الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«من هنا يبدأ التاريخ» الذى تريده الشيخة «موزة»!

«من هنا يبدأ التاريخ» الذى تريده الشيخة «موزة»!
«من هنا يبدأ التاريخ» الذى تريده الشيخة «موزة»!


«من هنا يبدأ التاريخ».. هذا هو عنوان المؤامرة القطرية الجديدة على مصر. والدة أمير قطر «الشيخة موزة» تستكمل هذا الإصرار الفج على الوقيعة بين مصر والشقيقة السودان، واستعانت بأشهر نجوم العالم ودفعت لهم المليارات للعمل على إنتاج فيلم لتزوير تاريخ العالم فقط من أجل الكيد لمصر والمصريين، حيث بدأ بسرعة غريبة تثير الريبة تصوير فيلم قيل فى البداية إنه وثائقى، ثم أخيرا إنه سيكون سينمائيًا بطولة «أنجلينا جولى»،  و«ليوناردو دى كابريو» عن أهرامات السودان بهدف ترويج أن أهرامات البجراوية بالسودان أقدم من أهرامات الجيزة إحدى عجائب الدنيا السبع.

أهرامات البجراوية تعد أحد المستجدات التى أضيفت مؤخرا لملف الخلافات بين مصر والسودان، وبعد زيارة والدة أمير قطر الشيخة «موزة» لها فى 13 مارس الماضى، وتبعه حملة إعلامية بمصر ترفض ترويج الإعلام القطرى بأن الأهرامات السودانية أعرق من الأهرامات المصرية، وتطورت الأمور بعد أن اتهم السفير السودانى بالقاهرة عبد المحمود عبدالحميد الإعلام المصرى بالسخرية من تاريخ بلاده، وبعدما  اعتبر الإعلامى المصرى محمد الغيطى فى برنامجه «صح النوم» أن زيارة الشيخة موزة للأهرامات السودانية مكايدة نسائية، وقال إنها التقطت صورا بجانب «علبتى نستو» فى إشارة ساخرة لشكل الأهرامات السودانية، وبعدها خرج المتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان ليؤكد أن الأهرام السودانية أقدم من نظيرتها المصرية بألفى عام.
لم تمر عدة أيام على انتهاء زيارة الشيخة القطرية للسودان التى أعقبها سجال بين الرأى العام بالبلدين حول أقدمية الأهرامات بالبلدين، حتى أرسلت قطر معدات تصوير الفيلم المزعوم، وقامت بالدفع لأكبر نجوم العالم «جولي»، و«دى كابريو» ليتفرغا  من جميع التزاماتهما والطيران إلى السودان لتصوير الفيلم الذى حتى لم يكن هناك وقت لكتابة القصة الخاصة به، وإنما جاءت العجلة القطرية للطرق على الحديد وهو ساخن، خاصة بعد زيارة ناجحة لوزير الخارجية المصرى سامح شكرى للسودان عملت على تصفية الأجواء بين البلدين وإزالة سوء الفهم، والتى انتهت بالاتفاق على ميثاق شرف إعلامى بين  البلدين.
ووفقا  لصحيفة الراية القطرية - 2 مايو - فإن الدوحة بدأت فى أعقاب زيارة «موزة» تصوير فيلم من إنتاجها بطولة «أنجلينا جولي»، و«ليوناردو دى كابريو»، عن حضارة السودان وأهرامات البجراوية تحت عنوان «من هنا يبدأ التاريخ»، وبحسب الصحيفة فإن التصوير جارٍ بالفعل، وأن الدوحة ستعمل على منحه مجانا لأى قناة ترغب فى إذاعته مترجما لكل اللغات، إضافة إلى بثه على قناة الجزيرة!
«روزاليوسف» علمت من مصادر سودانية أن ما بدأ تصويره حاليا مجرد مشاهد لفيلم وثائقى قصير وليس الفيلم السينمائى المزعوم لـ«أنجلينا جولى» كما ادعت الصحف القطرية، حيث سيبدأ تصوير الفيلم السينمائى فى يوليو المقبل، ووفقا للمصادر فإن الفيلم الوثائقى القصير الذى تكاد تكون انتهت من إعداده قطر سيظهر فيه «الشيخ حمد آل ثان» متحدثا بنفسه عن توثيق تاريخ أهرامات البجراوية، حيث تم التقاط مشاهد له ضمن الفيلم الوثائقى خلال زيارته الأخيرة للخرطوم، وذلك بناء على طلبه، وإضافة إلى  أخذ مشاهد أخرى للفيلم الوثائقى لأماكن متفرقة فى المتحف القومى بالخرطوم ومنطقة «الدفوف» بالولاية الشمالية، وجبل البركل، كما تمت الاستعانة بالمخرج العالمى «إليخاندرو غوانزاليزا إيناريتو» الفائز بأوسكار أفضل مخرج لعامى 2015، و2016، لإخراج الفيلم القطرى عن أهرامات البجراوية.
