السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

قال لروزاليوسف: أجرى عملية حقن دون جراحة: التقارير السرية لصحة البابا

قال لروزاليوسف: أجرى عملية حقن دون جراحة: التقارير السرية لصحة البابا
قال لروزاليوسف: أجرى عملية حقن دون جراحة: التقارير السرية لصحة البابا


«معلش يا أمى.. مقدرتش انزل علشان أنا بتعالج وفيه ألم كبير فى ضهرى».. كانت هذه الكلمات أول إعلان رسمى من البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بحالته الصحية، والتى كانت وما زالت يكتنفها بعض الغموض، خاصة مع السفريات المتتالية للبابا إلى العواصم الأوروبية والتى تتناثر معها أنباء بعضها صحيح والآخر مغلوط عن الوضع الصحى للبطريرك.

كلمات البابا التى وجهها فى اتصال هاتفى إلى «سعاد» ضحية أحداث قرية الكرم بالمنيا، فى مايو الماضى كانت أول تأكيد رسمى على الأمراض التى يعانى منها رأس الكنيسة المصرية، والتى تتمثل فى آلام فى منطقة الظهر نتيجة انزلاق غضروفي، مما يدفعه للسفر إلى النمسا لتلقى العلاج.
البابا تواضروس والذى غادر إلى ألمانيا يوم الأربعاء الماضي، أعلن قبيل مغادرته القاهرة أن رحلته هذه المرة لن تكون رعوية فقط، وأنه سيخضع لعملية حقن فى الظهر يعقبها جلسات علاج طبيعى وليس لعملية جراحية أو تدخل جراحى كما أشيع فى الفترة الأخيرة.
البابا أكد فى تصريح خاص لـ«روز اليوسف» أنه سيمكث بالمستشفى الذى يتلقى به العلاج فى ألمانيا مدة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أيام، موضحا أن الهدف من العلاج الطبيعى وعملية الحقن تخفيف الآلام الشديدة والمستمرة بالعمود الفقرى.
جدول زيارة البابا إلى ألمانيا رغم ما يعانيه من آلام تضمنت محاضرة فى الكنيسة الألمانية، بحضور بطاركة الشرق، وزيارة رعوية لكنائس مصر القبطية فى ألمانيا، وتدشين البابا الكنيسة القبطية بدوسردولف بولاية شمال الراين، وزيارة الدير القبطي، ولقاء كهنة الكنائس المصرية فى الإيبراشيتين اللتين يتولى الإشراف عليهما الأنبا دميان والأنبا ميشائيل، ولقاء عدد من الشخصيات العامة والسياسية فى ألمانيا.
كان البابا قد تعرض لأزمة صحية خلال الأيام الماضية تمثلت فى آلام شديدة فى منطقة الظهر أعاقته عن الحركة ما اضطره للسفر لتلقى العلاج، ويرجع بداية الحالة إلى فترة رهبنته إذ كان يعانى من آلام شديدة فى الظهر وبعد أسقفيته استطاع الأنبا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية وأبوه الروحى أن يحصل له على تأمين صحى شامل فى إحدى المصحات بفيينا ومنذ ذلك الحين وهو يتابع حالته المرضية هناك بشكل منتظم.
الفريق الطبى المعالج للبابا أكد أن آلام الظهر تحتاج لفترات راحة بشكل مستمر إلا أن مهام البابا تضاعفت مع اعتلائه سدة الكرسى المرقسى وحالت دون الحصول على الراحة بشكل مناسب مما أدى إلى تفاقم آلام الظهر حتى إنه فى بعض الأحيان لم يكن يستطيع السير بشكل طبيعي، وبرغم هذه الآلام يحاول البابا أن يقوم بكل شيء بنفسه.
منذ توليه البطريركية من نهاية 2012 سافر البابا للعلاج بفيينا ما يقرب من 6 مرات بمعدل مرة واحدة سنويا إلا أنه ومع اشتداد الآلام عليه سافر خلال عام واحد مرتين بالإضافة إلى سفره المفاجئ فى أوائل العام الحالى حيث كانت آلامه شديدة لا تحتمل التأجيل خاصة بعد إرجاء زيارته العلاجية أواخر العام الماضى بسبب حادث تفجير البطرسية وفشلت الأدوية والمسكنات معه.
فى رحلة بداية العام، خضع البابا تواضروس لجلسات علاج طبيعى وكورس علاجى للتخفيف من الآلام لفترة زمنية حتى تتحسن حالته الصحية، إلا أنه ولعدم التزامه بالراحة المطلوبة هاجمته الآلام مرة مما جعله يخضع لمتابعة علاجية وعلاج طبيعى فى رحلته لإنجلترا فى شهر مايو الماضى واستقرت الأمور قليلا، إلا أنه قبل سفره لرحلته الرعوية الأخيرة لأستراليا عانى من تجدد الآلام مرة أخرى وخضع للعلاج الطبيعى فى مصر ولم يتحسن وبعد عودته من الرحلة الرعوية اشتدت الآلام عليه مرة أخرى وخضع للعلاج الطبيعى فى أكثر من مركز داخل مصر دون جدوى إلى أن تم تحديد موعد عملية الحقن بألمانيا.
