الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هيومان رايتس Gays!

هيومان رايتس Gays!
هيومان رايتس Gays!


«رجال الدين والحكومة والأهل.. جميعهم يتدخلون فى حياتك الجنسية. أقول لك إن هذا لا يعنيهم، وإن جسدك ورغباتك وأفكارك هى ملكك وحدك. إن لم يعجبهم ما تكونين، فإنهم على خطأ».. كانت تلك هى الرسالة المباشرة من «ريما»، امرأة ثنائية التوجه الجنسى من لبنان، إلى المثليات ومزدوجات التوجه الجنسى فى العالم العربى، والتى سجلتها ضمن مقابلات مع 34 ناشطًا وناشطة يعملون على حقوق مجتمع الميم «المثليون جنسيًا» فى 19 دولة عربية هى: الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وسوريا والعراق وعمان وفلسطين وقطر والكويت ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن.

تمت المقابلات ما بين يوليو 2017 ومارس 2018 ضمن حملة «لست وحدك» التى أطلقتها منظمة «هيومان رايتس ووتش» بالتعاون مع «المؤسسة العربية للحريات والمساواة» – مؤسسة غير حكومية مقرها بيروت وجهودها حصرا على الدول العربية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا- لتؤكد أن المثليين جنسيًا فى البلدان الناطقة بالعربية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يناضلون ضد القمع الذى ترعاه الدول، والوصمة الاجتماعية! حيث يروى النشطاء قصصهم ويصفون كيف يبنون تحركاتهم فى تقرير من 63 صفحة، بعنوان «الجرأة فى وجه المخاطر: نضال مجتمع الميم فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، وفى سلسلة فيديوهات بعنوان «لست وحدك». تعاونت هيومان رايتس ووتش مع المؤسسة العربية للحريات والمساواة لتظهر ناشطى مجتمع الميم وهم يصفون رحلتهم بقبولهم لذاتهم، وتشجعهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ومواجهة الأساطير والتصدى لعزل عديد من الأشخاص منهم. ويقدم النشطاء رسائل دعم وتشجيع لأفراد مجتمع الميم فى جميع أنحاء العالم العربى.
لا شك أن الأصوات التى خرجت فى تقرير مصحوب بسلسلة فيديوهات من إنتاج «هيومان رايتس ووتش» و«المؤسسة العربيّة للحريات والمساواة» تعكس جانبًا من واقع يتمادى ويزداد على الأرض وتتغافله المجتمعات سواء جهلًا بوجوده أو تجاهلًا له.. حقيقة تقول أن «الشواذ تتنامى أعدادهم»! فضلًا عن أن الحركة التى بدأت بالتكون منذ فترة لمحاولة إظهارهم بل وتقنين «أوضاعهم» تعود بقوة من جديد، فى محاولة لفتح الأبواب أمام ما يصفوه بـ«مجتمع الميم» أو المثليين، وهى الأسماء «الدلع» لكلمة شواذ وربما لجأوا لها للتخفيف من وطأة الأمر وإضفاء قدر من «الطبيعية» عليه.. أى أنه أمر عادى وطبيعى وليس شاذًا! 
ولا شك أيضًا أن منظمة «هيومان رايتس ووتش» التى فشلت فى مهمتها الأولى وهى ضرب الأنظمة بالشعوب، وتشويه الحكومات فى العالم العربى بشكل عام وفى مصر بشكل خاص، بادعائاتها المختلفة حول تراجع الحريات وحقوق الإنسان والاختفاء القسرى والتعذيب فى السجون وغيره من الأكاذيب التى دأبت على ترويجها.. تعود من جديد لتحقيق نفس الهدف ولكن من باب آخر وهو ضرب القيم وتذويب الهوية والترويج لـ «الشذوذ»!
>صمود مجتمع الميم!
كما الثعبان الذى لا يجب أبدًا أن تغتر بنعومة ملمسه تسلط هيومان رايتس ووتش الضوء فى مقاطع الفيديو، على صمود حركات مجتمع الميم فى جميع أنحاء المنطقة وكيف يصنعون التغيير. تصف هيومان رايتس ووتش العقبات الكبيرة التى يواجهها النشطاء فى المنطقة، منها تجريم السلوك مثلى الجنس والهويات الجندرية غير النمطية، الاعتقال التعسفى وسوء المعاملة، عدم الاعتراف بالمتحولين، العنف، القيود المفروضة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات، رفض الأسرة، والوصمة الاجتماعية.
وتنقل على لسان أحد الشواذ شهادته قائلًا «كانوا يسخرون منى ويضربوننى كأننى مسخ ففكرت بالانتحار.. لم أكن أدرك أن الشذوذ ليس خطئى وأن المثلية ليست خطئى»، لتأتى الرسالة واضحة إلى كل من يشبهه من «هيومان رايتس ووتش» وهى «لست وحدك»!
