السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ماذا يقرأ المصريون

ماذا يقرأ المصريون
ماذا يقرأ المصريون


يقضى المصريّون بحسب مؤشّر بريطانى لـ«مقياس ثقافة العالم»، 7 ساعات و5 دقائق فى القراءة أسبوعيّا، ما خوّل مصر التقدّم إلى المركز الخامس، سابقة فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا فى عدد ساعات القراءة أسبوعيًا. بينما فى عام 2013؛ أحصت دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتّخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عدد 2.2 مليون أسرة فى مصر يقوم أحد أفرادها بممارسة القراءة. ماذا يقرأ المصريون إذن؟ وهل بقيت عادات القراءة والتجوّل بين المكتبات كما هى بعد «جود ريدز» أو ظهور وسائط جديدة، إلكترونية، أتاحت شراء الكتب بخاصية الـ«دليفرى» وغيرها؟
يلفت النظر كذلك - بعد سطوة «سوشيال ميديا» - تحوّل القراءة إلى ما يُشبه «المهنة» مع ابتداع مبادرات «بوك تيوبر»، حيث يتفرّغ قرّاء لتسجيل مقاطع فيديو يعرضون فيها انطباعاتهم وتعليقاتهم على أعمال قرؤها، وشيئا فشيئا اتّجهت بعض دور النشر والمكتبات إلى الاستعانة بنجوم اليوتيوب للترويج لإصدارات الدار أو عروض المكتبة. وها هى مجموعة تتّخذ اسم «نادى القرّاء المحترفين» تلقى دعما ماديا ولوجستيّا من صاحب دار نشر وليدة لكن ما لبثت فى الانتشار سريعا، بينما ظلّ اقتران وصف «الاحتراف» بفعل القراءة أمرا باعثا على التندّر والغرابة. هل سنسمع يوما عن القارئ الملّاكى،الذى تُصبح القراءة مصدر رزقه! إنها على أية حال ظاهرة بقدر ما تستدعى الالتفات، لها جوانبها الإيجابية فى التشجيع على القراءة وجذب الشباب للكتب. وإن كان اختيار العناوين والموضوعات والكتب يحتاج إلى ضبط وتوقّف للتأمّل.
يحكى محمد جمال صاحب منصّة «كُتبنا» للنشر الشخصى، والقادم من عالم هندسة الكمبيوتر و«البيزنس ماركتينج»؛ حكايته مع القراءة والتفاعل مع سوق النشر فى مصر وتأثير الانتقال إلى الديجيتال أو الوسائط الرقمية؛ مَن يقود مَن؟ قائلا: «كُتبنا شركة ناشئة بدأت فى عام 2014 كأوّل منصّة للنشر الشخصى فى مصر على الإطلاق، لارتباطى بالكتابة كهواية فوجئت بإنغلاق سوق النشر على الكتّاب الناشئين والشباب، ناهيك عن التسويق الجيّد. تستنبط كُتبنا آلية عملها من تجارب سابقة فى نفس المجال فى الخارج، منها منصّة شهيرة للنشر الشخصى تُدعى «lulu.com» فى الولايات المتحدة الأمريكية أنشأت فى عام 2002، ونشرت حتى الآن 2 مليون كتاب نشر شخصى،بعضها روايات تحوّلت إلى أعمال سينمائية كبيرة».
تتيح تطبيقات النشر الشخصى لأى فرد كاتب أن يرفع كتابه على الموقع عبر حساب شخصى وفى غضون ثوان يصبح للكتاب صفحة خاصة وبيانات للبيع، بحيث يتاح للعميل شراء الكتاب فى نسخة إلكترونية، ثم بدأ الاتجاه منذ عامين إلى إتاحته فى نسخة ورقية، بحيث أصبح بإمكان العميل الحصول على طبعة مخصوصة بعدد الطلبات على الكتاب، على أن يحصل الكاتب على نسبة 2 % من مبيعات كتابه إلكترونيا. تكيّفت كتبنا مع السوق المصرى والعربى فى القراءة والنشر، واحتياجات القاريء المصرى كما أفهم من جمال، ونشرت حتى الآن 650 كتابا إلكترونيا، عبر 25 ألف مستخدم قام بشراء الكتب، وتحميل 40 ألف مرّة، وحصلت على جوائز متخصصة فى مسابقات مشاريع النشر. كيف يتم قياس ذلك ومعرفته؟ يُجيبنى: «سهّل النشر الإلكترونى والوسيط الرقمى على اصطياء أنواع عريضة من جمهور القرّاء فى مصر، وسهّل من عملية اقتناء الكتاب وقراءته». يرى جميل أن هذه المبادرة وغيرها تحاول تقنين فكرة الكتاب المقرصن أو تصّحح من مسار التجربة، فكتاب مثل «عزازيل» ليوسف زيدان يحصل فى سوق الكتب المقرصنة على 50 ألف داونلود أو تحميل. وهذا فى وجهة نظر صاحب «كتبنا» يعكس لنا مدى اهتمام شريحة كبيرة من القراء بالكتب الإلكترونية.
