الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

Netflix تقتحم الدراما المصرية

Netflix تقتحم الدراما المصرية
Netflix تقتحم الدراما المصرية


منذ سنوات ليست بالقليلة، لم يكُن المُشاهد العربى على دراية بأن شركة Netflix موجودة، فى الوقت الذى ظلت فيه هذه الشركة تقتحم بأعمالها كل أوروبا والأمريكتين، ليصبح اسمها مُرتبطا بكونها على رأس شركات إنتاج الأفلام والمسلسلات الأكثر نجاحًا على الإطلاق حتى الآن.

ربما يعزو هذا الأمر إلى القرار التاريخى الذى اتخذته الشركة فى 2013، والذى تحولت بعده من «شركة بث» إلى أحد أقطاب الإنتاج التليفزيونى والسينمائى فى العالم، فقد بدأت فى إنتاج وصُنع أعمالها الخاصة للمرة الأولى منذ تأسيسها على يد «ريد هاستنجر» عام 1997، ورأينا باكورة هذه الأعمال وهو مسلسل House of cards بأبطال ذوى أسماء لامعة مثل «كيفن سبيسي» – قبل فضيحته الجنسية الشهيرة - و«روبن رايت»، وبدعم من المخرج العظيم «ديفيد فينشر» الذى أخرج الحلقة الأولى بنفسه.
وسرعان ما نجح المسلسل نجاحًا مباغتًا، دفع Netflix إلى توسيع إنتاجها، والدخول بقوة فى الإنتاج الدرامي، وما انفكت المسلسلات الدرامية الناجحة فى الظهور بصورة متسارعة للغاية، أشهرها Black Mirror، وStranger Things، وDaredevil.. ثم اقتحمت الشركة عالم الإنتاج السينمائي، وشرعت فى إنتاج عدد من الأعمال السينمائية، وبحلول يناير 2017 وصل عدد مشتركى Netflix حول العالم إلى 93 مليون مشترك، منهم 49 مليون مشترك فى الولايات المتحدة فقط، وكسرت الأعمال التى أنتجتها حاجز الـ150 عملاً.
بلغ طموح Netflix حدًا غير مسبوق، فقد أعلنت فى 2016 أنها ستوفر خدماتها فى الوطن العربي، وأتاحت مُشاهدة آلاف الأفلام والعروض التليفزيونية والأفلام الوثائقية و«مسلسلات الأنيمى» بمقابل يتراوح بين 8 و12 دولارًا أمريكيا شهريّا، فأصبحت تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة فى العديد من الدول العربية مثل مصر، السعودية، فلسطين، الجزائر، الأردن، الكويت، المغرب، عمان، قطر، اليمن، والإمارات، لتصل بخدماتها إلى جميع دول العالم ماعدا سوريا، الصين، وكوريا الشمالية!.
وفى أكتوبر الماضي، فجرت مجلة Variety الأمريكية مفاجأة حينما نشرت تقريرًا مفاده أن الشركة تعتزم إنتاج أول عمل عربى لها فى الشرق الأوسط، وهو Stand Up Comedy، بطولة النجم اللبنانى «عادل كرم» – بطل فيلم «القضية رقم 23» المُرشح للأوسكار هذا العام - وقد أعرب «كرم» عن سعادته وتشوقه لهذه التجربة.. فيما أكدت مصادرنا لـ»روز اليوسف» أن المؤلف «محمد أمين راضي» يعكف الآن على تأليف مسلسل جديد بعنوان «صخرة إبليس» سيكون من إنتاج نفس الشركة Netflix، وهو مسلسل قصير، مُكون من 13 حلقة فقط، وقد حاولنا التواصل مع «راضي» لتأكيد الأمر أو نفيه دون جدوى!.
