السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

زوجته: «سامبو» رفض قتل الثوار.. فحبسوه

زوجته: «سامبو» رفض قتل الثوار.. فحبسوه
زوجته: «سامبو» رفض قتل الثوار.. فحبسوه


على فراش من ترقب وقلق ينتظر المعتقلون وذووهم فى أحداث ثورة 25 يناير، أن يتنفسوا فى تلك الأيام المباركة نسيم الحرية التى وعدهم بها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، كثيرون زج بهم إلى السجون والمعتقلات فى قضايا عسكرية بسبب المشاركة فى موجات الثورة المتتابعة منذ اليوم الأول وحتى اليوم مرورا بماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية، ومع كل طلعة ثورية يقاد الثوار إلى السجون عبر محاكم عسكرية، فهل يفى مرسى بتعهده ويطلق سراح زملائه فى المعتقل.
 

 
«روزاليوسف» تفتح ملف المعتقلين وتنشر قصصهم وحياة ذويهم فى غيابهم ترصد دموع الأمهات والزوجات والأسئلة الحائرة على ألسنة الأطفال: لماذا يسجن أبى بسبب مشاركته فى الثورة مع أن الرئيس جاء بالثورة، من تلك القصص حكاية محمد جاد الشهير بسامبو ابن منطقة الشرابية، ذهبنا إلى منزله فى حارة الجامع حكر السكاكين.. عندما دخلنا الشارع وجدنا جميع سكانه يعرفون جيدا من هو سامبو لمواقفه فى الدفاع عن الحق وفى أحد جوانب الشارع الضيق الذى يعيش فيه المعتقل سامبو البالغ من العمر 26 سنة. الذى لقب من وجهة نظر القانون بالبلطجى، وجدنا أسرته تنتظر من يطمئنها عن ابنها الذى تم إلقاء القبض عليه بين أهل منطقته.
 
لأنه فى يوم 28 يونية علم سامبو أن الأمن المركزى يهاجم الثوار وأهالى الشهداء فى التحرير، فجاء مع أصدقائه للدفاع عنهم، وساعد فى منع البلطجية والأمن المركزى من سحلهم.
 
فكان بحق بطل موقعة 28 يونية والتى كان خلالها نظراِ لبنيته القوية يأخذ السلاح من الجنود ليسلمه فى عمر مكرم.. ولذا تم القبض على سامبو وهو معتقل الآن.
 
هذه هى القصة الشهيرة عنه لكن الحقيقة بالتفاصيل ما سوف ترويه أسرته بحى الشرابية.
 
فى البداية أسرعت الأم لاستقبالنا لتروى بدموع الاشتياق عن ابنها الذى يعول أسرته وجمعت أسرتها البسيطة المكونة من ابنين وبنت واحدة وزوجة المعتقل وطفله الرضيع مهند وعمره شهور فقط فتقول أم محمد جاد.
 

 
بدأت قصة ابنى منذ اندلاع الثورة بمواقفه فى مساندة الثوار لإعلاء صوت الحق فى الميدان والدفاع عنهم ضد بطش رجال الشرطة ورجال الأمن المركزى فقد شارك فى عدد من المواقف الإنسانية بالميدان كمواطن مصرى ولم يقم بأى إساءة للبلد، وعندما كان هو وأصدقاؤه بالميدان فوجئ بضرب على الثوار فأخذ البندقية التى كانت فى يد الشرطى لعدم إطلاق النار على الثوار دفاعا عنهم وقام على الفور بتسليمها فى عمر مكرم ولم يحتفظ بها لنفسه، لكن هناك من التقط لابنى صورة فى تلك الوقعة التى جعلت من ابنى فى نظر القانون مجرما يحمل السلاح فى وجه الشرطة لكن الحقيقة أنه كان يدافع عن الثوار بإبعاد السلاح عنهم وهذا مايشهد به أصدقاؤه ومن كان بميدان التحرير.
 
 هذا فى الوقت الذى أتى إليه العديد من العروض من رجال الشرطة لمشاركته معهم مقابل مبلغ مالى لمقاومة الثوار بميدان التحرير لأنه معروف بقوته البدنية، لكنه رفض عرضهم بشدة وقال: أنا مواطن مصرى لن أخون بلدى وكانت مشاركته هى الدفاع فقط عن الحق.
 
ووصفت الزوجة «سيدة» ليلة القبض على زوجها بأنها كانت فى منتصف الليل حيث إنه كان خارجا من منزله ليحضر العشاء ولم يكن بمنزلهم هذا الوقت إلا خمسة جنيهات فقط عكس ما قيل أنه أخذ من الشرطة 20 ألف جنيه ليقوم بأعمال تخريببة وقتل الثوار.
 
فزوجى نجار مسلح بسيط الحال وتم إلقاء القبض عليه بواسطة ثلاث سيارات كبيرة من سيارات الجيش وقالوا لي: أن زوجك أخذه الجيش، كنت فى ذلك الوقت حامل منذ شهر فقط وليس لى عائل سوى زوجى ولا أعرف إلى أين ذهب وفى نفس اليوم انتشرت الصورة التى تم التقاطها له بالسلاح فى جميع شاشات التليفزيون معبرين فى إعلان الخبر أنه تم إلقاء القبض على بلطجى قام بسرقة سلاح الشرطة والتعدى عليهم.
 