اتّجه محمد جمال مؤخرا إلى استغلال صفحته الشخصية والمتابعين فى تسجيل فيديو مباشر يعرض فيه أحد الكتب التى قرأها مؤخّرا أو فيلما سينمائيا شاهده وأعجبه. أسأله عن معايير اختياره للكتاب الذى يعرضه، فأعرف أنها اعتبارات ذائقة شخصية بحتة، يعرض لأسماء تتماشى مع ذائقة سوق القراءة والمبيعات فى مصر، لكن جمال يؤكد أنه لا «يجرى وراء التريند» وأن الاستسهال يأتى غالبا من مقدّمى المحتوى على الإنترنت. أحد تسجيلات جمال حصلت على 35 ألف مشاهدة وكانت مخصّصة للعناصر الأساسية لكتابة عمل أدبى،وهو ما يعطى مؤشر إلى ارتباط القراءة بحلم أن تصبح كاتبا يوما ما. بينما تبدو الملاحظة والاستخلاص الذى يمكننا الخروج به أن اليوتيوبر فى كثير من الأحيان تجسيد لبوصلة القراءة فى مصر وانعكاس لها، حيث تتماشى اختيارات عارضى الكتب عبر يوتيوب مع ذائقة القراء الشباب تماما وتتحرّك وفقها وتُأصّلها، فنجد مثلا روايات إليف شافاق صاحبة «قواعد العشق الأربعون» وأحمد مراد والقصص المترجمة أطباقا أساسية على موائد اليوتيوبر.

فى تجربة «نادى القرّاء المحترفين» القائم يقضى المصريّون بحسب مؤشّر بريطانى لـ«مقياس ثقافة العالم»، 7 ساعات و5 دقائق فى القراءة أسبوعيّا، ما خوّل مصر التقدّم إلى المركز الخامس، سابقة فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا فى عدد ساعات القراءة أسبوعيًا. بينما فى عام 2013؛ أحصت دراسة صادرة عن مركز المعلومات ودعم اتّخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عدد 2.2 مليون أسرة فى مصر يقوم أحد أفرادها بممارسة القراءة. ماذا يقرأ المصريون إذن؟ وهل بقيت عادات القراءة والتجوّل بين المكتبات كما هى بعد «جود ريدز» أو ظهور وسائط جديدة، إلكترونية، أتاحت شراء الكتب بخاصية الـ«دليفرى» وغيرها؟
يلفت النظر كذلك - بعد سطوة «سوشيال ميديا» - تحوّل القراءة إلى ما يُشبه «المهنة» مع ابتداع مبادرات «بوك تيوبر»، حيث يتفرّغ قرّاء لتسجيل مقاطع فيديو يعرضون فيها انطباعاتهم وتعليقاتهم على أعمال قرؤها، وشيئا فشيئا اتّجهت بعض دور النشر والمكتبات إلى الاستعانة بنجوم اليوتيوب للترويج لإصدارات الدار أو عروض المكتبة. وها هى مجموعة تتّخذ اسم «نادى القرّاء المحترفين» تلقى دعما ماديا ولوجستيّا من صاحب دار نشر وليدة لكن ما لبثت فى الانتشار سريعا، بينما ظلّ اقتران وصف «الاحتراف» بفعل القراءة أمرا باعثا على التندّر والغرابة. هل سنسمع يوما عن القارئ الملّاكى،الذى تُصبح القراءة مصدر رزقه! إنها على أية حال ظاهرة بقدر ما تستدعى الالتفات، لها جوانبها الإيجابية فى التشجيع على القراءة وجذب الشباب للكتب. وإن كان اختيار العناوين والموضوعات والكتب يحتاج إلى ضبط وتوقّف للتأمّل.
