الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

70% من أبناء الطلاق يفشلون دراسيّا!

70% من أبناء الطلاق يفشلون دراسيّا!
70% من أبناء الطلاق يفشلون دراسيّا!



كشفت دراسة حديثة بجامعة عين شمس عن العوامل الأسرية التى تؤدى لتأخر الطالب فى دراسته أن من 50 إلى 70 ٪ من حالات تأخر طلاب المدارس فى الدراسة سببها العلاقات الأسرية السيئة، وأن أبناء الطلاق الذين يبلغ عددهم نحو 9 ملايين طفل هم الأكثر عرضة لذلك.  بينما البيئة الأسرية التى يسودها المحبة والاطمئنان والأمان يشعر جميع أفرادها بالهدوء والراحة النفسية والاستقرار مما يجعل أطفالها وطلابها على أتم استعداد للعمل والإنجاز والتحصيل الدراسى الجيد.
الدراسة التى يشرف عليها د.محمد سمير عبدالفتاح أستاذ علم النفس الاجتماعى أكدت أن الطفل أو الطالب الذى يعيش فى بيئة أسرية مشحونة بالمشاجرات بين الوالدين وعدم وجود استقرار أو راحة نفسية داخلها، فإن مثل هذا الطفل لا يمكن أن يقوم بأى عمل إيجابى وينجح فيه خصوصًا التحصيل العلمي.
وكشفت الدراسة أن الطفل أو الطالب فى حالة انفصال والديه يعانى من الحرمان العاطفي، فالحرمان من الأم نتيجة الطلاق يؤدى إلى وجود فراغ مؤلم بالنسبة للطفل من الصعب التعويض عنه فيترك عنده نوعًا من عدم إشباع الحاجات الأساسية التى يتوقف عليها استعداده للعمل والإنجاز الذى يكون فى العادة متدنيًا جدًا، ويؤثر فى جميع جوانب حياته، خصوصًا فى المراحل الأولى التى تتكون فيها شخصيته وتتكامل ويبدأ فى التحصيل الدراسى الذى يكون فى معظم الحالات متدنيًا جدًا.
أما غياب الأب عند تفكك الأسرة فالأطفال يدفعون ثمنه غاليًا، فالسائد فى مجتمعنا أن يبقى الطفل مع الأم إذا لم تتزوج من رجل آخر وهذا بدوره يؤدى إلى شعور الطفل بالنقص نتيجة لغياب والده ويجعله شارد الفكر فى نفسه ومشاكله، خصوصًا عندما يرى الأطفال الآخرين مع آبائهم ويحصلون منهم على الحب.
يقول الدكتور محمد سمير عبدالفتاح أن معاملة الوالدين لأبنائهما له تأثير على التحصيل الدراسي.
فعندما يتعامل الآباء مع الأبناء بالتسلط والإكثار من النصح والتركيز على الأخطاء الصغيرة والإكثار من النقد اللاذع والتركيز فى جميع الأعمال التى يقوم بها الأبناء مثل الأكل والنوم والدراسة والأصدقاء واللبس يشعر الابن بأنه عديم الأهمية الأمر الذى يدفعه إلى القيام بعمل عكس ما يسعى الأهل إليه وينتج عن ذلك تأخر فى الدراسة.
كما أن قيام الوالدين بتلبية جميع رغبات الأبناء بشكل مبالغ فيه والقيام نيابة عنه بجميع الأعمال حتى القادر على القيام بها من دون تحمله أى مسئوليات، هذا الأسلوب ينمى لدى الطفل الشعور بالأنانية والاعتماد الزائد وعدم القدرة على مواجهة مواقف الحياة وقد ينتج عن ذلك شعور بالعجز بالمقارنة مع الآخرين وهذا له علاقة غير مباشرة بحدوث حالة التأخر الدراسي.
ويلفت إلى أنه عند إهمال الأبناء من دون تلبية احتياجاتهم اليومية وكذلك من دون تشجيع للسلوك المرغوب فيه أو محاسبتهم على السلوك غير المرغوب فيه يجعلهم يشعرون بعدم الحب والحنان مما يجعلهم غير مركزين فى تحصيلهم للدروس.
وقال الدكتور عبدالفتاح من العوامل التى تؤثر على تحصيل الأبناء للدراسة لجوء بعض الآباء إلى التفرقة فى معاملة الأبناء وعدم المساواة بينهم بسبب الجنس أو السن أو ترتيب الابن، والاتجاه للتذبذب فى معاملة الأبناء مما يصيبهم بحالة دائمة من القلق وعدم الاستقرار وبالتالى عدم القدرة على التركيز فى الأعمال التى يقومون بها، خصوصًا فى الدراسة مما يؤدى فى نهاية الأمر إلى الحصول على عقل علمى ومعرفى منخفض.
الدكتور محمد سمير عبدالفتاح كشف أن تلاميذ المدرسة الفعالة يتميزون بمستوى عال من التحصيل الدراسى وهى غالبا مدارس ناجحة وبالعكس المدرسة غير الفعالة فإن التحصيل الدراسى لتلاميذها منخفض.
فعلاقة التلميذ مع مدرسيه ومع زملائه فى المدرسة وعلاقة المدير بالمدرسين والتلاميذ لها تأثير على تحصيل الطلاب وشعور التلميذ بحب مدرسيه واستمتاعه بالعلاقة مع زملائه يساعد على رفع مستوى التحصيل الدراسى، ومن هنا نحب أن نقول يجب الاهتمام بالعلاقات المدرسية وبالمشاركة فى الأنشطة المدرسية لأن هذا يسهم فى تنمية قدرات التلميذ واستعداده للتعليم، الأمر الذى ينعكس على تحصيله الدراسى.
فمن واجب المدرسة كهيئة تربوية واجتماعية العمل على إشباع جميع حاجات الطلاب من خلال العمل على تهيئة بيئة تربوية وتعليمية سليمة تتمثل فى برامجها التعليمية والاجتماعية والترفيهية كأنشطة تربوية متكاملة.
إلى جانب ذلك يجب أن يكون هناك علاقة بين المعلم والتلميذ تقوم على تطوير مهارات التلاميذ واكتساب القيم والمعايير وأنماط السلوك وضبط سلوك التلاميذ حتى يشعر التلميذ بالعطف والحنان والاهتمام من قبل المعلم الذى يساعده على رفع مستوى التحصيل.
أما إذا كانت معاملة المعلم لتلاميذه بها نوع من القسوة فينعكس ذلك سلبيا فى أغلب الأحوال على تحصيل التلاميذ ويؤدى إلى التأخر الدراسى.
وكشف عبدالفتاح عن ضرورة توثيق العلاقات بين التلميذ والمدرسة لأنها تؤثر تأثيرا مباشرا على التلميذ بصورة عامة وعلى مدى إنجازه المدرسى ومستوى تحصيله الدراسى لأن الأسرة والمدرسة تعتبران عاملين مهمين وأساسيين حين تكمل المدرسة ما بدأته الأسرة فى تربية الأبناء،خصوصًا فى مراحل النمو الأولى أو فى الحياة اليومية التى يتأثر بها التلميذ فى الأسرة والعمل على إعمال ما قامت به المدرسة من العمل مع التلميذ.