المنتج «عمرو قورة» صرح لـ«روزاليوسف» بأن شركته قد تعاقدت مع Netflix بالفعل لإنتاج أول عمل لها فى المنطقة العربية، دون أن يُصرح باسم العمل، مؤكدًا أن العمل سيكون متاحًا فى شهر مارس القادم.. وأضاف : «العمل لن يكون دراميّا أو سينمائيّا، بل هو سهرة كوميدية ستُقدم على المسرح، أمّا الحديث عن إنتاج الشركة لمشروع درامى متكامل، فهذا ليس أوانه، بيد أنه فى حالة وجدت الشركة الموضوع المناسب، ستبدأ فى إنتاجه على الفور، رغم أن هذا الأمر - بجانب مهمة الكتابة - سيستغرق عامين على الأقل».
ولما كانت Netflix تتعمد إنتاج مسلسلات درامية مؤلفة من حلقات قصيرة لا تتجاوز الـ 13 حلقة، أو التى تعرف باسم Mini Series، فإن هذا  الأمر  يطرح سؤالاً غاية فى الأهمية: هل سيؤثر هذا النوع من المسلسلات على الدراما المصرية والعربية بحيث تختفى مسلسلات الـ60 حلقة وما فوق تدريجيّا؟.. وهل سيكون لهذه المسلسلات تواجد كبير بالفعل داخل الوطن العربى؟.. أم أنها مجرد «موضة جديدة» سرعان ما ستنتهي؟.
السيناريست «شريف بدر الدين» يجيب عن سؤالنا السابق قائلاً: «لن يستطيع أحد تحديد مدى تأثير هذا النوع من المسلسلات على المُشاهد المصرى إلا من خلال التجربة، بالتأكيد تتسم المسلسلات القصيرة بالتنوع الشديد، فهى أقرب للكتابة السينمائية، ولها طبيعة عرض وإنتاج مختلفة، ورغم ذلك لم تحقق Netflix قاعدة جماهيرية كافية داخل مصر حتى الآن، بل يمكن القول إن جمهورها هو جمهور الصفوة كجمهور شبكة OSN، كما أنها تستهدف الشباب، فالجيل القديم أكثر ارتباطا بالمسلسلات الطويلة».
يتفق «قورة»  مع «بدر الدين»، فيقول: «القنوات الفضائية ستختفى بحلول عام واحد، ومن المؤكد أن المُشاهد المصرى والعربى مستعد للمسلسلات القصيرة، مادام الأمر مرهونًا بجودة العمل نفسه، كما أن فكرة عدد الحلقات ليست موجودة فى العالم كله سوى فى مصر، هذا إذا استثنينا المسلسلات الأجنبية المُوجهة لكبار السن - والتى يُطلق عليها Soap Opera - أما جيل الشباب فهو يُشكل نسبة كبيرة جداً من المجتمع المصري، ولا يشاهد التليفزيون، لذا فمن الطبيعى أن تستقطبه شركات مثل Netflix، لكنها بدلاً من أن تفعل ذلك تقوم بإنتاج أعمال درامية لتسلية ربات البيوت»!.
وخلال الآونة الأخيرة، ظهرت تقارير  تتحدث عن عزم شركة Apple الاستحواذ على Netflix، لذا فإن النجاح الساحق الذى حققته الأخيرة خلق منافسة شرسة بينها وبين شركات أخرى مثل Amazon وHBO، حيث اعتبر «قورة» أن هذه الشركات تدخل الآن بقوتها فى مجال الإنتاج التليفزيونى والسينمائي، لكنها ترى أن منطقة الشرق الأوسط تقع على ذيل قائمة أولوياتها!. وأكد «قورة» أن القوة الشرائية فى مناطق مثل الأمريكتين والهند ودول شرق آسيا أقوى من التى لدينا وأضاف: «لكن هذا سيتغير حتمًا خلال العامين المُقبلين، واعتقد أن هناك شركات مصرية وعربية ستنجح فى مجاراة Netflix، مثل منصة شاهد و OSN، فجميع المُشاهدين يتجهون الآن لتلك المنصات، رغم أن المُشاهد العربى والمصرى ليس مُعتادًا على دفع الاشتراكات لمشاهدة أعمالها»!.