الجمعة 24 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الصديق الحق «3»

الصديق الحق «3»
الصديق الحق «3»


الآن إذا كنت قد حققت حلمك وعثرت على الصديق الحق وشعرت أن لك سندًا فى الحياة فى صديق صادق يخلص لك النصيحة ويرد غيبتك ويحفظ سرك وتحدثه وكأنك تحدث نفسك.. فعليك أن تنتبه إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من الصداقة الحق لا تتحقق بين يوم وليلة ولكن الأيام كفيلة بثقل هذه الصداقة أو إنهائها.. فالتروى والتأنى فى اختيار الصديق الحق من حسن الفطن.
وقد دلنا العلماء والحكماء على طريق اختيار الصديق الحق فقال الأوزاعى سمعت بلال بن سعد يقول :«أخ لك كلما لقيك ذكرك بحظك من الله خير لك من أخ كلما لقيك وضع فى كفك دينارًا».. وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: «ما أعطى عبد بعد الإسلام خير من رجل صالح».. وقال أبوالحسن الشاذلى :«لا تصحب من يؤثر نفسه عليك فإنه لئيم ولا من يؤثرك على نفسه فإنه قل ما يدوم» وقال: «لا تصطحب إلا من تستعين به على طاعة الله ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينًا وقليل ما هم».. وقد أوصى الإمام على رضى الله عنه وهو على فراش الموت ابنه الحسين قائلا: «إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب وإياك ومصادقة البخيل فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه». 
فإذا أثبتت لك الأيام والأعوام أنك قد عثرت على الصديق الحق فعليك أن تعرف كيف تحافظ على هذا الصديق وهذه الصداقة.. بداية لا تصور لك نفسك إن هذا الصديق خال من العيوب أو إنه إذا لم يكن معك فى أمر ما فإنه عليك!! لأن الصديق مثلك تماما له نفس تطيعه أحيانا وتعصاه أحيانًا مثل نفسك التى بين جنبيك التى لا تستطيع فى أحوال كثيرة أن تحملها على ما تريد.. لكن فى ذات الوقت فإن الصديق الحق من يكون عونًا لك لا عليك إما بالنصيحة الصادقة أو بالوقوف بجانبك عند الشدة.. وهنا تظهر الصداقة الحقيقية التى لا غرض لها.. فإذا ظهر لك ما لا يرضيك من هذا الصديق.. عندئذ عيك بمعاتبته عتابًا رقيقًا لا يفسد ودًا ولا يقطع صلة فلعل عنده من الأسباب أو وجهات النظر ما قد يكون قد غاب عنك.. وكلما ثقلت التجارب الصداقة زادتها رسوخًا ومحبة نادرًا ما تجد مثلها.. فإذا وجدت من اخترته صديقًا يقف بجانبك فى السراء والضراء ولا يختفى وقت الشدة ولا يخاصمك إذا اختلف معك ولا يخادعك ولا يغشك ولا يغتابك ووجدته سهلا لينًا كريم الخلق يتقى الله فإعلم أنك قد أحسنت اختيار الصديق فهنيئًا لك. 