الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

تحت المراقبة!

تحت المراقبة!
تحت المراقبة!


عندما تقرأ ملصقًا على باب زجاجى: «المكان مراقب بالكاميرات»، أو لافتة في الطرق السريعة: «الطريق مراقب بالرادار»، فاحذر لأنك تحت المراقبة.
والإنسان عادة يكره المراقبة لأنها تصيبه بالقلق، ومع ذلك تقوم المؤسسات كالبنوك وأصحاب المحال التجارية بمراقبة الزائرين، فالكاميرا صارت تضبط المخالفين وتحسم أى خلاف مع العملاء والزبائن.
والكاميرات أيضًا تراقب الشوارع لتساعد فى تنظيم حركة المرور وحفظ الأمن، ومع الزمن ستصبح المدينة تراقبك لتعيش أمام الكاميرا لا خلفها، مثل الفيلم التسجيلى الصامت «رجل مع كاميرا» سنة 1929، للمخرج الروسى دزيكا فرتوف، وتصويره لإحساس الإنسان بتلصص الكاميرا على حياته.
فى الأيام الأولى ينتبه الإنسان، ويتصرف بحذر، وبمرور الوقت يتعود على الحياة تحت المراقبة.
وفكرة المراقبة بالكاميرا كشفتها رواية «1984» لجورج أورويل، والتى صدرت سنة 1948، وتحكى عن معرفة بطل الرواية بأن الكاميرات تراقبه بالصوت والصورة وتنقل ذلك لشرطة الفكر، وللتخلص من المراقبة كان يعطى ظهره للكاميرا، ولإحساسه بأن ظهره مخترق فقد استسلم للمراقبة، ومع الوقت تعايش معها.
والمراقبة يقوم بها رقيب وهو من يلاحظ الأمر أو يحرسه، والرقيب اسم من الأسماء الحسنى: (..وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) الأحزاب 52، فالله له الكمال المطلق فى إحاطته بخَلقه.
والله هو الرقيب الذى يعلم، يسمعك إن تكلمت، ويراك إن تحرَّكتَ، ويعلم إن نويت، ولذلك قال النبى عليه الصلاة والسلام عن الإحسان مع الله: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك».
والإنسان ينضبط تلقائيّا إذا شَعر أنه مراقب، فمثلاً لو علمت أن هاتفك مراقب ستدقق فى كلامك، ولو علمت أن شخصًا يراقبك ستكون حذرًا فى  أفعالك وأقوالك، ولذلك عندما تؤمن بأن الله تعالى رقيب فعليك أن تقوم بمراقبة نفسك، فالمراقبة تجعلك أكثر انضباطًا وأكثر حرصًا على الاستقامة. 