الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

2018 أزمات بالجملة فى أجهزة الاستخبارات!

2018 أزمات بالجملة فى أجهزة الاستخبارات!
2018 أزمات بالجملة فى أجهزة الاستخبارات!


وسط توترات السياسة وأزمات الاقتصاد والسباق التكنولوجى، يزداد نشاط أجهزة الاستخبارات التى تسعى لجمع معلومات عن أعدائها، بل حلفائها أيضًا، لكى تنجح الدولة فى حماية أمنها الداخلى ومصالحها الخارجية ضد أى جهة تترصدها.ومثلما يؤدى هذا النشاط إلى الكثير من النجاحات فإنه يواجه إخفاقات وحوادث تهز أجهزة الاستخبارات. وقد شهد العام 2018 عددًا من حوادث القتل والاختفاء لشخصيات استخباراتية أو على صلة بأجهزة الاستخبارات، ونرصد هنا بعض هذه الحالات فى عدد من دول العالم.
>مدير الاستخبارات العسكرية الروسى
فى نوفمبر الماضى أعلنت روسيا عن وفاة مدير جهاز الاستخبارات العسكرية GRU «إيجور كوروبوف» بعد صراع مع المرض. وسائل الإعلام ركزت على الخبر؛ خصوصًا أن كوروبوف أصيب بمرض غريب وعانى لفترة قصيرة ثم توفى دون أن يتم اكتشاف المرض.وكانت تقارير صحفية قد تحدثت قبل وفاته عن توتر علاقته مع الرئيس بوتين بعد إخفاقات عديدة للجهاز الذى يترأسه. ومن جانبها نفت روسيا ما جاء فى تلك التقارير وأكدت أن كوروبوف توفى بعد صراع مع مرض السرطان.
الصحفى سيرجى كانيف الذى بحث كثيرًا فى قضية مرض كوروبوف ووفاته صرّح بأن السرطان جاء بالوقت المناسب؛ خصوصًا أن الرجل يعرف الكثير من أسرار الجهاز وبالأخص قضية الجاسوس سكريبال الذى أرادت الاستخبارات الروسية اغتياله فى بريطانيا لكنها فشلت وتم إنقاذه وترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن كوروبوف التحق بالجيش الروسى العام 1973م وانتقل إلى جناح الاستخبارات العام 1985م ليتولى منصب مدير الـGRU العام 2016م بعد فاة المدير السابق «إيجور سرجون». ويُعد جهاز الاستخبارات العسكرى الاكثر سِرّية بين أجهزة الاستخبارت الروسية الثلاث، وبالتالى فإن كوروبوف كان لا يتحدث فى مناسبات عامة ولا يظهر فى لقاءات صحفية أو تليفزيونية.
رئيس الإنتربول
لعل أغرب خبر، تداولته الصحف العالمية هذا العام، وأشدها خطورة، هو فتح الشرطة الفرنسية تحقيقًا فى اختفاء رئيس أكبر منظمة شرطة دولية «الإنتربول»، «منج هونج وى» فى شهر أكتوبر الماضى!!
وأفادت الأنباء- حينها- أن «منج» البالغ من العمر 64 عامًا، قد فُقد بعد مغادرته مدينة «ليون» «مقر الإنتربول»، متوجهًا إلى «الصين» فى أواخر شهر سبتمبر، ولم تسمع زوجته «جريس» عنه أى شىء منذ مغادرته؛ حيث أكدت للشرطة أنه أرسل لها فى 25 سبتمبر، رسالة بها رمز «السكين» عبر تطبيق «واتس-آب»، ثم رسالة «انتظرى مكالمتى». بعدها فقدت الاتصال به.
ومن جانبه؛ اكتفى المكتب الصحفى للإنتربول -حينها- ببيان صغير يؤكد أن هذه مسألة تخص السُّلطات المعنية فى كل من «فرنسا، والصين».
كان «منج» مسئولًا بارزًا فى الحزب الشيوعى فى «الصين»، ثم تولى منصب نائب وزير الأمن العام الصينى منذ العام 2004م، إلى أن صار أول صينى يرأس «وكالة الشرطة الدولية» فى العام 2016م.
وبالعودة لعملية الاختفاء؛ فقد أعلن الموقع الرسمى للسُّلطات الصينية لمكافحة الفساد، فى يوم 7 أكتوبر، أن «منج» يخضع للتحقيق بتهمة «الاشتباه فى انتهاك القانون». بينما قالت وزارة الأمن العام الصينية، إن رئيس «الإنتربول» متورط بشدة فى قضية «رشوة» قديمة.
الغريب أن وكالة «الإنتربول» لم تُعلق على ما نُشر من أحداث، كما أكدت أنها استقبلت استقالته فورًا. واستشهدت «أسوشيتد برس» بممثلى «منج»، الذين قالوا إن الرسالة لم تكن موقعة، ولم تكن تحتوى على أى دليل يشير إلى موافقة رئيس «الإنتربول» على الاستقالة.