كانت صدمة كبيرة، حاولت أن أبحث عن طريقة لأعرف أين يوجد زوجى وما هى الإجراءات لإخراجه ووجدت نفسى أنا ووالدته وإخوته فى المحكمة العسكرية نروى قصتنا ليساعدنا أحد وبالفعل قام اللواء نبيل بالدور السادس بمساعدتنا لعمل نقض وتوكيل محام من المحكمة للدفاع عن زوجى لأننا قلنا لهم أننا لانمتلك المال لتكليف محام فمن أين نأتى بالمال ونحن نعيش فى أشد الظروف المادية وليس لنا دخل بعد زوجى وأقسم بالله أن طفلى الصغير يحتاج إلى الدواء ولا أستطيع إحضاره لأننا ليس لدينا ما ننفق منه وبيتنا صغير جدا.
 
 تم الحكم على زوجى بـ 5 سنين ظلم وتلفيق لأنهم قاموا بإحضار صحيفة جنائية مزورة تؤكد أنه بلطجى.
 
وهذا لأن زوجى كان يذهب إلى قسم الشرطة فى خناقات للدفاع عن الحق لكنه ليس بلطجياً، ونحن نتمنى ونطلب من رئيس الجمهورية إخراج زوجى العائل للأسرة، وهو يطلب منى دائما أن أتماسك، فقد قمت بزيارته فى سجن وادى النطرون أكثر من 15 مرة أنا ووالدته وإخوته وتعرضنا خلالها للعديد من الإهانات وربنا يعلم من فين بتكون فلوس الزيارة لشدة الضيقة المادية التى نمر بها.
 
 وعن أنواع التعذيب التى تعرض لها سامبو داخل المعتقل أكدت والدته أن سامبو يروى لها أنه يتعرض لتأديب قد يكون بشكل متقارب عبارة عن عزله فى حبس انفرادى ليس عليه أى ملابس سوى (الشورت) ويقومون بإجلاسه على زلط ساخن وغرفة مظلمة بها حشرات مثل الصراصير والفئران.
 
وتكون وجبة الطعام الخاصة به عبارة عن لقمة عيش ناشف وقطعة جبنة صغيرة وزجاجة ماء بالإضافة لوضعهم فى غرف بها ماء دون ملابس ومن أشد الإهانات التى أراها بعينى لابنى هو زجه أثناء جلوسه معنا وعند خروجه إلينا كما يقومون بإجباره قبل الخروج لنا على عمل بعض القفزات على الركب.
 
كما أكد عمرو أحد أشقاء سامبو أن الأسرة تعيش فى جحيم وأخى مفرحش بزواجه ولا بابنه المولود منذ شهور ولكن أملنا كبير فى أن يكون فيه عفو فى بداية الشهر المفترج فأنا أعمل سواق نقل ثقيل ودائما أسافر وكان أخى المسئول عن الأسرة فى غيابى.
 
الأسرة ختمت حديثها بأن الرئيس محمد مرسى سوف يشعر بعنائها لأنه جرب الاعتقال وسوف يرحم المعتقلين ومنهم ابنها وخاصة أنها تذكره بوعوده بأنه أكد حل مشكلة المعتقلين ولهذا هى قامت بانتخابه.
 
 
 
سامبو : الذل يقتلنا
 
أرسل سامبو رسالة للرئيس الدكتور محمد مرسى يصف فيها حياته داخل سجن وادى النطرون قائلا: زنزانتنا بها أكثر من ثلاثين مسجونا فى مساحة ثلاثة أمتار فقط لا غير ووسط تلك المساحة وهذا العدد من المساجين يقومون بإعداد الطعام وكل شىء فى تلك المساحة الضيقة بالإضافة إلى الحر الشديد، كما يوجد فى تلك المساحة حمام ومن يمرض منا يكون علاجه نوعية دواء واحد لعلاج كل الأمراض وهو عبارة عن حبوب تتميز باللون الأصفر والأبيض وهو ليس معروفاً باسم ونحن سبع عنابر.
 
فنحن نشعر بأننا نموت موتاً بطيئاً من شدة الذل.. ونحن مظلومون بتنفيذ الأحكام العسكرية.
 
فأوجه رسالتى بشكل خاص للدكتور مرسى، أنت تشعر بحالنا فكنت فى نفس حالنا فى يوم من الأيام فى نفس السجن وادى النطرون فأناديك أن تفى بوعدك كما قلت فى ميدان التحرير الأحكام العسكرية فى رقبتى.
 
فجميع من تم الحكم عليهم عسكريا مازالوا فى السجون يعانون من الظلم فكل ما أطلبه أن أخرج لطفلى الرضيع عشان أربيه وأنادى حقوق الإنسان بالنظر لنا.