يحكى محمد جمال صاحب منصّة «كُتبنا» للنشر الشخصى، والقادم من عالم هندسة الكمبيوتر و«البيزنس ماركتينج»؛ حكايته مع القراءة والتفاعل مع سوق النشر فى مصر وتأثير الانتقال إلى الديجيتال أو الوسائط الرقمية؛ مَن يقود مَن؟ قائلا: «كُتبنا شركة ناشئة بدأت فى عام 2014 كأوّل منصّة للنشر الشخصى فى مصر على الإطلاق، لارتباطى بالكتابة كهواية فوجئت بإنغلاق سوق النشر على الكتّاب الناشئين والشباب، ناهيك عن التسويق الجيّد. تستنبط كُتبنا آلية عملها من تجارب سابقة فى نفس المجال فى الخارج، منها منصّة شهيرة للنشر الشخصى تُدعى «lulu.com» فى الولايات المتحدة الأمريكية أنشأت فى عام 2002، ونشرت حتى الآن 2 مليون كتاب نشر شخصى،بعضها روايات تحوّلت إلى أعمال سينمائية كبيرة».
تتيح تطبيقات النشر الشخصى لأى فرد كاتب أن يرفع كتابه على الموقع عبر حساب شخصى وفى غضون ثوان يصبح للكتاب صفحة خاصة وبيانات للبيع، بحيث يتاح للعميل شراء الكتاب فى نسخة إلكترونية، ثم بدأ الاتجاه منذ عامين إلى إتاحته فى نسخة ورقية، بحيث أصبح بإمكان العميل الحصول على طبعة مخصوصة بعدد الطلبات على الكتاب، على أن يحصل الكاتب على نسبة 2 % من مبيعات كتابه إلكترونيا. تكيّفت كتبنا مع السوق المصرى والعربى فى القراءة والنشر، واحتياجات القاريء المصرى كما أفهم من جمال، ونشرت حتى الآن 650 كتابا إلكترونيا، عبر 25 ألف مستخدم قام بشراء الكتب، وتحميل 40 ألف مرّة، وحصلت على جوائز متخصصة فى مسابقات مشاريع النشر. كيف يتم قياس ذلك ومعرفته؟ يُجيبنى: «سهّل النشر الإلكترونى والوسيط الرقمى على اصطياء أنواع عريضة من جمهور القرّاء فى مصر، وسهّل من عملية اقتناء الكتاب وقراءته». يرى جميل أن هذه المبادرة وغيرها تحاول تقنين فكرة الكتاب المقرصن أو تصّحح من مسار التجربة، فكتاب مثل «عزازيل» ليوسف زيدان يحصل فى سوق الكتب المقرصنة على 50 ألف داونلود أو تحميل. وهذا فى وجهة نظر صاحب «كتبنا» يعكس لنا مدى اهتمام شريحة كبيرة من القراء بالكتب الإلكترونية.
اتّجه محمد جمال مؤخرا إلى استغلال صفحته الشخصية والمتابعين فى تسجيل فيديو مباشر يعرض فيه أحد الكتب التى قرأها مؤخّرا أو فيلما سينمائيا شاهده وأعجبه. أسأله عن معايير اختياره للكتاب الذى يعرضه، فأعرف أنها اعتبارات ذائقة شخصية بحتة، يعرض لأسماء تتماشى مع ذائقة سوق القراءة والمبيعات فى مصر، لكن جمال يؤكد أنه لا «يجرى وراء التريند» وأن الاستسهال يأتى غالبا من مقدّمى المحتوى على الإنترنت. أحد تسجيلات جمال حصلت على 35 ألف مشاهدة وكانت مخصّصة للعناصر الأساسية لكتابة عمل أدبى،وهو ما يعطى مؤشر إلى ارتباط القراءة بحلم أن تصبح كاتبا يوما ما. بينما تبدو الملاحظة والاستخلاص الذى يمكننا الخروج به أن اليوتيوبر فى كثير من الأحيان تجسيد لبوصلة القراءة فى مصر وانعكاس لها، حيث تتماشى اختيارات عارضى الكتب عبر يوتيوب مع ذائقة القراء الشباب تماما وتتحرّك وفقها وتُأصّلها، فنجد مثلا روايات إليف شافاق صاحبة «قواعد العشق الأربعون» وأحمد مراد والقصص المترجمة أطباقا أساسية على موائد اليوتيوبر.

