الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وثائق الإساءة للبابا شنودة

وثائق الإساءة للبابا شنودة
وثائق الإساءة للبابا شنودة


قام أحد الآباء الكهنة بإحدى الكنائس القبطية الأرثوذكسية بكندا بنشر رسالة على الشبكة الدولية المعروفة باسم «الإنترنت» بعنوان: «خطاب مفتوح إلى الآباء الموقرين أعضاء المجمع المقدس»، وردت فيها العبارة التالية: «كيف يستطيع إنسان قبطى أرثوذكسى، كاهنًا كان أو علمانيًا أن يبرر لضميره بأن تكون له شركة مع أب أسقف أو مطران ترك أبروشيته ليصير بطريركًا، مع علمه أن مثل هذا الإنسان قد صار محرومًا بقرار المجمع المقدس الصادر فى 1873م؟»، فانبرى له أحد المطارنة المُرشحين للكرسى البابوى بالرد، وقد ورد الرد فى 12 صفحة بالإضافة إلى ثلاث «3» مرفقات، وقام بتوزيع رده هذا على أعضاء المجمع المقدس، كما اهتم بالأكثر بإرساله إلى جميع كهنة الإسكندرية الذين سبق أن قاموا بتسليم مذكرة جماعية موقعة من جميعهم ما عدا عدد قليل منهم- لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة عدا والموالين لهذا المطران لا لضمائرهم ولا الكنيسة- إلى قائم مقام البطريرك، ولا نعرف بعد مصير هذه المذكرة الجماعية!!
 
 
هذه الرسالة قام الأخ الفاضل الأستاذ/ عزت ناجى أرمانيوس بالرد عليها بعدد مجلة «روزاليوسف» رقم (4388) والمنشور بتاريخ 14 يوليو ,2012 صفحات 66: 68 تحت عنوان: (قانون «14» يمنع ترشح الأساقفة والبابوية)، وعلى الرغم من أن هذا الرد جاء بليغًا موثقاً بالفهم الصحيح لقوانين الكنيسة فإننى أجد نفسى لا أستطيع العبور على المرفق رقم «1» الذى جاء بالرسالة عبور الكرام.
 
المرفق رقم «1» يحمل العنوان الآتى: «بخط نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم سنة 1971 فى فترة الترشيحات للكرسى البابوى أثناء خلو الكرسى»، هذا المرفق به العديد من المخالفات والتى تكمن فى الآتى:
 
(أولاً): من معرفتى بالبابا شنودة الثالث وبالأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والثقافة القبطية- بل ولقربى منهما- فإنهما اعتادا على تسجيل مراسلاتهما على ورق رسمى يحمل اسم الأسقفية أو البطريركية، ففى الفترة (30 سبتمبر 1962- نوفمبر 1971)، كان الأنبا شنودة يسجل رسائله على ورق يحمل اسم «أسقفية التعليم والمعاهد الدينية» بالإضافة إلى تسجيل تاريخ الرسالة ثم التوقيع فى ختام الرسالة، وهذا لا نجده فى المرفق رقم (1).
(ثانياً): أعتقد أن هذا المرفق يعود تاريخه إلى عام 2004 أو 2005 عندما بدأ خط قداسة البابا شنودة- نظرًا لكبر السن وظروفه الصحية- يتغير قليلاً، فمن المعروف عن الأنبا شنودة سواء فى فترة رهبنته أو أسقفيته أو بطريركيته كان يتميز بالخط البديع ويكتب على سطر أفقى لا ينحرف إلى أسفل السطر ويستعين بالمسطرة لوضع الخطوط أسفل العناوين الرئيسية أو الجانبية، وهذا لا نجده فى المرفق رقم (1)!!
 
(ثالثًا: أثق فعلاً أن الأنبا شنودة- أسقف التعليم- قد أرسل بمذكرة للمجمع المقدس فى فترة خلو الكرسى عام 1971- ولكنى لا أعتقد أن يكون الأنبا شنودة قد سجل فعلاً الفقرة الثانية فى رده والذى ينص على:
 
