الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الأمومة «المجهضة»!


يبدو أنّ أحلام الفتيات قد تغيرت فى السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت الفتاة تحلم منذ طفولتها باللحظة التى تتحول فيها إلى أم، أصبحت الآن تتمنى ألا تكون كذلك، إذ ظهرت مؤخرًا أفكار تدعو لعدم الإنجاب!
تحدثنا مع بعض الفتيات اللواتى يرفضن الإنجاب لنفهم أسباب الظاهرة.. تقول إحدى الفتيات وتدعى «سارة» إن الأسباب مختلفة، لكن أبرزها عدم القدرة على الإنجاب فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد بدءًا من الانحدار الأخلاقى وحتى الوضع الاقتصادى، فقد قررت أن أتزوج وأعيش مع زوجى دون إنجاب.
وأضافت: «فكرنا ماذا لو كنّا مسئولين عن طفل، نتحمّل كل احتياجاته، فاكتشفنا أنه لا بُدّ أن نشعر براحة مادية كبيرة أولًا لنضمن للطفل حياة كريمة، وبالطبع هذا شِبه مستحيل بالنسبة للشباب فى البداية، بالإضافة إلى أننا لانزال نشعر أننا لسنا قادرين على التحول إلى أم أو أب، لذلك عرضت على شريكى رغبتى فى عدم الإنجاب نهائيًّا، وكان مفاجئًا بالنسبة لى موافقته، فاعترفت له بأننى لا أشعر بغريزة الأمومة، وإذا كانت تلك أنانية فنعم هى كذلك وأشعر أننى ولدت دون هذه الغريزة».
تحدثت «سارة» عن رد فعل العائلة على هذا القرار، وأوضحت أنّ أسرتها عبّرت عن رفضها لهذا القرار، وأنه دائمًا توجد محاولات منهم لإجبارها على الإنجاب طوال 3 سنوات هى عمر زواجها إلى الآن.
تقول «ولاء خطاب»، وهى إحدى الفتيات اللائى امتنعن عن الإنجاب: «كنت من الراغبات بإجراء عملية تجميد البويضات، لأننى لا أفضل وجود أطفال فى حياتى لانعدام غريزة الأمومة بداخلى على الإطلاق، كما أننى لستُ مضطرة لتحمل آلام الحمل والولادة على الإطلاق، ولا أثق فى وجود شريك يتحمل معى مسئولية تربية وتنشئة طفل.. وقد أبلغت خطيبى بهذا الشرط، ووافق على فكرة عدم الإنجاب، لكنه رفض إجراء عملية تجميد بويضات».
وأضافت ولاء إنها تشعر بمشاعر سلبية تجاه الحياة، وأنّ العالم بالنسبة لها أصبح مكانًا مؤذيًا وغير آمن، وهذا ما يجعلها تشعر برفض الإنجاب، حتى لا تنجب طفلًا فى مكان يمكن أن يعرضه للأذى والمعاناة، مؤكدة أنها عدلت عن قرار العملية بعدما علمت آثارها النفسية والصحية الخطيرة».
وأوضحت ولاء أن البعض يتهمها بالأنانية لرفضها الإنجاب، لكنها تعتبر أنّ الأنانية هى أن تُنجب طفلًا لمجرد الإنجاب ولمجرد أن يكون سندًا لها عندما تصل للشيخوخة، مؤكدة أن موقف أسرتها فى هذا الأمر لا يهمها.. وتضيف: «أومن بفلسفة اللا إنجابية لأن العالم مكان وحشى ملىء بالفظائع والآلام، حروب، مجاعات، فقر، كوارث، أمراض.. بالإضافة للمشكلات الاجتماعية والأسرية، فأنا أكره فكرة الإنجاب، خصوصًا بسبب مشكلات الانفصال بين الأب والأم ومعاناة أطفالهما بعد ذلك».
فيما تقول «غادة»، التى تعمل صحفية، إنها ترفض الإنجاب لأسباب مختلفة، أبرزها أن حياتها ستزداد صعوبة بعد الإنجاب، كسيدة وأم عاملة لديها الكثير من الأعباء والالتزامات، كما أنها لن تستطيع توفير تعليم جيد لقلة الإمكانيات المادية، مؤكدة أنها بالتالى لن تكون قادرة على منحه الاهتمام الكافى، خصوصًا أن معظم النساء هن من يتحملن عبء ومسئولية التربية وحدهن فى مصر.
مفتى الجمهورية السابق الدكتور على جمعة، أكد أن رفض المرأة الإنجاب خوفًا على أن يؤثر ذلك على جمالها جائز، وفقًا للإمام الغزالى رُغم أنها ستندم فى المستقبل بعد حرمانها من نعمة الأمومة.