وعلى الرغم من علم هيومان رايتس ووتش، أن تلك الأمور يرفضها الدين والمجتمع والقانون وتتنافى مع الأخلاق العامة بالمنطقة العربية إلا أنها فى تحدٍّ سافر ورغبة قوية لضرب المجتمعات العربية فى عمقها تنقل بعض آليات العمل للشواذ داخل البلدان العربية، ففى عُمان، وصف أحد النشطاء كيف بدأ وأصدقاؤه بشكل بسيط: «تنظيم حفلات للشبان المثليين من أجل اللقاء وإقامة الشبكات فى فضاء آمن كى يتمكنوا من مساعدة بعضهم فى المستقبل». وفى الكويت، درّب ناشط متحول أفراد مجتمع الميم على الأمن الرقمى، وقام بذلك فى منازلهم. وفى الأردن، يستخدم عدد من النشطاء المسرح والفنون الأخرى لرفع الوعى حول التوجه الجنسى للشواذ. ويُظهر التقرير انتهاكات حقوق الإنسان الشديدة والمستمرة، التى تؤثر على أفراد مجتمع الميم فى معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتراوح هذه الانتهاكات بين القتل خارج نطاق القضاء، والاعتقالات الجماعية، والرقابة على حديث المناصرين لمجتمع الميم. وتقول هيومان رايتس ووتش: أنه فى سبتمبر 2017، قمعت قوات الأمن المصرية أفراد ونشطاء مجتمع الميم. ألقت قوات الأمن القبض على عشرات الأشخاص بتهمة «الفسق» و«التحريض على الفجور» و«الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون»، بعد رفع علم قوس قزح «إشارة التضامن مع مجتمع الميم» فى حفل موسيقى. لكن النشطاء أظهروا الإبداع والديناميكية حتى فى مثل هذا الوضع الصعب، وشكلوا تحالفات جديدة للرد على حملة القمع، وتوفير مأوى طارئ لأفراد مجتمع الميم الذين تطاردهم الشرطة، وتحفيز الضغط الدولى على الحكومة المصرية.
> تغير نوعى
إحدى شهادات الشواذ التى جاءت بالفيديوهات عبرت بدون أى مبالغة عن نقلة نوعية فى التعامل مع قضية الشواذ فى الفترات القادمة وهى شهادة زهير الجزائرى من الجزائر فى حديثه لـ«هيومن رايتس ووتش»، حيث قال «لا نريد أن نبقى أسيرى صورة الضحية بعد الآن. نريد أن ننقل الحقيقة، أن نتكلم عن العنف ولكن، أيضًا، أن نظهر ما هو إيجابى» ويعلق تقرير المنظمة على تلك الشهادة، بأنها تعبّر عن العديد من ناشطى مجتمع الميم فى معرض الحديث عن إحباطهم من التغطية الإعلامية الدولية أحادية التصوّر، من هنا سعت الحملة، وتضامنًا مع ناشطى مجتمع الميم فى المنطقة، إلى النظر فى كل ما هو ممكن خارج صورة الضحيّة». حيث ارتبط دور المنظمة بشكل أساسى فى وقت سابق بتوثيق الانتهاكات بحقهم بينما كانت جهود التوثيق موجهة بشكل أساسى إلى السلطات الرسمية، لكن هذه هى المرة الأولى الذى يكون فيه لهؤلاء رسالة قوية يتوجهون فيها إلى من يشبههم عبر المنظمة ليقولوا له «لست وحدك».
الخطورة هنا تكمن فى تصوير الأمر كما لو كان ظاهرة، وحتى لو كان ظاهرة بالفعل فإنه يتم ترسيخها والتعامل معها على أنها أمر واقع لا يجب مواجهته لأنه يهدد قيم وأفكار المجتمع كما أن المنظمة تخالف ميثاق الأمم المتحدة الذى يحظر المساس بالثقافات والديانات المختلفة للدول الأعضاء فيها. وروجت الصفحة الرسمية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» على تويتر، للمثلية الجنسية فى الوطن العربى بنشر بعض هذه الشهادات للشواذ.
كما أن منظمة هيومان رايتس ووتش، والقائمين عليها، تثبت دومًا انحطاط أهدافها فتارة تدعى التعذيب، والتلفيق، وانتهاك حقوق الإنسان وتارة تتهم حكومات الدول بما لا يمت للحقائق بصلة، وتارة أخرى ترتدى ثوب الدفاع عن الحريات والمظاليم. وأخيرًا إظهار مجموعة من الشباب والفتيات من بلدان عربية مختلفة، وهم يتحدثون عن حاجتهم لإعلان رغباتهم المكبوتة دون مضايقات المجتمع. وهنا لا يمكن التعامل مع القضية الأخيرة دون استدعاء التاريخ الأسود والمشبوه للمنظمة التى سبق ودعمت الإرهاب وعادت الدولة المصرية عن طريق نشر تقارير سياسية كاذبة فى قالب حقوقى خالٍ من الحيدة والمهنية.. لا يمكن الاكتفاء بالقول بأن هيومان رايتس ووتش تهدف إلى نشر الفساد والرذيلة والفجور بشكل ممنهج بين أبناء الوطن العربى.. دون توضيح أنها منظمة استخباراتية فى الأساس مقرها مدينة نيويورك. وتأسست فى سنة 1978 للتحقق من أن الاتحاد السوفيتى يحترم اتفاقات هلسنكى، كما أنه لا يمكن الاستهانة بفكرة الثقافات الخاصة للشعوب وإلا فلماذا لم تتحرك «رايتس ووتش» عندما منعت الشرطة الفرنسية «البوركينى» على الشواطئ، وقالت إنه لا يتفق مع ثقافة الشعب الفرنسى، بل وتتجه بعض الدول الأوروبية بالفعل لمنع ارتداء الحجاب، فلا يمكن السماح بحرية الدعارة فى بلادنا تحت مسمى حقوق الانسان خاصة وأن حرب الهوية التى نتعرض لها تأتى من منظمات مسيسة وممولة من أجهزة مخابرات عالمية.>