الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رزق الهبل على التليفزيون!!

رزق الهبل على التليفزيون!!
رزق الهبل على التليفزيون!!


كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم والله أكرم.. أعاده الله عليكم باليمن والبركات.. وبعد أيام قليلة تبدأ الطقوس الرمضانية المحببة.. وأستطيع القول بضمير مستريح إنك لا تلمح المظاهر الرمضانية سوى فى قاهرة المعز.. وعلى رأسها إعلانات التسول والتى هى المادة المفضلة على الشاشة الصغيرة.. وشعار قنوات التليفزيون خلال الشهر الفضيل هو «حسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة».. والله العظيم إننى أخشى أن يعتاد المشاهد إعلانات التسول التليفزيونى وأن يفتقد غيابها برحيل رمضان.. فيطالب بعودتها فى شوال وذو القعدة..!

إعلانات التسول التليفزيونى ليست ككل الإعلانات.. هى إعلانات براقة تدعوك للتبرع لليتيم والأرملة والمستشفى.. والغريب يا أخى أنها إعلانات من النوع الغالى.. والهدف هو اصطياد آخر جنيه فى جيب حضرتك.. والمعلن اللئيم يعرف أن الهبرة كبيرة.. والناس الطيبون على قفا من يشيل.. بدليل موائد الرحمن التى تتكلف ما يزيد على المليار جنيه سنويا يتكفل بها المواطن العادى.
فما المانع إذن ومن باب البيزنس من اقتحام الميدان واستدرار عطف سعادتك وسحب الفلوس من جيب حضرتك.. طبقا لنظرية خالتى الفيلسوفة: رزق الهبل على التليفزيون!!
والمسألة أسهل من شكة الدبوس.. وتستطيع سعادتك جمع مئات الملايين من الجنيهات بإعلان مدروس.. يذكرك بواجبك الدينى والإنسانى ولا تنس أن المصرى ومحسن بطبعه.. وعلى استعداد للمساهمة والتبرع.. خصوصا لو كانت الحملة من نوعية تلك الحملات الكاذبة تدق باب تليفزيونك ليل نهار.. بإلحاح ينافس إلحاح المتسولين على باب السيدة!
هو رهان رابح دائما.. والمصرى مؤمن بطبعه.. المصرى يدفع آخر مليم فى بيته من أجل إطعام فقير بالباب.. المصرى يشترى الجنة دائما وهو ما يراهن عليه أصحاب الحملات الذين ينفذون الخطط الجهنمية من أجل سلب آخر جنيه من جيب المواطن الكادح والغلبان!
الخيبة يا أخى أنك لا تعرف بالضبط أين تذهب فلوس التبرعات.. والتى هى ليست خاضعة للرقابة والحساب.. وعند الخواجات الفلوس المخصصة لأعمال الخير تخضع لجهات الرقابة.. وممنوع التلاعب بها.. ممنوع صرفها فى غير أعمال الخير المخصصة لها.
عندنا.. أنت لا تعرف من يقف وراء الإعلانات المنظمة والمخططة بعناية.. ومن المؤكد أن وراءها من يجنى الأرباح الفاحشة.. وأقطع ذراعى أن رواتب القائمين على حملات الإعلانات رواتب فلكية لا يحلم بها الجالسون على مقعد أمام التليفزيون.. والذين هم على استعداد للتبرع.. إبراء للذمة ولشراء قصر فى الجنة.. بجنيه واحد.. يا بلاش!!
أكبر دليل على أن البهوات يحصدون الذهب الخالص من حملات التبرع.. أن هناك رجال أعمال كبارا.. كانوا يعملون بالصناعة والتجارة.. لكنهم توقفوا تماما عن وجع القلب.. وتوجهوا إلى الحملات الإعلانية بغرض التبرع.. والمثير أنهم يكسبون أكثر.. ويقتنون الفيلات والقصور والبركة فى المحسنين!
حاجة غريبة يا أخى.. أن يتصدى قطاع مشبوه من رجال الأعمال لذلك النشاط الإعلانى.. هم لا يتورعون عن سحب آخر مليم فى جيب حضرتك بحجة صرفه فى أمور الخير.. يعنى بدلا من أن يدفع من جيبه زكاة عن أمواله الطائلة.. هو يمد يده فى جيبك تحت شعار المشاركة والمساندة.. ليضيف لثروته ملايين جديدة!
المشكلة أن الناس ترغب فى التبرع.. والمشكلة أنه لا توجد رقابة على نشاط شركات الإعلان للتأكد من جدية مضمون الإعلان.. وهناك النصابون وبتوع الثلاث ورقات يقفون لنا بالمرصاد.. فهل يكون الحل فى إنشاء جمعية أهلية رسمية تتولى العمل بدلا من شركات النصب العلنى.. وتقوم بتوجيه فلوس التبرعات للطريق السليم.. جمعية أهلية تضم الناس الحقيقيين وهدفها هو خدمة المجتمع بحق وحقيقى.. ويا ريت توجه فلوسها للمحتاجين والغلابة.. بشرط ألا تكرر خيبة جهاز معونة الشتاء.. الذى يحتاج لشاعر بربابة ليحكى عن فضائحه وعثراته طوال أكثر من خمسين عاما..!>
كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم.. والله أكرم