فى تجربة «نادى القرّاء المحترفين» القائم عليه إبراهيم عادل يقول، إن الفكرة بدأت من اقتراح لمدير دار نشر «بتانة» عن ملتقى أو منصّة لـ«تجمّع القرّاء والتعرّف على شرائحهم المختلفة، والتحفيز على القراءة». مجتمع القرّاء هذا بحسب شرح عادل يضمن لعدد من محبّى القراءة والكتب وتقييمات القراءة والترشيحات للممارسة نشاطهم وتواجدهم فى نادٍ مجازي كان سيتّخذ موقعًا إلكترونيًا لم يتم تفعيله وأجهضت الفكرة كما يذكر لأسباب مادية وإمكانيات فى الأغلب.
«نادى القرّاء المحترفين» يقتصر اليوم على صفحة على فيس بوك، ويطمح أن يكون النسخة العربية المصرية من «جود ريدز»، المنصّة الشهيرة التى تطرح تقييمات للكتب وريفيو سريع عنها. يقول إبراهيم إن صفحة القرّاء المحترفين نجحت إلى الآن فى الكشف وتوليد مجتمع قرّاء جيّدين جدا، رغم تخوّفه من إهمال الفكرة نظرا لتواجد عدد لا بأس به من «مجموعات القرّاء على فيس بوك» ومنها أبجد.
يُحيل إبراهيم الفكرة إلى «نموذج عصرى من أمين المكتبة» كما يوافقني، بحيث أصبح هناك قارئ كلّ مهمّته إرشاد غيره من القرّاء لكتب وعناوين بعينها، سواء عمل هذا القارئ فى مكتبة عامة، أو ظلّ على مقعده أمام الإنترنت.
يُحاول إبراهيم أن يقود «زبائنه» من القرّاء المحترفين خارج تقييمات كتب البيست سيلر يقول: «نجحتُ نسبيّا فى تجميع قرّاء جادّين ومتنوّعى القراءات، هى فكرة الاحتراف تعنى فى جزء منها أن تدريب قارئ متفاعل يقرأ كثيرا وبصورة متواصلة ثم يكتب عرضا قصيرا عمّا قرأه، ولو كان الأمر مجرد تربية قارئ متذوّق». يرى إبراهيم أن القارئ الجديد أصبح له سلطة وصوت ولا يريد من أحد أن يُصادر على رأيه فيما يُنشر ويُكتب وألّا يكون مفعولا به.عليه إبراهيم عادل يقول، إن الفكرة بدأت من اقتراح لمدير دار نشر «بتانة» عن ملتقى أو منصّة لـ«تجمّع القرّاء والتعرّف على شرائحهم المختلفة، والتحفيز على القراءة». مجتمع القرّاء هذا بحسب شرح عادل يضمن لعدد من محبّى القراءة والكتب وتقييمات القراءة والترشيحات للممارسة نشاطهم وتواجدهم فى نادٍ مجازي كان سيتّخذ موقعًا إلكترونيًا لم يتم تفعيله وأجهضت الفكرة كما يذكر لأسباب مادية وإمكانيات فى الأغلب.
«نادى القرّاء المحترفين» يقتصر اليوم على صفحة على فيس بوك، ويطمح أن يكون النسخة العربية المصرية من «جود ريدز»، المنصّة الشهيرة التى تطرح تقييمات للكتب وريفيو سريع عنها. يقول إبراهيم إن صفحة القرّاء المحترفين نجحت إلى الآن فى الكشف وتوليد مجتمع قرّاء جيّدين جدا، رغم تخوّفه من إهمال الفكرة نظرا لتواجد عدد لا بأس به من «مجموعات القرّاء على فيس بوك» ومنها أبجد.
يُحيل إبراهيم الفكرة إلى «نموذج عصرى من أمين المكتبة» كما يوافقني، بحيث أصبح هناك قارئ كلّ مهمّته إرشاد غيره من القرّاء لكتب وعناوين بعينها، سواء عمل هذا القارئ فى مكتبة عامة، أو ظلّ على مقعده أمام الإنترنت.
يُحاول إبراهيم أن يقود «زبائنه» من القرّاء المحترفين خارج تقييمات كتب البيست سيلر يقول: «نجحتُ نسبيّا فى تجميع قرّاء جادّين ومتنوّعى القراءات، هى فكرة الاحتراف تعنى فى جزء منها أن تدريب قارئ متفاعل يقرأ كثيرا وبصورة متواصلة ثم يكتب عرضا قصيرا عمّا قرأه، ولو كان الأمر مجرد تربية قارئ متذوّق». يرى إبراهيم أن القارئ الجديد أصبح له سلطة وصوت ولا يريد من أحد أن يُصادر على رأيه فيما يُنشر ويُكتب وألّا يكون مفعولا به.