الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مرشدون.. وخــونة

مرشدون.. وخــونة
مرشدون.. وخــونة


منذ 9 سنوات، وتحديدًا فى 16 يناير 2010 جاء مرشدًا عامًا –أخيرًا- لجماعة الإخوان، إذ كان آخر مرشد يتولى تنظيم أمور الجماعة داخليًا قبل سقوطها بثورة يونيو.
ويعد محمد بديع هو المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان، وهم حسن البنا وحسن الهضيبى وعمر التلمسانى ومحمد حامد أبو النصر ومصطفى مشهور ومحمد مأمون الهضيبى ومهدى عاكف وآخرهم محمد بديع.

مجيء محمد بديع مرشدًا عامًا، تم بعد صراعات طويلة داخل الجماعة منها صراع بين تيارين، الأول تيار جناح القطبيين ويتزعمه خيرت الشاطر ومحمود عزت، والجناح الذى كان يقوده محمد حبيب، وكان «بديع»، أول من يسعى لإزاحة خصومه، كعادة الإخوان فى السعى للسلطة مهما كان صغر حجمها، فحصد منصب مرشد عام جماعة الإخوان.
الغريب أن الانتخابات التى جاءت بـ«بديع» هى أول انتخابات أو اختيارات -كما يسمونها- تجرى والمرشد الموجود لا يزال على قيد الحياة وهو مهدى عاكف، ليكون «عاكف» أول مرشد عام سابق فى تاريخ الجماعة.
كان لمهدى عاكف دور فى تزكية «بديع» فى هذه الاختيارات استنادًا لما بينهما من علاقات زمالة وصداقة منذ أن كانا من تلاميذ سيد قطب سويًا، ووضحت النية فى استبعاد كل المرشحين لصالح بديع فى انتخابات مكتب الإرشاد والتى تمت فى ديسمبر 2009، فقبل انتخاب «بديع»، انتُخب مكتب إرشاد جديد للجماعة، وسط انقسامات داخلية، واستبعدت انتخابات مكتب الإرشاد محمد حبيب النائب الأول للمرشد وعبدالمنعم أبوالفتوح القيادى وعضو مكتب الإرشاد- آنذاك.
وكان محمد حبيب أعلن قبلها اعتراضه على إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد، لأن التصويت فيها كان يخالف قواعد اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن اختيار المرشد الجديد جاء «نتيجة اختيار وليس نتيجة انتخاب»، كما شهدت هذه الانتخابات أزمة بسبب عدم تصعيد عصام العريان.
كما أحدث انتخاب «بديع» زلزالًا داخل الجماعة، فبعد انشقاق «حبيب» تحدث بعض المقربين من الجماعة بأن التنظيم الدولى كان يريد رشاد البيومى مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان.
أخذ «بديع» جماعة الإخوان نحو مزيد من الكذب فى تاريخها، ليفضحها بنفسه وبلسانه، خاصة عندما سقط فى بئر من التناقضات بين الكلام وعكسه وكله مسجل بالصوت والصورة.
فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان المرشد بديع هادئًا، يخطب ود النظام، فلو كانت العلاقة بينه وبين النظام جيدة كان يتقارب معه.
صرخ كثيرًا فى الفضائيات بعد أحداث يناير أنه كان يُعادى النظام ويواجهه، لكنه نسى أنه قال إن الإخوان يحبون الرئيس مبارك، ويتمنون الجلوس معه، وهم يعتبرونه بمثابة الأب، لكن بعد الثورة اكتشفوا أنه كان فاسدًا.
كما أنه نفى تمامًا نيتهم فى الوصول للسلطة بعد الثورة، لكنهم ما إن وجدوا الفرصة تنكروا لكل ما قالوا، والغريب أنهم تعالوا على مجرد الترشح للرئاسة وقال «بديع» وقتها إن منصب «المرشد» أعلى من مستويات رئيس الجمهورية فى المسئولية والأمانة.
كما أنه بعث برقية تهنئة للرئيس الأسبق حسنى مبارك فى شهر مارس عام 2010 يتمنى فيها الشفاء العاجل له ويهنئه بالعودة سالمًا إلى أرض الوطن، موضحا أن مبارك هو أب لكل المصريين وأن الجماعة تحب مبارك وتحترمه، كما أضاف بديع أن جمال مبارك من حقه الترشح لرئاسة الجمهورية وأنهم كجماعة الإخوان المسلمين غير معترضين على ترشيح جمال مبارك للرئاسة لأنه حق لكل المصريين.
وأكد فى أكثر من مناسبة أن الجماعة لا تعارض ترشح نجل الرئيس المصرى بشرط أن يعرض برنامجه الانتخابى والإصلاحى على الشعب وأن تكون الانتخابات نزيهة ويتحقق فيها مبدأ تكافؤ الفرص لكل المرشحين.
كما اعتبر أحداث 25 يناير والإطاحة بالنظام السابق، ثأرًا لروح حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، الذى اغتالته يد الدولة كلها حسب وصفه ليلة 12 من فبراير عام 1949، وهى ذات الليلة التى تنحى فيها الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وكان «بديع» ديكتاتورًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكان يعتبر الاختلاف معه، خروجًا عليه خاصة من شباب الجماعة، كما كان يرفض نقدهم اعتقادًا منه أن الرأى الصحيح هو رأيه، ويظهر ذلك حينما اعترض أكثر من 18 شابًا على قرار الجماعة بالدفع بمرشح من داخلها فى الانتخابات الرئاسية التى جاءت بمحمد مرسى ،ونظموا وقفة احتجاجية أمام المركز العام بالمقطم لم يسمعهم بديع بل واستجاب لدعوة بعض أعضاء مكتب الإرشاد بضرورة التحقيق معهم وفصل بعضهم وتجميد عضوية البعض الآخر.
بعد ثورة 30 يونيو أُلقى القبض على المرشد «بديع» وتم اتهامه فى العديد من قضايا العنف والإرهاب، وبعضها صدر ضده فيها 5 أحكام نهائية بالمؤبد.
1/ قطع طريق قليوب، والتى صدر الحكم فيها فى 26 أكتوبر 2016 من محكمة النقض، وكان أول حكم نهائى بالمؤبد ضد بديع و37 إخوانيًا.
2/ أحداث عنف الإسماعيلية، والتى صدر الحكم فيها فى 15 نوفمبر 2017، من محكمة النقض، وهو الحكم الثانى بالمؤبد لبديع و35 إخوانيًا.
3/ أحداث عنف بنى سويف، والتى صدر الحكم فيها فى 28 ديسمبر 2017، من محكمة جنايات بنى سويف برئاسة المستشار أحمد إبراهيم، وصدر الحكم فيها بالمؤبد لبديع و15 آخرين والمشدد 15 سنة لـ77 متهمًا
4/ عمليات رابعة، والتى صدر الحكم فيها فى 14 إبريل 2018، من محكمة النقض، بالمؤبد لبديع و2 آخرين والمشدد 15 سنة لـ5 متهمين.
5/ أحداث البحر الأعظم، والتى صدر الحكم فيها فى 12 أغسطس 2018، من محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار حسن قنديل، بالمؤبد لبديع ومحمد البلتاجي، وعصام العريان، وصفوت حجازي، والحسنى عنتر.