السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل إعلانات المؤسسات الخيرية .. حرام ؟!

هل إعلانات المؤسسات الخيرية .. حرام ؟!
هل إعلانات المؤسسات الخيرية .. حرام ؟!


أصبحت إعلانات المؤسسات الخيرية هى السمة الأبرز خلال شهر رمضان، وهو ما دفع الكاتب الكبير وحيد حامد لأن يتناول فى كتابته بالنقد والتلميح عن أن أغلب هذه المؤسسات يطولها فساد ما خلال جمعها لتبرعات المصريين طوال العام، والتى تقدر بحوالى من واحد إلى اثنين مليار جنيه سنويا، بالتأكيد الرقم ضخم ويسبب حالة من التساؤلات العديدة داخل أى عقل يفكر.

ومن أبرز هذه التساؤلات هو.. أين تذهب كل هذه التبرعات هل فى علاج المرضى وتجهيز الأماكن، أم يتم إنفاق جزء منها على المرضى والجزء الآخر على الحملات الإعلانية وحفلات الإفطار والسحور وباقى الوسائل التى تتبعها جميع المؤسسات الخيرية لجمع التبرعات؟!
فى الحقيقة أن الأمر معقد ويحتاج لبحث وتحقيق شديد الدقة لمعرفة كيف يصرف كل مليم يدخل لأى مؤسسة خيرية، رغم أنه يوجد بداخلها موظف من وزارة التضامن الاجتماعى، كل مهمته هو مراقبة أوجه الإنفاق التى تتبعها المؤسسة، وهل هو اتفاق قانونى أم لا.. ولكن فى الحقيقة هذا الموظف وحده لا يشكل أى نوع من الرقابة داخل أى مؤسسة خيرية، لأنه من السهل السيطرة عليه وتحجيم دوره بالترغيب أو بإتباع أى أسلوب آخر..
ونعود لمحاولة الإجابة عن السؤال المهم: هل تنفق المؤسسات الخيرية أموال التبرعات على حملاتها الإعلانية؟! وفى الحقيقة وفى حدود علمى، أن أكبر مؤسسات خيرية لا تقوم بإنفاق مليم واحد لا على تصوير الإعلانات، ولا حتى على المقابل المادى لعرض هذه الإعلانات، فجميع هذه الأموال تكون تبرعات وهبات من شركات مصرية ضخمة لهذه المؤسسات، لمساعدتها خلال شهر رمضان للظهور لجميع أكبر قدر من التبرعات، فعلى سبيل المثال شاهدنا إعلان الشاب خالد لمؤسسة 57، وكتب فى نهاية الإعلان، شكر لإحدى شركات الدهانات الشهيرة بسبب تبرعها بتكلفة الإعلان بالكامل، بالطبع توجد مؤسسات كبيرة ومنها 57 قد تستخدم جزءًا كبيرًا من التبرعات فى غرض الحملات الإعلانية أو الدعاية لنفسها، ولكن هل هذا يعتبر نصبًا على المتبرعين لأنهم يعتقدون أن الأموال التى يتبرعون بها لأى مؤسسة، تذهب بالكامل لعلاج الحالات المرضية أو لكفالة الأيتام أو لبناء مستشفى جديد أو  لأى غرض خيرى، وهل لو تم إخبارهم بالحقيقة سيرفضون التبرع لأى مؤسسة خيرية تنفق أموال التبرعات فى حملاتها الإعلانية؟!
فى الحقيقية بدون هذه الإعلانات الصاخبة والكثيرة والمزعجة لنا أثناء مشاهدتها، جميع المؤسسات الخيرية بدون استثناء من الممكن أن تتوقف عن العمل، وتغلق أبوابها فى وجوه المرضى والمحتاجين وكبار السن والغارمات وكل من يحتاج إلى هذه المؤسسات، أنا هنا لا أبرر تصرفات بعض هذه المؤسسات بإنفاق الملايين فى حملاتهم الإعلانية، ولكننى أكثر حرصا على طبقة لا يعلم بحالها إلا الله إذا لم تكن هذه المؤسسات الخيرية موجودة على أرض الواقع!  خصوصاً إذا علمنا أن 70 % من التبرعات التى تستقبلها أى مؤسسة خيرية خلال العام  تكون خلال شهر رمضان فقط، وباقى السنة لا تستقبل أى مؤسسة خيرية سوى 30 % من إجمالى التبرعات التى تتلقاها .
إذاً الإعلانات فى غاية الأهمية لكل مؤسسات مصر الخيرية، لتستمر فى تقديم عملها لصالح الفئة المطحونة من المجتمع، وفى الوقت نفسه الإنفاق على الإعلانات ضخم ومبالغ فيه بسبب ظهور أكثر من كيان خيرى كبير تتنافس فيما بينها عمن سيكون الفائز بأكبر حجم من التبرعات .
والحل فى منتهى السهولة، وهو وضع تشريع قانونى لتنظيم الإنفاق داخل أى مؤسسة خيرية، يضع سقفًا محددًا للإنفاق على الإعلانات خلال العام ولنقل أن لكل مؤسسة الحق فى 100 إلى 150 مليون جنيه فى العام على إعلاناتها، وبخلاف ذلك يتعرض المسئولون عن المؤسسة للمحاسبة القانونية، وقتها من الممكن السيطرة على الشهوة الإعلانية التى ضربت المؤسسات الخيرية، والتى يتم إنفاق الملايين عليها، رغم أن كل المؤسسات من الممكن أن تصل لنفس الهدف بإعلانات أقل وبتكلفة بسيطة، ولكن الأمانة تقتضى أن أنهى كلامى، بأن لولا وجود هذه المؤسسات الخيرية على أرض مصر، لتحولت حياة الملايين من المصريين  لبؤس شديد، لا يعرف مداه إلا الله.>