مصدر كنسى أكد لـ«روزاليوسف» أنه رغم كون البابا تواضروس لا يعانى من أى شيء آخر سوى آلام الظهر والسكر الذى أصيب به مؤخرا فإن الأطباء نصحوه بعدم التدخل الجراحى للعلاج، وأضاف أن هناك بعض الوعكات الصحية التى تظهر بشكل عرضى إلا أنها يتم علاجها بشكل فورى مع الأطباء المعالجين للبابا بفيينا.
وأشار المصدر إلى أن آلام الظهر أصبحت تطارد البابا بشكل مستمر وفى أوقات متقاربة كما أن العلاج الطبيعى أصبح لا يجدى بشكل فعال وذلك لأن البابا يقوم بكل شيء بنفسه ويكاد لا ينام إلا فترة قصيرة جدا حيث إنه صباحا، إما فى مقابلات رسمية أو مع بعض أبناء الكنيسة الذين يأتون ولا يردهم بالإضافة للمقابلات الشبابية كل هذا بخلاف مؤتمرات الكهنة فى الخارج والداخل.. وليلا تجده يتابع أحوال أقباط المهجر ويحل مشكلاتهم بالإضافة إلى مشاكل الأقباط الداخلية، مؤكدا أنه يتابع كل شيء بدقة.
وأضاف المصدر أن فى الآونة الأخيرة تصدرت بعض المشكلات الأساسية والتى احتاجت أن يقوم البابا بمقابلات شخصية مثل رحيل رئيس الدير المحرق الأنبا ساويروس والأنبا كيرلس أسقف ميلانو والنائب البابوى لأوروبا والذى كان أحد المقربين للبابا ما تطلب أن يجلس البابا مع بعض الشخصيات المرشحة لخلافتهم بالإضافة إلى حل بعض المشكلات المتعلقة بهم وبأماكنهم.
وأوضح المصدر أن البابا فى الآونة الأخيرة كان يعانى من آلام شديدة كانت واضحة عليه بشكل كبير حيث دائما ما كنا نرى إحمرارًا متواصلاً بالعين ناتجًا عن الإرهاق الشديد وصعوبة بالمشى إلا أنه كان شديد الحرص على أن يقوم بنفسه بكل المهام المطلوبة منه بحكم منصبه.
بيانات المركز الإعلامى للكنيسة أثناء سفريات البابا الخارجية، كانت دائما فى الحديث عن تفاصيل الحالة الصحية للبابا، وتنفى تعرضه لأزمات صحية كبيرة، حيث خرج القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فى مايو الماضى معلقا على ما نشر بشأن مرض البابا تواضروس، عقب السفريات التى أجراها البابا إلى أوروبا للعلاج، قائلا:  «البابا تواضروس بصحة جيدة وكل ما يعانيه بعض الآلام الخفيفة فى الظهر».
تعليق المتحدث الرسمي، جاء بعد محاولات المركز الإعلامى للكنيسة، التكتم على أسباب رحلة البابا إلى لندن فى مايو الماضى والتى تخللها إجراء بعض الفحوصات الطبية - بحسب ما أكدته مصادر كنسية وقتها، إلا أن المركز الإعلامى خرج وقتها مؤكدا أن رحلة البابا إلى لندن رعوية.
وفى مارس الماضي، أكدت مصادر كنسية، فشل المسكنات الطبية التى يستعين بها البابا، للقضاء على آلام الظهر والغضروف، ووقتها غادر القاهرة، متوجهًا إلى النمسا للعلاج، بعد فشل الأدوية والمسكنات فى علاج الآلام المبرحة بالساق والظهر وخضع للعلاج بالمستشفى الذى يوجد به الملف الصحى منذ عدة أعوام بالنمسا، وكشف وقتها الأنبا موسى الأسقف العام للشباب أن البابا يخضع لجلسات علاج طبيعى تحت إشراف طبى مصرى ونمساوي.
مصادر كنسية كشفت أن البابا كان يعانى من ألم طفيف فى منطقة الظهر قبل سيامته بطريركا، إلا أن الآلام تزايدت بعد كثرة تحركاته وانشغالاته برعيته فى كل الكرازة داخل مصر وخارجها، فاضطر إلى استدعاء طبيب للمقر البابوى للكشف على منطقة الألم.
وكشفت المصادر أن الحالة الصحية للبابا تشير بشكل جيد بعد العلاج الذى أجراه فى النمسا والذى اعتمد على الأدوية والعلاج الطبيعى الذى حقق نسبة شفاء عالية، بدلا من التدخل الجراحى الذى رفضه الأطباء وأكدوا أن الحالة الصحية للبابا لا تستلزم عملية جراحية، وأن ما يجريه فى ألمانيا استكمال لرحلة العلاج التى بدأها فى النمسا.