والتزاما من «روزاليوسف» بالاتفاق الأخير بين وزيرى الخارجية بالبلدين بالتزام الإعلام من البلدين بميثاق شرف موحد يعمل على عدم إساءة طرف للآخر، فإننا أخذنا على عاتقنا عرض قضية السجال بشأن الأهرامات من وجهتى النظر من الجانبين المصرى والسودانى لتقصى الحقيقة والآراء وضمانا للحيادية والشفافية والتزاما بتلك الرغبة من إعلام البلدين بالسمو والترفع عن تلك المحاولات التى تهدف إلى الفتنة وإشعالها من وقت لآخر بين الشعبين الشقيقين، كما نؤكد على احترامنا الكامل فى «روزاليوسف» لتاريخ وعراقة الحضارة السودانية باعتبارها امتدادًا لحضارة بناها شعب  وادى النيل «مصر والسودان».
الدكتور أحمد المفتى مدير مركز الخرطوم الدولى لحقوق الإنسان قال إنه لا تستطيع السودان ولا مصر تزوير التاريخ لمصلحتها، ولهذا فإن أزمة أهرامات البجراوية يجب إدارتها بموضوعية، من حق كل دولة أن تروج لتاريخها وتحصل على الدعم الدولى سواء من قطر أو غيرها، ولكن ليس على حساب تقليل شأن آثار الدولة الأخرى، والحكم فى النهاية للسائح يذهب أينما شاء.
وقال إن زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى  للسودان كان لها أثر فى تهدئة الوضع المتأزم تجاه مصر  شعبيا ورسميا بالسودان، مؤكدا أهمية استمرار تلك الزيارات الوزارية فى سبيل تهدئة الاحتكاكات المتصاعدة والتى باتت تتعلق بالحريات الأربع والصادرات والآثار وسد النهضة إلى جانب الملف القديم الخاص بـ«حلايب».
وشدد المفتى قائلا: «طاولة المفاوضات هى السبيل الأمثل لحل تلك الخلافات مهما كانت الصعوبة».
فيما تساءل طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس  النواب المصرى عن مغزى الحديث عن أهرامات مصر ومقارنتها بأهرامات السودان خلال زيارة الشيخة القطرية مادام المقصد ليس الكيد السياسى لمصر، مشددا على أن هناك دولا مثل قطر وتركيا تلعب على إحداث الوقيعة والفتن بين مصر والسودان، نظرا لأهمية السودان لمصر باعتبارها أمنًا قوميًا، فيما اعتبر «الخولي» أن وجود ميثاق شرف إعلامى بين مصر والسودان لن يوقف الأبواق الإعلامية من قطر وتركيا عن بث سمومها لتأجيج الفتن بين البلدين، وهو ما يتطلب مزيدًا من الإدراك والفهم العميق على جميع المستويات بين البلدين لهذه الألاعيب التى تعبث بعلاقتهما من أجل إحداث الوقيعة باستمرار.
الخولى أكد أن مصر من مصلحتها أن تكون علاقتها جيدة بالسودان، بينما هناك توترات يتم افتعالها بشكل غير مبرر من حين لآخر من النظام السودانى تجاه مصر منذ 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان بمصر، مشيرا إلى أن قضية حلايب يتم تصعيدها أيضا بين حين وآخر لاستخدامها سياسيا من قبل النظام السودانى، رغم أنهم يدركون تماما أنها أراضٍ مصرية.
الترويج لآثار السودان باعتبارها الشريكة لمصر فى امتلاك تاريخ حضارة وادى النيل، لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يقلق المصريين، وإنما ما يعد مرفوضا هو أن تتم شيطنة تفاصيل التاريخ وعمل مقارنات ليس الهدف منها الترويج السياحى للمناطق الأثرية بالسودان بقدر ما هو بث السموم القطرية للتقليل من تاريخ وعراقة المصريين. 