الأحد 25 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

عادل إمام.. كل 78 سنة وأنت طيب

عادل إمام.. كل 78 سنة وأنت طيب
عادل إمام.. كل 78 سنة وأنت طيب


أن تحتفل بعيد ميلاد الزعيم «عادل إمام» الثامن والسبعين وهو لا يزال فى قمة العطاء والمجد يعنى أنك تحتفل بفنان استثنائى، قد تجاوز حاجز الزمن، ليُعبر عن أجيال متعاقبة تربت على فنه الذى ملأ العالم أملاً وبهجة، تمامًا كما تجاوز حاجز المكان، ليتحول إلى أسطورة الكوميديا التى تربعت لأكثر من نصف قرن على عرش قلوب العرب، من المحيط إلى الخليج. وفى السطور التالية، نحيى احتفالاً من نوع خاص، يشاركنا فيه بعض من أبطال وبطلات مسلسل «عوالم خفية» العمل الفنى الأحدث للزعيم، والمنتظر عرضه فى رمضان المقبل، لنشاهده بعيونهم، وليقصوا لنا مواقف وأحداثًا عايشوها طوال أشهر مضت كانت البهجة حاضرة ومتجسدة أمام عيونهم فى شخصية زعيم الكوميديا وكبيرها «عادل إمام».

نجم النجوم
البداية مع الفنان «صلاح عبدالله» الذى يلعب دور «دراز» صديق الصحفى «هلال كامل» وهى الشخصية التى يلعبها الزعيم داخل المسلسل، ورفيق دربه منذ أيام الدراسة حتى ترأس تحرير جريدة معارضة تدعى «نبض الشعب»، ونتيجة تلك العلاقة القوية، ينجرف «دراز» فى مشاركة «هلال» المشاكل والعقبات التى يتعرض لها طوال المسلسل، لكن العلاقة بين الصديقين فى الحقيقة (عادل وصلاح) قد امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا، وتحديدًا منذ عام 1987، حيث عرض مسلسل «سنبل بعد المليون» الذى يُعد الظهور التليفزيونى الأول لـ«صلاح عبدالله»، وعن ذلك يقول: «فوجئت بعد عرض المسلسل ببعض الأصدقاء المشتركين بينى وبين عادل- الذى كان نجمًا وقتها، بينما كنت لا أزال أخطى أولى خطواتى- يخبروننى بأنه يريد أن يرانى، لأنه أعجب بأدائى فى المسلسل، فهو متابع جيد للأعمال الفنية، ودائمًا ما يدعم المواهب، ويحب أن تجمعه بهم علاقة إنسانية، وهو أمر مستمر معه حتى الآن مع الأجيال الجديدة، فهو لا يتوانى لحظة فى أن يقول لهم رأيه بصراحة فيما قدّموه من أعمال سابقة، ويشير على المتميز منها، وهو أمر لا يتكرر كثيرًا، فهناك نجوم يتابعون مجريات الساحة الفنية، لكنهم لا يقدمون أى دعم للمواهب الجديدة ولو بكلمة، وهذا هو أحد الأسباب التى تجعل منه نجم النجوم بحق، بخلاف كونه تربع على عرش النجومية فى السينما، والمسرح، والتليفزيون، حتى عندما غيرت السينما من جلدها، بظهور هنيدى ورفاقه، ظل عادل إمام فى موقعه متصدرًا، بالإضافة إلى موقفه العبقرى باستخدام فنه لمواجهة الإرهاب، فلا أنسى أنه ذهب بمسرحيته إلى أسيوط ليواجه الإرهاب الأسود الذى أطل علينا فى التسعينيات، بلا خوف أو مواربة، وعلى المستوى الشخصى لا أنسى له وقفته معى وقت مرضى فى عام 2010، الذى تطلب إجراء علاج طبيعى لفترة، حيث كان يأتى لزيارتى فى المستشفى يوميّا، ويصحبنى إلى حديقة المستشفى لنجلس سويّا، ونتحدث، حتى يحضر بقية الزملاء، فتتحول زيارة المريض إلى ندوة فنية إنسانية ممتعة، ورُغم أننا لم نلتق فنيّا سوى مرّة واحدة من قبل فى فيلم «المنسى» منذ ربع قرن، فإن لقاءاتنا على المستوى الشخصى دائمة، لدرجة أننا نقضى الصيف سويّا كل عام».
