%42 من النساء يتعرضن للضرب على يد الأزواج

ابتسام عبد الفتاح
أشكال متعددة للعنف تتعرض له المرأة، ما بين البدنى والنفسى والجنسى أيضًا، وهو ما استدعى وجود حملات لحث المرأة على التحدث عما تتعرض له من انتهاكات، ومنها حملة MEtoo.
وحسب آخر إحصائية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن العنف ضد المرأة، فإن %42.2 من النساء يتعرضن للعنف من أزواجهن، و%37 من إجمالى النساء ممن يتعرضن للعنف على يد الأزواج أميات، و%35.1 من النساء يتعرضن للعنف البدنى، و%47.5 يتعرضن للعنف النفسى، و%14.5 من السيدات يتعرضن للعنف الجنسى.
كما أكدت الإحصائية أن %85 من النساء اللاتى تعرضن للعنف يعانين من مشاكل نفسية، وقيمة الخسائر التى تتكلفها المرأة بشكل عام فى عام واحد من جراء العنف 1.49 مليار جنيه، بالإضافة إلى 831 مليون جنيه تكلفة مباشرة من جراء العنف.
وأظهرت دراسة أعدتها منظمة الأمم المتحدة بالقاهرة، حول إنهاء العنف ضد المرأة خلال العام، أن %90 من الرجال و%71 من النساء يَروْن أن الزوجات يجب أن يتسامحن مع العنف للحفاظ على ترابط الأسرة، وتوضح الدارسة أن أكثر من نصف الرجال وما يقارب ثلث النساء يوافقون على العبارة القائلة «إن المرأة فى بعض الأحيان تستحق الضرب»، وثلث النساء وخمس الرجال أفادوا أنهم شهدوا تعرض أمهاتهم للضرب على يد آبائهم أو أحد الأقارب الذكور أثناء مرحلة الطفولة.
«16 يومًا»
أطلقت منظمة الأمم المتحدة «حملة 16 يومًا»، لإنهاء العنف ضد المرأة» وذلك فى 25 نوفمبر الجارى، تزامنا مع اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة وتنتهى فى 10 ديسمبر المقبل الموافق اليوم العالمى لحقوق الإنسان، لنشر الوعى لمناهضة العنف والتحرش ضد المرأة داخل المجتمع المصرى.
وتهدف إلى إيجاد حلول لنبذ العنف ضد النساء على اعتبار أنه مرتبط بالمجتمع ككل وليس النساء فقط، وشن حملات لوقف التحرش فى المواصلات العامة مثل الحافلات العامة أو مترو الأنفاق، وتشجيع النساء ألا يلتزمن الصمت أمام هذه الجرائم من خلال حملات توعية داخل مترو الأنفاق.
الحملة تمتد للمحافظات لنشر الوعى المجتمعى بشكل أكبر، كما تهدف إعطاء صوت لضحايا العنف الناجيات ليكن نموذجا يشجع النساء على التحدث عن هذه الجرائم، بجانب تقديم عدد من الخدمات للناجيات من العنف منها الخدمات الاجتماعية بتوفير دور الرعاية فى 8 محافظات هي : «القاهرة الجيزة، القليوبية، الإسكندرية، المنصورة، بنى سويف، الفيوم والمنيا»، لتقديم المشورة الاجتماعية والأسرية والنفسية فى المسائل الأسرية، بجانب الخدمات الصحية من خلال المدربين على أعلى مستوى بجميع المستشفيات العامة الحكومية، وإنشاء عيادات متخصصة للناجيات من العنف داخل مكاتب الطب الشرعى بمحافظتى القاهرة والإسكندرية، وكذلك المساعدة القانونية وخدمات المساعدة القانونية للناجيات من العنف.
تدريب فتيات لمناهضة العنف
تعمل وزارة التضامن بالتعاون مع وزارة الشباب على تدريب الفتيات والسيدات من خلال تدريبهن على الدفاع عن أنفسهن ضد التحرش بمراكز الشباب عن طريق الألعاب الرياضة.
ومن جانبه قال عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن إن الوزارة تعمل على دراسة الأشكال المختلفة للعنف ضد المرأة حسب طبيعة المكان «ريف، حضر» مع وضع الحلول المناسبة لها، وإقامة دورات تدريبية للسيدات العاملات بالديوان العام والوحدات المحلية بمراكز المعلومات للتدريب على الحاسب الآلى والإنترنت، للحرص على تعليم أطفالهن للقيم والمبادئ واحترام المرأة والبعد عن العنف»، والتدريب سيكون فى 3 محافظات كمرحلة أولية.
إحصائية مُرعبة
قالت عزة كامل، عضو المجلس القومى للمرأة إن لجنة الشكاوى بالمجلس القومى للمرأة، تتلقى أكثر من 200 مكالمة تليفونية، يوميًا، بالإضافة إلى اللقاءات المباشرة مع السيدات اللائى يأتين للمجلس ليحكين عما يتعرضن له من عنف، إذ يستقبل المجلس يوميا ما لا يقل عن 50 سيدة، وأغلب الحالات تكون أسرية، وأكثر السيدات تعرضًا للعنف هن ربات المنزل، بينما السيدات فى الريف أكثر تعرضا للعنف عن الحضر وخاصة بالمناطق الشعبية الأقل فقرًا.