ولم يتوقف الأمْرُ عند هذا الحد، بل قرر «الإنتربول» ببساطة، أن ينتخب رئيسًا جديدًا، بديلًا عن «منج»، المقرر أن تنتهى فترة رئاسته فى العام 2020م. وكان أحد أقوى المرشحين لهذا المنصب، هو «ألكسندر بروكوبتشوك» أحد كبار مسئولى وزارة الداخلية الروسية المخضرمين،لكن نافسه فى اللحظات الأخيرة، القائم بأعمال رئيس «كوريا الجنوبية» للإنتربول «كيم جونج يانج»، بعد اعتراض «الولايات المتحدة» على المرشح الروسى، وتهديد «ليتوانيا، وأوكرانيا» بالانسحاب، ودعم «بريطانيا» للمرشح الكورى الجنوبى.
>مدير الاستخبارات ورئيس الشرطة فى أفغانستان
فى أكتوبر الماضى،شهدت قندهار حادثة اغتيال هزت جهازها الأمنى؛ حيث اغتيل الجنرال عبدالرازق مدير جهاز الاستخبارات الداخلية NDS ، والمعروف بعدائه للتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها حركة طالبان، فى هجوم نفذه حارسه الشخصى.الحادث وقع مباشرةً بعد اجتماع لعبدالرازق ورئيس جهاز الشرطة مع الجنرال «سكوت ميلر» كبير القادة الأمريكيين فى أفغانستان وحاكم الإقليم الجنوبى لقندهار الذى أصيب بإصابات بالغة فى الحادث، بينما لم يصب الجنرال الأمريكى بأذى.
أعلنت طالبان بعدها عن مسئوليتها عن حادث إطلاق النار وأنهم استهدفوا عبدالرازق وميلر لكن الأخير نجا. وهددت الجماعة الإرهابية بتنفيذ المزيد من الاغتيالات خلال الفترة المقبلة. وجاء مقتل عبدالرازق الذى يُعد الرجُل الأقوى داخل الجهاز الأمنى الأفغانى كضربة موجعة للاستخبارات التى أطلقت تحذيرات قبل الحادث باحتمال حدوث أعمال عنف واغتيالات خلال تلك الفترة، لكنها فشلت فى حماية أقوى رجالها وأهمهم؛ خصوصًا أن منفذ العملية اخترق الإجراءات الأمنية ووصل بسلاحه إلى مدير الاستخبارات ونجح فى تنفيذ مهمته قبل أن تقتله قوات الأمن التى كانت متواجدة بكثافة لتأمين الشخصيات الموجودة.
>رئيس الاستخبارات العسكرية السابق فى كوريا الجنوبية
أعلنت سيول منذ أسابيع عن عثورها على جثة «لى جايسو» مدير الاستخبارات العسكرية السابق المتهم فى قضايا خرق للقانون، وقد رجّحت الشرطة أن يكون الرجُل قد انتحر خوفًا من إنهاء حياته سجينًا بعد أن وصل إلى أعلى منصب أمنى.
>عملاء (CIA) فى موسكو
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فى أغسطس الماضى عن اختفاء عدد من عملاء «وكالة الاستخبارات المركزية». الغريب أن مسئولى الاستخارات الأمريكيين أعلنوا أنهم لا يعتقدون أن عملاء الـ(CIA) قد قُتلوا من جانب موسكو، مشيرين إلى أنهم قد يكونون قد هدّأوا وأوقفوا عملهم من تلقاء نفسهم بعد أن لاحظوا ازدياد النشاط الاستخباراتى الروسى الذى قد يؤدى إلى الكشف عنهم وقتلهم.جاء ذلك فى الوقت الذى زاد فيه نشاط أجهزة الاستخبارات الروسية بالفعل بدءًا من محاولة اغتيال سكريبال وابنته ووصولًا إلى العقوبات التى كانت الولايات المتحدة قد فرضتها على مواطنين روسيين وشركتين إحداهما روسية بعد اتهامهم بالقيام بنشاط تجسسى إلكترونى.
>عميل مخابرات جنوب إفريقيا
أعلنت صربيا، عن مقتل عميل استخباراتى من «جنوب إفريقيا» داخل الأراضى الصربية..بعد إطلاق النار عليه يوم 6 مايو فى مدينة «بلجراد». الضحية هو «جورج درمانوفيتش» عميل «وكالة أمن الدولة» بجنوب إفريقيا، وهى الوكالة المسئولة عن عمليات الاستخبارات المدنية. وقد ألقى القبض على رجُلين يتورطان فى مقتل «درمانوفيتش».
ويُذكر أنه عندما اغتيل «درمانوفيتش»، كان يستعد لمحاولة إسقاط بعض أبرز الشخصيات فى «جنوب إفريقيا» التى يُزعم أنها مرتبطة بعالم الدولة العميقة. كما اتهم أيضًا بأنه كان عميلًا مزدوجًا، رُغم عدم تأكيد المعلومة.
وبشكل عام؛ وصفت المصادر «دارمانوفيتش»، بأنه بائع معلومات. وقد التقى الرئيس السابق لدولة «جنوب إفريقيا» «جاكوب زوما» فى مكتبه الرسمى فى «بريتوريا»، وتم تصويرهما، إلى جانب «فرانس ريتشاردز»، الذى عمل مسبقًا مع دوائر الاستخبارات فى «جنوب إفريقيا»، بالإضافة إلى شخص رابع، لم يُذكر عنه شىء سوى أنه مرتبط بعمل «أمن الدولة». ولكن لم تتضح هويته. ويُذكر أن «ريتشاردز» اعترف أن هذه المقابلة بينهم لم تكن اجتماعية. ولكن لم تنشر مزيدًا من التفاصيل.>