الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حجر من الماس ومسدس وسيف من الذهب الخالص و25 ساعة من الألماظ والذهب

حجر من الماس ومسدس وسيف من الذهب الخالص و25 ساعة من الألماظ والذهب
حجر من الماس ومسدس وسيف من الذهب الخالص و25 ساعة من الألماظ والذهب


زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وزوجته ميلانيا وابنته إيفانكا إلى الرياض فى أولى رحلاته الخارجية منذ توليه منصبه فى يناير الماضى أثارت الكثير من اللغط خاصة حول تكلفتها المادية، وذلك إلى الحد الذى كانت هناك مبالغات كبيرة حول تكاليف الزيارة ومن الجهة التى مولت مظاهر البذخ وقيمتها؟
فى هذا الإطار أطلقت عدة تقارير صحفية العنان لتحليلات عديدة منها أنه حتى تمويل أزياء ميلانيا وإيفانكا تكفلت به السعودية، فضلا عن تساؤلات حول الهدايا التى وصلت قيمتها إلى مئات الملايين من الدولارات، ومن أول الرحلة حتى نهايتها التى وصلت إلى فتح المجال الجوى لأول رحلة طيران من الرياض إلى تل أبيب مسار اهتمام الرأى العام. 
الأمر الذى أثار تساؤلات حول التغيرات التى تشهدها المنطقة الآن فى الهوية والثقافة حتى يكون هناك كل تلك التسهيلات بدءًا من الإشادة بالأزياء لميلانيا وإيفانكا وانتهاء بالتطبيع الجوى بينها وبين إسرائيل، وذلك فى خطوة تعد السابقة الأولى من نوعها انطلاق طيران من السعودية إلى إسرائيل لم تسمح به من قبل لأى رئيس دولة إلا أنها سمحت به للرئيس الأمريكى ولن يكون ذلك الاستثناء الوحيد الأمريكي، وكانت لا توجد رحلات تجارية تربط مطار بن جوريون الإسرائيلى بالمملكة العربية السعودية، ولا يسمح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق المجال الجوى السعودي، وتعد تلك الرحلة أول حزمة من إجراءات التطبيع التى تقدمها دول الخليج إذا أطلقت إسرائيل جهودًا مضاعفة نحو السلام مع فلسطين، وتشمل هذه الخطوات فتح المجال الجوى للرحلات الجوية الإسرائيلية، مما سيقصر إلى حد كبير وقت الرحلة إلى الشرق الأقصي، وهذه الرحلة القصيرة تتطلب موافقة الدول العربية الأخرى أيضا.
فيما كشف مسئولون أمريكيون وأوروبيون ومسئولون فى الشرق الأوسط مختصون فى قضايا أمنية أن دول الخليج وإسرائيل قد عززوا سرا من تبادل المعلومات الاستخبارية، وخاصة فيما يخص التهديدات الإيرانية والميليشيات الموالية لها فى اليمن وسوريا، كما قام المسئولون الإسرائيليون بعدد من الرحلات السرية إلى الخليج رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين بلدانهما.
وزير الطاقة الإسرائيلى يوفال شتاينتز قال فى مقابلة مع وكالة فرانس برس إن «هناك الكثير من الأمور تجرى أكثر من أى وقت مضي». وأضاف: «إنها تغيير كبير فى الشرق الأوسط»، وقد زار شتاينتز، أبو ظبي، فى العام الماضى لفتح بعثة دبلوماسية إسرائيلية مرتبطة بوكالة دولية تركز على الطاقات المتجددة.
الأكثر إثارة فى الرحلة كانت الهدايا التى تعد الأضخم فى تاريخ هدايا المملكة السعودية وخصصت تلك الهدايا بشكل شخصى لترامب حتى لا يتم وضعها فى متحف بالولايات المتحدة بعد مغادرته للبيت الأبيض، وقد تم شحن كل الهدايا بطائرة شحن خاصة إلى واشنطن وتكفلت السعودية أيضا بعملية الشحن، ومن أبرز الهدايا حجر ألماس تبلغ قيمته أكثر من 100 مليون دولار، ومسدس من الذهب الخالص ونادر فى العالم وعليه صورة الملك عبدالعزيز وعمره 80 سنة، وسيف من الذهب الخالص، وزنه يزيد على 25 كجم ذهب ومرصع بالألماس والحجارة النادرة ويبلغ ثمنه أكثر من 200 مليون دولار.
