الجمعة 4 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رمضان في سيناء لياليك عادت فى أمان

رمضان في سيناء لياليك عادت فى أمان
رمضان في سيناء لياليك عادت فى أمان


محاربة الإرهاب لم تمنع أهالى شمال سيناء من الاحتفال باستقبال شهر رمضان، فرمضان له طبيعة خاصة عند أهالى سيناء، حيث يستطلعون هلاله من أعلى القمم الجبلية والمناطق الخلوية المرتفعة، ومع ذلك يلتزمون بالرؤية الشرعية، وعند ثبوت الرؤية تعلق الزينات وترفع الأعلام البيضاء للتعبير عن الفرحة باستقبال شهر رمضان‏.‏
 وطيلة شهر رمضان يحرص أبناء سيناء على فتح منازلهم للإفطار الجماعى كنوع من التكافل الاجتماعى حيث يصطحب كل رجل أطفاله لتعويدهم على ذلك‏، ولا يبقى فى المنزل سوى السيدات والفتيات والشيوخ كبار السن فيتناول الجميع الإفطار معا.
إسماعيل سويلم، مقرئ قرآن، لديه كُتاب بالعريش لتحفيظ القرآن، يقول: «إن أهالى العريش حرصوا على استقبال شهر رمضان،  وبرغم الحرب المتواجدة بسيناء على الإرهاب، فالوضع الحالى أفضل من الأعوام السابقة، حيث سعت القوات المسلحة لتوفير جميع احتياجات الأهالى من ياميش رمضان والأطعمة والمشروبات، فضلا على توزيع كراتين من الجيش على الأهالى بالعريش ومنطقة رابعة التابعة لبئر العبد».
وأشار إلى أن العريش استعدت لاستقبال رمضان بتعليق الزينة فى الشوارع والطرقات وعلى أبواب المنازل، ويبدأ اليوم بعد السحور وصلاة الفجر، ينام الأهالى حتى صلاة الظهر، ثم يخرج الرجال لأعمالهم، ويرجعون قبل صلاة المغرب حيث يتم الإفطار فى خيمة تسمى «المقعد»، ويتوجه لها أهالى المنطقة بالأطعمة التى تم إعدادها للإفطار ومن لم يحضر طعاما يفطر مع الأسرة الجالسة بجواره، ثم نصلى الترويح بالمساجد لأول مرة منذ دخول الجماعات التكفيرية سيناء، حيث كانوا يرفضون تعليق ميكرفونات بالمساجد والصلاة به. 
 وأضاف: فى الأعوام السابقة كانت لا تقام صلاة الترويح بالمساجد تخوفاً من الجماعات التكفيرية، ولكن حاليا يوجد كمين بجوار المسجد يعطينا أمانا لأداء صلاة التراويح بدون خوف، حيث  شدد الجيش من تواجده فى أكمنة بجوار المساجد خاصة مساجد الصوفية.
وأكد على العمق بين أهالى العريش وقوات الجيش، فهناك جلسات يوميا، بين الأهالى و قوات الجيش  بالمقعد، ويحرص الأهالى على إخراج الطعام وأكواب الشاى ليتناولوه مع المجندين والضباط.
من جانبه، أوضح الشيخ على سالم، من قرية قاضية بئر العبد:
إن رمضان هذا العام يعود إلى سيناء، مع  الانتصارات التى حققتها القوات المسلحة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن قرية قاضية بعيدة عن الأحداث الإرهابية وعن الجماعات التكفيرية، إلا أنهم كانوا يخشون الاحتفال برمضان، بعد حادث استشهاد الجنود أثناء الإفطار، كما كانت تلك الجماعات التكفيرية ترسل خطابات لأهالى العريش والشيخ زويد والقرى القريبة للعريش كقرية الشهداء ورابعة والروضة تطالبهم بعدم الاحتفال برمضان وإغلاق المقعد الخاص بالإفطار للرجال، معتبرة الطقوس الرمضانية  بدعة، لكن هذا العام يعود رمضان إلى سيناء، والذى يتميز بإفطار كافة رجال المنطقة فى «المقعد»  والسيدات والأطفال تفطر فى بيوتهن، كما تم تعليق الزينة بالشوارع، والبعض علق فانوس رمضان أمام منزله.
وأوضح أن القوات المسلحة تقوم بتوزيع كراتين رمضان على أهالى سيناء بها 2 كيلو أرز و 2 كيلو سكر وفول ومكرونة وصلصة وزيت وشاى وسمنة وبلح، ويكون وزنها 25 كيلو،  وفى رمضان الحالى يتم توزيع الكراتين على التموين لتصل لكل أهالى سيناء، إضافة إلى توزيع كافة أنواع  اللحوم مجانا، خاصة بالقرى المتضررة من الإرهاب والقرى التى بها تجمعات سكنية كبيرة، وهناك منافذ لبيع اللحوم بسعر مخفض.
