الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

خدعوك فقالوا : ملابس الأمراء «استـعمال مرة واحدة»

خدعوك فقالوا : ملابس الأمراء «استـعمال مرة واحدة»
خدعوك فقالوا : ملابس الأمراء «استـعمال مرة واحدة»


لم تترك الأزمة الاقتصادية أحدًا فى العالم إلا وطرقت بابه، حتى أجبرت الجميع على ثقافات مفقودة وغائبة مثل التوفير وإعادة التدوير.. ولم يتوقف الأمر عند محدودى الدخل أو حتى الأغنياء بل وصل إلى الملوك والأمراء فى مختلف دول العالم، فلجأت العائلات المالكة فى عدد من الدول إلى أخذ احتياطاتها من خلال تخفيض نفقاتها الشخصية وخاصة المتعلقة بالأزياء والرفاهيات، وهو ما ظهر خلال الإطلالات الرسمية لمعظم الأميرات والملوك حيث تعمدوا الظهور بنفس الملابس عدة مرات وفى كثير من المناسبات المهمة.

العائلة المالكة فى السويد من أكثر العائلات الملكية التى تقوم بإعادة تدوير للملابس سواء عن طريق التوارث عبر الأجيال أو الاستعارة من بعضهم البعض أو عن طريق تغيير شكل الملابس وإعادة حياكتها من جديد،وبدا ذلك واضحا حين قامت الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد بارتداء فستان زفاف والدتها الملكة سيلفيا بعد أن قامت بتغيير شكل الأكمام وإضافة بعض التعديلات عليه إلى جانب ارتدائها نفس التاج والطرحة التى كانت ترتديها والدتها والتى تزوجت فى نفس اليوم ونفس المكان قبل 34 عامًا وفى أحدث ظهور رسمى لها ظهرت بفستان رائع باللونين الأحمر والكحلى خلال زيارتها الجامعة الأمريكية بالعاصمة اليابانية طوكيو وهى نفس إطلالة والدتها الملكة سيلفيا فى زيارتها لليابان عام 1977 حسب ما جاء فى صحيفة Hello البريطانية،كما ظهرت أيضا بفستان كحلى اللون أثناء فترة حملها كانت قد ارتدته من قبل أختها الأميرة مادلين.
بالإضافة إلى ظهور الأميرة صوفيا فى حفل دبلوماسى بنفس المعطف الأحمر لأخت زوجها الأميرة فيكتوريا وفى إحدى الصور الأخرى ارتدت الأميرة صوفيا جاكت فرو بتصميم مودرن بنى اللون لأخت زوجها الأميرة فيكتوريا كما أطلت الأميرة مادلين بفستان والدتها الملكة سيلفيا والذى سبق أن ارتدته فى عدة مناسبات وآخرها حفل نوبل عام 2001.
ولم تقتصر إعادة تدوير الملابس على الأميرات والأمراء فقط بل والأطفال أيضا حيث ارتدت الطفلة الأميرة إيستيل ابنة ولية عهد السويد فى عيد ميلادها الأول  فستان والدتها الأميرة فيكتوريا وفى بعض الصور الأخرى كانت ترتدى  فستان خالتها الأميرة مادلين وظهرت الطفلة الأميرة ليونور ترتدى فستان بنت خالتها الأميرة إيستيل وأيضا الطفل الأمير ألكسندر دائم الظهور بملابس والده الأمير كارل فيليب.
فبحسب الإحصائيات الصادرة عن وكالة البيئة الأوروبية «EEA» تعتبر الدول الأوروبية والإسكندنافية فى ترتيب الدول العشر الأولى فى إعادة التدوير،النمسا بنسبة  %63 و ألمانيا %62 وبلجيكا %58 هولندا وسويسرا %51 والولايات المتحدة والسويد %49 ولوكسمبورج %46 والنرويج %42, وأخيرا الدنمارك %40 وتعتبر السويد من الدول التى نجحت فى وضع استراتيجية قومية للتعامل مع المخلفات حيث تمكنت من إعادة استخدام نصف هذه المخلفات فى توفير الطاقة ونصفها الآخر فى تصنيع بضائع جديدة فقد أصبحت القمامة والمنتجات المدورة من أهم مصادر الدخل القومى فى السويد كما أصبحت الكثير من شركات الأزياء العالمية تتعامل مع الملابس المعاد تدويرها مثل شركة إتش آند إم السويدية والتى أعلنت مؤخرا أنها تعمل على اختراع تقنية جديدة لإعادة تدوير الملابس البالة بحيث تشكل المادة الخام الجديدة وإعادة تصميمها لخلق خط إنتاجى من الملابس يتوافق مع أحدث صيحات الموضة بهدف الحفاظ على البيئة وتخفيض استهلاك الألياف القطنية،وتعتقد إتش آند إم أنها وبهذه الخطوة ستحقق نقلة نوعية فى عالم الأزياء والموضة وستكون الدار الأولى من نوعها فى هذا العالم التى ستعمل على ترشيد استهلاك الأقطان والأقمشة والخروج بنوعية ربما تكون أفضل تصنيعًا من سابقتها كما أن ذلك سيلهم دور الأزياء العالمية بابتكار العديد من التصميمات ذات الأفكار المدهشة من الملابس القديمة.