أيضا تم إهداء ترامب حوالى 25 ساعة يد من الألماس والذهب، له ولعائلته، وتتراوح قيمتها بحوالى 200 مليون دولار، وأعطاهم 150 عباءة كلها مرصعة بالأحجار الكريمة له ولعائلته من كل القياسات، كما تم إطلاق اسم أكبر شارع فى الرياض على ترامب مقابل وقوفه فى وجه إيران وحلفائها.
وأهدى ترامب تمثالاً مصغرًا لتمثال الحرية الموجود فى نيويورك والنسخة المصغرة من الذهب والألماس والياقوت، فضلا عن يخت طوله 125 مترًا، وهو أطول يخت فى العالم تملكه شخصية عامة، ويضم 80 غرفة مع 20 جناحا وكل الأبواب وقبضات الأبواب والحمامات من الذهب الخالص، وقامت السعودية بالتعاون مع قوات البحرية الأمريكية بإيصال اليخت إلى واشنطن الذى بلغت قيمته حوالي800 مليون دولار.
ويتم الآن نحت تمثال لترامب من الذهب الخالص ومن المتوقع أن يكون أغلى تمثال فى العالم.
وبعيدا عن الهدايا أكدت وثيقة سرية أن السعودية حددت حوالى 68 مليون دولار لعملية التأمين والاستضافة للرئيس ترامب، وطبقا لوثيقة سرية، فقد طلب من وزارة المالية تخصيص مبلغ 68 مليون دولار لتمويل التأمين على القمة الإسلامية العربية الأمريكية، بالإضافة إلى جميع الأحداث ونفقات الإجراءات المتعلقة.
ومن الأشياء التى شغلت الرأى العام أيضا من تكفل بأزياء ميلانيا وإيفانكا، حيث أشارت التقارير إلى أيادٍ سعودية حول الاتفاق مع دور أزياء خاصة وكلفتها بتصميم أزياء لزوجة ترامب وابنته تليق بفكر وثقافة المنطقة إلا أن الصحف الأمريكية المتخصصة فى الموضة ومنها لوس أنجلوس تايمز وغيرها قالت إنه كان ذكاء من ميلانيا وإيفانكا اختياراتهما لدور الأزياء التى تعاقدتا معها، حيث تعاقدتا مع دار أزياء بريطانية وأخرى أمريكية، والمعروف أن أهم وأكبر دور أزياء عالمية فى العالم إما فرنسية أو إيطالية، ومن هنا استبعدتا تلك الدور، حيث اختارتا دار ستيلا  ماكارتنى البريطانية والمعروفة بتصميمها للملابس تبعا للوعى الاجتماعي، فضلا عن دار أزياء أمريكية تسمى رالف لورين وهى أيضا متخصصة فى الأزياء الرسمية سواء السهرات أو المناسبات التعليمية. 
حتى إن تلك الأزياء لاقت استحسانًا كبيرًا من الصحافة السعودية والتى كان المانشيت الرئيسى لإحدى الصحف السعودية الكبرى وهى «العرب نيوز» التى نشرت نسخًا لها باللغة الإنجليزية بسبب زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للبلاد تحت عنوان «العصرية والمحافظة».
وقد اختارت ميلانيا أزياءها بعناية منذ صعودها للطائرة واستعدادها للرحلة وكانت ترتدى زيا مكونًا من قميص أبيض وتنورة برتقالية اللون فى بداية الرحلة وأثناء وجودها فى الطائرة، حيث استغرقت الرحلة من واشنطن إلى الرياض حوالى 12 ساعة. 
ميلانيا زوجة ترامب ووالدة ابنه بارون، وهو أحد أطفال دونالد الخمسة، اختارت مجموعة من الأزياء للدار العالمية «رالف لورين»، وكان منها الفستان الكاكى الملون وعليه أزرار من أعلى إلى أسفل، وكان يغطى الركبة وكان يزينه حزام بنى عريض بخياطة بيضاء سميكة، وكانت ترتدى أساور من الذهب كإكسسوارات، وذلك أثناء زيارتها للمدرسة الأمريكية فى الرياض.