وعن طقوس رمضان بسيناء، أوضح الشيخ على سالم: أن أهالى سيناء ينامون مبكراً، فأقصى موعد العاشرة مساء  وتناول السحور مبكراً، موضحا أن أكثر الأكلات انتشارا فى رمضان  الرقاق الذى يتم صناعته مثل الفتة ويوضع عليها الشوربة والأرز واللحمة، والبامية يتم طبخها والكفتة أيضاً، حيث يتم فركها ويوضع بها العيش، بجانب الفاصوليا والبطاطس يتم طبخها ولكن بنسبة قليلة، وأهالى سيناء يفضلون  تناول العجوة السيناوية بدلاً من البلح فى رمضان، حيث يخزن كل منزل صفيحة أو اثنتين من موسم تجارة العجوة لتناولها فى رمضان.
وأكد أن أهالى سيناء يعتزمون أداء شعائر رمضان كاملة، خاصة بالقرى والمناطق المتضررة من التكفيريين، حيث عادت  صلاة التراويح للمساجد بالميكرفون، ويتم تجميع الأهالى فى المساجد الكبيرة وتغلق المساجد الصغيرة، ويعتزم الأهالى الاعتكاف فى المساجد  بالعشر الأواخر من رمضان، وهو ما كان ممنوعا فى الأعوام السابقة،  حيث كانت الجماعات التكفيرية ترسل ورقا للمنازل لتمنعهم من الصلاة فى بعض المساجد لاعتقادهم أنها مساجد الكفار، ويمنعونهم من ممارسة الشعائر الصوفية.
وأضاف أنه خلال رمضان الحالى تتوافر كافة أنواع الخضروات التى يستهلكها أهالى بسيناء، حيث يزرع الأهالى كافة الخضروات ومنها الخيار والطماطم والباذنجان والفلفل والملوخية والكنتالوب، والفائض عن حاجة الأهالى يتم بيعه للمحافظات المجاورة.
أم حسن يوسف، من قرية الشهداء، بئر العبد تقول: «إن  الجيش يقدم لأهالى سيناء كراتين بشكل مستمر ويتم مضاعفتها خلال شهر رمضان، موضحة أن السيدات يحضرن أنفسهن لاستقبال شهر رمضان قبله بعدة أيام، حيث نقوم بتربية الطيور والأغنام فى المنازل لتوفير احتياجاتها من اللحوم، إضافة لكون  الجيش يوزع اللحوم مجانا للأهالى أسبوعيا، فى أيام السوق الخاصة بكل قرية.
 وعن طبيعة يوم المرأة السيناوية فى شهر رمضان، قالت: السيدات السيناويات يستيقظن مبكراً لإعادة ترتيب منازلهن ثم تنام فى وقت القيلولة، ويخبزن العيش عصراً، ويجهزن الإفطار، موضحة أن أكثر الوجبات انتشارا فى سيناء بشهر رمضان  فتة البامية، حيث يتم غلى البامية ويتم وضع العيش عليها، كما يحرص أهالى سيناء على تناول العجوة وزيت الزيتون عند الإفطار، وبعد الإفطار تجتمع النساء سوياً، ويتحدثن معاً حتى موعد النوم الذى لا يتعدى العاشرة مساءً، مؤكدة أن رمضان بسيناء يتميز بالهدوء والتعاون الجماعى بين الأهالي.
ويؤكد الدكتور محمد شتيوي، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة العريش، أن أهالى شمال سيناء يستقبلون رمضان هذا العام مثل باقى محافظات الجمهورية، فكل مستلزمات الشهر متوافرة، وعادات أهالى شمال سيناء برمضان  عزل الرجال عن النساء فى الإفطار طوال شهر،  وهناك شراب خاص بالأهالى فى رمضان وهو عصير العجوة، وهو ثابت على كل مائدات رمضان.
وأشار إلى قيام الجيش بتوزيع كراتين على الأهالى تتكون من السكر والشاى والمكرونة والأرز والسمنة، وفى رمضان تم إضافة مستلزمات الشهر ويتم توزيعها يوميا، فى القرى والمناطق الأكثر فقرا، فضلا عن إقامة شوادر إفطار رمضان مجانا فى عدد من المواقع فى مدينة العريش وبئر العبد، ويأتى ذلك بالتزامن مع نشاط ملحوظ لمتطوعين شباب وانطلاق حملات «إفطار صائم» بين الأهالى داخل مدينة العريش.
وأوضح أنه رغم حظر الجلسات العرفية من قبل الجماعات التكفيرية، وإرسال خطابات تهديد لكبار شيوخ القبائل، إلا أن هذه الجلسات عادت لممارسة مهامها فى حل كافة المشاكل بين القبائل، خاصة المشاكل الأسرية بين العائلات، حيث يذهب الأطراف المتنازعة للقاضى، وهو شيخ القبيلة ويفصل بينهم.