «أيقونة» الكتابة الأدبية والسياسية، إحسان عبدالقدوس.

كان الهدف من البداية، هو كيفية إحياء سيرة الدار والإصدار، والإسهام الفكرى والثقافى والسياسى لـ«روزاليوسف»، كان تقديرى من البداية أنها ليست مسئولية شخص أو فريق تحرير المَجلة؛ بل هى قدَر كل الأجيال المعاصرة لمؤسّسة «روزاليوسف» حاليًا، حتى نقدمها بالصورة التى تستحقها، فى هذه المناسبة الاستثنائية.. هكذا تحدثت مع الزملاء فريق تحرير المَجلة من البداية.

كان من المهم فتح حوارات مع مختلف الأجيال الصحفية فى المَجلة، بداية من كبار كتّابها ورؤساء تحريرها السابقين، وأجيال الشباب، ووجدنا أنفسنا أمام تراث كبير من الصحافة والأدب والثقافة والفن والمعارك والرسم، يجب توثيقه وتأريخه وتقديمه للأجيال المعاصرة فى مئوية الدار.

ورغم التحديات، وضيق الوقت؛ اخترنا الطريق الصعب،  من خلال تقديم سلسلة من الإصدارات تُعَبر عن إسهام «روزاليوسف» الفكرى والثقافى والسياسى والفنى.. ولا نكتفى بإصدار واحد.. وراهنت فى ذلك على إحياء روح «روزاليوسف» وشخصيتها فى العمل والإنجاز وقت التحدى، فهكذا وُلدت هذه الدار، وهكذا عاشت طوال عمرها، تكافح، وتخوض المعارك وقت التحدى وتنتصر.

من هذا المنطلق؛ جاءت الفكرة لإصدار خمسة إصدارات فى مئوية صدور هذه المَجلة، تعكس قدَر المستطاع إسهامها وتاريخها الصحفى، وهى كالتالى:

الإصدار الأول، «عدد عابر للزمن»، وهو إصدار الهدف منه توثيق شخصية «روزاليوسف» الصحفية، على مدار مائة عام، من واقع جانب بسيط من أشهَر ما نشر على صفحاتها، من مقالات وتحليلات لكبار كتّابها، وأشهَر المعارك والتحقيقات التى خاضتها، والحملات الصحفية التى فجَّرتها وكانت حديثًا للرأى العام.. فيه نعيد نشر حوار نحو عشر رؤساء دول مصريين وعرب، وصولاً برسائل خاصة وحوارات نادرة مع نجوم الفن فى حقب زمنية مختلفة.

الإصدار الثانى، عن الكاريكاتير، بهدف توثيق رحلة الكاريكاتير فى «روزاليوسف»، كمؤسَّسة رائدة فى هذا الفن، وكيف أنها ساهمت منذ صدورها فى جذب عشرات الفنانين، وأيضًا تمصير هذا الفن، من خلال رسومات للعديد من المواهب، لذلك يؤرخ الإصدار لهذه المسيرة، من واقع ألبومات مرسومة لنحو 30 فنانًا، بإجمالى نحو ألف رسمة كاريكاتير.

وهذه من الإصدارات الصحفية الاستثنائية، التى توثق لهذا الفن، وتوثق لتاريخ مصر فى حقب زمنية مختلفة، عن طريق رسم الكاريكاتير، لذلك كان عنوانه «كتاب رسم مصر».

الإصدار الثالث، كتاب «أيام صاحبة الجلالة»، وهو كتاب يوثق شهادات نجوم الصحافة المصرية عن «روزاليوسف» المَدرسة والإصدار، من خلال سلسلة مقالات لكبار الكتّاب، بداية من محمد التابعى وإحسان عبدالقدوس، ومصطفى وعلى أمين، وصلاح حافظ وفتحى غانم، وغيرهم.

والإصدار الرابع، كان إعادة نشر مذكرات سيدة الدار، «فاطمة اليوسف»، باعتبارها وثيقة خالدة توثق مسيرة التأسيس لهذه المَجلة.

أمَّا الإصدار الخامس والرئيسى؛ فهو هذا الإصدار، الذى يصدر فى ذكرَى مرور مائة عام على صدور العدد من مَجلة «روزاليوسف»، والذى نستهدف فيه، توثيق التاريخ المصرى على مدار مائة عام، من واقع ما نشرته صفحات مَجلة «روزاليوسف»؛ لنقدم وثيقة تاريخية، عن كيف أرَّخَت هذه المَجلة، لجميع الحقب والأحداث التاريخية التى مرت بها مصر، وصولاً للفترة المعاصرة.

وأيضًا فى هذا الإصدار، نوثق كيف كانت «روزاليوسف»، على مدار قرن، كانت «ضمير الكلمة» وكانت مُدافعة عن الحقيقة والحرية بكل جرأة ومسئولية، كيف كانت تخوض المعارك على حق وعلى وعى وتنتصر فى النهاية.

