اعتقال عدد من القيادات والخلافات الداخلية تفجر التنظيم: التيار الحازمى يعيد سيطرته على «داعش»
أحمد السيد
ألقى تنظيم داعش الإرهابى القبض على اثنين من أبرز قياداته الشرعية وهما أبو محمد المصرى المفتى الجديد للتنظيم الإرهابى، وأبو يعقوب المقدسى أمير ما يعرف باسم مكتب البحوث والدراسات المتخصص فى نشر كتب وأبحاث ودراسات التنظيم.
لم يعلن التنظيم أى تفاصيل عن القبض على قياداته، إلا أن مصادر داعشية كشفت أن السبب الرئيسى فى القبض على الاثنين هو عودة التيار المتشدد لقيادة التنظيم الإرهابى من جديد، والذى كان قد تم القبض على قياداته فى السابق وتعيين الثنائى بدلا منهما، كونهما من تلاميذ تركى البنعلى المفتى الشرعى العام السابق للتنظيم والمعروف بأفكاره الأقل تشددا من أبناء التيار الحازمى.
وكشفت مصادر قريبة من التنظيم أن داعش يحاول التكتم على الخلافات الداخلية، إلا أنها طفت على السطح، فى ظل الحرب الشرسة بين أعضاء التنظيم على قنواتهم الخاصة على تليجرام حيث يخون كل طرف، الطرف الآخر، فأنصار التيار الحازمى المتشدد فى داعش يرون صحة موقف التنظيم من القبض على الثنائى كونهما ارتكبا أخطاء شرعية كبيرة، خاصة فى مسألة العذر بالجهل والتى رأيا وجوب تطبيقها وعدم المساس بدماء العوام من المسلمين كما يفعل التنظيم فى أوروبا.
وعلى الجانب الآخر يرفض «الحازمية» هذا الأمر، ويطالبون باستهداف أى شخص لا يعترف بدولة داعش المزعومة، على عكس ما يؤمن به التيار البنعلى المنتسب لتركى البنعلى المفتى السابق لداعش والذى يؤيد فكرة العذر بالجهل وعدم المساس بدماء العوام من المسلمين حرصا على عدم انهيار شعبية التنظيم.
وكشفت بيانات صادرة من مؤسسة الوفاء التابعة لتنظيم داعش الإرهابى عن أن الأربع قيادات الذين كانوا فى اللجنة المفوضة الداعشية التابعين للتيار الحازمى والذين تم القبض عليهم من شهور تم الإفراج عنهم مؤخرا وعادوا إلى مناصبهم بعد أن اشترطوا القبض على كل تلامذة المفتى الشرعى العام السابق للتنظيم تركى البنعلى وهو الأمر الذى نفذه داعش وقبض على أبو يعقوب المقدسى وأبومحمد المصرى وتحويلهما للمحاكمة الشرعية داخل صفوف التنظيم.
من جانبه أكد منتصر عمران، الباحث البارز فى شئون تيار الإسلام السياسى أن سيطرة التيار الحازمى المتشدد على تنظيم داعش الإرهابى يعنى تحول التنظيم إلى كيان أكثر وحشية ودموية مما هو عليه من خلال استهداف المدنيين من المسلمين فى الدول العربية كما يحدث فى الدول الأوروبية، وذلك بعدما زعم التنظيم عدم استهدافهم وفقا للمبدأ الشرعى الشهير المعروف باسم «العذر بالجهل» والذى أعلن التنظيم تبنيه للتأكيد على أنه تنظيم ليس تكفيريًا.
وقال عمران فى تصريحات خاصة لـ«روزاليوسف»: أعتقد أن تنظيم داعش سيتوحش أكثر الفترة المقبلة بعد خسائره الكبرى فى العراق وسوريا، الأمر الذى سيجعله يحاول بكل قوة تنفيذ عمليات إرهابية وحشية لإثبات وجوده ونفى كل التأكيدات التى صدرت من زعماء العالم وعلى رأسهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بانتهاء التنظيم الإرهابى فى سوريا كما انتهى فى العراق.