أيضا ميلانيا البالغة من العمر 47 عاما ذكية هى ومجموعة وفريق الأزياء والتجميل الخاصة بها خاصة عند ظهورها الأول فى الرياض، حيث قامت بتغيير زى كان محتشما أيضا مكون من قميص أبيض وجيب برتقالي، وذلك فى الطائرة وارتدت بدلة «جمب سوت» سوداء اللون محتشمة للغاية عليها حزام من الذهب، وكان هذا التصميم من دار الأزياء ستيلا ماكارتنى لصاحبتها الممثلة البريطانية ستيلا ماكارتنى التى أسست دار أزياء تحمل اسمها والتى حازت على العديد من الجوائز على إنجازاتها فى عالم الأزياء والوعى الاجتماعي، وهى تربط ما بين الأزياء وعلاقاتها بالمجتمعات، وهو ما أدى إلى أن تكون ميلانيا فى ذلك الزى الأسود على قدر من الشبه لنساء المنطقة، وكانت قد حصلت مصممة الأزياء ماكارتنى التى قامت بتصميم البدلة السوداء بحزام من الذهب الخالص على جائزة مصمم العام من مجلة فوج وحصلت على جائزة السيدة الشجاعة أيضا وحصلت على جائزة أفضل مصممة لعام 2004 فى لندن.
وربما جاء تصميم البريطانية مستوحاة من الرقى الإنجليزى والحشمة الإنجليزية التى يعرف بها البريطانيون خاصة أن نظام الحكم لديهم ملكى يغلب عليه الرقى وأزياء الأميرات. 
أيضا معروف عن ستيلا ماكارتنى أن الشركة الرياضية العالمية أديداس استعانت بها كمديرة الإبداع للمنتخبات البريطانية فى الألعاب الأوليمبية 2012، وهى المرة الأولى فى تاريخ الألعاب الأوليمبية التى تصمم فيها مصممة أزياء شهيرة ملابس المنتخبات الوطنية المشاركة فى كل المنافسات للألعاب الأوليمبية والألعاب الأوليمبية الخاصة بالمعاقين. 
وكانت ستيلا قد أسست دار أزياء خاصة بها منذ عام 2001، وكان مشروعًا مشتركًا مع مجموعة جوتشى الرائدة فى مجال الأزياء وعرضت مجموعتها الأولى فى باريس، وتدير ستيلا الآن 17 دارًا فى عدة مواقع منها سوهو ومانهاتن، وماى فير ومنطقة هوليوود الشرقية فى لوس أنجلوس، وباريس، وميلان، وروما، وميامي، وتوزع مجموعاتها فى أكثر من 50 دولة.  
وبذلك تكون قد تفوقت أزياء ستيلا ماكارتنى على أزياء رالف لورين الأمريكية، التى ظهرت بها ميلانيا خلال الزيارة، ولفتت الأناقة البريطانية الأنظار أكثر من الأناقة الأمريكية المتمثلة فى دار رالف لورين. 
وقامت ميلانيا فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية، بارتداء زى أنيق آخر مكون من سترة بيضاء مصممة خصيصا مع بنطلون مطاطى وبلوز أسود مع تفاصيل من القوس اللامع ونقوش ثعبانية تزين الزى وتعطى انطباعا قريبا من المنطقة وهى فى كل أزيائها كانت تتعمد أن تبدو كسيدات منطقة الشرق الأوسط ونجحت بجدارة. وبسبب تلك الأزياء المحتشمة لم يلتفت المسئولون السعوديون لفكرة عدم تغطيتها لشعرها خاصة أنها لم تكن سيدة أمريكا الأولى التى تقوم بذلك ولا حتى قادة العالم من النساء اللاتى زرن المملكة خلال الفترة السابقة ومنهن هيلارى كلينتون وميشيل أوباما وآخرهن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إلا أنها لاقت استحسانا كبيرا من السعوديين والعرب المشاركين فى القمة بسبب أزيائها المحافظة ولم يهتموا بأنها كسرت التقاليد السعودية التى تحتم على المرأة ارتداء الحجاب أمام الغرباء من الرجال.
يبرز فى هذا التطور أ ن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير قال إن السلطات السعودية لم تطالب أى شخص بالالتزام بقواعد محددة للملابس. إلا أن موقع وزارة الخارجية الأمريكية قال إن النساء اللاتى يخترن عدم الالتزام بلباس «غطاء أسود كامل الطول يعرف باسم العباءة وتغطية رؤوسهن يواجهن خطر المواجهة من متطوعين يعرفون بهيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والمعروفة باسم شرطة الأخلاق، واحتمال الاعتقال».