من هذا المنطلق، نستطيع أن ننظر إلى هذا الإصدار، بِعَدِّهِ أربع مَجلات فى إصدار واحد، فيه نتوقف أمام توثيق مهم للمرحلة المعاصرة التى تعيشها مصر، وتأثيرات محيطها الإقليمى، وذلك من خلال شهادات للنخب المصرية سواء نخب مسئولة أو متخصِّصَة أو اجتماعية، فيه يوثق وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى، لدوائر التحرك المصرى خارجيًا، والتعاطى المصرى مع مختلف القضايا.

أيضًا توثيق للواقع الاقتصادى، يقدمه الدكتور محمود محيى الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، كما يدوّن الدكتور على الدين هلال أستاذ العلوم السياسية، الواقع السياسى المصرى ومسار التنمية الذى تنفذه الدولة المصرية.. هذا إلى جانب كتابات نخب أخرى، منها الكاتب الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى والمؤلف عبدالرحيم كمال، إلى جانب حوار مع البابا تواضروس الثانى، يوثق فيه معانى ترسيخ المواطنة فى مصر حاليًا.

المحور الثانى من هذا الإصدار التذكارى، يتعلق بتوثيق «روزاليوسف» للتاريخ المصرى، على مدار مائة عام، بداية من فترة صدورها فى عهد المَلكية فى عشرينيات القرن الماضى، والمعارك التى خاضتها فى سنوات الصدور الأولى، وصولاً لدورها فى التمهيد لثورة يوليو 1952، وأيضًا دورها أثناء الثورة فى دعمها، وموقفها بَعدها، حينما خاضت مواجهة مع رجالها للمطالبة بالحريات.

وبَعد نكسة يونيو 1967، كانت «روزاليوسف» سبّاقة فى معركة الوعى، وصولاً لحرب أكتوبر المجيدة، والانتصار فيها، لتقود بعدها سلسلة من المعارك المهمة، فى مقدمتها مواجهة الإرهاب والتطرف، وتجديد الخطاب الدينى؛ حيث كانت أشهَر مواجهاتها فى الثمانينيات وفترة التسعينيات، وكيف كانت صوتًا معارضًا لتنظيم الإخوان الإرهابى، حتى فى الفترة التى تولى فيها السلطة، وصولاً لرحلة التأسيس للجمهورية الجديدة من التنمية والبناء.

أمّا المحور الثالث الذى يوثقه هذا الإصدار؛ فهو أشهَر المعارك التى خاضتها «روزاليوسف»، والتى لا تزال ممتدة حتى الآن، بداية من الحرب على الإرهاب، والمواجهة مع الدعاة الجُدُد ودعاة الفضائيات؛ لتصويب الخطاب الدينى، إلى جانب معاركها فى الدفاع عن الحرية، وحرية الفن وتمكين المرأة.

ويوثق المحور الرابع لهذا الإصدار؛ سيرة «روزاليوسف»، كمؤسّسة وإصدار، وتطورها المؤسّسى على مدار مائة عام، وأيضًا الحقب التحريرية المختلفة، ومستقبلها ما بعد عام المائة.

وإذا كنا نتحدث عن مائة عام من العطاء، فى تاريخ «روزاليوسف»، فكان من المهم الحديث عن مستقبلها، لذلك يوثق هذا الإصدار حوارًا للكاتب الصحفى الكبير، عادل حمودة، بحضور مختلف الأجيال الصحفية فى «روزاليوسف»؛ للحديث عن مستقبل الإصدار فيما بعد عام المائة.

وخلال احتفالية مئوية «روزاليوسف»، بمئوية صدور المَجلة، طرحت عددًا من المَحاور لمشروع تحريرى، يستهدف استعادة شخصية «روزاليوسف» ومكانتها الرائدة، تتضمن الآتى:

أولاً، أن تكون المَجلة منصّة كل صاحب رأى، من خلال إعادة الاعتبار لمساحات الفكر والرأى، وفتح أبواب المَجلة لكل الأقلام الجادة فى مصر والعالم العربى، مع تقديم أقلام جديدة، ومواصلة معارك الوعى والتنوير، ومواجهة التطرف، والدفاع عن الفن والمرأة.

ثانيًا، إطلاق مشروع لاكتشاف ورعاية المواهب الجديدة فى فن الكاريكاتير، بإشراف كبار الرّسامين فى المؤسَّسة، وتخصيص مساحات أكبر لهذا الفن الذى شكّل هوية «روزاليوسف».

وثالثًا، أن تكون منصة للمواهب الشابة، من خلال تخصيص مساحات تفاعلية لأصوات الشباب والمواهب، من خلال تقديم محتوى يجذب الأجيال الجديدة، خصوصًا جيل Z، ويُعَبر عن رؤيتهم وقضاياهم، ومستهدف أن يشارك فى تحريره شباب وطلاب جامعات ممن لديهم الموهبة.

