الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الحكومة التى خرمت التعريفة!!

الحكومة التى خرمت التعريفة!!
الحكومة التى خرمت التعريفة!!


العارفون ببواطن الحكومات يؤكدون أن حكومتنا الشقية تعرف وتدرك وتشعر وتحس وتتألم وتتأذى مما أصاب المصريين الكادحين من غلاء متوحش.. ولكن ماذا تفعل بالضبط وسياسة الحياد تفرض عليها عدم التدخل؟!

حكومتنا تقف على الحياد إذن.. على اعتبار أنها حكم عادل بيننا وبين التجار فى الأسواق.. ثم إنها حكومة ديمقراطية.. ترفض العودة إلى ديكتاتورية زمان بإجراءات صارمة لضبط الأسواق وفرض التسعيرة الجبرية فى قوت المواطنين.
تشعر يا أخى أنها تتفرج علينا من باب التسالي.. هى تلاعبنا وتلعب معنا.. وتدبر المقالب اللطيفة على طريقة توم وجيري.. تتربص بنا.. تنصب الفخاخ والمؤامرات عسى أن نقع ونرفع الراية البيضا.. لكننا وكما فى المسلسل الشهير نهرب دائما ونتصرف باستمرار.. ونتجاوز المقالب والأزمات.. أملا فى الانتصار فى آخر الفيلم..!
آخر مقالب الحكومة هو طناشها عن الارتفاع الصاروخى فى أسعار خدمات المحمول.. وقد قفزت الأسعار بما يقارب الخمسين فى المائة.. وليس 36 فى المائة كما تدعى الشركات.. أنت ترغب فى شراء كارت بمائة جنيه.. فعليك أن تدفع 145 جنيها كاملا.. والحكومة لا تتدخل وقد تصورت أن الشعب سيركع على ركبتيه يطلب العفو والسماح.. فوقفت تتفرج والأسعار ترتفع كل يوم وكل ساعة.. دون أن تتحرك أو تهتز.. ولماذا تتدخل أصلا لحماية هذا الشعب العجيب.. إذا كانت لم تتدخل لضبط أسعار اللحمة والخضار والفاكهة والكهرباء والبنزين والمياه، وللأمانة الحكومة تتعاطف معنا.. تبدى انزعاجها وتمصمص شفتيها.. تصفق للعبة الحلوة.. وتصفر للخشونة المتعمدة.. وتسجل ملاحظاتها وخلاص.. دون التدخل الحقيقى الذى يخل بسياسة الحياد التى تعشقها وتجدها مناسبة تماما لطبيعة المرحلة!
وزمان زمان.. تعلمنا أن دور الحكومة الحقيقى هو ضبط الأسعار فى الأسواق.. وفى الماضى السحيق كان الحكام يتخفون وينزلون للأسواق سرا لمراقبة أحوال الرعية.. وإنصاف الغلابة من تغول الأسعار.. لكننا الآن فى القرن الواحد والعشرين.. وما كان يجوز فى الماضى لا يجوز الآن.. ثم إن العالم كله يطبق سياسة الباب المفتوح.
ويؤمن بالعولمة.. ومن غير المعقول أن تغضب حكومتنا الخواجة بمراقبتها للأسعار.. هى تخشى أن يقول الخواجة إن الحكومة ترجع للوراء.. وأنها لا تؤمن بالمستقبل ولا تمارس سياسة العولمة!
الحكومة تتصور أنها ناصحة حبتين.. هى لا تدرك أن الشعب الذى خرم التعريفة ودهن الهوا دوكو يكيد لها هو الآخر.. ويرد الصاع صاعين وثلاثة.. الحكومة تقتر على الشعب وتدفع له الملاليم فى صورة رواتب.. فيضرب الشعب سلميا عن العمل ويشتغل بربع طاقته.. والحكومة ترفع أسعار الكهرباء.. فينام الشعب من المغرب وينجب لها أطفالا وأجيالا جديدة.. وعندما ترفع تذكرة المترو.. يزوغ الشعب ويركب مواصلاتها مجانا!
فى عالم توم وجيري.. عندما تضيق الأحوال بالفأر الصغير.. فإنه يغادر البيت مهاجرا لبلاد الله لخلق الله.. على اعتبار أنك بالهجرة تفسح مكانا لمواطن آخر.. ثم إنك بالهجرة لا يمكن أن تنسى عائلتك وبقية أهلك، ومن المؤكد أنك سترسل لهم تحويلات وفلوس صعبة تنعش بها أحوالهم وبالمرة تنعش أحوال بلادك.. لكن المشكلة أن فرص العمل والهجرة تنحسر تماما.. والمواطنون قاعدون على تلها.. بل ينكدون على الحكومة بمواطن جديد كل خمسين ثانية.. وقد قفزت أعدادنا إلى ما يزيد على المائة مليون.. منهم خمسة عشر مليونا خلال السنوات العشر الأخيرة.. ومن الواضح أن هناك المزيد من الخلفة والإنجاب.. وكلما تعثرت أحوال البشر ارتفع معدل الإنجاب.. وعندما يرتفع مستوى المعيشة تقل معدلات الإنجاب.. فهل لاحظت أنه فى فترة حسنى مبارك الكئيبة.. الذى تسلم الرئاسة والشعب 40 مليونا.. وترك الحكم وهم تسعون فى عين العدو!
ألم نقل أننا نلعب مع الحكومة ونلاعبها.. تماما كما الأخ توم والأخت جيرى فى مسلسل ميكى ماوس الشهير.. أملا فى الانتصار فى آخر الفيلم!!