وعن كواليس «عوالم خفية» قال: «أقضى وقتى مع عادل فى (الهزار) والضحك، واستدعاء الذكريات الشخصية، والفنية، وهو طقس شبه دائم  أثناء تحضير المشاهد، فلا بُدّ من القليل من (الرغى) وبعدها نتحدث فى المشهد، والطريقة التى سنؤديه بها».
صاحب الذاكرة الحديدية
أمّا الفنانة «هبة مجدى» التى تجسد شخصية الصحفية «نهى»، مساعدة «هلال» وأقرب تلميذاته إليه، فهى بمثابة يده اليمنى، التى تساعده فيما يتعرض له من كوارث جراء كشفه لفساد مسئولين كبار فى الدولة، بينما يساعدها هو فى بعض الأزمات النفسية التى تتعرض لها، وعن علاقتها بـ«عادل إمام»، تقول: «هى المرّة الأولى التى أعمل معه فيها، لكننى لاحظت أنه شخص مختلف جدّا فى تعاملاته مع كل من حوله، فقد لاحظت أنه محتفظ بفريق العمل من ماكيير، وكوافير، ومساعدين، منذ سنوات بعيدة جدّا، لدرجة أنك تظن لوهلة أن البلاتوه (كله قرايب) نظرًا لحالة الألفة، والبهجة، فالضحك دائم بيننا، ومع ذلك الانضباط، والهدوء فى أثناء العمل شىء أساسى، فالأستاذ يفضل الهدوء، ويبدى ملاحظاته بلا عصبية، كما أنه يمتثل لتوجيهات المخرج كالمبتدئين، كما أنه يتمتع بذاكرة من حديد، حيث أعتقدت أنه لا يعرف مسرحية «ليلة من ألف ليلة» التى قمت ببطولتها بجوار الفنان يحيى الفخرانى، لكننى فوجئت به يمثل لى مشهدًا كاملًا، بأداء وانفعالات، وحوارات كل أبطال المشهد، وتعجبت من كونه يحفظ مشاهد المسرحية بكل هذا الإتقان، فقال لى إنه لعب بطولة تلك المسرحية عندما كان فى الصف الثالث الإعدادى، فهو لا ينسى أبدًا عملاً قام ببطولته يومًا ما».
فيلسوف فن البهجة
التقت «وفاء سالم» بالزعيم «عادل إمام» من قبل فى مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» الذى لعب بطولته منذ ثلاث سنوات، لكن لم يجمعهما سويّا أى مشهد، بعكس «عوالم خفية» حيث تظهر بشكل مختلف تمامًا على مستوى الشكل، والدور، كما أن غالبية مشاهدها فى هذا المسلسل أمام الزعيم، لكن خلاصة كل تلك اللقاءات من وجهة نظرها أن: «الزعيم يمتلك فلسفة خاصة به وحده، يعرف من خلالها الطريقة المثلى لإدخال البهجة إلى نفوس كل من حوله، دون أن يفقد تلقائيته، وبساطته، فهو يملك قلب طفل، وعقل عبقرى، فعندما مثلت أمامه المشهد الأول الذى جمعنا سويّا كنت أعتقد أننى سأشعر برهبة، لكنه لم يشعرنى سوى أنه دائم الطفولة، قادر على إزالة أى مشاعر سلبية، عن طريق إلقاء نكتة، أو حكى حكاية، تذيب أى خوف، وتخلق حالة من الألفة الجميلة، حتى ملاحظاته للممثل الذى أمامه لا يقولها بشكل مباشر، كما أن أى تعليق يقوله الممثل هو محل اعتبار ومناقشة، وأذكر أننى اقترحت عليه أن أقول جملة بطريقة معينة، ففكر قليلا، ثم قال (يا وفاء حلوة قوليها بس استأذنى رامى الأول) فهو يعطى كل إنسان قدره، ولو قرر المخرج (ابنه رامى إمام) إعادة «البروفة» عشر مرات لا يقول سوى «حاضر» ،أمّا فى المشاهد القريبة (close) التى تظهرنى وحدى فى الكادر، فقد كان يقف أمامى حتى يعطينى من إحساسه، ومن نظرة عينيه، فأجيد أداء دورى، وبخلاف ذلك فهو إنسان مثقف جدّا، ووطنى حتى النخاع، كما أنه يحفظ كمّا من الأشعار الوطنية، لحافظ إبراهيم، وأحمد رامى، وغيرهما، ويرددها من حين لآخر».