والجدير بالذكر أن السويد أصبحت تستخدم 100 % من نفاياتها المدورة فى إنتاج الكهرباء للدرجة التى جعلتهم بحاجة لاستيراد المزيد من النفايات من جارتها النرويج.
ولا تعتبر العائلة المالكة السويدية العائلة الوحيدة التى تتبع استراتيجة تدوير الملابس بل تعد العائلة المالكة البريطانية من العائلات التى  تحافظ على ملابسها ومقتنياتها المختلفة بشكل كبير مهمها صغرت وتعتبرها إرثًا عائليًا لا يقدر بثمن يعود لصغار العائلة على مدار عقود متواصلة،وأصبح ذلك واضحا من خلال إطلالات أفراد العائلة حيث ظهر الطفل الأمير جورج ويليام وهو بعمر 22 شهرًا بنفس الزى الذى ارتداه والده ولى العهد فى الظهور الأول له أمام الشعب من نفس الشرفة فى 1984 وظهر جورج يوم عيد ميلاد الأميرة إليزابيث بنفس الثوب الذى ارتداه والده منذ أكثر من 25 عامًا فى نفس اليوم إلى جانب ظهور الأميرة كيت دوقة كامبريدج بملابس الأميرة ديانا والملكة إليزابيث بنفس إطلالتها من الألوان والتطاريز والتصاميم فى المناسبات وحتى فى حياتها اليومية  فنجد أن المسئولين عن الأزياء الملكية بالقصر مازالوا يدورون الملابس الملكية على مدار أكثر من 6 عقود حيث ظهرت الأميرة كيث عام 2015 بنفس إطلالة الأميرة ديانا وهى تحمل طفلها هارى عام 1985 فى مطار إبردين بأسكتلندا وأيضا ظهرت الأميرة ديانا فى إحدى رحلاتها بمعطف أحمر عام 1984 لتعود دوقة كامبريدج لتذكرنا بتلك اللحظة وبنفس الإطلالة المميزة عام 2014 خلال وصولها لمطار ويلينجتون الدولى بنيوزلندا،حتى المجوهرات فنجد أن خاتم الأميرة ديانا إرث تناولته الأميرة كيت زوجة ابن ديانا بعدها وتكرر الأمر مع الطفلة الأميرة شارلوت حيث ارتدت نفس ثوب تعميد أخيها ووالدها ويليام بثوب مزركش مصنوع من الدانتيل ذات يوم تعميدها.
دخلت بريطانيا عالم تدوير الملابس منذ وقت قريب بعدد من عروض الأزياء الصديقة للبيئة وبدأت بعدها الشركات الكبرى وأهمها شركة cash 4 clothes  وهى من أكبر الشركات التجارية التى تعمل على نطاق البلد كله وهى متخصصة فى إعادة استخدام وإعادة تدوير المنسوجات وتصديرها حتى أصبحت الملابس المدورة أو كما يطلقون عليها «الأزياء الخضراء» التى تراعى المواصفات البيئية وفى الوقت نفسه خطوط الموضة تشق طريقها إلى شرائح كثيرة من المجتمع الإنجليزى كما  تسللت بشكل كبير إلى أكبر بيوت الأزياء والأناقة العالمية.
كما تعد العائلة المالكة فى الدنمارك من أبرز العائلات التى حرصت على الظهور فى المناسبات العامة بملابس مدورة من أجل تشجيع عامة الشعب على ضرورة الحفاظ على الاقتصاد فى النفقات وخاصة التى تتعلق بالملابس والرفاهيات التى يمكن الاستغناء عنها حتى ولو بشكل جزئى،وتعتبر الأميرة مارى أبرز الشخصيات التى حرصت على الظهور بنفس الزى أكثر من مرة إلى جانب إضافة بعض التعديلات البسيطة التى أظهرت الزى وكأنه جديد حيث ارتدت فستانًا أسود بسيطًا فى حفلة عامة وقامت بعد ذلك بإعادة خياطته وإدخال لون آخر له وقامت بارتدائه فى مناسبة أخرى وتعتبر عملية تدوير الملابس وتقنين التخلص منها جزءًا من استراتيجية شاملة وضعتها الدولة بهدف الحفاظ على الاقتصاد إلى جانب الاستغناء عن الوقود الحفرى «البترول ومشتقاته» بحلول عام 2050 بالبدائل المدورة  فى سبيل الوصول إلى هذا التقليل من الاعتماد على أسلوب الحرق للتخلص من النفايات وزيادة ما تتم إعادة تدويره من تلك النفايات، فإلى وقت قريب كانت الدنمارك تعتبر من أوائل الدول اعتمادا على المحارق بنسبة تصل إلى %80 من النفايات غير المفصولة حيث كان يعتبر خيار فصل النفايات فى المنازل أمرًا اختياريًا إلا أنه تم البدء فى تطبيق قانون يجبر المواطنين على فصل نفاياتهم فى سبتمبر 2013 إلى جانب تقنين التخلص من الملابس والأحذية.>