(2- يقع المجمع فى تناقض بين موقفه بالنسبة للكرسى المرقسى وموقفه بالنسبة لأثيوبيا)، والسبب الذى أراه أن الأنباء شنودة لم يسجل هذه الفقرة فى رسالته الأصلية أنه فى عام 1959 فور سيامة الراهب القمص مينا البراموسى المتوحد باسم البابا كيرلس السادس، قام البابا كيرلس السادس بتكليف القس أنطونيوس السريانى «البابا شنودة فيما بعد» بالآتى: (1) كتابة بنود البروتوكول بين الكنيستين القبطية والأثيوبية، (2) إعداد طقس صلوات تنصيب جاثليق أثيوبيا، وكان الأنبا شنودة قد اعتاد أن يروى هذه القصة على جموع الملتفين حوله وبمحاضراته على طلبة المعاهد الدينية، وقد ورد فى البند الرابع من اتفاقية أثيوبيا عام 1959 ما نصه: «يرفع مركز مطران (ليقا بابا سات) الكنيسة الأرثوذكسية للدولة الأثيوبية، وهو خليفة القديس تكلا هيمانوت إلى مركز بطريرك جاثليق (رئيسًا ليقانا ببا سات)، ويُختار وفقا وتقاليد كرسى القديس مرقس بالإسكندرية من بين الرهبان الأثيوبيين الذين لا تعلو مرتبتهم عن درجة قمص «وهو المبدأ المعمول به أيضاً فى سائر الكرازة المرقسية» على أنه نظرًا لظروف خاصة يُستثنى فى هذه المرة فقط رفع درجة مطران أثيوبيا الحالى الأنبا باسيليوس إلى بطريرك جاثليق)، فإن كان الأنبا شنودة أسقف التعليم الذى كتب هذه الفقرة فعلاً فى رسالته عام 1971 فقد اصطدم مع القس أنطونيوس السريانى عام 1959!! لذلك لا أعتقد أن الأنبا شنودة قد سجل هذه الفقرة فى الرسالة الأصلية عام .1971
(رابعًا): ورد فى الفقرة الرابعة فى رسالة الأنبا شنودة أن الأنبا أنطونيوس- قائم مقام البطريرك عام 1971- تنازل بإرادته (عن المضى فى الترشح للكرسى البابوى) وليس مرغمًا بقرار من المجمع، وفى الواقع الذى حدث فى ذلك الوقت- وكنت معاصرًا له وقريبًا من موقع الأحداث- أنه حدث ضغط شعبى على الأنبا أنطونيوس بعدم المضى فى الترشح وذلك من خلال كهنة الإسكندرية يتقدمهم القمص بيشوى كامل (كاهن كنيسة مارجرجس بالإسكندرية) ومجلسها الملى الموقر جدًا يتقدمهم سيادة المستشار فريد الفرعونى والأستاذ ألبرت برسوم سلامة المحامى والأستاذ عادل عازر بسطوروس المحامى، وأيضا الجمعيات المختلفة بالإسكندرية وعلى رأسها جمعية مارمينا للدراسات القبطية بالإسكندرية برئاسة الطبيب السكندرى والمؤرخ الكنسى د.منير شكرى الذى أرسل رسالة خطية للقائم مقام بتاريخ 12 أبريل 1971 يطلعه فيها على التقاليد الكنسية التى يجب مراعاتها، وجاء فيها ما نصه: (لنضع نصب أعيننا صالح الكنيسة وتقاليدها التى تفتخر بها وتباهى على سائر الكنائس ثم مسئوليتنا نحو الأجيال المقبلة، هذه صرخة إن ذهب اليوم مع الريح تأتى غدًا بالأوتاد، فليكن عهدكم كعهد سلفكم الطقسى العظيم الأنبا أثناسيوس القائم مقام عام 1957 الذى أصر على أن يكون الانتخاب وفق تقاليد وطقوس وقوانين الكنيسة، والله قادر أن يرشدكم لما فيه الخير)، وعلى أثر هذه الرسالة من د.منير شكرى بالإضافة إلى مساعى بعض الآخرين من المخلصين للكنيسة أن أصدر القائم مقام بيانا أعلن فيه اعتذاره عن المضى فى الترشح للمنصب البابوى ونُشر البيان بجريدة وطنى بعددها رقم 646 الصادر صباح الأحد 25 أبريل 1971 والذى ورد فيه: «لقد تفضل بعض من أخوتى وأحبائى المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة- مشكورين- بتزكية شخصى الضعيف للكرسى البابوى السامى، وأنى، مع تقديرى للدافع النبيل الذى دفعهم لترشحى، فإنى أعتذر عن المضى فيه.. إنى أشعر بارتياح تام لو قصرنا الترشيح على الرهبان فقط، أسوة بما حدث فى عام 1959وكانت نتيجة الانتخابات البابوية مشرفة للغاية، فأتت لنا بالقديس العظيم المطوب الذكر البابا كيرلس السادس، وكان عهده- رغم قصره- عهدًا ذهبيًا حافلاً بالمكاسب والأمجاد»، بالإضافة إلى ذلك فإنه فى ذلك الوقت كان الصوت الوحيد من بين أساقفة المجمع المقدس الذى ينادى بشجاعة- داخل جلسات المجمع المقدس وخارجها- بضرورة اقتصار الترشيح على الرهبان فقط هو صوت الأنبا أندراوس (1969- 1972) أسقف دمياط المبارك بالحقيقة والذى كان له تأثير إيجابى أيضا على قرار القائم مقام، لذلك لولا الضغط الشعبى المخلص ما كان القائم مقام قد أعلن انسحابه، وأود أن أقول أن ترشيح الأسقف ليس حرية شخصية، بل إنه تعد صارخ ومؤلم على قوانين الكنيسة القبطية.
 
بعد هذا، ما هى حقيقة مرفق رقم (1)؟ أرى الآتى: فى إحدى الجلسات المتعددة التى كان يجلس فيها المطران مع البابا شنودة تعرض الحديث لأحداث انتخابات ,1971 فقام البابا شنودة بسرد الواقع، فطلب منه نيافة المطران أن يسجل له هذه الوقائع على ورقة!! من هنا كان مرفق رقم (1)، لذلك ليست هى الورقة التى سجلها بخطه نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم سنة ,1971 بل هى ورقة سجلها بخطه البابا شنودة البطريرك 117 فى فترة ما بعد ,2004 وفى هذا عدم أمانة فى التوثيق وخداع للقارئ الذى يعتز جدا بالبابا شنودة الثالث، إن هذا المرفق يُعد أكبر إساءة لقداسة البابا شنودة الثالث الذى له مكانة فى نفوس الأبناء المخلصين.
فى الختام أود أن أقول، أن شعب الإسكندرية، لا يهمه شكل الراهب أو مؤهلاته، لكنه متمسك بأن يكون له أب شرعى حقيقى لذلك كان القانون الكنسى ينص على أن يكون المنتخبون للبابا البطريك هم الآباء المطارنة والأساقفة وكهنة القطر وشعب الإسكندرية، إن قديسى الكنيسة وآباءهم العظام حرموا رسامة الأسقف (أى أسقف) مرتين، وحرموا ترقية الأساقفة للبطريركية.. وأرضوا الرب فى حياتهم- فبارك الله حياتهم وأغدق نعمه الوفيرة على الكنيسة والوطن.