الخميس 9 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سور الكتب انتقل لـ«فيس بوك»

سور الكتب انتقل لـ«فيس بوك»
سور الكتب انتقل لـ«فيس بوك»


كتب تجاوز عُمر طباعتها 150 عامًا، ومجلات قديمة بعضها لم يعد له وجود الآن، بها صور لشخصيات مضت سنوات طويلة على وفاتها، وأخبار ومعلومات لم نكن لنعرفها إلا عن طريق تلك المطبوعات التى لا نجدها إلا عند «الكُتبّي» أو تاجر الكتب القديمة، وهى المهنة التى تعرضت لعوامل التعرية، لكنها فى النهاية أمسكت بـ«فيسبوك» ليبقيها على قيد الحياة.
أحمد المناوى أحد كبار تُجار الكتب والمجلات القديمة، يقول لـ«روزاليوسف» إنه من أوائل الذين انتقلوا من العمل التقليدى فى بيع المطبوعات بالمكتبات العادية إلى طرح وعرض المطبوعات للبيع عبر المواقع والمنتديات عام 2007 ثم بعد انتشار فيس بوك، دشن صفحة ليعرض ما لديه، ويعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعى أسهل للتواصل ولسرعة البيت ولسهولة العرض أيضًا.
يضيف المناوي:  ليس شرطًا أن كل مطبوعة قديمة  تكون نادرة أو مهمة، فهناك كتب دراسية طُبعت فى عهد محمد على، والبعض يعرضها للبيع بأسعار مبالغ فيها معتبراً أنها مطبوعات نادرة، لكن هذا ليس صحيحاً، لأن محمد على كان قد طبع منها عشرات الآلاف منها وموجودة بكثرة.
ويوافقه الرأى الشيخ أحمد عبدالحليم صاحب واحدة من أقدم مكتبات منطقة الأزهر لبيع المطبوعات القديمة، إذ أكد أنه ليس كل مطبوعة قديمة تعتبر مهمة وتُباع بمبالغ طائلة كما يتصور البعض، ومثالاً على ذلك تحدّث عبدالحليم عن موسوعة «الدالوز» التى يقترب عمر بعض أعدادها الموجودة فى مصر من الـ200 عام، وهى موسوعة فى المعلومات القانونية كانت تأتى من فرنسا فى عهد محمد على  وما بعده، ورغم ضخامة مجلداتها فإن المُجلد ممكن أن يُباع بـ20 جنيهاً فقط، فكل إصدار جديد من «الدالوز» كان يلغى الإصدار السابق له.
وبخصوص المجلات يقول أحمد المناوى إن مجلة «اللطائف المصورة» هى أكثر المجلات ندرة حاليًا فى مصر والطلب عليها كبير، ثم تأتى مجلة «المصوَّر» وهى المجلة الأقرب لقلوب القُراء، سواء قُراء متخصصين أو مثقفين، أو قُراء عاديين.
تحدث المناوى أيضاً عن مجلة «أبو نضارة» إحدى المجلات السياسية التى أسسها الكاتب الصحفى والمسرحي يعقوب روفائيل صنوع عام 1878 وقال المناوى إنه شاهد أحد أعدادها مرة واحدة طوال 20 عاماً له فى هذا المجال، وأنه رغم صغر حجمها فإنها من أندر المجلات منذ وقتٍ طويل وتقريباً ليست موجودة عند أى تاجر الآن.
«روزاليوسف، وصباح الخير ماحدش كان عارف يحكمهم»، هكذا وصف المناوى حال المجلتين اللتين يصدران عن مؤسسة روزاليوسف، مشيراً إلى أن بعض أعداد روزاليوسف فى فترة الملكية يكون عليها إقبال، لكنها ليست مثل باقى المجلات لأنها كانت «بتخبط فى أى حد، حتى الحكومة.. وموضوعاتها مثيرة ومختلفة وجريئة».
ويضيف الشيخ أحمد عبدالحليم إلى تلك القائمة مجلات: «المُقتطف، والرسالة، والبعكوكة، والعروسة، والدنيا، والاثنين».
أما بالنسبة للتُجار الجُدد فى هذه السوق الواسعة، فيقول حسام حافظ إنه دخل هذا العالم الممتع قبل نحو 5 سنوات، وأبرز ما أدهشه أن بعض الكتب التى طُبعت فى مطبعة «بولاق» أولى المطابع المصرية والتى أنشأها محمد على عام 1820 تصل سعر النسخة الواحدة منها إلى نحو 70 ألف جنيه ويضيف حافظ أن الكتب الصادرة عن «دار المنار» تعتبر أيضاً من أندر المطبوعات التى يرتفع سعرها فى معظم الأوقات.
وعن أهم الكتب التى يزيد عليها الطلب وتُنعش التجارة، يقول حافظ إن الكتب التى تتحدث عن «الماسونية»، وكتب «البُخاري» طبعة الكرمانى يزيد عليها الطلب.
يتحدث حافظ أيضاً عن المطبوعات الخاصة بتاريخ الماسونية فى مصر، وتحديداً مجلة «الماسونية» التى كانت تصدر حتى مطلّع خمسينيات القرن الماضى قبل أن يقرر جمال عبدالناصر حظر جميع أنشطة الماسونية وجمعياتها عقب ثورة يوليو بحسب ما جاء بكتاب «مما جرى فى بر مصر» لمؤلفه يوسف الشريف، مشيراً إلى أن جميع المطبوعات والمجلات الماسونية الأصلية تعتبر نادرة وتُباع بأسعار كبيرة، فقد يصل سعر العدد الواحد من مجلة الماسونية إلى ألف جنيه، ويزيد مع مرور الزمن وانخفاض قيمة العملة المحلية.
«قانون فى الطب» بحسب رأى حافظ هو أقدم كتاب عليه طلب مستمر، وأكثر الراغبين فى اقتنائه هم من الباحثين أو الأطباء أو العلماء، وتأتى ندرته وأهميته إلى أنه من أول المطبوعات التى طُبعت فى مطابع بولاق فى عهد محمد على، أى أن النسخ الأصلية والقديمة منه قد يتجاوز عمرها الـ170 عاماَ.
ناصر زين، من أحدث التجار فى عالم «الكُتبيين» بعد ضياع وظيفته فى 2011 انتقل للعمل فى مجال بيع الكتب، وبحسب خبرته القصيرة يرى زين أن الإقبال على الكتب التاريخية والطبعات الأولى من الروايات القديمة هو أكثر ما يجذب القُراء المُطلعين، مشيراً إلى أن أسعار كثير من الروايات القديمة المطبوعة قبل 90 أو 80 عامًا قد يكون سعرها أقل من أسعار النسخ الحديثة من تلك الروايات لأن الطباعة الحديثة أصبحت مكلفة.. «من أقدم الكتب التى بعتها رواية لأحمد شوقى عمرها أكثر من 100 عام».
ويضيف أن أى كتاب طُبع عن مصر بالخارج يرتفع سعره، وهناك مثلا كتاب اسمه «التقصير» كتبه مجموعة من الشخصيات اليهودية عن حرب أكتوبر، طُبع خارج مصر، ويعتبر نادرًا فى مصر ومن أغلى الكتاب التى تحدثت عن الحرب.