ورابعًا، تطوير المحتوى الرقمى، لتحقيق التكامل ما بين المحتوى الورقى المطبوع، وبين المحتوى الرقمى، على منصاتها الإلكترونية، مع تعظيم الاستفادة من تراث «روزاليوسف» الأرشيفى، رقميًا، والعمل على إنتاج محتوى رقمى يُعَبر عن شخصيتها الصحفية.

وفى نفس الوقت نؤكد على رسالة «روزاليوسف» الوطنية، كمنبر داعم لمؤسّسات الدولة المصرية وقضاياها الإقليمية،  والتفاعل مع الشأن المصرى العام، بمختلف مناحيه؛ السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والرياضية والثقافية، بمحتوى صحفى هادف يتسم بالتنوع والجدية، ويتسق مع ميثاق «الجمهورية الجديدة».. فهذه التزامات نَعِد بها، قارئنا، الذى طالما ولا يزال، هو هدفنا الأساسى.

بصدور هذا العدد التذكارى، ستكون «روزاليوسف»، قد أصدرت على مدار قرن كامل خمسة آلاف وثمانين عددًا (5080) حافظت خلالها على صدورها الأسبوعى، باستثناء فترات المصادرة قبل ثورة 23 يوليو 1952، ولتبقى محافِظة على مكانتها، كأعرق المَجلات السياسية فى مصر والوطن العربى.

وعلى مدار هذا التاريخ، كتب على صفحاتها عمالقة الكتّاب، وعلى صفحاتها، وُلد عشرات الكتّاب والمفكرين والأدباء والشعراء والرسامين.. قدمت المَجلة أجيالاً من المواهب، فهى- باختصار- صانعة النجوم والأقلام.. لذلك نسجل فى هذا الإصدار التذكارى، إسهامات مختلف الأجيال التى مرت على المَجلة، من جيل المؤسِّسين والرواد وصولاً للأجيال المعاصرة.

وهذه مناسبة تستحق أن نسجل فيها كل التحية لكل رواد هذه المَجلة ونجومها، بداية من السيدة المؤسِّسة «فاطمة اليوسف»، وباقى المؤسِّسين محمد التابعى وإحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين وفتحى غانم وصلاح حافظ وعبدالرحمن الشرقاوى وعبدالعزيز خميس ومحمود التهامى وغيرهم الكثير من نجوم الكتابة والإسهام الصحفى فى هذه المَجلة.

أيضًا، هذه مناسَبة، تستحق أن نسجل فيها كل التقدير، لرؤساء تحرير هذه المَجلة، وكبار كتّابها، من فترة التأسيس، وصولاً للجيل المعاصر، الذى نذكر منه أسماء عديدة بداية من الكاتب الكبير عادل حمودة، وجيل التسعينيات الشهير، الذى ضم أسماء عديدة من بينهم الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام السابق، والأستاذ عبدالله كمال، الذى منحنى وأبناء جيلى شرف الانضمام لهذه المؤسَّسة، وأيضًا الأساتذة: إبراهيم عيسى، ووائل الإبراشى، ومحمد هانى، وعمرو خفاجى، وأسامة سلامة ومحمد جمال الدين، وإبراهيم خليل، وعصام عبدالعزيز، وصولاً لأبناء جيلى، الذين سبقونى فى رئاسة تحرير المَجلة، الصديقين هانى عبدالله، وأحمد الطاهرى.

والتقدير واجب فى هذه المناسب؛ لأنه بلا شك، مَن يجلس على «كرسى إحسان» يستشعر حجم مسئولية وتاريخ هذا الإصدار العريق، لذلك؛ سعى الجميع لتقديم تجاربه وإسهامه وإضافة بصمته على هذه المَجلة، وحاليًا، نوثق كل ذلك على مدار مائة عام.

فى ذكرَى الاحتفاء بمئوية صدور مَجلة «روزاليوسف»، وجب أيضًا تسجيل رسالة العرفان لمؤسِّسات الدولة المصرية، التى رعت وشاركت الدار فى هذه المناسَبة، بداية من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، الذى راعى احتفالية المئوية، ووصولاً بالوزراء وكبار المسئولين الذين شاركوا فى هذه الاحتفالية، وصولاً للهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى، ابن روزاليوسف، الذى يقود خطة التطوير فى مختلف المؤسِّسات القومية حاليًا.

التقدير مستحق؛ لكل فريق عمل هذا الإصدار الذين تفانوا من أجل صدوره فى وقت قياسى، وواصلوا العمل فيه على مدار عدة شهور، وأخص هنا فريق العمل الأساسى، بداية من مستشار التحرير هانى عبدالله والمستشار الفنى الدكتور سامح حسان،والمشرف على الديسك عاطف حلمى، وصولاً بـ«رجالة» سكرتارية التحرير محمد حسين، وإبراهيم محمود، وأحمد حلمى، وإسلام عبدالوهاب، وعبدالله رامى، والإخراج الفنى، محمد عوض والمصطفى نجدى.

عاشت «روزاليوسف»