الأب المعلم
«خالد أنور»، شاب فى بداية حياته الفنية، حيث ظهر فى رمضان الماضى بدور «تريكة» فى مسلسل «هذا المساء» وحقق نجاحًا باهرًا، واختاره هذا العام المخرج «رامى إمام»، لأداء دور «زيزو» حفيد الزعيم، الذى تربطه علاقة قوية جدّا بجَدّه، لكن تلك العلاقة لم تكن موجودة فى الواقع، حيث لم يكن «خالد» قد قابله من قبل، وكان يوم لقائهما الأول مرعبًا بالنسبة له، خصوصًا أن المشهد الأول الذى تم تصويره فى المسلسل كان مشهدًا يجمع الحفيد بالجَدّ، وهنا كانت الصعوبة، وعن ذلك يقول «خالد»: «كان الأمر مرعبًا، ولكن الزعيم كان على قدر عالٍ من الذكاء ليعلم أننى متوتر، فبدأ يتقرب منّى، ويحاول أن يجعلنا صديقين، عن طريق حكاياته، وحديثه معى، حتى تحول يومًا بعد يوم إلى صديق عزيز، وأصبح فى مَعزّة والدى». وعن الأحاديث الجانبية التى تجمعهما سويّا يقول: «يتحدث عادل إمام معى فى كل شىء، لكن أكثر ما يتحدث عنه هو أيام المسرح الخاص بكلية الزراعة، لدرجة أنه يحفظ أسماء المسرحيات التى قام ببطولتها فى تلك الفترة، وعندما أشكو له من بعض الظروف الخاصة بعلاقتى بوالدى يتذكر هو أيضًا ردود أفعال والده عندما كان يتأخر فى المسرح، حيث كان يغضب منه جدّا، ثم يبدأ فى إسداء النصح لى».
الحنون
تلعب الفنانة «سلوى عثمان» دور زوجة أحد الضحايا «أحمد صيام»، الذى قرر الصحفى «هلال كامل» مساعدته فى محنته، التى سُجن بسببها ظلمًا، فيذهب إلى زوجته فى المنزل، ليحصل منها على طرف خيط، ليصل من خلاله إلى الحقيقة، ويتركز دورها فى ثلاث  حلقات فقط، لكنها وصفت التعامل مع الزعيم بأنه شىء فوق العادة، حيث تقول: «عملت معه قبل ذلك فى عملين، وهما «رسالة إلى الوالى» و«بخيت وعديلة الجردل والكنكة» ويعتبر مسلسل «عوالم خفية» هو العمل الثالث، الذى يتمتع بقدر كبير من الأجواء المرحة التى لا يوجد بها أى شد للأعصاب، ويعتبر وجود عادل إمام هو أهم سبب لتلك الحالة، حيث يترك التوجيه لابنه رامى، ولا يتدخل فى أى من تفاصيل العمل، ويبدى ملاحظاته للزملاء ولا سيما المبتدئين بكل لطف وحب، كما أنه يمتلك قدرًا من الحنية، ظهرت فى تعامله مع الطفل الصغير الذى يلعب دور حفيدى فى المسلسل، فيلاعبه، ويدغدغه، ويستمتع بالضحك معه، حيث إنه يقول دائمًا إنه يحب الأطفال جدّا، ويهوى اللعب مع أحفاده الصغار، لكن الجميل، أن تلك الحالة الجميلة التى خلقها مع الصغير يستثمرها جيدًا وقت التصوير، حيث ينصت الطفل إلى توجيهاته، ويتوقف عن اللعب لأن صديقه عادل إمام طلب منه ذلك». 