وأضافت أن المرأة تأتى إلى المجلس لعرض مشكلتها الخاصة فيوجهها المجلس إلى الإخصائية الاجتماعية، وتتحدث عن المشكلة وأسرار العلاقة، وهنا نُدرك أن الزوجة تعرضت للعنف سواء جسدىا بالضرب، أو الاغتصاب من الزوج، وهذه حالات متزايدة فى الفترة الأخيرة، و20 من السيدات اللائى يأتين للمجلس يتعرضن للاغتصاب الزوجى، ثم بعد ذلك تُحول إلى الخبير القانونى بالمجلس وهنا يُدرج القانونى الاغتصاب الزوجى تحت مسمى «العنف الزوجى» وذلك لعدم وجود قانون يجرم الاغتصاب الزوجى والذى دائما فى الشكاوى يأتى الاغتصاب الزوجى لأسباب مختلفة منها: الزوج يتعاطى المواد المخدرة، أو مدمن للأفلام الإباحية، ويجب التأكيد أن الدراما السينمائية فى الفترة الأخيرة تجعل الرجل يلجأ إلى العنف حتى يثبت رجولته.
وأضافت: يأتى دور الخبير القانونى ويقيم دعوى خلع أو طلاق للزوجة، وفى حالات الاعتداء الجسدى بالضرب من السهل إثبات الحالة من خلال عمل محضر فى قسم الشرطة، وهناك عنف تتعرض له المرأة داخل العمل وبالأماكن العامة والمواصلات، وللأسف القوانين لا تحمى المرأة، مشيرة إلى أن المجلس يتلقى شكاوى يوميا من سيدات وفتيات يتعرضن للتحرش، رغم كل محاولات المناهضة التى لا تجد آليات للتنفيذ.
نهاد أبو القمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة قالت: إن هناك تزايدا فى جرائم العنف ضد المرأة خاصة العنف المنزلى، بدرجة تبعث على القلق الشديد، وأظهرت نتائج مسح قام بها المركز تعرض حوالى %46 من النساء اللاتى سبق لهن الزواج وفى الفئة العمرية 18-64 عامًا لأحد أشكال العنف من قبل الزوج سواء كان عنفا نفسىا أو بدنىا أو جنسىا، وإن نسبة السيدات اللائى عانين من إصابات نتيجة للعنف الزوجى بلغت %43 فى العام الواحد.
وأضافت: «المركز يستقبل شهريا أكثر من 50 سيدة يتعرضن للعنف من أزوجهن، والمركز يعمل على مناهضة العنف ضد المرأة من خلال حملة «اعرفى حقك» التى تشجع النساء على الإفصاح عن العنف الموجه إليهن واللجوء للعدالة، وستكون أنشطة هذه الحملة فى 12 محافظات، وستنفذ هذه الأنشطة منسقات مشروع أصوات النساء بالمحافظات المختلفة، من خلال ندوات تثقيفية للنساء وتوعيتهن بمخاطر العنف الذى قد يمارس ضدهن، وأهمية الإفصاح فى حالة تعرضهن للعنف.
وأكدت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس، بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أنه وفقًا لدراسة أعدها المركز مؤخرًا فإن %10 من النساء السابق لهن الزواج عانين من العنف البدنى والنفسى والجنسى من الزوج.
كما أظهرت نتائج المسح أن %18 من النساء تعرضن لعنف بدنى أو جنسى منذ بلوغهن 18 سنة من قبل أفراد العائلة أو البيئة المحيطة، و%17 ذكرن أنهن تعرضن للعنف البدنى، و%2 تعرضن للعنف الجنسى.
وأكدت أن نتيجة تعرض المرأة للعنف يؤدى لأضرار نفسية كالإحساس بالهزيمة نتيجة شعورها بأن المجتمع لا يعمل على توفير الحماية لها خارج البيت، وهذا يجعلها ما تشعر بالوحدة وتفضل أن تكون مع نفسها، ولابد من عمل المزيد من الدراسات لتصحيح الأدوار بألا تكون المرأة متعددة الأدوار بالمجتمع، ولدى اقتراح أن السيدات اللائى يعملن بالهيئات والمصالح الحكومية والخاصة، يجلسن بمنازلهن لفترة مؤقتة مقابل تقليل رواتبهن، وهذا سوف يؤدى إلى تقليل العنف من البيئة على المرأة، لأن العنف الذى تتعرض له يؤثر بشكل كبير على تربية الأطفال.
وانتقدت «فايد» ما تقوم به وزارة التضامن من تدريب السيدات والفتيات على الألعاب الرياضية لمواجهة العنف، قائله: «هذا سوف يؤدى إلى تزايد العنف من السيدات والفتيات تجاه المجتمع، لكن علينا عمل توعية شاملة من خلال توعية كيفية حماية نفسها فى الخارج دون استخدام العنف».