الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

و.. أوروبا قطعة من مصر!

و.. أوروبا قطعة من مصر!
و.. أوروبا قطعة من مصر!


موجة الحر ضربت الموسم السياحى الأوروبى.. خصوصا تلك السياحة الوافدة من دول آسيا والخليج العربى.. الذين ألغوا رحلاتهم على اعتبار أن حرارة الطقس عندهم أهون.. والخيبة أن انهيار الموسم السياحى أدى بالتبعية إلى انتشار موجة رهيبة من الكساد فى بعض أنواع السلع ومنها تجارة الملابس الجاهزة.. وقد أثر الارتفاع الرهيب فى درجة الحرارة على حركة البيع والشراء.. على اعتبار أن موضة البلبوص هى الأكثر انتشارا.. وأنت فى أوروبا لا تذهب لشغلك فى ظل درجة حرارة 37.. لا تذهب بالقميص والبنطلون والكرافت والجاكته والجزمة والشراب.. أنت تذهب للشغل بالشورت والكاب والشبشب وخلاص!

اشتعلت الحرارة ونافست حرارة القاهرة وأسوان.. وقد صارت أخبار الطقس هى الشغل الشاغل للجميع.. والخبر الرئيسى والأول فى جميع نشرات الأخبار ينقل توقعات خبراء الأرصاد.. الذين راجت أحوالهم فصاروا فرخة بكشك يحللون لك الأحوال ويفسرون الظواهر الطقسية ويوصون بأفضل طرق مواجهة الحر.. وينصحون بضرورة الاستحمام صباحا وظهرا وعصرا.. وقد هربت الناس إلى الشواطئ والبلاجات وحمامات السباحة.. ومن حكمة الله أن عندهم بالإضافة إلى حمامات السباحة الخاصة فى البيوت.. هناك حمامات سباحة فى كل حى وفى كل شارع.. مع أن الصيف عندهم شهرين وخلاص.. لكن حمام السباحة العمومى موجود وهو دافئ شتاء.. وساقع صيفا.. ولهذا يهرب الجميع إلى حمام السباحة بعد دفع رسم الدخول.. هى حمامات عمومية وليست نوادى خاصة.. والنوادى هنا على قفا من يشيل.. لكنها نواد فئوية.. يعنى عندهم نوادى للبنوك والشركات والمصالح الحكومية.. ورسم الدخول فيها بكارنيه الشغل، ومن حكمة الله أنهم لا يعرفون ظاهرة النوادى التى نعرفها والتى رسم الاشتراك فيها مائة ومائتا ألف جنيه!
اشتعلت الشمس.. فاضطرت بعض العواصم والمدن إلى الإعلان عن مجانية المواصلات.. جميع المواصلات.. المترو والترام والأتوبيس والقوارب النهرية.. لتشجيع أصحاب السيارات بالتخلى عن سياراتهم الخاصة واستخدام وسائل المواصلات العامة والنظيفة والمتوافرة.. تربط جميع أحياء المدن الكبرى وقد اكتشفت الحكومات أن السيارات الخاصة تزيد نسبة التلوث بالجو.. نتيجة لعوادم ملايين السيارات.. مع أن شكمان السيارة فى جميع دول أوروبا مزود بفلاتر مخصوصة لتقليل نسبة العوادم المتصاعدة من السيارة.
الخيبة أنهم لايعرفون أجهزة التكييف التى نعرفها فى بلادنا.. ويستبدلونها بأجهزة التدفئة.. وجميع المواصلات العامة.. وجميع المحال الكبرى والصغرى تستخدم أجهزة للتدفئة لمواجهة الانخفاض الكبير فى درجات الحرارة شتاء.. فجاءت الموجة الحارة.. لتربك جميع الحسابات والتوقعات.
اشتعلت الشمس.. فاشتعلت الغابات واندلعت الحرائق بفضل الجفاف فى فصل الصيف الذى لا يستمر سوى شهرين فقط.. وقد راحت الحكومات فى الدول الأوروبية المختلفة تواصل الاستعدادات لمواجهة الجفاف والحرائق المختلفة.. وتقوم طائرات الهليكوبتر بجولات مكوكية لرى الغابات احتياطيا.. وتحذرك السلطات بعدم إشعال السجائر داخل الغابات خلال شهور الصيف بالذات.. وحتى لا تشتعل الحرائق بما يؤدى إلى كوارث بيئية وقومية.
الغريب يا أخى أن أسعار الشقق والأراضى والعقارات.. نار يا حبيبى نار.. ومع هذا لم يفكر مسئول ناصح فى الاستيلاء على جزء من الغابات الكثيرة.. لاستخدامه فى حل أزمة الإسكان.. هم يدركون أن غابات الأشجار تحافظ على التوازن البيئى المختل.. بفضل مبانى الأسمنت وناطحات السحاب والشوارع الأسفلت تجرى فوقها ملايين السيارات يوميا.
الغابة عندهم مظهر من مظاهر الحفاظ على البيئة.. ثم إنها مصدر مهم للأوكسجين ثم إنها ممشى ومعسكر مفتوح.. وهى غابات جميلة.. لا ترى فيها الأسود والنمور.. لكنك تقابل الأرانب البرية والبط والبجع والفئران والسحالى.. وأتحسر على حديقة الحيوان عندنا.. وهناك من يتربص بها بهدف الاستفادة من مساحتها الكبيرة.. لبناء المزيد من البنايات وناطحات السحاب!